(167)سلسلة التوحيد والعقيدة
اسم الله تَعَالَى الرزاق
قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ
اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58].
﴿
الرَّزَّاقُ﴾ أي: كثير الرزق، فسبحانه ما أوسع رزقهُ
وجل شأنه! شمل رزقه العالَم العلوي والعالَم السفلي، ورزق الأجنة في بطون أمهاتهم،
والحيوانات، وغير ذلك، بيده خزائن السموات والأرض: ﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ
تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ﴾
[الإسراء: 100].
وإذا
علم الإنسان أن الله هو الرزاق يكون مطمئنًا أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سيرزقه
من واسع فضله ولن يضيعه، وقد تكفل الله بذلك، فقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ﴾[هود].
واسم الله(الرزاق) من أسماء الله الحسنى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180].
وأرزاق الله التي يرزق بها
عبده على قسمين:
قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/179):
الرزق ينقسم إلى قسمين: عام وخاص.
فالعام: كل ما ينتفع به البدن، سواء كان
حلالًا أو حرامًا، وسواء كان
المرزوق مسلمًا أو كافرًا.
و
الرزق الخاص، هو ما يقوم به الدين من العلم النافع والعمل
الصالح والرزق الحلال المعِين على طاعة الله؛ ولهذا جاءت الآية الكريمة: ﴿الرَّزَّاقُ﴾
ولم يقل: الرازق؛ لكثره رزقه وكثرة من يرزقه، فالذي يرزقه الله عز وجل لا يحصى
باعتبار أجناسه، فضلًا عن أنواعه، فضلًا عن آحاده؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا
مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6]، ويعطي الله الرزق بحسب الحال. اهـ.
ونكون استفدنا: أن
الرزق ليس خاصًّا بالمال. الحفظ رزق من الله، العلم النافع، و الذكاء، و الفهم، و الولد،
الزوجة الصالحة، والزوج الصالح، إلى غير ذلك.
الرزق لغة: الحظ والنصيب.
واصطلاحًا:
ما ينفع من حلال أو حرام.
على
هذا التعريف يشمل الرزق الحرام.
وقد جاء عن المعتزلة أنه لا يقال للمال الحرام:
رزق.
قال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين»(1/205): وزعموا-أي: المعتزلة- بأجمعهم أن
الله سبحانه لا يرزق الحرام كما لا يملك
الله الحرام، وأن الله سبحانه إنما رزق
الذي ملكه إياهم دون الذي غصبه.
اهـ.
واستدلوا بقول الله تَعَالَى:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)﴾[يونس]. وهذا مردود؛ لأن الذي ليس له مال حلال هل معناه أنه لا رزق له؟!
الله عَزَّ وَجَل يقول:
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾، فهذا يدل على أن المال الحرام يسمى
رزقًا.
[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/167.html