سلسلة التوحيد والعقيدة


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(166)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(166)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                                من علم الغيب

        

قال تَعَالَى: ﴿وَمَا
تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه﴾[فاطر:11].

 

وهذا مما
استأثر الله بعلمه، أنه يعلم ابتداء الحمل ويعلم نهايته.

 حتى إن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول في شأن العزل: «لَا عَلَيْكُمْ ألَّا  تَفْعَلُوا، مَا كَتَبَ اللهُ خَلْقَ نَسَمَةٍ
هِيَ كَائِنَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِلَّا سَتَكُونُ» رواه مسلم  (1438)عن أبي سعيد الخدري.

فالله تَعَالَى يعلم ابتداء
الحمل، وهو الذي يسوق إلى ذلك، قد يكون لا يرغب الأبوان في الحمل ويأتي من غير
رضاهما، حتى إنه(قَدْ يَسْبِقُ الْمَاءُ مِنْ غَيْرِ شُعُورِ الْعَازِلِ؛
لِتَمَامِ مَا قَدَّرَهُ اللَّهُ)، فلله الحكمة البالغة.

ما بين القوسين من « سبل السلام»(2/214).

هذه الآية فيها بعض التفصيل في
علم الله سُبحَانَهُ، وهذا عام في الإناث، من الآدميات والحيوانات.

 

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية
لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/166.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(167)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(167)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

 اسم الله تَعَالَى الرزاق

 

قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ
اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58]
.

 

﴿ الرَّزَّاقُ﴾ أي: كثير الرزق، فسبحانه ما أوسع رزقهُ
وجل شأنه! شمل رزقه العالَم العلوي والعالَم السفلي، ورزق الأجنة في بطون أمهاتهم،
والحيوانات، وغير ذلك، بيده خزائن السموات والأرض: ﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ
تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ﴾
[الإسراء: 100].

وإذا
علم الإنسان أن الله هو الرزاق يكون مطمئنًا أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سيرزقه
من واسع فضله ولن يضيعه، وقد تكفل الله بذلك، فقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ﴾[هود].

واسم الله(الرزاق) من أسماء الله الحسنى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180].

وأرزاق الله التي يرزق بها
عبده على قسمين:

قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/179):
الرزق ينقسم إلى قسمين: عام وخاص.

فالعام: كل ما ينتفع به البدن، سواء كان
حلالًا أو حرامًا، وسواء كان المرزوق مسلمًا أو كافرًا.

والرزق الخاص، هو ما يقوم به الدين من العلم النافع والعمل
الصالح والرزق الحلال المعِين على طاعة الله؛ ولهذا جاءت الآية الكريمة: ﴿الرَّزَّاقُ﴾
ولم يقل: الرازق؛ لكثره رزقه وكثرة من يرزقه، فالذي يرزقه الله عز وجل لا يحصى
باعتبار أجناسه، فضلًا عن أنواعه، فضلًا عن آحاده؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا
مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6]، ويعطي الله الرزق بحسب الحال. اهـ.


ونكون استفدنا: أن
الرزق ليس خاصًّا بالمال. الحفظ رزق من الله، العلم النافع، و الذكاء، و الفهم، و الولد،
الزوجة الصالحة، والزوج الصالح، إلى غير ذلك
.

 

 الرزق لغة: الحظ والنصيب.

واصطلاحًا:
ما ينفع من حلال أو حرام.

على
هذا التعريف يشمل الرزق الحرام.

 وقد جاء عن المعتزلة أنه لا يقال للمال الحرام:
رزق.

قال أبو الحسن الأشعري في «مقالات الإسلاميين»(1/205): وزعموا-أي: المعتزلة- بأجمعهم أن
الله سبحانه  لا يرزق الحرام كما لا يملك
الله الحرام، وأن الله  سبحانه إنما رزق
الذي ملكه إياهم دون الذي غصبه.

اهـ.

 واستدلوا بقول الله تَعَالَى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)﴾[يونس].
 وهذا مردود؛ لأن الذي ليس  له مال حلال هل معناه أنه لا رزق له؟!

 الله عَزَّ وَجَل يقول: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾، فهذا يدل على أن المال الحرام يسمى
رزقًا.


[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/167.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(168)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(168)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

اسم الله تَعَالَى القوي

 

قال
تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)﴾[الحج].

 

فيه
الإيمان بهذا الاسم.

 

وفيه
صفة القوة لله سُبحَانَهُ وأنه لا يعجزه شيء، ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ
مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا
قَدِيرًا (44)﴾[فاطر].

 وابن آدم له قوة، كما قال الله تَعَالَى عن قوم
عاد: ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ
الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يَجْحَدُونَ (15)﴾[فصلت].

 وقال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ
قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ
(54)﴾[الروم].

 

لكنها ليست بشيء إلى قوة الله
تَعَالَى.

بل قال ابن القيم رَحِمَهُ الله
في
«الصواعق
المرسلة
»(2/430):
قَدِّر قوى جميع المخلوقات اجتمعت لواحد منهم ثم كان جميعهم على قوة ذلك الواحد،
فإذا نسبت قوته إلى قوة الرب تبارك وتعالى لم تجد لها نسبة وإياها البتة، كما لا
تجد نسبة بين قوة البعوضة وقوة الأسد
.

 

وقال
رَحِمَهُ الله  في «شفاء العليل»(108): ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخص واحد منهم، ثم
أعطي كل منهم مثل تلك القوة لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة
إلى حملة العرش. اهـ.

وهذا يستفاد منه:

عظمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى،
فما أعظمه، وجل شأنه!

وفيه تخويف الظالم والخائن والعاصي
من بطش الله؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قوي لا يعجزه شيء.

وفيه التخفيف عن المظلوم والمصاب
والمكروب، وأن الله سُبحَانَهُ قوي على نصره وإزالة كربِهِ، والله أعلم.

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/168.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(169)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(169)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

اسم الله تَعَالَى المتين

 

قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ
اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58]
.

 

﴿ الْمَتِينُ ﴾ أي: الشديد.

    

قال
الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «شرح العقيدة الواسطية»(1/182): أي: الشديد في قوته، والشديد في عزته، الشديد في جميع
صفات الجبروت، وهو من حيث المعنى توكيد للقوي.

 

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/169.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(170)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(170)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                       من
أسماء الله الغفور، الغفار


 

قال تَعَالَى:
﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14].

 

وقال نبي الله نوح لقومه: ﴿فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)﴾[نوح].

 

قال ابن الأثير في « النهاية»(3/373)عن اسمَي
الله الغفار والغفور: وَهُمَا مِنْ أبنِية الْمُبَالَغَةِ، وَمَعْنَاهُمَا
السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ وَعُيُوبِهِمْ، المُتَجاوِز عَن خَطَاياهُم
وَذُنُوبِهِمْ.

وَأَصْلُ الغَفْر: التَّغْطِية.

يُقَالُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ غَفْرًا
وغُفْرَانًا ومَغْفِرَة.

والمَغْفِرَة: إلْبَاس اللَّهِ تَعَالَى العَفْوَ للمُذْنِبين.

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/170.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(171)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(171)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                         اسم الله الودود

 

قال تَعَالَى: ﴿وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾[البروج:14]

الودود بمعنى: فاعل، أي: يود
عبادَه من أنبيائه ورسله وأوليائه.

 وبمعنى مفعول أي: يودُّهُ عبادُه،
فالله سُبحَانَهُ وادٌّ ومودود، كما قال الله
عَزَّ وَجَل:﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾[التوبة:54 وقد اقتصر الإمام البخاري في «صحيحه»(13/ 408) في كتاب
التوحيد على المعنى الثاني، وقال: الْوَدُودُ الْحَبِيبُ.
اهـ. واللفظ يتناول المعنيين، كما قرر هذا ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ.

وهذا نص كلام ابن القيم:

قال رَحِمَهُ الله في «التبيان
في أقسام القرآن»(93):
الودود المتودد إلى عباده بنعمه، الذي يود من
تاب إليه وأقبل عليه.

 وهو الودود أيضًا، أي: المحبوب، قال البخاري في «صحيحه»: الودود الحبيب.
والتحقيق أن اللفظ يدل على الأمرين على كونه وادًّا لأوليائه، ومودودًا لهم،
فأحدهما بالوضع والآخر باللزوم، فهو الحبيب
المحب لأوليائه يحبهم ويحبونه، وقال شعيب عليه
السلام ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾.

وقال رَحِمَهُ الله في «طريق الهجرتين»(233): وتأمل سر اقتران هذين الاسمين في قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ هُوَ يُبْدِيءُ وَيُعِيدُ
وَهُوَ الْغَفُورُ الْودُود﴾[البروج: 13-14 تجد فيه
من الرد والإنكار على من قال: لا يعود الود
والمحبة منه لعبده أبدًا، ما هو من كنوز
القرآن ولطائف فهمه، وفي ذلك ما يهيج القلب
السليم ويأْخذ بمجامعه ويجعله عاكفًا على ربه-الذى
لا إله إلا هو ولا رب له سواه-عكوف المحب
الصادق على محبوبه الذى لا غنى له عنه، ولا بد
له منه، ولا تندفع ضرورته بغيره أبدًا.

وقال رَحِمَهُ الله في « جلاء
الأفهام»(315):
أما الْوَدُود فَفِيهِ قَولَانِ:

أَحدهمَا: أَنه بِمَعْنى فَاعل، وَهُوَ الَّذِي يحب أنبياءه وَرُسُله وأولياءه
وعباده الْمُؤمنِينَ.

وَالثَّانِي: أَنه بِمَعْنى
مودود، وَهُوَ المحبوب الَّذِي يسْتَحق أَن
يُحَب الْحبّ كُله، وَأَن يكون أحب إِلَى
العَبْد من سَمعه وبصره وَجَمِيع محبوباته.
اهـ.

والودود فيه صفة الود لله عَزَّ وَجَل.

وقد جمع
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بين هذَين الاسمين: الغفور الودود، وقدَّم الغفور على
الودود، وفي ذلك فائدة وهي: أن الله يودُّ عبدَه بعد المغفرة.

قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «روضة
المحبين»(47): وفيه سر لطيف، وهو أنه يحب
التوابين، وأنه يحب عبده بعد المغفرة، فيغفر له ويحبه، كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾، فالتائب حبيب
الله، فالود أصفى الحب وألطفه.

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه
الله تعالى]  

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/171.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(172)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(172)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                          صفة الرحمة لله عَزَّ
وَجَل

قال تَعَالَى عن ملائكته حملة العرش: ﴿رَبَّنَا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7].

هذه الآية فيها سعة رحمة الله
وعلمه.

 وروى البخاري (7553)، ومسلم (2751) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ
كِتَابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ، أَوْ قَالَ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ
عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ».

هذه الآية فيها عموم رحمة الله،
وأن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، فرحمة الله على قسمين:

عامة بجميع الخلق.

وخاصة بالمؤمنين، كما قال
تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) ﴾[الأحزاب]، وقال تَعَالَى: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
﴾[الأعراف:156]. هذه رحمة خاصة بالمؤمنين في دينهم وإيمانهم وهدايتهم.

أما الرحمة بالكفار فهي رحمة
جسدية بدنية دنيوية، فالذي يرزق الكافر هو الله، الذي يرزقه الطعام والشراب
واللباس والمسكن والمنكح وغير ذلك.

 يراجع «شرح العقيدة الواسطية»(1/221) للشيخ ابن
عثيمين رَحِمَهُ اللهُ.

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/172.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(173)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(173)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

قوله تَعَالَى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمًا﴾[الأحزاب:43].

هذه رحمة خاصة بالمؤمنين، يرحم
الله المؤمنين في الدنيا والآخرة.

 

وفيه صفة الرحمة لله عَزَّ
وَجَل، وأن الله أرحم الراحمين، أرحم بالخلق من أمهاتهم، وقد رأى النّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ امرأة تنظر ولدًا لها في
سبي فلما رأته ألصقته ببطنها كما في الحديث الذي رواه
البخاري (5999)، ومسلم (2754) عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا
امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ
صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ
،
فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ
طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ» قُلْنَا: لا، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا
تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

« فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا
وَأَرْضَعَتْهُ» من شدة الفرح.

وعموم الآية يدل على أن الله أرحم بالإنسان
من نفسه، وهو أرحم الراحمين.

هذه جملة من الآيات في صفة الرحمة لله عَزَّ وَجَل، وأهل التعطيل
ينكرون هذه الصفة، وقالوا: الرحمة تأتي عن رقَّة في القلب وتأتي عن ضعف، فنفوا هذه
الصفة؛ لأنهم قاسوا رحمة الله برحمة المخلوق، فوقعوا في الخطأ!

ونحن أهل السنة نثبت الصفة ونقول: من غير تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل
ولا تكييف ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11]،
وهذا هو الواجب علينا في صفات الله سُبحَانَهُ أن نثبتها ولا نشبه، أو ننفيها،
إثباتًا من غير تشبيه، ونفيًا من غير تعطيل، والله أعلم.

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/173.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1489
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(174)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(174)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

هل الله سُبحَانَهُ
يرحم الكافر؟

 يرحم الكافر في الدنيا، لكنها رحمة قاصرة؛ لأنها تتعلق برحمته
الدنيوية، أما في الآخرة فلا رحمة للكافر أصلًا، قال الله تَعَالَى عن الكفار وهم
في النار: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا
ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
(107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ
مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)﴾ [المؤمنون: 108].

 وقال تَعَالَى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا
مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37)﴾
[المائدة].

وقال: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ
اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ
الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً
فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ
أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ(167)﴾[البقرة].

 وقال سُبحَانَهُ: ﴿لَا يُقْضى عَلَيْهِمْ
فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها
كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فَاطِرٍ: 36].


 

وهل نص على هذا الدليل أن الله يرحم الكافر في الدنيا في دنياه وبدنه؟

 نعم، قوله تَعَالَى عن ملائكته حملة العرش:
﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾[غافر:7].

علق
الشيخ ابن عثيمين في«شرح العقيدة الواسطية»(1/221): يدل على أن كل شيء وصله علم الله، وهو واصل لكل شيء، فإن رحمته وصلت إليه؛ لأن الله قرن
بينهما في الحكم ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّشَيْءٍ
رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾.


وهذه هي الرحمة العامة التي تشمل جميع المخلوقات، حتى الكفار؛ لأن
الله قرن الرحمة هذه مع العلم، فكل ما بلغه علم الله، وعلم الله بالغ لكل شيء، فقد
بلغته رحمته، فكما يعلم الكافر، يرحم الكافر أيضًا.

لكن رحمته للكافر رحمة جسدية بدنية دنيوية قاصرة غاية القصور بالنسبة
لرحمة المؤمن، فالذي يرزق الكافر هو الله الذي يرزقه بالطعام والشراب واللباس
والمسكن والمنكح وغير ذلك. اهـ.

أي: علم الله يصل إلى كل شيء فكذلك رحمته العامة تصل إلى كل شيء ومن
ذلك الكفار.

 

[مقتطف
من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/174.html

أضف رد جديد