نور الدين السدعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:
فمن بدع الخوارج الكبرى التي ظهرت في هذا العصر التفجيرات والتلغيمات التي شوهت الإسلام وجرأت الأعداء على المسلمين.
ومما حصل مؤخرا أن قام بعض الناس بالتفجير وسط المصلين في يوم الجمعة في مسجدين من المساجد التابعة للشيعة في صنعاء، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، وقد حاول بعض الناس إلصاق هذه التهمة بأهل السنة التي هم منها في غاية البراءة، فأخرج شيخنا محمد الإمام –حفظه الله- كلاما أنكر فيه هذا المنكر، وبرأ الدعوة السلفية منه.
فصدر من الشيخ الوالد عبيد الجابري –حفظه الله- كلام اعترض به على الإنكار الصادر من الشيخ الإمام -حفظه الله-.
وقد أثار اعتراض الشيخ عبيد إشكالا وجدلا عند كثير من طلبة العلم وعوام أهل السنة، حيث فهم البعض أن الشيخ عبيدا يجيز مثل هذه الأعمال الإجرامية إذا كانت في حق الرافضة، كما يوهمه كلامه –حفظه الله-
وممن اغتر بكلام الشيخ عبيد –وفقه الله- وانخدع به وتعصب له أحد المتعالمين المتصدرين للفتوى والخوض في الفتن في جنوب المملكة في (جازان) المدعو فواز المدخلي –وفقنا الله وإياه- حيث تبنى القول في هذه المسألة المخالفة لإجماع أهل السنة في هذا العصر، ولج في الخصومة فيها، واستدل لها باستدلالات عجيبة وغريبة! إما جهلا منه لضعف مستواه وعدم ترسخه في العلم، أو حقدا منه على الشيخ الإمام فيحب أن يشوه سمعته ولو على حساب المخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة، أو تعصبا منه للشيخ عبيد حتى لا يقال عنه أخطأ بإجماله الكلام في هذه المسألة.
ومن الأضرار والمحاذير الشرعية الناتجة عن هذه الأعمال المحرمة، ما يلي –إن شاء الله-
1-الغدر الذي كان النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا بعث سرية حذرهم منه؛ كما في ( صحيح مسلم) (1731) من حديث بريدة –رضي الله عنه- وما ذاك إلا لعظيم شؤمه وخطره حتى في حق المحاربين من الكفار.
قال الحافظ بن حجر: «الغدر حرام باتفاق سواء أكان في حق المسلم أو الذمي» (فتح الباري) (1/124).
2- قتل من لا يجوز قتلهم في الأصل كالأطفال، فقد نهى النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن قتل النساء والصبيان. كما في الصحيحين من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما-.
قال الإمام النووي –رحمه الله-: «أجمع العلماء على العمل بهذا الحديث، وتحريم قتل النساء والأطفال إذا لم يقاتلوا» (شرح صحيح مسلم) (12/73)
3- أن هذه المساجد ليست خالصة للشيعة، بل يصلي فيها غيرهم من عموم المسلمين الأبرياء، وقد أخر الله فتح مكة من أجل قلة قليلة من المسلمين، ولزوال الدنيا عند الله أهون من قتل مسلم بغير حق.
4- فتح المجال لتفجير مساجد أهل السنة من قبل الشيعة، الأمر الذي يؤدي إلى الاستهانة بحرمة المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله، وجعلها هدفا للانتقام، وما حصل من تفجير عشرات مساجد السنة والشيعة في العراق) خير دليل على ذلك. والشريعة الإسلامية قد جاءت بجلب المصالح ودرء المفاسد وسد الذرائع كما هو معلوم.
5- فتح المجال لتشويه دعوة أهل السنة الصافية النقية، وقد ترك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم –عليه الصلاة والسلام- وترك قتل المنافقين حفاظا على سمعة الدعوة وصيانة لها.
وقد ذكر الإمام العثيمين –رحمه الله- أن التفجيرات زادت الإسلام تشويها. http://t.co/C09omAah5A
هذه بعض الأضرار الناجمة عن القيام بتفجير مساجد الشيعة أو غيرهم من المخالفين لمعتقد أهل السنة والجماعة، وليس على سبيل الاستيعاب.
وقد تصدى علماء أهل السنة في هذا العصر لهذا المنهج الخارجي الخبيث والمعتقد الفاسد وبيان الأضرار الناجمة عن هذه التصرفات الهوجائية، وفتاواهم في ذلك بالعشرات بفضل الله؛ بل أفردت بالتأليف، وهذا مصدر لجملة منها لمن أحب الوقوف عليها في شبكة سحاب السلفية (فتاوى العلماء الكبار في العمليات الانتحارية) (منبر الرد على أهل الفتن)
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=114416ـ.( 14/206 ) .
والمعلوم أن تجويز هذه الأعمال حتى في حق الكفار هو قول الخوارج في هذا العصر ومن سار سيرهم في هذه المسألة كالقطبيين والسرورية.
ولكن فواز المدخلي خالف فتاوى علماء أهل السنة في هذا العصر، وتكلف في الدفاع عن هذا العمل الخارجي الخبيث، وهاك شيئا من كلامه في هذه المسألة وتكلفه في الدفاع عنها: نشر فواز في (شبكة سحاب) مقالا قال فيه: صدق السلفيون حينما حذروا من محمد الإمام، محمد الإمام يستنكر تفجير مساجد الروافض تطبيقا لوثيقة الكفر.
وجرى عن طريق صفحته في (الفيس بوك) بينه وبين أكثر من أخ حوارا في هذه المسألة وهو مصر على رأيه فيها، ومن ذلك ما جرى بينه وبين الأخ عبد الرحمن درج، وهاك نص الحوار الذي جرى بينهما في هذه المسألة:
قال له الأخ عبد الرحمن درج: يا شيخ فواز: بغض النظر عن الوثيقة هل يجوز تفجير مساجد الشيعة وهل المنهج السلفي يأمر بهذا؟ هل يجوز تفجير المساجد وهل تؤيد هذا إن حصل؟
فأجابه فواز المدخلي بقوله: هل هم مسلمون؟ وهل مساجدهم مساجد قامت على الإسلام؟
فقال له عبد الرحمن درج: هل يجوز تفجير مساجد الشيعة؟ السؤال واضح يا شيخ فواز؟
فأجابه فواز المدخلي بقوله: ماذا فعل النبي –بمسجد الضرار؟ راجعوا السيرة؟ هذا وهو مسجد في ظاهره الصلاة والعبادة فكيف بمساجد قامت على الأضرحة والقبور؟ العصبية أعمتهم! أصبحوا يعتذرون لعباد القبور، والله المستعان. انتهى.
وكلام فواز الذي هنا صريح في تبرير ما حصل في (صنعاء) من تفجير مسجدين للشيعة مع من فيهما من المصلين، بحجة أنهم كفار ومساجدهم لم تقم على الإسلام؟!!
ولعل فوازا أخذ هذا من ظاهر كلام الشيخ عبيد، في رده على الشيخ الإمام، حيث قال الشيخ عبيد مخاطبا الشيخ الإمام: أظن أن هذا يا مسكين امتدادا لقولك الذي سمعناه قبل نحو شهرين من العيب على أهل جهاد الحوثة وأنهم يقتلون المسلمين، فمفهوم كلمتك بل إشارة التي تغني عن عبارة تدل على أنك تعتقد أنهم مسلمون يا مسكين اهـ
واستدلال فواز على جواز هذا الفعل المحرم بأنهم ليسوا مسلمين يؤكد لنا صحة طلب الشيخ البرعي من الشيخ عبيد –حفظهما الله- إزالة الإبهام في كلامه الذي يوهم جواز تفجير مساجد الرافضة مع من فيها من المصلين لأنهم كفار! وإن كان الشيخ عبيد –وفقه الله- لا يعتقد جوازه في الأصل.
ويبين لنا زيف دعوى محمد بن غالب أن كلام الشيخ عبيد واضح أنه إنما أنكر على الشيخ الإمام عدم إنكاره تفجير مساجد أهل السنة! فلو كان كلام الشيخ عبيد –حفظه الله- واضحا جليا كما يزعم محمد بن غالب –وفقه الله- لما اغتر بعض طلبه العلم كفواز المدخلي بذاك الإجمال في كلام الشيخ عبيد وترجمه هنا بتبرير ما حصل في (صنعاء) من تفجير مسجدين للشيعة مكتظين بالمصلين؟! راح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى.
وما هي إلا أيام وإذا به يحصل في نفس الزمان -يوم الجمعة- عملية انتحارية – في مسجد في ( القديح) في منطقة (القطيف) من (المملكة العربية السعودية) بتاريخ (4 شعبان من هذا العام (1436هـ) نحوا مما حدث في (صنعاء) تماما، حيث قام بعض الناس بتفجير نفسه في يوم الجمعة في وقت الصلاة في مسجد على بن أبي طالب التابع للرافضة في (القطيف) مما أدى إلى سقوط نحو (20) قتيلا، وعشرات الجرحى.
وقد قام مفتي المملكة العلامة عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله- كما هو منهج أهل السنة تجاه هذه الأعمال الإجرامية باستنكار هذا العمل الإجرامي، وبأقوى بكثير جدا من لهجة الشيخ محمد الإمام –حفظه الله- حيث قال العلامة آل الشيخ -حفظه الله-:
http://rsalafs.com/play.php?catsmktba=1818
في حديث لقناة (الإخبارية) «هذا العمل الإجرامي هو منهج الأعداء بالإجرام والإفساد واختراق صفوف الأمة، وهذا العمل جرمٌ وعارٌ وإثمٌ عظيم».
وأضاف: «لَعَنَ الله من خَطّط ودبّر له وأعان عليه، والواجب علينا تقوى الله، وأن نكون يداً واحدة، وأن نؤيد ولاة أمرنا، ونشدّ أزرهم، وندعو الناس للتآلف بينهم».
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيقول فواز عن فتاوى علماء السنة في هذا العصر كالألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والفوزان وغيرهم في تحريم العمليات الانتحارية؟!
هل سيتهمهم بالدفاع عن اليهود قتلة الأنبياء؟!
هل سيتهمهم بالدفاع عن عباد القبور حين حرموا القيام بهذه الأعمال في حق اليهود؟!!
أم أن هذا الحكم خاص بالشيخ الإمام؟
نعوذ بالله من الهوى والتعصب المقيت، يرمون غيرهم بالتعصب وهم أحق بذلك وأليق به!
ماذا سيقول فواز المدخلي وأمثاله عن هذه الإدانة من العلامة آل الشيخ –حفظه الله- لتفجير مسجد الرافضة في (القطيف) وَوصْفِه لهذا العمل بأنه جرم وعار وإثم عظيم، وقيامه بلعن من خطط ودبر له وأعان عليه! هذه العبارات التي لم ترد في كلام الشيخ محمد الإمام –حفظه الله-
هل سيطعنون في العلامة آل الشيخ –حفظه الله- كما طعنوا في الشيخ الإمام؟
أم أن هذا الإنكار خاص بالشيخ الإمام؟
كيف لو تلفظ الشيخ الإمام بهذه العبارات التي قالها العلامة آل الشيخ –حفظه الله- ولعن من قام بهذا العمل؟! لربما أخرجوه من السنة من أوسع أبوابها! واستحلوا دمه وماله وعرضه وحكموا عليه بالرفض والعمالة! واتهموه بما ليس فيه! عياذا بالله من الهوى وعدم الإنصاف.
مع أنه ينبغي أن يعلم أن تبرئة الشيخ الإمام للدعوة السلفية مما حدث في (صنعاء) أولى من إنكار العلامة آل الشيخ –حفظه الله- لهذا العمل الذي لا يمثل الدعوة السلفية بحال من الأحوال، وذلك أن مساجد الشيعة في (اليمن) ليست كمساجد الشيعة في (العراق) و (السعودية) من حيث أن مساجد الشيعة في (العراق) و (السعودية) لا يدخلها ويصلي فيها في الأصل إلا هم، بخلاف مساجد الشيعة في (صنعاء) فهي واقعة في حارات غالبها سنة من حيث الجملة، فيصلي فيها أهل تلك الحارة وبعض من يمر عليها من غيرهم، ولهذا تجد الذين يقومون بالضم والتأمين في مساجد الشيعة في اليمن أضعاف الشيعة الذين لا يقومون بذلك.
فعلى هذا فالشيخ الإمام من باب أولى أن يبرئ الدعوة السلفية من مثل هذه الأعمال الإجرامية، لما في ذلك من المنافع والفوارق التي سبقت معنا –بفضل الله- خاصة والفتنة في اليمن قائمة على قدم وساق، مع محاولة البعض إلصاق هذه التهمة بأهل السنة.
وأما استدلال فواز المدخلي –هداه الله- على جواز ما حدث في (صنعاء) بهدم النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لمسجد الضرار، فاستدلال عجيب يدل على قلة علمه، وقبيح تعصبه، لا نعلم أحدا من العالمين سبقه إلى هذا الاستدلال –حتى من التكفيريين والقطبيين والخوارج الذين يشيدون بهذه الأعمال- وكأن لسان حال فواز يقول:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ..لآت بما لم تستطعه الأوائل
وبيان زيف استدلاله هذا من عدة أوجه:
الأول: النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لم يهدم مسجد الضرار مع من فيه من المصلين، وأتحدى من يثبت ذلك، فظهر الفرق بين الأمرين.
الثاني: النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هدم مسجد الضرار بوحي من الله وهو إمام المسلمين وولي أمرهم، بخلاف ما حصل في (صنعاء) و (القطيف).
الثالث: لم يحصل في هدم النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غدر بأحد من الناس، ولا قتل لأحد من الأبرياء، ولا تشويه للدعوة، بخلاف ما حصل في (صنعاء) و (القطيف).
وأما تبرير فواز لما حصل في (صنعاء) بأن مساجد الشيعة مبنية على القبور! فالرد عليه من وجهين، الأول: أن المسجدين اللذين فجرا في (صنعاء) ليسا مبنيين على القبور.
الثاني: على فرض أنها مبنية على القبور فليس هذا مبررا لتفجيرها مع من فيها من المصلين، بل الحكم الشرعي في هذه الحالة هدم المتأخر منهما إما المسجد أو القبور، دون تفجير المساجد مع من فيها من المصلين، ومرد ذلك إلى ولي الأمر لا إلى غيره من عامة الناس.
وقد وجه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية برقية في محاسبة ومحاكمة كل من شارك أو خطط أو تعاطف مع جريمة القديح وهذا نصها:
صاحب السمو الملكي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية (القديح) مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.
إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال، ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.
ونرغب إليكم نقل تعازينا الحارة لأهلنا في (القديح) من أسر المتوفين ـ نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جنته ـ ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل. حفظ الله بلادنا وشعبنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
الرابط:- http://www.okaz.com.sa/24x7/Articles/20 ... 29582.html
وجاء في موقع (سبق)- جازان: وجه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ) في تعميم عاجل؛ الخطباء؛ بتناول موضوع (جريمة تفجير جامع علي بن أبي طالب) في بلدة (القديح) بمحافظة (القطيف) الإجرامي في خطبهم يوم الجمعة الحادي عشر من شهر شعبان الجاري.
ودعا إلى ضرورة فضح أعمال ومخططات هذه الفئة الضالة، وبيان حُكم ما اقترفوه من جرائم، والتأكيد على أهمية الأمن والاستقرار، وإبراز مسؤولية كل فرد في هذا المجتمع عن ذلك، واستنكار استهداف المواطنين الآمنين ورجال الأمن؛ مما يُعَد إفساداً في الأرض وخروجاً على طاعة ولاة الأمور، وسفكاً للدم الحرام في الشهر الحرام.
وأكد الوزير أنه يجب على جميع الخطباء أن يولوا الموضوع عنايتهم، ويستدلوا على ذلك بنصوص الكتاب والسنة، وفتاوى كبار العلماء.
من جهته أكد مدير عام فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بجازان (الشيخ أحمد بن عيسى الحازمي) لـ(سبق) أنه تم إبلاغ جميع الخطباء في المنطقة بهذا التوجيه اهـ
وبعد هذا البيان الصارم تجاه هذا المنكر من قبل الحكومة السعودية من قبل الملك والمفتي ووزير الأوقاف نحن بانتظار الجواب من الأخ فواز المدخلي–هداه الله- في شأن ما جرى في (القطيف) هل سيبرر له ويدافع عنه ويلتمس له الأدلة ويصبغه بالصبغة الشرعية كما صنع في التفجير الذي حصل في (صنعاء)؟! أم أنه التعصب والهوى ومقاضاة الأغراض والكيل بمكيالين تحت مسمى الغيرة على السنة؟!!!
وأخيرا: أنصح الأخ فواز المدخلي –وفقه الله-
أولا: أن يعلن التوبة إلى الله من تبرير مثل هذه الأعمال الإجرامية كما أقرها وتجلد في الدفاع عنها علنا.
ثانيا: أن لا يتصدر للفتوى في مثل هذه المسائل وفي غيرها التي بينه وبينها بعد المشرقين، وأن لا يغتر بمن ينفخ فيه من الطائشين ويسأله عن مثل هذه النوازل، فالفتوى بغير علم كما قال سماحة الإمام ابن باز –رحمه الله-: «ومن أعظم الجرائم الفتوى بغير علم، فكم ضل بها من ضل، وهلك بها من هلك، ولا سيما إذا كانت الفتوى معلنة على رؤوس الأشهاد، وممن قد يغتر به بعض الناس؛ فإن الخطر عظيم، والعواقب وخيمة! وعلى المفتي بغير علم مثل آثام من تبعه» ”مجموع فتاوى ابن باز((3/ 219).
والأخ فواز –وفقنا الله وإياه- كما قال بعض إخواننا ليس له إلا الشهرة بلقب المدخلي، قلنا هذا لأن بعض الناس قد يظن أن من تصدر للفتوى في النوازل والفتن ممن لقبه المدخلي أنه بالمكانة العلمية ولو كالشيخ ربيع بن هادي المدخلي أو كالشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظهما الله تعالى-!
والحقيقة أن فواز دون هذا المستوى بمراحل! ويتبين ذلك من خلال فتاويه واستدلالاته العجيبة! فقد أقحم نفسه بالخوض فيما ليس له بأهل وفيما لا يعنيه، وما ذكرناه عنه هنا من الزلل العظيم في هذه المسألة خير دليل على ذلك.
ولو أن الأخ فواز –وفقه الله- أقبل على طلب العلم وترك الخوض فيما لا يعنيه، ونظر بعين العدل والعقل إلى حال إخوانه أهل السنة في اليمن العصيبة التي يمروا بها لأخر التشغيب عليهم على أقل الأحوال إلى وقت الأمن وصلاح الأحوال!
نعوذ بالله من استغلال حالة ضعف أهل السنة للانتقام منهم وبث الأحقاد تحت مسمى الغيرة على السنة! ولو على حساب التهوك في أعراض الأبرياء، والمخالفة لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
نسأل الله لنا ولأخينا فواز المدخلي –وفقنا الله وإياه- التوفيق والسداد، والثبات على الحق حتى الممات.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ نورالدين السدعي، ليلة الجمعة (11/8/1436هـ)