كشف التلبيس في نزهة الحذيفي/ نور الدين السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
رشاد بن عبدالرحمن
مشاركات: 35
اشترك في: صفر 1436

كشف التلبيس في نزهة الحذيفي/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة رشاد بن عبدالرحمن »

بسم الله الرحمن الرحيم

كشف التلبيس في نزهة الحذيفي


الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد: فقد أخرج الأخ علي الحذيفي –وفقه الله- منشورا بعنوان (نزهة عاجلة مع تعقبات الطالب الفاشل نورالدين) سار فيه للأسف على عادته في التحامل والتحقير، ولن أجاريه بإذن الله في هذا الباب، لكني سأنبه بإذن الله على بعض ما في مقاله من التلبيس، فأقول مستعينا بالله:

أولا: زعم الأخ علي الحذيفي –وفقه الله- أنه لم يقل إن الشيخ الإمام مبتدع وأن الشيخ العدني مغفل، وأن نقلي هذا عنه كذب عليه، مع أن سياق كلامه الذي ذكره في رده على (الإبانة) يفيد أنه مقر للشيخ عبيد على هذا الجرح، حيث نقله في مقام القدح في هذين الشيخين دون أن يتعقبه بشيء، وإلا فما معنى نقله له؟!
لكن ما دام أنه أفصح عن مراده فلن نحمل كلامه ما لا يحتمل، ونزعم أنه مقر للشيخ عبيد في جرح هذين الشيخين، ونعتبر هذا من إنصافه، حيث لم يوافق الشيخ عبيد على التبديع والتغفيل لهذين العالمين الجليلين حفظهما الله.

ثانيا: قال الحذيفي: وأما طلبي ترجمة للصوملي والذماري فما زلت أطالب بها، وسترفع هذه التراجم للعلماء ليعرفوا هل من العدل تسليم رقاب طلاب العلم لهؤلاء يحذرون منهم متى شاءوا.
أقول:
أولا: ينبغي أن يعلم الحذيفي وغيره أن الذي أحال بالرجوع إلى هذين الشيخين الكريمين عند النوازل هو شيخهم وأعرف الناس بهم الإمام العلامة المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، وتابعه على ذلك بقية علماء أهل السنة في اليمن وعلى رأسهم العلامة الوصابي حفظهم الله.
ثانيا: أن هذين الشيخين الفاضلين لم ينفردا بالتحذير من فتنة هاني بن بريك بل ولا من فتنة غيره كالحجوري وأبي الحسن، بل هم في البيانات مع غيرهم من العلماء الذين لا ينازع الحذيفي في علمهم، كالوصابي والإمام والبرعي والسالمي.
ثالثا: من القواعد التي قررها أهل الحديث أن عدالة الراوي تثبت بالاستفاضة بالخير والثناء الجميل عليه. ومن بلغ إلى هذه المرتبة فلا يُسأَلُ عنه، بل يُسأَلُ هو عن غيره.
والشيخان الجليلان الذماري والصوملي –حفظهما الله- ممن ثبتت عدالتهما وعرفا بالخير والسنة والذب عنها منذ نحو ثلاثين عاما. فلا يحتاج إلى سؤال عنهما، إنما السؤال عن الحذيفي وأمثاله من طلبة العلم الذين تجهل أحوالهم، أو يظهر منهم ما يقتضي السؤال عن أحوالهم، لا من عُرِفَ بالعلم والسنة منذ عشرات السنين.

الثالث: استدللتُ على عدم أدب الحذيفي مع علماء أهل السنة في اليمن بإلزامه لهم بتقليد غيرهم من العلماء، فذهب الحذيفي يتكلم عن الوثيقة.
وأقول: قد اتَّهَمتَ يا حذيفي علماء السنة في اليمن بعدم احترام أهل العلم الكبار لأنهم لم يأخذوا بفتواهم في الجهاد في اليمن ويفتحوا المجال لها لتشق طريقها؟ وهي مسألة اجتهادية لا قطعية.
ولأنهم عذروا الشيخ الإمام في الوثيقة، وإعذاره أمر قابل للاجتهاد، وقد عذروه عن علم ودراية بالأحوال، ومن علم حجة على من لم يعلم، فلا يحق لأحد أن يلزمهم في مثل هذه المسائل الاجتهادية بقول من خالفهم من العلماء، أو يتهمهم بسبب ذلك بعدم إجلال العلماء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «ولهذا قال المنصفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي وغيرها أن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم بالحجج العلمية».”مجموع الفتاوى“ (35/100)
وقال–رحمه الله-: «ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه فيها».”مجموع الفتاوى“ (30/79)
وقال –رحمه الله-: «وكان -أي عمر بن الخطاب- في مسائل النزاع مثل مسائل الفرائض والطلاق يرى رأياً، ويرى علي بن أبي طالب رأياً، ويرى عبد الله بن مسعود رأياً، ويرى زيد بن ثابت رأياً، فلم يلزم أحداً أن يأخذ بقوله؛ بل كل منهم يفتي بقوله». ”مجموع الفتاوى“(35/ 385)

الرابع: ذكر الحذيفي أن الحجاورة أخرجوا ملفاتهم على علماء أهل السنة في اليمن تعييرا بالماضي وتهديدا لهم، وأما هو فلبيان فراسة الشيخ عبيد في أن الشيخ الإمام إخواني.
أقول: ما أكثر تناقض الحذيفي، فقبل قليل ينفي نسبة القول إليه بتبديع الإمام، وهو هنا يقرر أن ملفه لبيان صدق فراسة الشيخ عبيد أن الشيخ الإمام إخواني! ثم تناقض بعدها بقليل فقال: وأنا لم أقل إن محمد الإمام إخواني؟!!! ما هذا التناقض والتخليط يا أبا عمار أصلحك الله؟!!!
وأقول: إن كان الحذيفي صادقا في إنكاره هذا الصنيع على الحجاورة، فماذا يقول إن كان منصفا في تهديد هاني لعلماء السنة في اليمن بإخراج ملفه الذي عمره (25) عاما، هل سينكر عليه هذا العمل كما أنكره على الحجاورة، أم أن الحذيفي يكيل بمكيالين؟!
وقد تضمن كلام الحذيفي أن زعم الشيخ عبيد أن الشيخ الإمام إخواني ليس مبنيا على الدليل إنما تفرس منه، فلهذا صار الحذيفي يجمع الأدلة لصحة هذا التبديع المبني على التفرس لا على الحجة والبرهان.

الخامس: قال الحذيفي هنا: أنا لا أعيب على المشايخ تأخرهم في تبديع الحجوري أو الحكم عليه بالضلال.
أقول: قارن كلامه هذا بقوله في الأسئلة التي وجهها إلي: (تأخر البرعي والإمام في فصل القضايا الدعوية وآخرها قضية الحجوري) اهـ أدع الحكم بالتناقض للقارئ اللبيب.

السادس: قال الحذيفي عن المشايخ: وقد جلسوا معه – يعني الحجوري- عدة جلسات فلم يأت بشيء واضح يعتمد عليه، فكان الواجب الثناء على الطرف الآخر –يعني الشيخ عبد الرحمن- لكننا لم نجد شيئا من هذا الثناء لمدة سبع سنوات، بل وجدناهم يثنون على الحجوري ويتوقفون في الثناء على الطرف الآخر.
أقول: لا أقول هذا كذب كما يخاطبني الحذيفي، لكني أقول: هذا من الإخبار بخلاف الواقع، فقد حصل من المشايخ طيلة السبع السنوات ثناء على الشيخ عبد الرحمن العدني –حفظه الله- وتبرئته من الحزبية التي رمي بها، فقد قالوا -حفظهم الله- في بيان معبر الصادر بتاريخ (12/4/1428هـ): فإننا قد التقينا في مدينة معبَر مع الشيخ/ عبدالرحمن العدني وتكلمنا معه فيما نسبه إليه الشيخ/ يحيى بن علي الحجوري، من تكتيل طلبة العلم وتحزيبهم حوله، فوجدنا منه كلاماً تنشرح له الصدور، وأفاد بأنه مع إخوانه مشايخ أهل السنة ودعوته دعوتهم، وأي شيء يراه أهل السنة فقوله من قولهم. ثم دعا المشايخ –حفظهم الله- إلى أن يكون الشيخ عبدالرحمن العدني محبوبا عند الجميع كغيره من مشايخ أهل السنة.
ووصفوه ـ حفظهم الله ـ في (بيان الحديدة) الصادر بتاريخ (5/1/1429هـ) بأنه من مشايخ أهل السنة.
وأخرج شيخنا المجاهد محمد الإمام –حفظه الله- بتاريخ (16/صفر1430) شريطا بعنوان (دعوة أهل السنة في اليمن) أثنى فيه على شيخنا الفاضل المحدث الفقيه عبدالرحمن العدني -حفظه الله- ثناء عطرا قال فيه عنه: (وهو لايزال والحمد لله على الخير، وقد استمر في دار الحديث بدماج ودَرَّس في العقيدة والفقه، وله شروح طيبة لبعض المواضيع في الفقه، وعنده علم غزير كما يعلم ذلك من يحضر دروسه في الفقه وفي غَيرها، وهو من علماء أهل السنة بلا شك ولا ارتياب، ونحن بحمد الله ما نعلَم عنه إلا خيراً من سابق ومن لاحق).
وقال شيخنا الناقد البصير عبدالعزيز بن يحيى البرعي -حفظه الله- في نصيحته لشباب تعز والتي كانت في مركزه بمفرق حبيش بتاريخ 3/10/1429هـ: (نحن نسمَع التهمة بالحزبية على الشيخ عبدالرحمن ومن معه، ولكن أين البينة؟!) (نصائح علماء الأمة ص73).
فكيف يزعم الحذيفي بعد هذا الثناء والدفاع من علماء أهل السنة في اليمن عن الشيخ عبد الرحمن العدني أنه لم يحصل منهم طيلة سبع سنين أي دفاع عنه؟!!

السابع: قال الحذيفي: ما أجهلك يا نورالدين! وهل قولهم عن رجل: إنه مشهور بالطلب أو اشتهر بالطلب ينافي أنه عالم؟
أقول: هنا أمران:
الأول: قولهم في الراوي (مشهور بالطلب) هذا يرفع عنه جهالة الحال، ولا يلزم من ذلك بمجرده أن يكون عالما فضلا عن أن يكون علامة!
الثاني: كونك تصف العلامة الوصابي بـ (مشهور بالطلب) في مقام الرد عليه، هذه قرينة على أنك أردت بهذا الوصف التنقيص والتقليل من شأنه لا مجرد الإخبار عنه أنه مشهور بطلب العلم، ولسان الحال في بعض المواضع أنطق من لسان المقال.
وهل يجهل أحد أن العلامة الوصابي ممن رحل في طلب العلم حتى تفيدهم بذلك؟! فالعبارة ظاهرة للعيان في التنقص والتحقير فلا تغالط يا أخانا علي–وفقك الله-

وأقول: للأخ الوالد علي الحذيفي الذي هو أكبر مني سنا بأقل من عشر سنين تقريبا، والأقدم مني في بدء الطلب بمدة يسيرة –أقول: إن كنت محقا ومنصفا فيما انتقدته على علماء أهل السنة في اليمن فأجب عن أسئلتي الـ (23) التي وجهتها إليك، ولا تُحِدْ أو تتعامى عن الجواب عنها وتتهرب هنا وهناك.
وأخيرا: أنصحك –وفقنا الله وإياك- بترك الخوض في شأن القدح والتشغيب على علماء أهل السنة في اليمن، وإن اقتنعت بتقليد أحد العلماء فلا تلزم غيرك بتقليده، وتثير الفتنة بسبب ذلك، ما دام أن هناك علماء آخرين من أهل السنة مجتهدين مخالفين لهذا العالم.
وأقبل على شأنك وما يعود عليك بالنفع، واحرص على أن تكون مفتاحا للخير ساعيا في جمع كلمة علماء أهل السنة لا في التفريق وتتبع العثرات وتضخيمها وإشعال الفتنة بينهم.
أسأل الله أن يوفقني وإياك لما فيه الخير والسداد، وأن يصرف عنا جميعا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ نورالدين السدعي، ليلة (27 ربيع أول لعام 1436هـ)


أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

رد: كشف التلبيس في نزهة الحذيفي/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

جزاك الله خيرا

أضف رد جديد