رفع اليدين عند الدعاء في خطبة الجمعة
سؤال: ما حكم رفع اليدين عند الدعاء في نهاية الخطبة؟ الجواب: رفع اليدين بالنسبة للخطيب عند الدعاء غير مشروع، إلا في دعاء الاستسقاء؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من أصحابه رفع اليدين في الدعاء في آخر الخطبة، بل في صحيح مسلم عن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه، فقال: «قبح الله هاتين اليدين، لقد رايت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا. وأشار بإصبعه المسبحة». قال النووي: هذا فيه أن السنة أن لا يرفع اليد في الخطبة. وفيه الإشارة بالأصبع عند ذكر الله. قاله ابن القيم. وهكذا أخرج أبو داود عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا. وأشار بالسبابة وعقد الوسطى والإبهام. وحسن الحديث الإمام الألباني رحمه الله. قال الشوكاني: الحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء. وأما رفع اليدين في دعاء الاستسقاء فيدل عليه حديث أنس في صحيح البخاري وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم رفع يديه وقال: اللهم أغثنا... الحديث. وقد ذهب الحنابلة في الصحيح من الوجهين عندهم واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الكراهة في غير الاستسقاء. وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه بدعة، منهم الشافعية وأكثر المالكية وبعض الحنابلة، هذا في غير الاستسقاء. فالذي ينبغي للخطيب هو البعد عن رفع يديه أثناء الدعاء في الخطبة، استسلاما لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولما سار عليه أصحابه رضي الله عنهم، فرفع الخطيب يديه للدعاء في الخطبة بين أمرين أحلاهما مر: إما البدعة أو الكراهة، وهي إلى البدعة ـ في غير الاستسقاء ـ أقرب؛ لقول النبي النبي صلى الله عليه و سلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». وهكذا هو الحكم في المستمع أن المشروع له عدم رفع يديه في هذا الموطن لعدم وجود الدليل المؤيد لذلك في هذا الموضع بعينه، مع توافر الصحابة السامعين لخطب النبي صلى الله عليه و سلم والمهتمين بدعائه صلى الله عليه و سلم. وبالله التوفيق!. أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي محمد بن عبد الله الإمام 17 رجب 1437رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1688