بسم الله الرحمن الرحيم
*ما هكذا تورد ياحذيفي الإبل*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وآله وصحبه أما بعد:
فقد أخرج الحذيفي مقالا جديدا يزعم فيه أنه يحذر من خدنه وصاحبه هاني بن بريك -هداه الله-؛ بعنوان: (ما هكذا ياهاني تورد الإبل).
وبعد قراءتي لمقاله هذا ازددت يقينا أن الكثير ممن رد على الحذيفي سابقا لم يظلمه أو يجحف في حقه فما زادنا مقاله الأخير إلا بصيرة به؛ فلقد سار فيه على نفس الطريق الذي سلكه من أول هذه الفتنة؛ الكذب والتلبيس والإيهام؛ تحت ستار الغيرة على السنة والصدع بالحق.
ولا أدري هل مقاله الأخير هو تحذير من هاني بن بريك كم يزعم أم هو تحذير من علماء اليمن وحملة الدعوة السلفية من مشايخ وطلبة علم؟!
فلو نظر القارئ بتأمل لمقاله لوجد أن قرابة ثلث المقال خصص للطعن فيهم، والجزء الباقي لذكر مناقب هاني والحذيفي ومن معهما فقد تضمن المقال 1419 كلمة، كان نصيب المشايخ منها قرابة 450 كلمة منها كلمات القدح و الشدة والطعن الصارخ في علماء اليمن، فقد رماهم بعدة ألقاب منها: السفه، والإستهتار، وقلة الفقه، والتعصب، والمحاباة، وعدم الصدع بالحق.
بل قال واصفا سيرة المشايخ في معالجة الأمور : فهذه الطريقة فاشلة، وأهلها لا يُعتمد عليهم في هذا الباب، ولا يوثق بكلامهم في الناس.
كل هذا ينبيك عن مدى الحقد والحنق الذي يحمله قلب هذا الرجل على علماء اليمن ودعاتها.
ولا أرى من سبب دعاه إلى ذكر مشايخ اليمن بالقدح في تحذيره من هاني إلا تثبيتا لأتباعه على باطله وخوفا من أن يرجع بعضهم بحسن الظن والثناء على علماء اليمن وتأنيب أنفسهم لِمَا وقعوا فيه من القدح فيهم بالباطل، فما حصل من هاني مؤخرا وتحذير المشايخ منه دعى البعض إلى مراجعة قدحهم في علماء اليمن.
فهو حريص أن تبقى مكانة علماء اليمن مهزوزة في نفوس الناس؛ لاسيما وقد ظهر مؤخرا تحذير الشيخ محمد بن هادي من الدكتور عرفات المحمدي وهو من أكابر المحرشين بين المشايخ.
فاكبر اثنين كان لهم نصيب الأسد من التحريش بين علماء المملكة وعلماء اليمن قد حُذر منهم من قبل علماء يجلهم الحذيفي واتباعه.
وماندري لعل الله سبحانه يعزز موقف علماء اليمن في هذه الثلة بثالث فالله يغار على أولياءه.
*وقفات مع مقاله*
*الأولى :*
💥 *قاعدة الموازنات الحزبية*💥
طبق الحذيفي في مقاله الأخير قاعدة الموازنات بحذافيرها.
فتأمل أيه القارئ في مقاله تجد كل الملاطفة واللين وذكر المآثر والمناقب لهاني هذا والمقام مقام تحذير !! فإن لم يكن هذا تطبيق لقاعدة الموازنات والتي قرر العلماء أنها من قواعد أهل البدع فما هي قاعدة الموازنات البدعية ؟!!
وحقيقة الحذيفي من أشد المحاربيين لهذه القاعدة الحزبية البدعية كما عرفته ولكن حبك الشيء يعمي ويصم
فالتقرير شيء والحقائق شيء آخر
وهذا من التعصب الذي يرمي به غيره.
*الثانية: الكذب على العلماء:*
زعم الحذيفي في مقاله الأخير وفي كلام سابق له أن علماء اليمن وقفوا موقف المتعصب من الوثيقة ولم يكن لهم موقف مشرف تجاهها وهذا من كذبه المعروف في هذه الفتنة
وحقيقة الامر أنه في منتصف شهر شوال 1435 أي بعد خروج الوثيقة بشهر ونصف أخرج العلامة الوصابي -رحمه الله- تسجيلا فيه نصائح ذهبية تتعلق بالفتن، وأشار إلى الوثيقة وأن علماء اليمن ينظرون ما فيها، فما كان فيها من صواب وافقوا عليه، وماكان من باطل طلبوا إزالته.
ولم يتوقف الأمر عند العلامة الوصابي -رحمه الله- فحسب؛ فبعدها بأيام أخرج الشيخ البرعي -حفظه الله- مقالا بين أن الوثيقة فيها أخطاء لايجهلها سني، ونصح بالهدوء، وأعذر الشيخ محمد الإمام، وحذر أن يُطعن في أي عالم نقد الوثيقة
وفي أقل من شهر تبعه علامة الفيوش ابن مرعي -رحمه الله- بكلمة ذكر فيها أن الوثيقة تحتوي على باطل، وفصل في بيان بطلان بعض البنود، وذكر أنه يجب على الشيخ محمد الإمام أن يتراجع عنها في الوقت المناسب.
فهؤلاء ثلاثة من علماء اليمن ممن تركهم الوادعي للفصل في النوازل؛ تكلموا وبينوا بما يتناسب مع الحال، فالوضع لا يساعد إلا على هذا لاسيما وفي الوثيقة أخطاء بينة واضحة لا تلتبس على صغار طلبة العلم؛ بل ولا على عوام أهل السنة فالعجائز يعرفون ظلالات الرافضة.
ولا أعرف طالبا للعلم يوافق على بنود الوثيقة بل كلهم ينكرها ويتبرأ من بنودها وإنما يعذرون صاحبها لضرفه الذي يعيشه ووافقهم على ذلك العلماء
ولكن كما قيل:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ** ولكن عين السخط تبدي المساوي
وكان هذا الموقف من مشايخ اليمن كاف لكل عاقل أن يتريث لاسيما وأن من أصول التعامل مع الفتن التؤدة، وعدم مسابقة العلماء في النوازل والفتن.
فعن عليّ قال: "لَا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَايِيعَ بُذراً ؛ فَإِنْ مِنْ وَرَائِكُمْ بَلَاءً مُبَرِّحًا مملحاً ، وأموراً متماحلة ردحاً .
(صححه الألباني في الأدب المفرد).
إلا أن القوم ما كانوا ليتركوا هذه الفرصة تمر عليهم، وقد انتظروها سنيين فصدورهم تغلي على علماء اليمن من سابق كما صرحوا بذلك.
فلسان حالهم يقول:
إذا هبت رياحك فاغتنمها ** فعقبى كل خافقةٍ سكونُ
فبعد تسجيل العلامة الوصابي -رحمه الله- آنف الذكر أخرج هاني شريط أندونيسيا؛ الذي طعن فيه في علماء اليمن ولم يستثني منهم أحد، وكانت الشرارة التي ثارت بعدها كل النيران.
فذهبت نصائح العلامة الوصابي أدراج الرياح، فحتى هذا الجبل الذي يعرفون ثقله علميا، ودعويا، ويعلمون شدته في السنة؛ لم يعرفوا له قدره، ولم يأخذوا بنصيحته في هذه الفتنة.
وأما الحذيفي: فبعد بيان المشايخ الثلاثة أخرج ملزمته (الوقفات) الذي طعن فيها بالشيخين البرعي والإمام وغيرهما، فهو ومن معه من أوقد نار هذه الفتنة وأججها في وقت كان قد تكلم علماء اليمن على الوثيقة، ونصحوا بالسكينة والتؤدة وعدم التقدم على العلماء في هذه الفتنة .
وهكذا دائما ماتحصل الفتن إلا من الصغار*
*الثالثة: تلبيس وإيهام:*
يوهم الحذيفي أن التحذير من هاني حصل دون الرجوع إلى العلماء ودون سبب مقنع سوى أشياء قديمة كصور نُشرت له ودخوله مع جمعية شرورة لتحفيظ القران.
ثم قال (وبهذا انتهى أمر هاني بن بريك عند هؤلاء الصغار قبل كلام العلماء، ومن لم يقتنع بسفاهتهم فهو بريكي من البريكيين)
أقولها الآن وفي مواطن الإجابة سأكررها: أسأل الله أن ينتقم منك يا حذيفي على كذبك وتلبيسك وتغريرك بالجهال ممن حولك وعلى ما جنته لسانك وكتاباتك على الدعوة السلفية شتتم الصف، وفرقتم الجماعة، وأوغرتم صدور الناس على العلماء.
والواقع أن التحذير من هاني بن بريك حصل من علماء اليمن لأمرين اثنين:
*الأول:* طعنه فيهم كما في شريط اندونيسيا.
*الثاني:* افتآته على ولي الأمر؛ فتحذير علماء اليمن من هاني كان في وقت كان قد أبرم فيه ولي أمرنا هادي وفقه الله مع الحوثة ميثاقا وعهدا عُرف آنذاك بميثاق السلم والشراكة والذي مقتضاه أن الحوثة شركاء في العملية السياسية والدولة ومع هذا ضرب هاني بهذا عرض الحائط وبدأ يأجج الناس على القتال مخالفا أصلا من أصول أهل السنة وهو طاعة ولي الأمر؛ فالأمر لا كما يصور الحذيفي ومن معه أن التحذير كان بعد طلب الإستعانة من التحالف وإعلان الرئيس الحرب على الحوثة، فتحذيرهم منه هو من نفس الباب الذي يحذر منه اليوم الشيخين الفاضلين ربيع والجابري وفقهما الله.
فكان المُأمل فيك ومن جرى في فلكك من طلبة العلم أن تشكروا لعلماء اليمن موقفهم من هاني فقد سبقوكم في هذا الباب وكانت نظرتهم فيه عميقة، فتحذيركم منه الآن لخروجه على ولي الأمر ولتهميشه لكلام العلماء الذين ناصحوه وهما ربيع والجابري.
فالرجل حصل منه مؤخرا ما حصل منه أولا حذو القذة بالقذة خروج على الأمراء وخروج على العلماء فلا جديد في هاني ولكن الذي يظهر أنكم أتباع للرجال لا للحق.
*الرابعة: جنايتهم على مركز الفيوش:*
لا أدري سبب هذا الحقد المرير على هذا المركز المعرفي والطود العلمي الشامخ الذي من الله به على المناطق الجنوبية خاصة واليمن بل والعالم عامة؛ فما تتيسر للبريكيين فرصة إلا وطعنوا فيه وفي عالمه ومؤسسه رحمه الله وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
لقد مكر هؤلاء الطائشون بهذا المركز مرات عديدة كان أعظمها وأظهرها خمس مرات:
*الأولى:* عندما ألبوا الأجانب وحرضوهم على شيخهم مؤسس هذا المركز العلامة عبدالرحمن مرعي عندما جاءت الأوامر من الدولة بالترحيل وكادت تحصل مقتلة لولا أن الله سلم.
*الثانية:* كانت عندما سعوا في إسقاط عالمه فقد أنزل الحذيفي في العلامة عبدالرحمن مرعي مسموعات، ومقروءات كثيرة؛ منها ملزمته الأثيمة (انحرافات عبدالرحمن مرعي)، ومقالة بعنوان: (نظرات في شبه الشيخ عبدالرحمن مرعي) ووصفه فيهما بكثير من الأوصاف الذميمة منها
١- أنه صاحب دنيا.
٢- واتهمه أنه غش الشباب وخدعهم.
٣- وأنه كذاب.
٤- وأنه من أوشى بالغرباء عند الدولة.
٥- وأنه جاهل بالمنهج السلفي إلى غير ذلك من الطعونات.
وينقل عن بعض مشايخ المملكة نقل المقر أنهم قالوا في الشيخ عبدالرحمن بن مرعي -رحمه الله- :
١- فيه خسة.
٢- ناكر للجميل.
٣- لايدرس عنده.
٤- مفتون.
٥- لا تقرأ كتبه ولا تسمع دروسه.
٦- مغفل..!!!!
*الثالثة:* كانت بعد خروج الحوثة قبحهم الله من لحج عمد بعض رؤوس هذه الفتنة بالتوجه إلى المركز والدخول إليه بأشر وبطر يطلقون الرصاصات من أطقمهم ومدرعاتهم فأفزعوا الأطفال وأجهضت بعض النساء من شدة الرعب ودخلوا المسجد بكل عنت وجبروت فارضين أنفسهم يريدون أن يتولوا الإمامة وكادت تحصل مقتلة لولا أن الله لطف وسلم.
*الرابعة:* كانت يوم أن أرادوا أن يقيموا مركزا ضرارا بجانب المركز مستعينين بأسلحتهم ونفوذهم، فرفض أهل الفيوش صنيعهم وكادت تحصل مقتلة لولا أن الله سلم ويسر الله برجال الضالع المخلصين فدفع الله شرهم بمحافظ عدن الزُبيدي وفقه الله ومدير أمنه وغيرهم.
*الخامسة:* كانت بعد سماعهم بتولي الشيخ عبدالله مرعي مركز الفيوش بعد مقتل أخيه فما كان من الحذيفي إلا التحذير منه استماتة وتماديا في التحذير من المركز وحنق شديد على القائمين عليه.
وها هو الحذيفي في مقاله الأخير لايزال يكرر تلك الفرية والتي يزعم فيها أن علامة المركز أخرج الأجانب من الفيوش نكاية بهاني ووفاءا لبنود الوثيقة كما في كلام سابقا له.
*السادسة:*قال الحذيفي وهو يذكر تدرجهم مع هاني في المناصحة : (أقول: هكذا فليكن التحذير من طلّاب العلم، حججٌ وبيّناتٌ، ثم صبرٌ ومناصحةٌ، ثم التحذير على بيّنة).
يا حذيفي لا تظهر للناس خلاف طريقتك فأنت من أكابر الطائشين تجري مع هواك في كثير من تصرفاتك الدعوية.
أسألك سؤالا: هل سلكت مع مشايخ اليمن هذه الطريقة في التحذير؟!
معكم ملف له أكثر من عشرين سنة فيه ضلالات المشايخ كما تزعمون.
هل سلكتم معهم نفسه طريقتكم مع هاني؟!
هل ناصحتموهم سرا كتابة ومهاتفة ؟!
هل جلستم وبينتم لهم ماعندكم من زلات عليهم كما فعلتم مع هاني ؟!
أم كنتم تثنون عليهم وتتملقون لهم بل وترسلون مؤلفاتكم ليقدموا لكم ثم لما سنحت لكم الفرصة طعنتم فيهم.
حتى أول طعن ظهر منك في الشيخين الإمام والبرعي والذي سميته وقفات مع البرعي والإمام والذي تسميه أنت نقدا هل كان على هذا الأسلوب الذي سلكته مع هاني مع أن كلامك في هاني تحذير وليس نقد كما تزعم؟!
هل سلكت هذه الطريقة مع الشاب أنس والقائم بالحلقات في مسجد التوحيد هو ووالده؟!
أما حذرت منه مباشرة لأنه ليس على طريقتك في الطيش؟!
طريقتك هذه التي وصفتها بقولك : هكذا فليكن التحذير من طلّاب العلم، حججٌ وبيّناتٌ، ثم صبرٌ ومناصحةٌ، ثم التحذير على بيّنة .
هل هذه في كل الناس ؟!
لا وألف لا وإنما هي فيمن كان يثني عليك ويشيخك ويجلك وأن لك قرابة ربع قرن ولم تحضى بالثناء والمشيخة وأنك قد هُضم حقك فنفخك كالطاؤوس واستخف بك وجرك للطعن في مشايخك.
أما مشايخ اليمن فلم يظفروا بهذه الطريقة الراقية واللطيفة منك لأنهم كما قلت مرارا خفية من الناس أنهم لم يستدعوك لتحاضر عندهم منذ عشرين سنة ولا مرة فلحظوظ النفس دور كبير في تصرفاتك.
نسأل الله أن يتوب علينا وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه الفقير إلى ربه:
*أبو مالك سعيد بن محمد بن سعيد الدعيسي*
16 / شوّال / 1438 هـ
ما هكذا يا حذيفي تورد الإبل / سعيد الدعيسي
-
كاتب الموضوع - مشاركات: 190
- اشترك في: صفر 1436