الصلاة خلف كثير الحركة
سؤال: هل تجوز الصلاة خلف إمام يتحرك كثيرا في الصلاة وتتمثل حركته في مسه لأنفه ورأسه ولحيته ولباسه بيده؟ الجواب : لا خلاف بين العلماء في أنه يكره العبث في الصلاة، وما يشغل عنها ويذهب خشوعها، وعند الخمسة من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى» وفي صحيح مسلم من حديث ﻣﻌﻴﻘﻴﺐ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﻤﺴﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺤﺼﻰ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥﻛﻨﺖ ﻻ ﺑﺪ ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻮاﺣﺪﺓ» فإذا كان يكره العبث في الصلاة بمسح الحصى إلا ما تدعو إليه الحاجة الماسة، فكيف بمس اللحية وتنظيف الأنف ونحو ذلك، فهذا من الأمور المكروهة في الصلاة، كما بينه أهل العلم رحمهم الله في كتب الفقه. والصلاة خلفه صحيحة لأنه فيما يظهر حركاته يسيرة، أو كثيرة لكنها متفرقة، والحركة والعمل اليسير في الصلاة لا يفسدها بلا خلاف بين العلماء، باستثناء الكلام والشرب عمداً، والضحك وما لم يرد في إباحة قليله دليل كالمعاصي. والأدلة على أن الحركة والعمل اليسير لا يفسد الصلاة كثيرة ليس هذا موضع بسطها، ولا خلاف بين العلماء في أن العمل الكثير في الصلاة إذا كان متوالياً يفسدها إلا أن يكون لضرورة كما في بعض صور صلاة الخوف. والذي عليه جمهور أهل العلم أن تحديد القليل والكثير يرجع إلى العرف، وإذا فعل أفعالاً متفرقة لو جمعت كانت كثيرة، وكل واحد منها إذا أفرد يسيراً، فهي في حد اليسير، بدليل حمل النبي صلى الله عليه وسلم لأمامة، والله أعلم. أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ بكري بن محمد اليافعي محمد بن عبد الله الإمام تاريخ :7/شعبان /1437 هجرية.رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1739