بسم الله الرحمن الرحيم
أوجه التشابه بين الحجاورة والبريكيين
(الحلقة الأولى)
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد: فإن الناظر بعين العدل والإنصاف في حملة الحجاورة ثم البريكيين الشعواء المسعورة على علماء أهل السنة في اليمن يرى أن كليهما خرج من مشكاة واحدة، وأن الفارق هو المدة الزمنية فقط، وإلا فالطريقة والهدف والغاية واحدة، والأدلة على التشابه بين الفريقين كثيرة جدا، من أهمها:
الأولى: سعي الفريقين في إسقاط علماء أهل السنة في اليمن بكل ما أمكن.
أما الحجاورة فهذا واضح جدا عنهم، لا ينازع في ذلك من عرف فتنتهم، فالحجوري –هداه الله- شَنَّع عليهم وسَفَّه بياناتهم ووصف اجتماعاتهم بأنها محدث وبدعة، وهددهم-حفظهم الله- بإهانة كرامتهم، واتهمهم بالخيانة والتخذيل والمعاندة والمضادة للدعوة السلفية والكَرِّ ومراكمة الفتن والقلاقل عليها! وأنهم أوقعوا الناس في حرج وفي ربكة بسبب الاضطراب والخلط!» إلخ ما هو معلوم عنه في هذا الباب.
وهكذا البريكيون يسيرون على نفس الطريقة حذو القذة بالقذة، ومن ذلك قول هاني عن علماء أهل السنة في اليمن: «مخذلة! يجعلون الناس في حيرة! في تضارب! يجعلون الأمور تغبيشا! عندهم مداهنة في دين الله! كان العلماء صرحاء ما عندهم وجوه! يقفون موقف المحتار! يريدون منا الانبطاح والانسداح! ولم يكتف هاني بهذا حتى هددهم بملفه عليهم كما هددهم الحجوري بإهانة كرامتهم! وسخر هاني -كما سخر الحجوري- من اجتماعاتهم وتشاورهم في أمور الدعوة! فما أقوى التشابه بين الفريقين! توافقوا حتى في الألفاظ!» (وعلى نفسها براقش تجني).
ويرى –غلام هاني- علي الحذيفي أن علماء ومرجعية أهل السنة في اليمن أحدهم بدعه العلماء، وآخر قالوا عنه: إنه مغفل، وثلاثة اشتهروا بالطلب! وبقي الصوملي والذماري، يحتاجان عند الحذيفي إلى من يترجم لهما؟!!» كلام يكاد الشخص أن يضحك منه من ركبته!
الثانية: تتبع الزلات والتعيير بأشياء قد تاب أصحابها منها.
أما الحجاورة فثبوت هذا عنهم من الوضوح بمكان، وأما البريكيون فيدل على ذلك تهديد هاني لعلماء أهل السنة في اليمن بإخراج ملف عليهم عمره (25) عاما، وقيام الحذيفي بإخراج هذا الملف متتبعا لأخطاء الشيخ الإمام –حسب زعمه- التي لبعضها أكثر من عشرين عاما، معيرا إياه بها كأنها حصلت الساعة، متجاهلا للنواسخ الجلية لها، والظروف والأوقات التي حصلت فيها.
الثالثة: تهميش الكبار وتشييخ الصغار.
أما الحجاورة فالوصابي عندهم بالأمس الوالد العلامة الثبت الزاهد الصبور، واليوم عندهم هزيل علميا منحرف دجال من الدجاجلة! في الحلقة من هو أعلم منه.
والعلامة الإمام عندهم بالأمس الشيخ المجاهد ذو الهمة العالية أحد أبطال السنة، واليوم عندهم يدافع عن الحزبيين ويأويهم في داره متعصب ضد الدعوة والدار صاحب عاطفة مجرد واعظ مقلد لغيره!
وهكذا دواليك.
وأما البريكيون فالحذيفي في رسالته (التقريرات) (ص11) يصف الشيخ الوصابي: بالشيخ العلامة كبير المشايخ السلفيين في اليمن، وحاليا انتقل عنده العلامة الوصابي من علامة إلى مشهور بالطلب!!! قال ذلك في العلامة الوصابي على سبيل التنقص والتحقير لا على سبيل مجرد الإخبار!
وتجد الحجاورة وبقاياهم البريكيين يأنفون من إطلاق (شيخ) على علماء أهل السنة في اليمن، بينما يطلقونها على من هو دون هؤلاء العلماء بمراحل من طلبة العلم، فالحجوري يطلقها على بعض طلاب العلم بل ويفضلهم على العلماء ويجعلهم بديلا عن العلماء، ملقبا إياهم بمشايخ الدار! وهاني يطلقها على الحذيفي وناصر الزيدي وأمثالهما من طلاب العلم! وعند أن يسأل عن علماء اليمن يتجاهل الأعلام الكبار ويسمي بعض طلاب العلم كالحذيفي! (مشايخ الدعوة الجدد!)
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس
الرابعة: السعي في التحريش بين العلماء.
أما الحجاورة فأمرهم ظاهر، فكم حاولوا التحريش بين علماء أهل السنة في اليمن وبين غيرهم من العلماء من أجل عدم الفتوى بالجهاد!
وقام البريكيون حاليا بالسعي في التحريش بين علماء أهل السنة في اليمن وبين بعض العلماء في السعودية، من أجل الفتوى بالجهاد، وغير ذلك، ولم يكتفوا بذلك حتى وقعوا في الكذب –عياذا بالله- كنقل بعضهم للشيخ عبيد الجابري –حفظه الله- أن الشيخ الإمام –حفظه الله- جمع الذين قاتلوا في (كتاف) وقال لهم كذا وكذا، مع أنه لم يحصل من هذا شيء، بل هو محض الكذب والافتراء.
ويقوم الحذيفي غلام هاني بذكر بعض مواقف علماء أهل السنة في اليمن قديما تجاه مركز الفيوش، التي على فرض صحتها قد تراجع عنها أصحابها، وليس هناك فائدة من نشرها سوى النميمة وإيغار الصدور والتحريش بين العلماء.
الخامسة: يد تسبح والأخرى تذبح.
فتجد الحجاورة والبريكيين يحثون على جمع الكلمة واحترام العلماء والتآخي والغيرة على الدعوة والحرص عليها، و... و... و...، وكأنهم حماتها والذابون عنها دون غيرهم من العلماء الذين نهضوا بنشر الدعوة من الصفر وبذلوا من الجهود الجبارة في ذلك ما لا يعلمه إلا الله منذ عشرات السنين! وبعض الذين يقدحون فيهم يتنزه في أماكن اللهو واللعب والتبرج كـ(برج خليفة) وتجد أفعال الحجاورة والبريكيين وبالأخص تجاه الدعوة السلفية في اليمن على العكس من أقوالهم المذكورة هنا تماما عياذا بالله، أقوال تكذبها الأفعال. ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ
السادسة: الإلزام في شيء يسوغ فيه الاجتهاد.
أما الحجاورة فقد كا ن الحجوري –هداه الله- يصرح أن خلافه مع العلماء في تحزيب الشيخ الفاضل السلفي الثبت عبد الرحمن العدني –حفظه الله- محل اجتهاد، لكنه بالمقابل لم يتعامل مع هذه المسألة الاجتهادية -حسب قوله- بآداب السلف في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد، بل شنع وبدع وسفه وألزم بالأخذ بقوله في هذه المسألة.
وهكذا البريكيون تعاملوا مع علماء أهل السنة في اليمن في مسألة الفتوى بالجهاد والإعذار في شأن الوثيقة بنفس طريقة إخوانهم الحجاورة، فألزموا المشايخ الفضلاء بالأخذ بقول من خالفهم في هاتين المسألتين، وأثاروا الفتنة والنزاع في الدعوة بسبب ذلك، واتهموا المشايخ بعدم احترام العلماء الكبار! وبفصل الدعوة السلفية في اليمن عن كبار العلماء، وبغير ذلك!
مع أن علماء أهل السنة في اليمن لم ينفردوا بفتوى الجهاد بل وافقهم على ذلك غيرهم من العلماء، كشيخ شيخنا الوادعي الوالد العلامة عبد المحسن العباد، والعلامة صالح السحيمي، والشيخ الفاضل عبد السلام السحيمي، وغيرهم من أهل العلم.
كما أنهم لم ينفردوا بإعذار الشيخ الإمام في شأن الوثيقة، بل وافقهم على ذلك العلامة محمد بن هادي المدخلي، والعلامة وصي الله عباس، والعلامة صالح السحيمي، وغيرهم من أهل العلم.
وعلى فرض أنهم لم يوافقهم في كلا المسألتين أحد من العلماء، فهم علماء مجتهدون لهم حق الاجتهاد والفتوى بما يقربهم إلى الله، والقاعدة عند أهل العلم أن مسائل الاجتهاد ليس فيها إلزام للمخالف ولا تأثيم ولا تبديع ولا تضليل، وعلى ذلك سار السلف الصالح –رضوان الله عليهم- وقد ذكرت شيئا من الأقوال في ذلك في مقالي (كشف التلبيس في نزهة الحذيفي)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –-: «مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، وإذا كان في المسألة قولان: فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به، وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين والله أعلم» ”مجموع الفتاوى“(20/ 207)
بل قال –-: «ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا فهو مخطئ ضال مبتدع» ”مجموع الفتاوى“ (11/ 15)
السابعة: التغافل والتعامي عن أخطائهم مهما كان حجمها، يرون القذى في أعين غيرهم ولا يرون الجذع في أعينهم.
أما الحجاورة فقد ردوا كلام العلماء في بيان أخطاء الحجوري –هداه الله- وتغافلوا وتعاموا عن ذلك، وانشغلوا بتتبع أخطاء غيرهم.
وهكذا البريكيون يتغافلون عن أخطاء هاني القادحة فيه، ويتذرعون بثناء بعض العلماء عليه الذين يتزين لهم، في الوقت الذي انشغلوا فيه بتتبع أخطاء غيرهم!
فتعامى البريكيون عن ما قام به هاني من القدح في علماء أهل السنة في اليمن! ومن إثارة النزاع والشقاق في الدعوة السلفية في اليمن! وكفى بهما جرحا قادحا، وقد ذكر الإمام الوادعي أن أكبر جريمة لعبد الرحمن بن عبد الخالق هي الفرقة التي قام بها في دعوة أهل السنة”فضائح ونصائح“ (ص 49) أقول: وهي أيضا أكبر خطأ للبريكيين يجب عليهم المبادرة بالتوبة إلى الله منه.
كما تعامى البريكيون عن ذهاب هاني إلى (جمعية شرورة) التي تأوي الحزبيين، ووصفه لرئيسها علي الحملي –صديق سلمان العودة والعريفي- بفضيلة الشيخ!
وتعامى البريكيون عن وصف هاني للحصري –رحمه الله- بأنه من العلماء الكبار! مع كونه عضوا في الحزب القومي الاشتراكي! ويثني على شلتوت ويصفه بالإمام الأكبر! مع أن شلتوت هو صاحب الفتوى بجواز التعبد بالمذهب الاثني عشري.
وتعامى البريكيون عن فتوى هاني بالخروج على الحاكم إذا تحققت القدرة!
وتعامى البريكيون عن موافقة هاني للحركيين والقطبيين كمحمد حسان وعبد الرحمن بن عبد الخالق في شرعية ما حصل من الخروج على مبارك! وزاد عليهم هاني بأن الخروج الذي حصل على مبارك ومرسي من خصائص أولي الحل والعقد! الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد من علماء أهل السنة، وأتحداه أن يثبت ذلك.
وتعامى البريكيون عن ظهور هاني بالفيديو مصورا يضحك بملء فيه في مقر للحزبيين وبين أظهرهم! وهكذا دواليك. يرون القذى في أعين غيرهم ولا يرون الجذع في أعينهم! عياذا بالله.
وللموضوع تتمة سأكمله في مقال لاحق إن شاء الله، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ أبو عمرو/ نور الدين بن علي السدعي
(6/4/1436هـ).
أوجه التشابه بين الحجاورة والبريكيين (الحلقة الأولى)
-
كاتب الموضوع - مشاركات: 11
- اشترك في: صفر 1436