8- ذكر بعض الفوائد في البسملة (أ) (فوائد نحوية)

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1947
اشترك في: رجب 1437

8- ذكر بعض الفوائد في البسملة (أ) (فوائد نحوية)

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

8- ذكر بعض الفوائد في البسملة (أ) (فوائد نحوية)


سلسة الفوائد النحوية:

8- ذكر بعض الفوائد في البسملة (أ)

(**) الكلام على البسملة طويل, نذكر منه ما تيسر في هذه النقاط

التالية:

(**) (الأولى): البسملة هي قول القائل: (بسم الله الرحمن الرحيم).

(**) (الثانية): يقال لمن قال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ): مبسمل.

(**) وقد ورد ذلك في الشعر العربي, قال عمر بن أبي ربيعة:

لقد بسملت ليلى غداة لقيتها … فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل

(**) ويسمى هذا اللفظ -أعني (البسملة, أو لفظ مبسمل)- في اللغة العربية (نحتا).

(**) والنحت: أن تختصرَ من كلمتين فأكثر كلمةً واحدة.

(**) ومثل البسملة في ذلك ألفاظ كثيرة منها:(الحمدلة, والهيللة, والحوقلة, والسبحلة), اختصاراً لـ: (الحمدُ للَّه), و(لا إله إلا الله), و(لاَ حوْل ولا قُوَّةَ إلاَّ باللَّه), و(سبحان الله).

(**) ولا يشترط في النحت حفظ الكلمة الأولى بتمامها بالاستقراء خلافاً

لبعضهم، ولا الأخذ من كل الكلمات، ولا موافقة الحركات، ويراعى في ترتيب الحروف ترتيب ورودها في الجملة المختصرة.

(**) (الثالثة): شرح كلمات البسملة:

(**) (الاسم): لفظ جُعل علامة على مُسَمَّى يعرف به ويتميز عن غيره.

() ولفظ الجلالة (الله):اسم علم على ذات الرب تبارك وتعالى يُعرف به.

(
) ولم يتسم به غير الله تعالى، قال تعالى: {هل تعلم له سمياً}

أي: هل تعلم أحداً تسمى ( الله ) غير الله.

(**) وهو الاسم الذي كل الأسماء راجعة إليه, وتابعة له ,

كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

وَقَالَ تَعَالَى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}

() أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ :(الرَّحْمَنُ) مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَ(الرَّحِيمُ) مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ.

(
) وَلَا تَقُولُ :(اللَّهُ) مِنْ أَسْمَاءِ الرَّحْمَنِ,

(**) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ” ( خ , م ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(**) وكما قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر … ) إلى اخر السورة فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له .

(**) وهو مشتق – على الصحيح ، فالإله بمعنى المألوه أي: المعبود.

(**) وقد ذكر في القرآن في ألفين وثلثمائة وستين موضعاً, كما ذكره الأشمونى في شرحه على ألفية ابن مالك (1 / 2) .

(**) (الرَّحْمَنِ):اسم من أسماء الله الحسنى , مشتق من الرحمة على جهة الْمُبَالَغَةِ،

(**) وهو مختص بالله ، لا يطلق على غيره.

(**) ومعناه : المتصف بالرحمة الواسعة التي وسعت جميع المخلوقات ؛ لأن وزن ( فعلان ) في اللغة العربية يدل على السعة والامتلاء، كما يقال: ( رجل غضبان ) , إذا امتلأ غضباً .

(**) (الرَّحِيمِ):اسم من أسماء الله الحسنى , مشتق من الرحمة أيضا ،

(**) وهو غير مختص بالله ، بل يطلق على غيره, كما قال تعالى في وصف نبيه عليه الصلاة والسلام : {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

(**) ومعناه: المتصف بالرحمة الخاصة بعباده المؤمنين , كما قال سبحانه وتعالى : {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}.

(**) قال الشنقيطي رحمه الله في: ( أضواء البيان ) (1/ 5):

(**) قَوْلُهُ تَعَالَى: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

(**) همَا وَصْفَانِ لِلَّهِ تَعَالَى، وَاسْمَانِ مِنْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، مُشْتَقَّانِ مِنَ الرَّحْمَةِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ،

(**) وَالرَّحْمَنُ أَشَدُّ مُبَالَغَةً مِنَ الرَّحِيمِ ; لِأَنَّ الرَّحْمَنَ هُوَ ذُو الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائِقِ فِي الدُّنْيَا ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ،

(**) وَالرَّحِيمُ ذُو الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

(**) وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ.

(**) وَفِي كَلَامِ ابْنِ جَرِيرٍ مَا يُفْهَمُ مِنْهُ حِكَايَةُ الِاتِّفَاقِ عَلَى هَذَا.

(**) وَفِي تَفْسِيرِ بَعْضِ السَّلَفِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ كَثِيرٍ،

… الخ). اهـ

(**) (الرابعة):

(**) قال الدرويش في كتاب (إعراب القرآن وبيانه), (1/ 10):

(**) لم يوصف بـ(الرحمن) في العربية بالألف واللام إلا الله تعالى،

(**) وقد نعتت العرب مسيلمة الكذاب به مضافا فقالوا: رحمان اليمامة.

(**) قال شاعر منهم يمدح مسيلمة:

سموت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا … وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا

(**) (الخامسة):

(**) قال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري), (1/ 9):

(**) وَقَدِ اسْتَقَرَّ عَمَلُ الْأَئِمَّةِ الْمُصَنِّفِينَ عَلَى افْتِتَاحِ كُتُبِ الْعِلْمِ بِالْبَسْمَلَةِ وَكَذَا مُعْظَمُ كُتُبِ الرَّسَائِلِ.

(**) وَاخْتَلَفَ الْقُدَمَاءُ فِيمَا إِذَا كَانَ الْكِتَابُ كُلُّهُ شِعْرًا فَجَاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مَنْعُ ذَلِكَ

() وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ لَا يُكْتَبَ فِي الشِّعْرِ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).

(
) وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ جَوَازُ ذَلِكَ, وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجُمْهُورُ.

(**) وَقَالَ الْخَطِيبُ هُوَ الْمُخْتَارُ. اهـ

(**) (السادسة):

(**) قال أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة في كتابه (أدب الكاتب), (ص: 184)

(**) تَكتب ( بسم الله ) – إذا افتتحتَ بها كتاباً أو أبتدأت بها كلاماً – بغير ألف ؛لأنها كثرت في هذه الحال على الألْسِنَةِ في كل كتاب يكتب وعند الفَزَع والجَزَع وعند الخبر يَرِدُ والطعامِ يُؤْكل فحذفت الألف استخفافاً.

(**) فإذا توسَّطَتْ كلاماً أثبتَّ فيها ألفاً نحو ( أبْدَأُ باسم الله ) ( وأختم باسم الله ) وقال الله عز و جل: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) و ( فَسَبِّحْ باسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم ) وكذلك كتبت في المصاحف في الحالتين مبتدأة ومتوسطة. اهـ

(**) (السابعة):

(**) تكتب ألف (اسم) إذا كان حرف الجر غير الباء, أو أضيف إلى غير لفظ (الله).

(**) فالأول نحو: ” لاسم الله حلاوة في القلوب ” و ” ليس اسم كاسم الله ”

(**) والثاني نحو: (باسم الخالق وباسم الرحمن وباسم ربك).

(**) (الثامنة): تحذف الألف من لفظ (الرحمن) تخفيفا ؛لكثرة الاستعمال.

(**) ومن المراجع:

(**) كتاب: (أدب الكتاب) لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي (المتوفى: 335هـ), (ص: 36)

(**) وكتاب (البرهان في علوم القرآن) لأبي عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ), (1/ 391)

(**) وكتاب (حاشية الخضري على ابن عقيل) لمحمد بن مصطفى الخضري الشافعي (1/ 5)

 

(**) والله الموفق.

(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

(**) الأربعاء 14 / 1 / 1442 هـ.

** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

https://binthabt.al3ilm.com/13436

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/14144

أضف رد جديد