بسم الله الرحمن الرحيم
توثيق المآخذ على هاني بن بريك
توثيق المآخذ على هاني بن بريك
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد أخرج علماء اليمن بيانهم في هاني بن بريك ودعوا إلى هجره لما عرفوا من حاله, ووفقاً لقواعد السلف التي لا زال هاني ورفاقه ينزلونها في الشيخ محمد الإمام -زعموا- من أن من علم حجة على من لم يعلم, والجرح المفسر مقدم على التعديل.. تلك القواعد التي استدلوا بها قبل سنوات بل قل قبل أشهر بل ليس معهم دليل غيرها إلى الآن لجرح صالح البكري رغم تزكيات بعض العلماء له ولست أدري ما المانع لهم من تنزيلها في هاني؟
ولما كان بيان العلماء في هاني مختصراً -وقد حصل به بفضل الله الخير الكثير- أحببت أن أوثق بعض ما وقع فيه الأخ هاني بن بريك من طعون في علماء أهل السنة في اليمن, ومن أقوال وأفعال وافق فيها المخالفين للسنة ثم بيان تناقضه وحيدته عن الموقف المرجو منه حيالها حين عرضت عليه, وقد آثرت الإقتصار قدر الإمكان على محل الشاهد منها بما لا يجعل لبتر الكلام وإخلاله بالمعنى سبيل حتى لا يطول حجم هذه الكتابة وأسأل الله أن يرزقني الأمانة ويجنبني الخيانة ومن أراد التحقق والتثبت رجع إلى المصادر.
أحببت أن أدونها ليعلم حاله من لا يعلمه ولئلا يغتر به من وراءه, حيث كان السلفيون يحسنون به الظن بأنه حلقة وصل بين العلماء السلفيين بالمملكة وإخوانهم وأبنائهم من مشايخ اليمن فإذا به -فيما اتضح من حاله- ساعٍ بالتحريش والوقيعة بينهم, ويكفي في تخييب مساعيه ارتباط علماء اليمن الوثيق بآبائهم وإخوانهم من علماء المملكة وعلى رأسهم الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله حيث لا يأتون لحج ولا لعمرة إلا ويزورونه ويصغون إلى نصائحه الغالية وتوجيهاته الرشيدة السديدة ويوصون بذلك طلابهم, وهو حفظه الله لا يألو جهداً في بيان ما يراه نافعاً لدعوة أهل السنة في اليمن حريصاً على سماع أخبارها ممن سخرهم الله للإمساك بزمامها هناك, فجمع الله شملكم يا أهل السنة وكسر شوكة الواشين.. آمين.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
1- موقف هاني بن بريك من علماء اليمن:
أ- ما تضمنته كلمة إندونيسيا من طعون في علماء اليمن:
قال هاني: "وهذه الفتن التي مرت في اليمن أعجب أنا ممن يقول: الحكمة ومشايخ اليمن في الحكمة.. هذا الكلام سيوجع مشايخ اليمن لكن لا بأس المصارحة لا بد منها", "جاءت فتنة السرورية ولم يتكلم إلا شيخنا مقبل رحمه الله وفتنة الجمعيات وكان من مشايخ اليمن الآن من يعقد معهم الإجتماعات والشيخ مقبل يحذر منهم. أي حكمة هذه؟"(1).
"إلى يومنا هذا وممن يحسب أنه من مشايخ اليمن يقول: فضيلة الشيخ الوالد عبد المجيد الزنداني"(2).
"وإلى الآن في بعض المراكز من يستمع لأشرطة الحزبيين ولأشرطة المخرفين لأننا لم نربِ
طلابنا على الغيرة والذب"(3). "هذه الطريقة السلفية التي عليها الشيخ مقبل يُراد أن يجهز عليها تحت مسمى: اطلبوا علم ولا تشغلوا أنفسكم", "اطلب علم اطلب علم والمراد بها لا تحذَر ولا تحذِّر من الحزبيين".
ذم هاني تريث علماء اليمن وتأنيهم في علاج فتنة أبي الحسن وكأنه لا يدري أن غيرهم من العلماء قد استخدم التريث والنصح برفق في أول الأمر وعلى رأسهم الشيخ ربيع حفظه الله.
وقال مخاطباً علماء اليمن: "أما المداهنة في الدين والمجاملة في الدين هذا غير مقبول" , "هذا الجاهل يقول: الصبر وجربنا الحكمة. وين الحكمة؟ عطني فتنة جاءت في اليمن والموقف فيها صحيح إلا أيام شيخنا مقبل"(4). "وهكذا جاءت فتنة الحجوري وسكوت مطبق... وهذا يقول: الحجوري على ثغرة. سبحان الله وانشقت الدعوة التي كانوا يبحثون عن مصلحتها بسبب تأخير البيان عن وقت الحاجة"(5).
"شخص في مركز علمي يحذر إخوانه من السرورية ومن القطبية ومن الحدادية.. يأتيه تهديد ستطرد.. هذه السلفية التي كان عليها الشيخ مقبل؟"(6).
"محمد الإمام يقول: (لن تموت الدعوة إذا مات محمد الإمام) من قال هذا؟ ... الخطاب المتعالي هذا مرفوض -بصوت عالي- خلَّك متواضع في خطابك كيف وأنت تتكلم مع من هم أعلم منك.."(7).
"ولا نريد أن نكشف ملفات الآن .. وعندنا ولله الحمد وأنا أقولها لكل واحد في اليمن: هاني بن بريك عنده ملف عمره 25 سنة ..."
وذكر كلاماً طويلاً وطعوناً غير هذه لا يسع المقام لسردها ولكن هذه بعض الألفاظ ومن أراد سياقها رجع إلى المصدر, قال:
"ونأتي متغطرسين متكبرين ونقول كنا على صواب", "هل تريدون حكر المرجعية في أشخاص معينين؟", "لو كنا على طريقتك لما عرفنا السرورية والإخوانية..", "يا أخي كن جاهل سني ولا تكن طالب علم مبتدع", "علماء أكبر منك في سن جدك -مخاطباً الإمام-", "طلاب لهم 25 سنة يحتقرونهم ويزدرونهم لماذا لأنهم لم ينقادوا ولم يهزوا الرؤوس ولم يقولوا مرحبا يا شيخ وما قلت صواب يا شيخ ..".
وأغرب ما في كلمة إندونيسيا عدم تفريقه بين سرية الجهاد وسرية التنظيم الدعوي حيث قال وهو يتكلم عن جبهة كتاف:
"وعشنا في وهم المؤامرة مؤامرة مؤامرة أصبح الواحد هناك تتلفت اللي على يمينه هذا جاسوس وهذا مخابرات وهذا... يا أخي نحن سلفيين نصدع بدعوتنا وليس عندنا اجتماعات سرية نقرر فيها أمور الدعوة... لو يكون رئيس المباحث بيننا خله يكون موجود وش ضرنا" وليته كلف نفسه قليلاً القراءة في مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليضبط هذه المسألة!
ب- دعواه عدم الطعن في العلماء وتحديه إثبات ذلك عليه وتكرار طعنه فيهم من حيث شعر أو لم يشعر:
لما جاء هاني إلى عدن انتشر كلام مفاده أن أحد الشباب سأل الشيخ عبد العزيز البرعي عن هاني فقال ما مضمونه: هذا الرجل يسب مراكز الدعوة وعلماءها لا يحضر له.
فنشر هاني جواباً قال فيه عن الشيخ البرعي: "إما أنه كُذب علي عنده ،أو يكون وللأسف كَذب هو في ذلك وكلا اﻷمرين مر وإن كان الثاني أشد وعليه أن يثبت هذا إن استطاع وإن كان يعني نقدي للشيخ محمد اﻹمام ولسكوتهم في الفتن مع مخالفتهم لمن هو أعلم منهم وأكبر وأكثر تجربة من كبار علماء اﻷمة مما ضلل كثيرا من الشباب وزهدهم في أكابر علمائهم إن كان يعتبره سبا فأنتم إذن فوق النصيحة والنقد ثم فليأتني بعالم تكلم فيه هاني أو سبه ولك مني التوبة والرجوع من على كرسي التعليم ومنابر العلم. أم إن الشيخ البرعي يريد مني التبعية العمياء وهز الرأس وقول مرحبا سيدي فهذا لن يكون. وليعلم أن العلماء ليس أحد منهم فوق النصيحة والنقد مهما علت منزلتهم ومكانتهم ﻻ ابن باز وﻻ اﻷلباني وﻻ العثيمين وﻻ الربيع وﻻ مقبل وﻻ عبيد هذا مع إجلالهم وتقديرهم فهم من ربانا على ذلك اعتبار الحق أوﻻ. وقد عرض كلامي في إندونيسيا على كبار علمائنا ولم يخطئوه وفرح به أهل الصدق وشرق به من شرق. وﻻ زلت أقول من أتاني بخطأ علمي - عقدي أو منهجي - في كلامي كله ليس فيما قلته في إندونيسيا فحسب بل في كل كلامي فأنا مرحب بكل صدر رحب وأذن صاغية. أما أن يقال لو كان في غير هذا المكان أو ترفقت أو أجلت فهذه اعتبارات تختلف من شخص لآخر والعبرة جوهر الموضوع. غضب الشيخ البرعي لما جاءت الكلمة منا - وهي كلمة حق - وصبر سنين على الحجاورة وهم السبابة القذافون ومنع من الرد عليهم وقد استطالوا في أكابر العلماء ومرجعيات اﻷمة ليس فيه وفي محمد اﻹمام ومشايخ اليمن فحسب. وما استطاع أن يهضم نقدا - وهو الناقد البصير - كان في مقابل استخفاف بعلماء اﻷمة اﻷكابر وتصويرهم كعديمي الحكمة والتأني. وفي اﻷخير أقول هاني بن بريك ﻻيستقل بنفسه أبدا وما خطا خطوة إﻻ بمشورة العلماء . وليعرض كلام الشيخ البرعي على كبار علمائنا . قاله هاني بن علي بن بريك الثاني من شهر الله المحرم ليلة اﻷثنين 1436هـ".
هذا كلامه ولك أن تتأمل بعض ما مضى من كلمة إندونيسيا وتقارنه به, ثم تأمل استنكاره على الشيخ البرعي سرعة رده عليه. ألست من انتقد تأخر العلماء في البيان؟ فلم لا يكون هذا من البرعي عدم تأخير منه للبيان عن وقت الحاجة؟ أتريد أن يسرعوا في غيرك ويتأنوا فيك؟
وبعد هذه الكلمة عقد جلسة سماها (مصارحة ومكاشفة) حوت من الطعون مثل كلمة إندونيسيا وأكثر. ومن ذلك قوله: "صاحب معبر الإخواني المتستر", "الملف الذي أرعبهم", "كلمة إندونيسيا نكشت البرعي عبد العزيز وهو المتحامل علي وعلى غيري من مشايخ سلفيين وطلاب علم كبار لأنهم لم يسلموا زمام التبعية وهذا منذ زمن.. وهاهو الآن ينبري لنا مرة أخرى يكرر ذلك الخزي وذلك الموقف حارقاً نفسه لإثبات الولاء لصاحب معبر".
قال أيضاً عن البرعي: "نحن انتهينا من الرجل هذا".
وقال عن الشيخ محمد الإمام: "أهل البدع يدخلون عليه خارجين داخلين ومتمخطرين تكفيريين وقطبيين وسروريين وإخوان مسلمين الكل يدخل ويخرج. وأهل السنة هم المضطهدون لو رديت على أحد لو رأوا معك كتب الردود ستطرد لو وزعت كتب الردود ستطرد.. ونقول: لا لا لا. هدمنا منهج السلف"(8).أعلى النموذج
جـ- موقفه من قضية: هل في اليمن علماء وبيان مراحله فيها ومن هم المقصودون بذلك, بين الحذيفي وبن بريك:
بعد أن قال ما قال في علماء اليمن جملة وتفصيلاً كالشيخ الإمام والشيخ البرعي والشيخ العدني -ومنهم الشيخ الوصابي حيث لمزه بكلماتٍ أيضاً- قال في آخر ذلك الشريط:
"وأكرر الذي يقول أن هاني يقول ليس في اليمن علماء فهذا كاذب علي, اليمن فيها علماء وفيها طلاب علم نجباء وفيها فضلاء..." ثم قال بعدها: "الشيخ علي الحذيفي شابت لحيته وهم الأخ علي الحذيفي!" ولعله بهذا المثال يتضح المراد بعلماء اليمن عند هاني.
ثم إن رفيقه الحذيفي أجهز على من تبقى من العلماء -إلا واحداً أو اثنين من المشهورين- ممن لم يسمهم هاني فقال في ]وقفاته مع الإبانة[ عن مشايخ اليمن: " أحدهم بدعه العلماء وآخر قالوا عنه: إنه مغفل، وبقي من السبعة خمسة، فثلاثة منهم تميزوا عن الاثنين الآخرين باشتهارهم في الطلب، وبقي منهم اثنان وهما: محمد الصوملي وعبد الله بن عثمان الذماري، أرجو من محمد الإمام وعبد العزيز البرعي أن يذكروا لنا ترجمة الشخصين المذكورين وأين طلبوا العلم وكم مكثوا، ليعلم علماء الدعوة السلفية في العالم الإسلامي: هل هؤلاء أهل لأن يستفتوا في النوازل ؟".
يجيبك عن تساؤل الحذيفي الأخير الشيخُ هاني بن بريك حيث يقول: "سائل يقول: نريد من فضيلتكم أن تبينوا لمن يقول بأن مشايخ أهل السنة والجماعة في اليمن ليسوا أهلاً لأن يفتوا في النوازل لأنهم يدَّعون أنهم طلاب علم ليس إلا ونرجوا منكم أن تشدد على من يقول ذلك؟ أقول الذي يقول هذا الكلام نسأل الله أن يصلحه علماء السنة في كل مكان في اليمن في السعودية في أي مكان نعلي منزلتهم ونرفع قدرهم ومن أخطأ منهم هو بين
الأجرين يعني إما أن ينال أجرين إن وُفِّق وإما أن ينال أجر إن أخطأ فندعوا لهم جميعاً بالتوفيق للصواب وينبغي على الجميع أن يعرف للعلماء مكانتهم سواء كانوا علماء اليمن أو السعودية أو الصين أو .. فعلماء السنة جميعاً مكانتهم محفوظة الكبار منهم والصغار ومن يتعرض لهم أنا أقول له يا أخي لا تؤتى السنة من قِبلك ولا يؤتى الحق من قِبلك احفظ مكانتهم الله يحفظك ويبارك فيك أما إذا كان من أصحاب الهوى ومن لا ينقاد لأهل السنة هذا لا حيلة لنا عليه". وقال في جوابٍ آخر قبل جلسة المصارحة بأيام قليلة: "ارجع إلى تاريخ البكري وقضيته في تهميش العلماء وقوله إنه ليس في اليمن علماء ستعرف من كان واقفاً في هذه الفتنة سنصارح بس وكل مشائخ اليمن بما فيهم يحيى الحجوري عندما كان مع أهل السنة يعرف من الذي أرسله مشايخ السعودية لإخماد هذه الفتنة ومن الذي سجل مع صالح البكري شريطاً فيه الثناء على علماء ومشايخ الدعوة السلفية في اليمن كل من حضرنا وكان معنا يعرف أن محدثكم هو وراء هذا وهو الذي سعى في هذا وكان الكل يشكر له ذلك". وهذا الكلام جميل من هاني وهو يوافق كلامه في آخر جلسة المصارحة المتقدم لكن كيف إذا علمت أنه قال في محاضرة بين هاتين المحاضرتين أسماها ]دروس وعبر[ عن نفسه وهو يتكلم عن علماء اليمن أنه: "أكرمه الله أنه لم يدرس إلا على الشيخ مقبل منهم أقول أكرمه ربي بذلك"(9).
وليست هذه الطريقة بغريبة على أهل السنة فقد سلكها قبل هاني ورفاقَه أبو الحسن حيث طعن في علماء اليمن وجهلهم وجعلهم "قواطي صلصة" وانفرد عنهم بمن بقي معه من أصحاب براءة الذمة, ثم الحجوري كذلك سب علماء اليمن وأمر بالبول على بياناتهم وانفرد بمن معه ممن سُمُّوا بمشايخ دماج.
د-قضية الغرباء, والشيخ عبد الرحمن ومفهوم كلمة الجهاد:
تكلم الشيخ عبد الرحمن مع طلابه قائلاً: ".. أما بعد فلا يخفى عليكم ما تمر به البلاد من هذه الأمور العصيبة والأحداث الجسيمة ومحافظة على سلامة المركز وسلامة ساكنيه وقاطنيه والمنتسيبن إليه لا سيما إخواننا الغرباء وما يترقبه الناس في هذه الأيام القادمة من أحداث فقد اتخذت الحكومة برئاسة الأخ رئيس الجمهورية ومعية وزير الدفاع والداخلية قراراً بإخراج الإخوة الغرباء جميعاً من المركز... ولا شك أن لتصرفات كثير من إخواننا الغرباء في الآونة الأخيرة دور كبير في اتخاذ هذا القرار فنقول قدر الله وما شاء فعل, ارتباطهم بمن يدعو إلى الجهاد والقتال وتصرفات كثير منهم الهوجاء كانت سبباً عظيماً لاتخاذ الحكومة لهذا القرار وسيطال هذا القرار أيضاً أناساً من الغرباء في صنعاء وفي غيرها على ما أخبرنا به الأخ المحافظ... فإذا كان هذا قرار ولي الأمر ولا شك أنه أخذ وقتاً في دراسته نحن لا نشعر ما أعطونا إلا الخلاصة نحن نتعامل مع بعض المسؤولين في المحافظة فأخبرونا أن قضية المركز وقضية الطلاب عموماً والغرباء على وجه الخصوص يعني بيد رئيس الجمهورية حفظه الله تعالى وأخبرونا البارحة وعززوا الكلام في هذا اليوم أنه قد تم اتخاذ قرار برحيل الإخوة الغرباء لسلامة هؤلاء الغرباء من الفتن المرتقبة وأيضاً حقيقةً لا أخفي عليكم لتصرفات كثير من الغرباء العوجاء التي مارسوها في الآونة الأخيرة كان لها سبب كبير لإتخاذ الحكومة لهذا القرار".
ويتلخص من هذا الكلام أمور, منها:
1- أن هذه كانت أول كلمة من الشيخ لطلابه في هذا الموضوع.
2- أن أسباب اتخاذ القرار هي: ما تمر به البلاد من هذه الأمور العصيبة والأحداث الجسيمة, ومحافظة على سلامة المركز وسلامة ساكنيه وقاطنيه والمنتسيبن إليه لا سيما إخواننا الغرباء, وما يترقبه الناس في هذه الأيام القادمة من أحداث, وتصرفات كثير من إخواننا الغرباء في الآونة الأخيرة و ارتباطهم بمن يدعو إلى الجهاد والقتال -أي لم يتخذ القرار لهذا السبب الأخير فقط كما زعم هاني فيما سيأتي-.
3- أن مراد الشيخ بقوله" من يدعو إلى الجهاد" كانت من أوضح الواضحات لطلاب العلم المعنيين بالخطاب أن المراد بها هو هاني, وهذا ما فهمه كل من سمع الكلمة وله معرفة بأخبار الدعوة.
4- أن القرار اتُخِذ برئاسة الأخ رئيس الجمهورية ومعية وزير الدفاع والداخلية(10).
5- أن القرار سيطال أناساً من الغرباء في صنعاء وغيرها.
6- أن الرئيس مطلع على قضية المركز وطلابه.
7- أن من أخبر الشيخ عبد الرحمن بالقرار هو المحافظ.
وبهذه النقاط المهمة يتضح كذب بل كذبات الأخ هاني في هذا الموضوع فإليك هي:
انتشرت رسالة لهاني بن بريك بعد هذه الكلمة وهي: "عبد الرحمن مرعي يشيع هذا ليتخلص منهم لأنهم لا يتابعوه على باطله ولم ينقادوا له في منعه من حضور المحاضرات في عدن فتواطأ مع الأمن لتعقبهم وأصدر قراراً جمهورياً من القصر الرئاسي في الفيوش. أما رئاسة الجمهورية فقد كذبت السفارة الإندونيسية ذلك وقالت لم تتسلم أي قرار من جهات الإختصاص بذلك ومقتضى البروتكولات الدبلماسية أن يتم ذلك عبر السفارات. كتبه هاني بن بريك ...".
ثم قال الشيخ عبد الرحمن معلقاً على ما تُوهِم من سوء فهم عبارة (من يدعو إلى الجهاد والقتال): "قالوا -أي الإخوة الغرباء- هذه الكلمة أوهمت أننا منتسبون إلى جماعة القاعدة أو إلى جماعات إرهابية ونحن برآء من ذلك. والجواب نعم يعلم الله أني أعتقد ذلك ولم يدر في خلدي أن واحداً من هؤلاء الغرباء ينتمي إلى هذه الطرائق أو أن له صلة بهذه الجماعات بل هم إخوة بفضل الله على الكتاب والسنة وعلى منهج سلف الأمة ولهم
ارتباطهم الوثيق بعلماء الأمة وإنما كما كان يعرف الحضور أن المقصود ارتباطهم بالأخ هاني بن بريك الذي يدعو إلى قتال وجهاد الحوثيين ولا شك أنه يستند في هذا إلى فتاوى لكبار علماء الأمة وهم ما أرادوا بذلك إلا نصرة الدين والدعوة والذب عن حياض الدين لا نشك في ذلك..."(11).
قال هاني في جلسة المصارحة متحدثاً عن زيارة الشيخ عبد الرحمن للشيخ الوصابي في الحديدة: "ومن هناك أتى بفتوى تسفير الغرباء وقرار الطرد لأنهم يشكلون عبأً ثقيلاً عليه".
وقال: "صرح صاحب الفيوش بتصريح أنه بسبب أفعال الطلاب في الآونة الأخيرة وأفعالهم الهوجاء صدر قرار رئاسي بتسفير الغرباء وأخذ يترحم وقدر الله .. و و من الكلام الذي والله ما هو إلا تمثيلية وكلكم يشهد على ذلك, ثم يقول في كلامه بسبب ارتباطهم بمن يحرض للجهاد فأراد أن يلبسني أنا ويلبس إخواني الغرباء ويتقرب بنا إلى الأمن أننا دعاة إلى فكر القاعدة".
ثم ذكر هاني في جلسة المصارحة قصة زيارته للمحافظ مع مجموعة من الإخوة فتأمل ما ذكره واربطه بما تقدم من أسباب اتخاذ القرار, قال: "فقال لنا -أي المحافظ- بالحرف الواحد أما أمر التسفير فإنه من قبل ما يزيد عن ثلاثة أشهر هكذا قال. وقد أرسلنا لعبد الرحمن بأن يجمع لنا الكشوفات لا غير ولم يأتِ بها حتى اليوم" قال هاني معلقاً: "الشاهد أن الأمر كان إن صح أن هناك أمر كان من قبل أربعة أشهر ثم يقول صاحب الفيوش أنه بسبب تحركهم في الآونة الأخيرة وارتباطهم بمن يدعو للجهاد. واضح؟ ثم يأتي الآن ويقول لم أقصد ولم يدر في خلدي أنه سيوجه لهم تهمة القاعدة(12). سبحان الله على مَن
يا أخي؟ والله لا يقبلها مغفل فضلاً عن طال علم يحترم عقله". "ما يعمله إنسان عامي فضلاً عن إنسان يدعي العلم يتهم إخوانه بتهمة".
قال الشيخ عبد الرحمن كما في جلسته الأخيرة مع الإندونيسيين ما حاصله: "أنه حين بلغني أن بعض الإخوة كذبوني وقالوا لم يذكر هذا الأخ المحافظ وليس هناك توجيهات من رئاسة الجمهورية بترحيل الطلاب اتصلت على الأخ المحافظ وقلت يا أخي المحافظ أنت كلمتني بكذا وكذا وأنا كلمت الطلاب هل جرى بيننا هذا؟ قال لي نعم أنا كلمتك بهذا. قلت هل جرى بينك وبين الرئيس اتصال وكلمك بهذا قال نعم. قلت لكن الناس الآن يكذبوني.. وأنا أطالبك بأحد أمرين إما أن تكتب لي ورقة فيها إثبات ما جرى بيني وبينك ونسبة هذا الأمر إلى الرئاسة أو أنك تحضر بنفسك إلى الفيوش وتتكلم بهذا الكلام فقال نعم أنا مستعد سآتيكم. وجاء المحافظ وتكلم بالكلام الذي سمعه الجميع أنها توجيهات من القيادة العليا وفي آخر الكلام قيل له هل هذه توجيهات رئاسية؟ قال نعم نعم هذه توجيهات رئاسية". وكلمة المحافظ مسجلة.
وبعد ذلك قالوا: المحافظ لم يقل لنا هذا الكلام حين جلسنا معه في مكتبه(13).
قال الشيخ عبد الرحمن: "فاتصلت به مرة أخرى وقلت إنهم يقولون أنك ذكرت لهم في المجلس كلاماً آخر غير الذي تكلمت به في المركز قال: الله المستعان بيني وبينهم المحضر -وهو الدفتر الذي يدون فيه كاتب الجلسة ما دار فيها- وأنا قابل بما في المحضر"(14).
ثم بث هاني تسجيلاً لجزء من كلمة الشيخ عبد الرحمن والذي فيه أن لتصرفات الغرباء
سبب كبير في اتخاذ القرار. ولم يبث هاني أول التسجيل ولا آخره والذي فيه أسباب الترحيل السابق ذكرها ليوهم أن هذا هو السبب الوحيد وأن عبد الرحمن هو الذي طلب من الأمن ترحيل طلابه, ولم يدرِ أنه أثبت تناقضه من حيث ظن إثبات براءته فبث بنفسه تسجيلاً لكلمة المحافظ هذا نصها: " أنا طلبت من الأخ الشيخ عبد الرحمن العدني قبل أربعة أشهر تقريباً أسماءكم وجوازاتكم ويكونوا احتياط عندنا حتى نستطيع أن نتلمس همومكم ومشاكلكم ولم يرفع لي حتى اليوم اعتقاداً منه أن نحن نريد أن نرحلكم لكن الآن جاء وقت الترحيل حرصاً منا عليكم وليس كما كتبت بعض الصحف أو تحدث بعض الناس أن طلوعكم من هذا المعهد وإعادتكم إلى بلدانكم لإنكم إرهابيين إذا كنتم إرهابيين فأولكم سيكون الشيخ عبد الرحمن هو القائم عليكم ومن معه من الإخوة الأساتذة والمشايخ والعلماء لكن هذا لا وألف لا لا يوجد هذا فيه. فوجود الإخوة الغرباء ذريعة من الذرائع التي يتذرع بها الحوثيون(15)..." قال هاني معلقاً: "الحاصل أن المحافظ برأ الإخوة من هذه التهمة وصاحب الفيوش يقول إن الترحيل بسبب ارتباطهم بمن يدعو إلى الجهاد في الآونة الأخيرة. والآونة الأخيرة بمن ارتبطوا؟ بهاني. قبل كم؟ سبحان الله أقلّ من شهر والأمر له أربعة أشهر كما يقول المحافظ.شفت؟ فلا يؤخذ العلم من كذاب ولا معلن سفه ولا مبتدع".
والعجيب أنه وبعد هذا الإضطراب والتضارب في الأقوال الحاصل من هاني لإثبات أن قرار الترحيل لم يكن رئاسياً وإنما كان من قِبل الشيخ عبد الرحمن بفتوى من الشيخ الوصابي تارة, وأنه قرار قديم تارة أخرى وفي نفس الجلسة التي قرر فيها هذا الكلام تنصل
من كونه هو صاحب هذه الفرية فقال بكل برودة: "وعجب لمن يأتي بعد ذلك يقول كذبتم على المحافظ كذبتم على الشيخ سبحان الله تركت هذا كله ومسكت إن سلمنا أنه حصل غلط من بعض الإخوة أو لم يفهم كلام إخوانه الذين جلسوا أو أو.. أو حتى بعض الإخوة مثلاً أخطأ في الكلام تأخذ هذه وتترك الفرية العظيمة وادعاء الترحيل بسبب ارتباطهم بمن يدعو إلى الجهاد والأمر قد له ثلاثة أشهر". فلا يؤخذ العلم من كذاب ولا معلن سفه ولا مبتدع!
هـ- توصيله أو أحد أعوانه كلاماً مكذوباً مبتوراً عن الشيخين الإمام والعدني للشيخ عبيد الجابري:
1- قال الشيخ عبيد الجابري:
"وقد ثبت لدي أن محمد الإمام هذا جمع المقاتلين في جبهة كتاف وبلغهم بأن الحوثي أو الحوثة طلبوا تسليمهم منه فهو صدق في هذا وهو كذوب... ثانياً بالنسبة للأخ عبد الرحمن بن عمر مرعي لا يصلح للدعوة هذا أقل ما يقال فيه إنه مغفل بناءً على كلمات سمعتها منه ومن تلكم الكلمات قوله في الوثيقة.. أعني عبد الرحمن قال: فيها باطل. أقول قائل هذه المقولة كما أسلفت أقل ما يقال فيه إنه مغفل والمغفل ولا يصلح للدعوة ولا يصلح للتدريس أبداً..."(16).
قال الشيخ عبد العزيز البرعي في كلمة مسجلة له بعد كلمة الشيخ الجابري بأيام:
"اتصلت بالشيخ الإمام في هذا اليوم وسألته عن هذا الأمر فقال هذا كذب ما حصل قط ولا استدعيتهم وهم مجموعة من الطلبة هادئون ولم يحصل أني استدعيتهم قط ونفى ذلك نفياً تاماً. فعلى هذا ليعلم الشيخ أن الناقلين إليه غير صادقين".
أما الشيخ عبد الرحمن فقد تكلم مع طلابه حول الوثيقة بعد رجوعه من مكة في كلمة مسجلة ولعلها هي التي عناها الشيخ عبيد إذ لم تنشر عن العدني كلمة غيرها فيما أعلم قال فيها: "..أن الكلام في هذه الوثيقة في أمرين: الأمر الأول في المقصود منها وهو الصلح. والأمر الثاني في الفقرات والعبارات التي وردت فيها ... محل الإنتقاد: في العبارات التي وردت في هذه الوثيقة وهي عبارات باطلة كون الدين واحداً والكتاب واحداً والعدو واحداً وأنه ليس هناك خلاف إلا في الفروع وليس هناك خلاف في الأصول لا شك أن هذا باطل والذي أعتقده أنه يجب على الشيخ الإمام حفظه الله أن يبين ما في هذه الوثيقة من الباطل لكن في الوقت المناسب. المكروه حصل أنه وقع على هذه الوثيقة بما تضمنته من هذه الجمل الباطلة ... وأنه متى ما سنحت له الفرصة يبين ما فيها من باطل لئلا تكون وثيقة تاريخية محسوبة على أهل السنة ...".
هذا كلام الشيخ عبد الرحمن والفرق بيِّن وواضح بينه وبين ما بلغ الشيخ عبيداً منه.
وبعد هذا فاعلم وفقك الله أن الذي جعل "بعض" ما في الوثيقة باطلاً هو هاني بن بريك حيث قال في أول كلمة إندونيسيا: "المستنكَر على الشيخ محمد الإمام إقراره ببعض الفقرات التي منها ما حكم عليه الشيخ محمد نفسه بأنها كفر"؟!
2- سئل الشيخ عبيد السؤال التالي:
قال أحدهم إن بُعث نبي وقال لنا قاتلوا مجموعة من المسلمين سنقاتل ولن نتراجع عن ذلك أما كما سمعت من جاء أقام له جبهة وقام يجرجر المسلمين للقتال وأسس له حزباً وجرجر المسلمين للقتال و و إلى آخره هذه الطرق لا نقبلها ولا تُقبل عند الله بل هي من الفتن العظام؟
فكان من جواب الشيخ أن قال: "كذاب وما إخاله إلا جسر للرافضة جسر البدع بل ومدخل للكفر .." وبناءً على ما نُقل إليه منها قرر الشيخ عبيد أن هذه المقولة تتضمن "تضليل الصحابة ومن بعدهم ممن قاتلوا الخوارج ..وممن وقع تحت هذه المقولة أبو بكر الصديق.. ثم عمر.. ثم عثمان وهكذا... هذه المقولة الفاجرة الجائرة الظالمة لا تصدر إلا من خبيث المعتقد فاسق ولو انتسب إلى العلم.. يجب على حاكمه أن يستتيبه فإن تاب وإلا ضربت عنقه ..".
وبعد الرجوع إلى مصدر الكلام نجد أن الشيخ الإمام وهو المعني بالكلام ذكر ذلك في شرحه على صحيح مسلم تحت باب الخوارج شر الخلق والخليقة حيث استطرد الشيخ في الكلام حتى وصل إلى القتال الحاصل بين المسلمين الآن فقال: "انظروا إلى يعني ما كان عليه السلف هذا سلمة بن كهيل جيء إليه وقيل له ألا تخرج تقاتل مع فلان يعني بعض الظلمة قال لست بخارج إلا مع نبي ولست بواجده يعني كلام! يعني قتال المسلمين كما سمعت القتال الحاصل الآن من أجل الملك من أجل الدنيا من أجل التعصب والتحزب إلى غير ذلك على كيف يقاتل المسلم أخوه المسلم كيف سيقول يوم القيامة لربه عندما يقال له يا عبدي لمَ قتلت عبدي؟ هذا القتال الحاصل ومهما زينه المزينون ومهما جمله المجملون وأنه وأنه لا نقدر على قبول هذا ما دام أنه قتل مسلم مع مسلم وقتال بين المسلمين. أهل السنة أطهر الناس فيما يتعلق بالدماء وأبعد الناس عن الدماء وأنزه الناس وأتقى الناس في أمر الدماء هذا الذي عليه أهل السنة على مر التاريخ احذروا من الجرجرات من الجرجرة إلى الفتن كما سمعت بصورة وبأخرى إن بُعث النبي وقال لنا قاتلوا مجموعة من المسلمين سنقاتل ولن نتراجع عن ذلك أما كما سمعت من جاء أقام له جبهة وقام يجرجر المسلمين إلى القتال أو أسس له حزباً وجرجر المسلمين للقتال و و إلى آخره هذه الطرق لا نقبلها ولا تُقبل عند الله بل هي من الفتن العظام والإنحراف الكبير وما أكثر ما يكون وراءها أيدي ماكرة خبيثة متاجرة متآمرة على المسلمين. المطلوب الحذر أيما حذر من الجرجرة إلى الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله".
ثم سئل الشيخ الإمام عن الكلمة المجتزأة له فأجاب بفتوى منشورة.
2- الخروج على ولاة الأمور والدعاء عليهم من على المنابر:
أ- كلمته المنشورة كاملة في تأصيله الخروج على الحاكم الفاسد:
انتشرت لهاني كلمة قال فيها: "عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دون أن يحصل فساد أعظم نعم" فأجاب بأن هذا الكلام مبتور وأنه وأنه فأحببت أن أنقل ما يتعلق بالمسألة من كلمته المنشورة كاملة ليعرف المراد منها, قال بعد أن ذكر حال الصومال وسياد بري وحال بلدان ما يسمى بالربيع العربي: ".. أُمرنا بالمناصحة وأُمرنا بالإصلاح بالطريق الشرعي. عرفت؟ عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دون أن يحصل فساد أعظم نعم لكن ليست عندنا قدرة أن نغيره فهذا ما يأتي به الشرع. الشرع يقول إن درأ المفسدة أولى من جلب المصلحة فهنا الشريعة رحمة ولهذا نقول ما خالف قوم السنة وأفلحوا لا نقول هذا دفاعاً عن ظلمه ولا عن حكام جائرين ولا عن مستبدين أبداً نحن نقرر حقائق الشرع. النبي صلى الله عليه وسلم يقول اسمع وأطع وإن تأمر عليك عبد حبشي وإن ضربك وجلدك لماذا لأن الخروج بدون مقدرة وبدون استطاعة يفضي إلى ما نحن فيه الآن. سألني أحد الآباء ذيك الأيام ونحن في الفوضى وتأتيني الرسائل من الفيوش لا تصادم الناس. يعني أقول لهم المظاهرات جائزة وهي في شرع الله غير جائزة. علماء الأمة جميعاً يفتون بحرمتها. أقول لك يا أخي قال لي أحد الإخوة في المسجد هنا: وكيف نغير الحاكم؟ قلت له حصل في تاريخ المسلمين غُيِّر حكام بدون أي إراقة دماء وبدون أي فتن. لما كانت القوة والغلبة موجودة وأمنِّا أن نغيره بدون إراقة دم أما أن نغيره وقد أهلكنا الحرث والنسل ما يروح ظالم إلا ويأتي أظلم منه ولا يروح غاشم إلا ويأتي من هو أغشم منه نزج بأبنائنا في المحرقة وتحت الثورات ومساكين الله تحت شعارات جاهلية هذا كله والله ما يجوز نقول هذا رحمة بأولادنا. وأنت تعرف يا أبا إبراهيم أني من أحرص الناس على إخواني والشباب بارك الله فيك" ثم بنفس السياق سأله سائل بصوت غير واضح فأجاب: "أنا أتكلم عن المظاهرات وكلامي واضح من قديم وأنت معنا أنا لا زلت عليه.. -سؤال غير واضح- طاعته بدون معصية إذا أمر بمعصية لا.. هي معاصي عليه لكن نحن اللي جريناه إليها لما خرجنا عليه بدون موجب شرعي خرجنا عليه وما عندنا المقدرة. الملك يا أخي ما أحد بيعطيك ملكه تنازعه على الملك والله ليسفك دمك ويسفك الحرث والنسل.." ثم حث على لزوم العلماء والدليل وختم المجلس.
تلاحظ أخي الكريم أن هذا الكلام يدور حول تغيير الحاكم والخروج عليه إذا وجدت القوة والقدرة بل وقد استخدم لفظة "الخروج" هنا في أكثر من موضع, ولم يتكلم عن عزل الحاكم من قِبل أولي الحل والعقد إطلاقاً -حسب هذا التسجيل الصوتي- وطالب العلم فضلاً عن العالم يعرف البون الشاسع بين كلمة الخروج إذا أطلقت وبين عزل الحاكم من قِبل أولي الحل والعقد التي أوهم هاني أنه إنما تحدث عنها كما في جوابه الآتي.
جوابه الأول عن هذا الكلام وما فيه من تلبيس وإيهام:
قال هانئ بن بريك في تعليق له على المقطع الصوتي:
"أخي الحبيب تأمل كلامي وﻻ تأخذك تهويلات من شغب عليه فكلامي كله منصب على منع الخروج على الحاكم حتى الكافر ﻻيخرج عليه مع عدم المقدرة وضربت أمثلة على فساد الخروج يرعاك الله، أما تغيير الحاكم الفاسد أو الذي ﻻيصلح لضعف وخلل فهو من مهام أهل الحل والعقد الذي لهم الشوكة والغلبة والذي ﻻيحصل معه فتنة وﻻ إراقة دماء فهذا منصوص عليه في كتب أهل العلم مشهور كيف يغيب عنك وأما اﻹجماع المنقول فهو في النهي عن الخروج ﻻ تغييره من أهل الحل والعقد أهل الشوكة فتنبه وفقنا الله وإياك ومثاله الحي تغيير الملك سعود رحمه الله على صلاحه وتقواه لكن لاعتلاله الصحي وكثرة سفره للعلاج ما أدى إلى اختلال شؤون البلاد فاجتمعت كلمة أهل الحل والعقد على تغييره وتولية أخيه فيصل. - رحمه الله - ولم يعتبر هذا الفعل مطلقا خارجا عن اﻹجماع بل هو من اختصاص أهل الحل والعقد وكذلك فعل الجيش المصري من تنحية مرسي وقبله مبارك كان جواب علمائنا أن هذا ليس خروجا بل هو من مهام أهل الحل والعقد أصحاب الشوكة. فلا يختلط اﻷمر بين الخروج وبين تغيير أهل الحل والعقد له. وراجع اﻷحكام السلطانية وكتب الفقه في مهام أهل الحل والعقد. وشكر الله لك حرصك على أخيك ومحبك . أخوك المود لك والمحب هاني بن بريك"
وهذا الجواب كما تلاحظ قد جاوز فيه قاعدة حمل المجمل على المفصل إلى حمل كلام مفصل على معنىً غير موجود في السياق إطلاقاً.
جوابه الثاني وإدعاؤه أو بعض رفاقه أنه إنما تكلم عن العزل ونشرِهم لهذا الكلام معززاً بفتاوى العلماء في جواز عزل الولاة من قِبل أولي الحل والعقد مع أنه خارج محل النزاع:
بعد الرسالة الأولى انتشرت رسالة ثانية جاء فيها: "الرد على من يشنع ويتهم فضيلة الشيخ هاني بن بريك في قوله في إحدى المحاضرات: }يجوز تغيير الحاكم إذا كان لا يصلح للإمامة من قِبل أهل الحل والعقد{" ولا أدري من أين جاؤوا بهذا الكلام. ثم ساقوا فتوى للشيخ محمد بن هادي وأخرى للشيخ محمد بازمول في شأن عزل الولاة وهو أمر خارج عن محل النزاع كما قد عرفت.
جوابه الثالث الموهم للتراجع ولا تراجع:
بعد ذلك كتب هاني: ".. وبعد فقد نقلت عني كلمة مجتزأة وهي (... عندنا قوة وقدرة نغير بها الحاكم الفاسد دون أن يحصل فساد أعظم نعم) هكذا اجتزؤوها . وهذا اﻹطلاق ﻻيجوز أبدا وﻻيحل وأنه من الخطأ الفاحش وأعوذ بالله أن يكون هذا اﻹطلاق مذهبي ولم أعتقده يوما من الدهر ، وكان ﻻبد أن يذكر معها أن التغيير ﻻيكون إﻻ من أهل الحل والعقد الذين بيدهم الشوكة والغلبة والذين بتغييرهم ﻻيحدث أي فساد مطلقا كما ذكرته في اﻹجابة عن اﻷسئلة في نفس المحاضرة، ﻻ يكون بالمظاهرات أي كان نوعها وﻻ اﻹعتصامات أو الخروج المسلح أو إثارة القلاقل والفتن على وﻻة أمور المسلمين . وأشكر كل إخواني المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء على توجيههم لي وتقويمهم لعبارتي حتى ﻻتستغل ، حتى الذين طاروا بها فرحا بزلتي واجتزؤوها أشكرهم وأدعو لهم ؛ ﻷنهم لفتوا انتباهي لخير . هذا وقد بينت في درس البارحة يوم السبت ليلة اﻷحد 1436/2/14هجرية بتسجيل صوتي اﻷمر .
والله من وراء القصد .كتبه هاني بن علي بن بريك 1436/2/15هجرية".
أردت من سرد هذه الأجوبة بيان أنه حينما تكون التهمة موجهة إليهم فإنهم يتكلفون لها عدة مخارج بينما لما أجاب الشيخ محمد الإمام بأنه إنما يعتقد كذا وكذا من الحق وأن له كلام في نفس السياق وفي موضع آخر يوضح المراد في قضية لا قتال إلا مع نبي قالوا هذا حمل للمجمل على المفصل!
ب- دعاؤه على ساسة اليمن من على المنبر والتعليق عليه:
قال في إحدى خطبه عن دماج: ".. هذه البلدة التي أعلنتها إحدى المنظمات الدولية منطقة منكوبة سارع الغرب لإعلان دماج منطقة منكوبة وساستنا لا بارك الله فيهم يقولون حرب طائفية. أي طائفية يا مسكين..".
قد يعذر البعض هاني على هذه الكلمة بأنه إنما تكلم عن حرقة وغير ذلك. لكن السؤال: ماذا لو كان هذا الخطيب هو الشيخ محمد الإمام؟ وقد حصل أن تصيدوا له نصيحة عامة لحكام العرب في خطبة له فقالوا الإمام يطعن في ولاة الأمور.
3- رحلة شرورة والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فيها:
ظهرت بعض المواقف لهاني البريكي! في شرورة مختلفة تماماً عن تلك الصلابة والقوة في السلفية التي رأيناها منه آنفاً مما جعله بين أمرين لا ثالث لهما فإما أنه حزبي متلبس بالسلفية أظهرته هذه الصور على حقيقته وإما أنه تنازل للحزبيين لنيل شيء من حطام الدنيا -جنسية أو نحوها-(17).
ومن ذلك أنه ظهر في عدة صور يتسلم جائزة من الجمعية لمشاركته في إحدى الدورات المقامة فيها عن مقدمة القاعدة النورانية, فلما ظهرت هذه الصور من موقع الجمعية على الإنترنت وفي صفحتها الأولى التي تحوي إعلانات لمحاضرات عائض القرني وسلمان العودة وزيارة سعد البريك لها وقبله ناصر العمر أجاب بجواب متضارب قال فيه:
".. السؤال هل للشيخ هاني بن بريك علاقة بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بشرورة؟ الجواب: يا أخي أنا لست في الجمعية ولا موظف فيها هذا كذب وافتراء..
وهذه الجمعية حكومية تتبع الوزارة وكان من المشرفين عليها الشيخ ابن باز وشيخنا العثيمين -رحمهما الله- وكانا يشتركان في أنشطتها ويدعمانها. وأما الصور الملتقطة لي فكانت في دورة علمية لتأهيل معلمي حلقات التحفيظ في مساجد المحافظة فهم يرون جواز التصوير ، واﻷمر عندهم واسع وﻻ يمكن أن أحملهم على رأي فقهي هم يرون خلافه ولهم فيه سلف من العلماء عليه . والقوم عندما أعجزتهم الحيلة لجؤوا للكذب ، وكثير منهم يكذب كما يتنفس وﻻ يخاف الله ! ".
ولا يخفى على السلفيين أن هذه الجمعية في أغلب فروعها تعتبر بذرة الحزبيين الأولى لجذب الشباب, ومن المنتسبين إليها تأتي الطلعات والمخيمات الصيفية الحزبية. ثم تأمل استدلاله بمشاركة الشيخين فيها فلا أدري أهو يتبرأ منها لحزبيتها أم يدافع عنها بإثبات علاقة الشيخين بها وهل الجمعية الآن على ما كانت عليه أيام الشيخين رحمهما الله؟ وهل بالإمكان أن تأتي بتزكية من الشيخ ربيع أو الشيخ عبيد أو من أي عالم سلفي للجمعية ولما هي عليه الآن؟
وظهر مرة أخرى بالفيديو وهو يقدم لحفل تخرج الطلاب مرحباً بالحضور قائلاً: ".. الحفل الكريم أصحاب الفضيلة الشيخ علي الحملي رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بشرورة..".
وعلي الحملي هذا وجدت أنه واضع في الصورة الشخصية لحسابه في تويتر صورته مع ناصر العمر وهو يسلمه الجائزة, وهو من أول المستقبلين لمحمد العريفي في مطار شرورة حين زارها الأخير.
وظهرت لهاني البريكي! صورة أيضاً مع رجل اسمه محمد الغيهب قاضي المحكمة وهذا الغيهب ممن يلتقي أيضاً بناصر العمر وغيره من الحزبيين.
هذا فقط ما ظهر في الصور والله أعلم بما وراءها ومن فلتاتهم تعرفونهم ومن خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته, وتذكر أخي كلام هاني السابق عن مشايخ اليمن وأنهم يخرجون
أجيالاً فيها خلط لا تعرف الحزبيين ولا ولا(18).
وهنا أعيد السؤال السابق وهو: هب أن محمداً الإمام أو غيره من مشايخ اليمن هو من وقع في هذه الأمور ماذا سيكون الجواب؟
قال هاني بن بريك: "من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام هذا كلام السلف ما نعظم صاحب بدعة. السلف كانوا يبدعون الشخص بالمصاحبة إذا رأوه يصاحب مبتدع وإذا رأوه يمدح مبتدع .."
والحقيقة أن من رأى صور هاني في شرورة عرف أنه مختلف تماماً عن ذلك الرجل "المشحون سنةً" الأسد على علماء اليمن. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "شر الناس ذو الوجهين".
4 - هاني بن بريك وغروره وإعجابه بنفسه واتهامه لغيره:
تصدر كثيراً من هاني كلمات مشعرة بالعظمة التي يجدها في نفسه وأخرى تكاد تدخل ضمن التألي على الله في الحكم على من يخالفه من إخوانه, فمن الأولى:
أنه يكرر دائماً أنه درس على مشايخ الشيخ مقبل ويفهم منه أنه بذلك قد فاق مشايخ اليمن في التلقي, ومشايخ الشيخ مقبل رحمه الله بعضهم لا يزال حياً واللقاء بهم سهل وميسر, بل وقد تقدم قوله أنه أكرمه الله إذ لم يدرس في اليمن إلا على الشيخ مقبل.
فمسكين من درس عند علماء اليمن الآخرين من رفاقه.
ومن ذلك قوله بعد ذكر ملف الخمسة والعشرين سنة: "ما أدري من هم الصغار؟ صغار من له خمس وعشرون سنة في طلب العلم ربع قرن له ونقول صغار". "أنا طالب علم طلبت العلم على علماء ومشايخ أكبر منك وأعلم منك.. لن أسكت عن الخطأ ولن أستأذن فلاناً وفلاناً حتى أبين..". وقال للحضور في إندونيسيا: "ومنكم من نحن وإياه أقران عند شيخنا مقبل ومنكم من جاء بعدنا". وقال في جلسة المصارحة: "أنا ذهبت إلى دماج في عام تسعين أقول هذا حتى يعلم من لا يعرف هاني أن ما نحن صغار ولا نحن أهل طيش ولا سفهاء وكم من أخ يراسلني يقول نبغى ترجمة .. أنا لا أملك هذا الأسلوب ولا أحسن أن أترجم لنفسي"(19). "هذه الجلسة المقصد منها الوصول لطلبة العلم وللعالم السلفي من إخواننا الذين أكثروا علي الرسائل والإتصالات من نواحي شتى من العلم". "فكبار العلماء معنا وكبار طلاب العلم والدعاة في عدن وخارج عدن في عالمنا الإسلامي معنا ولو شئت وشئتم لأريتكم رسائل المشايخ وطلاب العلم الكبار على مستوى العالم الإسلامي إلي يدعون لي بالثبات والصبر". وقال عن محاضراته التي وصفها بالتأصيلية: "وهي ضالتهم التي لم يجدوها في الفيوش" أي عند الشيخ عبد الرحمن.
ومن الثانية وهي ما فيها شيء من التألي: قوله عن بعض طلاب العلم في اليمن: "وهذولا اللي الآن تحت محمد الإمام أو تحت المشايخ في مراكز اليمن الذين لا يتقون الله ويريدون أن يبيعون (كذا) دينهم من أجل أن يحظى بمنزلة عند الشيخ اتق الله لا تبع آخرتك لدنيا غيرك أنت تبيع آخرتك من أجل أن يرتفع الإمام ولِّا يرتفع الشيخ الفلاني والفلاني".
وقال في الأخ عبد الغفور اللحجي: " والذي تعمله أنت مكافحاً مدافعاً ستندم عليه ولو بعد حين وستعاقب عليه ولو بعد حين وسيأتي اليوم الذي نذكرك فيه أن هذا عقوبة من الله فيك وفي صاحب الفيوش".
هذا بعض ما تيسر من مآخذ على أخينا هاني ولولا خشية الإطالة لذكرنا غيرها بالتفصيل مثل قضايا الأموال فذاك يخدعه بخمسين ألفاً يأخذها ولا يردها وذاك بعشرة الآف ولا يردها إلا باتصال من أحد مشايخ اليمن, وأقرب أصحابه يعرفون ذلك ومنهم من كان ينصح بعدم إرسال أموال جبهة كتاف عبر هاني, ومثل اضطرابه في الحكم على الفارابي وجابر بن حيان وأضرابهما, ومثل خطبه المهيجة على بعض الجهات الحكومية.. وغيرها.
وفي الختام قال هاني كلمة في الشيخ عبد الرحمن أحببت أن أجعلها خاتمة لهذه الورقات ليُعلم من هو الأجدر بها. قال: "أمثل هذا يؤتمن على دين؟ أمثل هذا يؤتمن على تعليم طلاب علم؟ أمثل هذا نؤمن أطفالنا وأبناءنا عليه".
واللهَ أسأل أن يلهمنا ويلهم أخانا هاني ورفاقه الهداية والسداد,,,
والحمد لله رب العالمين.
كتبه /
محب الدين العدناني
غفر الله له
2 ربيع الأول 1436هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحاشية:
(1) قد كفانا في رد هذه الفرية والكذبة أخونا نور الدين السدعي في وقفاته تحت الوقفة الثامنة, ومما ذكره هناك قول الشيخ مقبل في الشيخ الوصابي عن الحزبيين "عرفهم قبلي".
(2) وهذه فرية أخرى, وسيأتي قريباً بيان من هو الذي يلقب الحزبيين بأصحاب الفضيلة! وغاية ما حصل من هذا المحسوب على أنه من مشايخ اليمن -وهو الشيخ محمد الإمام- أن أورد في كتابه الذي هو للرد على جامعة الزنداني نفسه! كتاب البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان تساؤلاً على لسان القارئ أو الخصم المناقش حيث قال: (أخي الكريم بما أنه قد اتضح لك أن جامعة الإيمان حزبية إخوانية لا شك في ذلك فقد تقول: كيف دخل عليها هذا الشر وفيها شخصيات بارزة وعلى رأسهم الوالد الشيخ/ عبد المجيد الزنداني رئيسها!) انتهى. فأين ذكر كلمة "فضيلة" المشعرة بزيادة رفعة؟ وهذه الفرية من هاني تلقفها عنه أو وافقه فيها علي الحذيفي بنصها في وقفاته, وقد ذكر الأخ السدعي الجواب عنها وأن الإمام لم يقلها إلا مرة في هذا الموضع من الكتاب ومرة أخرى في الدرس قبل عدة سنين في معرض رده على الزنداني حيث قال: (وهناك كتاب التوحيد للشيخ الوالد الزنداني سأنقده حرفاً حرفا), فلما نوقش فيها تراجع عنها وقال: هي زلة.
(3) والجواب أن مشايخنا قد بحت أصواتهم في التحذير من الحزبيين, وهذا -إن حصل- فإنما هو تصرف فردي ولو علم به المشايخ لمنعوه. فلماذا تحملهم وزر غيرهم وتجعله طعناً في تربيتهم؟ إننا لم نحكم عليك بعدم تربية ولدك عليٍ على الغيرة والذب حين ظهر في صورة يستلم جائزة حلقات التحفيظ من أحد مدرسيها, وأنت أعلم بحال تلك الحلقات ومدرسيها سلفيون هم أم غير سلفيين؟ فكيف بمراكز تحوي الآف الطلاب وعشرات البيوت والمساكن؟ ثم إنه ومن باب الإسترسال والمجازاة بالمثل حيث استرسلتم في تحميل كلام الشيخ الإمام -المبتور لا قتال إلا مع نبي- ما لا يحتمل من أنه "أبطل جهاد المرتدين والممتنعين عن أداء فرائض وشعائر الإسلام وأبطل فيه قتال الخوارج والبغاة" فإنك بهذا اللازم تتهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يربِ من كان معه على ما أسميته الغيرة والذب إذ وُجد فيهم منافقون.
(4) وهذه أترك جوابها للعلماء الذين عايشوا تلك الفتن ومراحلها.
(5) أما هذه فيجيبك عنها العلامة الشيخ ربيع فهو القائل حينذاك حفظه الله حرصاً منه على جمع الكلمة: الشيخ يحيى على ثغر عظيم. وكان يطلب من أبناءه وإخوانه مشايخ اليمن المساهمة في إطفاء هذه الفتنة وقبلها فتنة أبي الحسن, وهم يطلبون منه البيان والإرشاد في تعاون بينهم ولم تنشق الدعوة بسبب هذا يا هاني وإنما هذا من العلاج خشية انشقاقها واتساع الخرق.
(6) إن كان هذا الشخص هو علي الحذيفي -ولا أُراك تقصد إلا هو- فإن الشيخ مقبلاً نفسه قد عزم على طرده لمبالغته في هذا الأمر فكان أن هرب من دماج حين علم بذلك.
(7) أقول: ألا يشكر الإمام على هذا التنبيه منه إن كان قاله لمن يتعصب له أو يرفعه فوق قدره من طلابه بدلاً من هذا الهجوم عليه؟
(8) وهذه مبالغة كاذبة ودعوى زائفة تفتقر إلى دليل ولو كان أهل السنة هم المضطهدون هناك فلمن المركز إذاً؟
(9) ولا أدري هل من درس عند الشيخ مقبل وغيره لا يكون أكرمه الله وليت شعري ما شعور إخواننا الحاضرين للمحاضرة ممن درسوا عند الشيخ مقبل وغيره أو لم يدرسوا إلا عند غيره من مشايخ اليمن هل أحسوا بالمذلة والمهانة؟
(10) وسبب إدخال وزير الدفاع في الأمر ما سيأتي في كلام المحافظ أنه لقطع الذريعة عن الحوثيين في اقتحام الجنوب وهذا من شؤون وزارة الدفاع.
(11) من كلمة مدتها نصف ساعة بهذا الشأن.
(12) والحقيقة أنه لم توجه لهم تهمة القاعدة من الحكومة إلا ما كان في مخيلة هاني وإشاعات من بعض الصحف والمواقع.
(13) ومن ذلك قول ياسين العدني -وهو ممن كانوا مع هاني عند المحافظ- في اتصال مسجل بينه وبين عبد الحكم الإندونيسي قال له عبد الحكم في أول الإتصال: "ياشيخ ياسين بشرنا. قال ياسين: والله يا أخي ما في أي إجراءات هذي كلها كذب".
(14) "وجدناه رجلاً قمة في الأخلاق وقمة في الأدب وقمة في التواضع". وقال حين خوفه بالله في شأن تهمة الإرهاب"ففزع جزاه الله خيراً لما عنده من دين" قالها هاني في المحافظ.
(15) وأما السبب الأخير وهو ارتباطهم.. فقد كان له شأن كبير وملفت للنظر حيث كانت الباصات تخرج محملة بالإخوة الغرباء مما أثار النقطة الأمنية فأرجعوهم عدة مرات وبعضهم رآه العسكر يتسلل ويركب سيارات الأجرة متخفياً فبلغوا الإدارات الأمنية وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن هذا مفصلاً في جلسته مع الإندونيسيين فكانت هذه من أسباب الترحيل. والكلام حول القضية يطول وقد أخذ جزءاً كبيراً من هذه الأوراق.
(16) مكالمة مسجلة له مع هاني حسب ما يظهر من الصوت.
(17) ولا أظن أبا علي يتعذر بالخيار الثالث وهو مصلحة الدعوة التي دائماً ما يدندن حولها بأن الشيخ مقبلاً قال عنها أنها أصبحت طاغوتاً فهو إنما قال هذه الكلمة فيمن ترك بعض الواجبات أو المستحبات أو فعل بعض المحرمات والمبتدعات تحت ذريعة مصلحة الدعوة.
(18) ثم أين الحذيفي صاحب إرشيف الدعوة في اليمن من صاحبه هاني؟ وللعلم ومن باب الشيء بالشيء يذكر فإن الحذيفي نفسه -الذي يشنع على الشيخ الإمام دخول بعض الحزبيين عليه مما قد كفانا في الجواب عنها أخونا السدعي في وقفاته- يقول عن أحد رؤوس الحزبيين في عدن إن لم يكن رأسهم الأكبر وهو عبد الله المرفدي الذي حذَّر منه الشيخ مقبل: أنا أتقصد طريقه حينما يأتي منطقتنا لأسئله بعض المسائل الفقهية. يشهد على هذا بعض أبناء منطقته. وهذا هاني أيضاً يقوم أما الناس ويعانق ياسر بن قاسم وهو من أكبر رؤوس أصحاب أبي الحسن.
(19) والحقيقة أنه قد ترجم لنفسه ضمناً في ترجمته للشيخ عبد الله بن مرعي حيث عدَّ أربعة عشر شيخاً من مشايخ الشيخ عبد الله صدّر كلاً منهم بــقوله "شيخنا فلان وشيخنا فلان" وأهمل ذكر عدد من مشايخ الشيخ عبد الله لعله لم تثبت له بهم المشيخة وهم كثير.