جمع المراثي الشعرية العلامة عبدالرحمن بن عمر مرعي العدني رحمه الله

[أبوعبدالله الحضرمي]

روي الدال

على رِسلكم أيها الشامتون !!!
( ستبقى الفيوش )

عبدالرحمن سلمان درج

ستبقىٰ (الفيوشُ ) منارَ الهدى		وفيضَ المَعينِ وقطرَ الندى
ستبقى برغم الأنين الذي		سرى في الضلوع بنار العِدا
ستبقى ويبقى بها (مركزٌ )		به الخيرُ فاقَ الذُرى والمَدى
يشعشعُ نورَ الضيا ركنُه		ويضحكُ فجرُ الدُنا منشدا
ستبقى برغم الذي قد جرى		فإنا سنمضي ولن نقعدا
فإن غاب عنَّا رفيُع المقام		وبدرُ السماءِ ونورُ الهدى
وبحرُ العلومِ وزينُ النجومِ		ومن للحديثِ غدا مُسْنِدا
وشيخُ الجميع وعالِـمُهُم		ولا لنْ تضيعَ دماهُ سُدى
هو الشيخُ أعني فقيدُ القلوب		ومن جاوزَ المجدَ والسؤددا
ومن ألبس الحقَّ تاج الوقار		وأضحى به مُكرَماً سيِّدا
فإنا على نهجه سائرون		فقد كانَ في دربنا مُرشِدا
بنبذِ التحزب قد حثنا		مراراً بمنهجه أكدا
فقد كانَ ينبذُ داعِ الهوى		وكم قد سهاماً لها سددا
وأرشدنا نحو هديٍ سليم		وحزنا به الخير والفرقدا
بهدي الكتابِ سما واعتلا		بِسُنـَّةِ خيرِ الورى إقتدى
ستبقى الفيوشُ وإنْ حاولوا		بأن يطفئوا النورَ كي تَهْمُدا
ستبقى مناراً تضيئُ الدروبْ		وتهدي الحيارى هدىً أمجدا
وبشرى لكم يا شباب الفيوش		فخيرٌ من الله قد أَسْعـَدا
شبابَ الفيوش تحياتنا		نسطرها نحوكم عسجدا
وأرسلُ صِدقَ العزاءِ لكم		بكل المشاعر كي تصْعدا
وأفديكمُ يا أسودَ الوغى		فقلبي وروحي الوفا والفِدا
وبشرى لكم بالقدومِ الكريم		فكونوا على حوضهِ وُ رَّدا
فإن الغياثَ لكم قادمٌ		ونورُ سناهُ لنا قد بدا
أخو الشيخِ شيخٌ كريمٌ مُطاع		فَنِعْمَ الخليفة قد أُوجِدا
ونهرٌ من العلمِ يروي الظما		ويسقي القلوب يزيلُ الصدا
رضينا به من قديمِ الزمانْ		وها قد مددنا إليه اليدا
ستبقى الفيوشُ منارُ العلوم		وإن أرعدَ الوغدُ أو أزبدا
على رسلكم أيها الشامتون		فإن الشماتة خُلْقُ الردى
وطبعٌ دنيئٌ حقيرٌ شنيعْ		فكم للعداواتِ قد أوقدا
ويهدمُ صرح التآخي المنيعْ		ويكشفُ وجهاً غدا أسودا
فرحماك ربي بنا إننا		لغيرك ياربِّ لن نسجدا
فكن ياإله الورى حافظاً		من الشرِّ إنْ هاجَ أو عربدا
وصلِّ إلهي على المصطفى		فقد فازَ من بِهُداهُ اهتدى

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ورحم الله شيخنا العلامة عبدالرحمن وبارك الله في أخيه الشيخ الفاضل عبدالله وسدد على الخير خطاه وممشاه

[أبوعبدالله الحضرمي]

مرثية أبي الحسين العقربي
في
الشيخ عبدالرحمن بن مرعي العدني رحمه الله تعالى

يَامَنْ لَهُ نُحْنِي الرُؤُوسَ وَنَسْجُدُ		أنتَ الذي يارَبُ وَحْدَكَ نَعْبُدُ
يَامَنْ يُرَجَّى للِشَّدَائدِ كُلهَا		يَامَنْ لهُ كلُ الخلائقِ تَصْمُدُ
أنت الذي تُعطي وتَجزِلُ دائمًا		كلُ المصائبِ عندَ حَمْدِكَ تَبْرُدُ
عَظِّمْ الهي أَجرنا بِمُصَابِنَا		واخْلُفْ لنا خَيْرًا أيَا مُتَفَرِّدُ
هَذا قَضَاءُ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ		وعَزَاؤُنا أن مَات قبلاً أحمدُ
القلبُ يَحْزَنُ والدُمُوعُ غَزِيْرَةٌ		والقولُ مِنّا في المُصِيبَةِ نَحْمَدُ
شَيخٌ وَقُورٌ عَالِمٌ مُتَواضِعٌ		وَجْهٌ بِفَرطِ العلمِ نُورًا يَزْبُدُ
في كُلِ صِقْعٍ مِنْ بِلادِي عِلْمُهُ		ولِذا الجَمِيعُ لَهُ بِذلكَ يَشْهَدُ
واللهِ لَو أَبْصَرْتَهُ مُتَواضِعًا		وَمُعَلّمًا للنَّاسِ صِدقًا يَرشُدُ
كَم أنجَبَت حَلَقَاتُهُ ودُرُوُسُهُ		في كلِ يَومٍ شَيخُ عِلمٍ يُولَدُ
صَامَ النَّهَارَ لرَبِّهِ مُتَعَبِّدًا		والليْلَ قُرءانٌ بِه يَتَهَجَّدُ
يَكفيِهِ فَخْرًا حِينَ يُقتلُ ذَاهِبًا		لِصلاتِهِ لمَّا دَعَاهُ المَسْجِدُ
يَاربُّ أسكِنْهُ الجِنَانَ مُنَعَّمًا		في زُمْرَةِ الشُّهَدَاءِ مِمَّن أُسْعِدُوا
في جَنَّةٍ طَابَتْ وَطَابَ نَعِيمُهَا		خضراءُ فِيهَا لُؤْلؤٌ وَزَبَرْجَدُ
ياربُّ صَلِّ عَلَى حَبِيبِكَ كُلَّمَا		تَغْدُوا الطُّيُورُ لِرِزْقِهَا وَتُزَغْرِدُ

[أبوعبدالله الحضرمي]

انعي بابياتي فقيه بلادي

أسامة بن زيد الخوخي

انعي بابياتي فقيه بلادي		دمعي يخظ الحزن ليس مدادي
قتلوا الفقيه فنال اغلى منية		نال الشهادة فهو في ميعاد
مع خالق رب كريم انه		يختار كل الخير للاسياد
لقي ابن مرعي ربه متوضئا		والى الصلاة يسير في استعداد
ارداه اهل الغدر شر خليقة		اف لهم من معشر حساد
سالت دماء الشيخ ترسم عزة		نصرا على الجهال اهل عناد
هذي الدماء ياقوم مهر ثباته		وثباته مهر ثمن لنيل وداد
حب الاله له وفوز انه		الموعود بالجنات يوم تناد
زوجاته في الخلد في شوق له		ومنازل عليا مع الاجداد
يهناك شيخي نلت خير كرامة		ووثبت وثبا في ذرا الامجاد
إني أعزي اليوم كل بلادنا		ببحارها وجبالها والوادي
صبرا تلاميذ الفقيه فانكم		بفراقه متفطروا الاكباد
صبرا مسائل فقهنا وعقيدة		صبرا احاديثا مع الاسناد
صبرا ايا علماء في كل الدنا		صبرا دعاة الحق اهل سداد
ياربنا واحفظ لنا علماءنا		وادفع بلاء شر كل اعادي

[أبوعبدالله الحضرمي]

روي الراء

قد هالني الخطب وأوجعني الخبر

عمرو بن علي الضالعي

قد هالني الخطب واوجعني الخبر		بموت شيخ عالم هو الأبر
بغدر قوم والذي خلق البشر		شر الخليقة عندنا صح الخبر
ياشيخنا اين الرحيل عن البشر		فالناس محتاجون علمك والدرر
تنعيك ياشيخي فيوش والعلم		والسهل والوديان كل قد زأر
أين الفقيه الجهبذ العلم الذي		قد زان سمعي والفؤاد كذا البصر
آح لقلب قد تقطع وانفطر		والعين تسكب من دموع كالمطر
أنعي لنفسي فقد عالمها الأغر		شيخ الفيوش وعالم اليمن الابر
آح لدنيا ما اشد فراقه		فالشيخ غاب وهكذا يغفو القمر
لكن حسبي ان هذي سنة		قد شاءها الملك العظيم المقتدر
ثم الصلاة مع السلام على الذي		قد ذاع بالخير العميم على البشر
محمد المختار صفوة ربنا		والآل والأصحاب هم خير البشر

محبكم : أبو عبدالله عمرو بن علي الضالعي
20/ جمادى الاولى/ 1437
المدينة النبوية حرسها الله

[أبوعبدالله الحضرمي]

في رحيل فقيه اليمن
الشيخ عبدالرحمن العدني رحمه الله

شعر ا.محمد السلمي

دعي خضابكِ فوقَ الرَّفِ وانتظري		فالقحطُ خيَّمَ في سمعي وفي بصري
لا تحلمي مرةً أخرى ولا تقفي		على رحيليَ بين اللحنِ والوتَرِ
من أنتِ حتى أراكِ اليومَ ضاحكةً		والقهر يسفحُ ماءَ الحزنِ في ضجري
عودَ الأراكِ لماذا أنت مبتسمٌ		والشيخ ينزفُ فقهاً طيبَ الأثر
مازلتَ في الجيبِ تتلو حسن مبسمهِ		والقاتلون لهم قلبٌ من الحجرِ
تلكَ العمامةُ في الأسحارِ كم سجدت		وكم تناثر منها نفحةُ السَحرِ
حتى مع الموت لا ينسى ابتسامته		يا أيها الشيخُ ما أبقيتَ للقمرِ ؟
ضميرهم في بياض الحقِ مستترٌ		وأنتَ وحدكَ اسمٌ غيرُ مستترِ
جاؤوا لكي يطفئوا الأنوارَ في رجلٍ		وجئتَ ربكَ - يا موسى - على قَدرِ
دماكَ فوقَ قميصِ الجبِّ شاهدةٌ		بأنَّ ذئبكَ فوقَ الجبِّ ليسَ بري
رحلتَ للهِ عالي الرأسِ منتصراً		وليسَ قاتلكَ الباغي بمنتصرِ
مازال صوتكَ صداحاً بمسجدنا		معطراً برذاذ الضوءِ والسورِ
المرجفونَ تمنوا حسنَ مصرعهِ		ما أروعَ المجدَ يعلو موتهُ العُمَري

[أبوعبدالله الحضرمي]

رحيلٌ يُهَدْهِدُ شُمَّ الرواسي

عبدالرحمن درج

رحيلٌ يُهَدْهِدُ شُمَّ الرواسي		ويبعثُ في القلبِ كلَّ المآسي
رحيلكَ مرٌ ........ أيا شيخنا		وَفَقْدُكَ صَعبٌ فمنْ ذا يواسي
ودمعُ العيونِ كجمرِ الغضا		ويسرقُ منا هجوعَ النُعاسِ
وقد غاب عن دوحتي نهرُها		وأضحتْ كقفرٍ بأرضٍ يباسِ
وأنفاسنا في اختناقٍ بدتْ		وكل الحروفِ برهنِ احتباسِ
وفي داخلي شهقةٌ حَرَّةٌ		يضجُّ بها الصَّدرُ قهراًيقاسي
ففقدك ياشيخُ يدمي القلوبْ		وفيها من الحزن ضخمُ المقاسِ
وداعاً وداعاً ... أيا شيخنا		فقد أظلمَ الكون بعد الأماسِ
مضيتَ إلى الله في ساعةٍ		أذآنُ الصلاةِ ينادي أناسي
وجاءَ الخوارجُ في غفلةٍ		يلبون داعيْ الهوى في اختلاسِ
فماذ استفادوا بقتلك ماذا ؟؟		وأنتَ اعتزلتَ الدُنا والكراسي
وأنتَ المؤَدَبُ ...... في نصحه		لكل المخالفِ حتى السياسي
وللعلمِ تمضي وفي فرحةٍ		بنشرِ العلومِ كبحر المَراسِ
وتدعوا إلى الله في لهفةٍ		وترشدنا نحوَ ركنِ الأساسِ
مضى الشيخُ لكنه مامضى		فذا علمه شامخاً كالرواسي
بهديٍ صحيحٍ سليمٍ متين		بدون ارتباكٍ ودون التباسِ
فميراثه حاضرٌ .... بيننا		وننهل منه ونسقي المواسي
فياقلبُ صبراً لمُرِّ الفراقْ		فللموتِ نمضي جميعاً سواسي

كتبتها على عجالة والقلبُ والفِكرُ في أسوأ حالة
ورحمة الله تغشى شيخنا اللهم آمين
ونسأل الله أن يتقبله في الشهداء

[أبوعبدالله الحضرمي]

روي العين

ألا يا عين ويحك

طلال بن حسين العمراني العدني
إمام وخطيب مسجد الساحل ــ
بمنطقة عمران الساحلية

تحميل

[أبوعبدالله الحضرمي]

تعزية وتسلية

عز الدين القبلاني

لا لم يَمُتْ شيخُ الجَنَوبِ الألمعِي		هذا ابنُ مرْعِيٍّ حبيبُ الأجمعِ
الناسُ موتى في الحياةِ ولم يَمُتْ		من عِلمُهُ باقٍ وصافِ المنبعِ
من لم يَمُتْ بالغدرِ ماتَ بغيرهِ		والموتُ للِشُهداءِ خيرُ المضجعِ
طِبْ شيخنا واهنأ بموتِك إننا		غبطاً لحالك نحتفي بالأدمُعِ
سبحانَ مولى الجودِ من أهدى لنا		أخوانِ من عُلمائنا في المَجْمَعِ
إن مات شيخُ الدَّارِ ما ماتَ الْهُدَى		هذا أخاهُ أيا فُيوشُ تَرَبَّعِي
يارب فارحم شيخنا واغفر لَهْ		أمَّنهُ يا رحمٰنُ يَوْمَ المفزَعِ
واخلف بخيرٍ وانتقم من فاجرٍ		ثلمَ الشريعةَ خابئاً بالأقْنُعِ

[أبوعبدالله الحضرمي]

روي الفاء

الصمتُ يُغني إن جَفَتْكَ الأحرُفُ

محمد بن أبي بكر بن محمد بن خوّار الكثيري

ما بالُ عينكَ كالغمامِ تُذَرِّفُ؟!		والقلبُ كالعصفورِ مِنكَ يُرَفْرِفُ؟!
أأُخَيَّ قُل لي هل دهتكَ مُصِيبَةٌ؟		فالدمعُ من أحداقِ جفنِكَ ينزِفُ
فأجابَ عن هذا السؤالِ بصمتهِ		والصمتُ يُغني إن جَفَتْكَ الأحرُفُ
رحلَ الذي كُنَّا نَحِنُّ لصوتِهِ		وعلى مُحِبِّيهِ يَحِنُّ ويَعْطِفُ
رحل الذي نُرْوَى بِوِرْدِ حياضِهِ		عَبَّاً .. ومن أبحارِ عِلمِهِ نَغرِفُ
بالأمسِ ندعو الله يحفظهُ لنا		واليومَ بالرحماتِ ندعو ونذرِفُ
فالشمسُ والبدرُ المُنيرُ كِلاهُما		-وا حَرَّ قلبي- في السماءِ لَكُسَّفُ
يبكيكَ كُرْسِيٌّ عليهِ لَطالَما		لِلآلِئ الأصدافِ دوماً تُتْحِفُ
تبكي المنابرُ من صميمِ قُلُوبِها		وحُلُوقُها غُصَّتْ فأنى تَهتِفُ
كمدي على المحرابِ ينعى شيخَهُ		لِصَدَاهُ حَشْرَجَةٌ ونَبْرٌ أعجَفُ
كمدي على الأقلامِ غاضَ مدادُها		وتخُطُّ دمعاً في السطورِ وتَرْجُفُ
كمَدي على دارِ الفيوشِ وصرحِها		فالدَّمعُ يأبى أن عليكَ يُكَفْكَفُ
حِلمٌ وعِلمٌ قد رُزِقتَ وحِكمَةٌ		وعليكَ وَشْيٌ لِلمَهابةِ يُعْرَفُ
كنتَ المُربي والمُصابِرُ شيخنا		بالخُلْقِ تُعْرَفُ والسكينةِ تُوصَفُ
فمجالِسُ الإصلاحِ كنتَ حكيمها		كُلُّ الخُصُومِ على الفِراقِ تأسَّفوا
بالسُّنَّةِ الغرِّاءِ كنتَ مُنافِحَاً		لم تَهضِمَنْ مِقْدارها وتُطَفِّفُ
للعلمِ نِبراسٌ يُضيئُ ومشعَلٌ		فالكُلُّ مُقْتَبِسٌ ودربَكَ يَقْتَفُوا
فَلِأُمَّتي قد كنتَ طَوداً شامخاً		وعليهِ نارٌ فالأنامُ لَهُ هَفَوا
ما مِن بلادٍ شيخنا إلا بها		نورٌ لِعِلمِكَ للظلامِ يُجَفِفُ
أنشأتَ جيلاً للمعالي همُّهم		لم ينثنوا في الدربِ أو يتوقّفوا
قد جاهدوا الأعداءَ بالعلم الذي		أسقيتهم .. فلهُ الجميعُ تراشفوا
قد جاهدوا الأعداءَ في ساحِ الوغى		عَدَنٌ ستشهدُ أنّهم لم يختفوا
دَمّاجُ ضالِعُنا ولحجُ وأبينٌ		فلسوفَ تشهدُ أنهم ما أخلفوا
فالكُلُّ يا شيخي بِنَشْئِكَ مُعْجَبٌ		الكُلُّ شادَ بِعَزمِهِم وتواصفوا
فلذاك غُصَّ المُبغِضون بِريقِهِم		والحِقدُ يحدوهم وهم ما أنصفوا
فإليكَ مدّوا من أيادي غدرِهِم		تبّت يداهُم إذ عليكَ تحالفوا
صبُّوا عليكَ من الرصاصِ وحِقدُهُم		قبل الرصاصِ إليكَ شيخي يُقذفُ
فَصُرِعتَ غدراً مثلما صُرِعَ الأُلى		مِثلَ ابنِ خطّابٍ دهاهُ المُسرِفُ
وكذا عليٍّ إذ خطى لِصلاتِهِ		وبِحقِّ عُثمانَ العِدَى قد أجحَفوا
أكرِمْ بِهِم سَلَفَاً لِمِثلِكَ شيخنا		لِمنازِلِ الشُهداءِ نالوا واصْطُفُوا
ونظنُّ في المولى بأنْ يجزيكَ ما		جازى بهِ الشُّهدا الكرامَ وأُتحِفوا
رُحمَاكَ رَبِّي بِابْنِ مرعي شيخِنا		فبِموتِهِ الأعداءُ طُرَّاً يحتَفُوا
يومُ الجنائزِ بيننا فلْتَخْسَؤوا		يا شامِتِي شيخِي ألا فَلْتكتفوا
يا ربُ قيِّضْ مِن شيوخِ الحقِّ مَن		للشيخِ في حَمْلِ المَشَاعِلِ يَخْلِفُ
ربّاهُ صَلِّ على النّبيِّ محمدٍ		ما ناحَ قُمريٌ بِحُزنٍ يعزِفُ

[أبوعبدالله الحضرمي]

روي القاف

جنحت بي الأحزان عن أشواق

أبوتميم محمد بن سالم

جنحت بي الأحزان عن أشواق		عن طيب وصل أو لذيذ عناق
خطب كسى كل القلوب كآبة		حتى أفاض الدمع بالأحداق
يا عين فابكي بالدموع سوافحا		فالقلب مكلوم ودمعك راق
ماذا تقول قصيدتي وإزاءها		حبر من العلماء والحذاق
ناشدت شعري طالباً لرثاءه		فأجابني بالحزن والإطراق
أعني ابن مرعي من تسامى قدره		بلغت مآثره إلى الآفاق
غرس الندى أرض الفيوش فأينعت		محتفة بغديره الرقراق
دار الحديث حكاية قد صاغها		بالعلم والإيمان والأخلاق
ستظل دوماً رغم كيد المعتدي		شمساً تضيء الأرض بالإشراق
بعقيدة سلفية أثرية		تروي القلوب بوبلها الغيداق
يا ويح من غدروا به من جهلهم		راموا بقتل الشيخ زرع شقاق
تالله ما علموا بأن صنيعهم		جمع القلوب على الهدى بوثاق
كيف السلو لنا وأنى صبرنا		عن شيخنا أنى لنا بتلاقي
لكننا نرجو بأن لقاءه		في جنة ذات النعيم الباقي
غفر الإله له وأعظم أجرنا		في فقده فالجرح غير مطاق
ثم الصلاة على النبي محمد		ما اهتزت الأغصان بالأوراق

أبوتميم محمد بن سالم
الدوحة - قطر ١٩/٥/١٤٣٧
تاريخ النشر: 2016-02-29