بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد كانت النساء في بلاد الحرمين قبل عهد الملك عبدالله رحمه الله على حالة حسنة في الجملة من الاحتشام والاحتجاب وعدم مخالطة الرجال، وبعد ولاية الملك عبدالله تغيرت الحال وحصل سفورهن عن وجوههن واختلاطهن بالرجال في مجالات مختلفة
، والسبب في ذلك تمكينه رحمه الله لطغمة من التغريبيين على رأسهم رئيس الديوان الملكي خالد التويجري عليهم جميعا من الله ما يستحقون، ومن أبرز ما حصل في عهده في انفلات النساء القرار بمكر هذه الطغمة بإدخال النساء في عضوية مجلس الشورى وفي المجالس البلدية، وقد تم دخولهن في مجلس الشورى وجلوسهن في جلساته مقابلات الرجال وفيهن سافرات الوجوه، وقد توفي رحمه الله قبل مجيء موعد الترشح والترشيح للمجالس البلدية، وتولى بعده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه، وكان من أحسن ما اتخذه في الساعات الأولى بعد ولايته التخلص من خالد التويجري، وقبل نهاية الاسبوع الأول التخلص من بعض طغمته، وقد كتبت في فتنة انفلات النساء في عهد الملك عبدالله رحمه الله ثمانياً وأربعين كلمة منشورة بعد بعثي إليه ثمان رسائل خاصة، وكانت الكلمة الأولى بتاريخ 18/2/1430هـ، وتاريخ الكلمة الأخيرة في 9/3/1436هـ، أي قبل وفاة الملك عبدالله رحمه الله بأقل من شهر، وقد استبشر الناس خيرا في هذه البلاد بولاية الملك سلمان حفظه الله مؤمِّلين السلامة من آثار فتن هؤلاء التغريبيين، وكان من أجلّ ما اتخذه بالتعاون مع دول الخليج إطلاق عاصفة الحزم لنصرة أهل اليمن التي لقيت قبولا وتأييدا في داخل البلاد وخارجها، ولكن التغريبيين واصلوا زحفهم لانفلات النساء، فسعوا سعيا حثيثا في تطبيق قرار إدخال النساء في المجالس البلدية ولم يبق على التنفيذ إلا أيام قليلة، فرأيت كتابة هذه الكلمة للأمور الآتية:
1- أن في ذلك إبراء للذمة ونصحا للأمة، والدليل على أن النساء لا يختلطن بالرجال حتى في مجالس العلم كون الصحابيات رضي الله عنهن لا يحضرن مجالسه صلى الله عليه وسلم مع الرجال، ففي صحيح البخاري (7310) وصحيح مسلم (6699) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله» الحديث.
2- أن هذه البلاد فيها الحرمان الشريفان والمسجدان المقدسان وفيها أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وفيها قبلة المسلمين التي يتجهون إليها من كل مكان وفيها قُبر من أرسله الله رحمة للعالمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والأصل في بلاد هذا شأنها أن تكون متبوعة في الخير لا أن تكون تابعة لغيرها في الشر، وانفلات النساء يسخط رب العالمين وعباده الصالحين، ويعجب الغربيين ولا يكفيهم ذلك لقول الله عز وجل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.
3- أن يبتعد كل ناصح لنفسه ولبلاد الحرمين عن ترشيح النساء للمجالس البلدية؛ لما في ذلك من عموم الضرر في المدن والقرى، ولأن في ذلك مشاركة المرأة في الولاية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري (4425)، وقد كتبت في ذلك كلمة بعنوان: «تحذير الشعب السعودي الأبي المحافظ من فتن أعدائه التغريبيين الماكرين به وبدولته» نشرت في 29/2/1436هـ.
4- دفع التهمة عن المشتغلين بالعلم بالسكوت عن إنكار هذا المنكر؛ لأنه إن تم دخول النساء في المجالس البلدية ــ وعسى ألا يتم ــ ثم ظهر للناس عموم الضرر في ذلك فقد يعزو بعض الناس ذلك إلى تقصير المشايخ في درء هذا الخطر قبل وقوعه.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعبا من كل شر، وأن يوفق الرعاة والرعية فيها لكل ما فيه الصلاح والفلاح والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة؛ إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
http://al-abbaad.com/index.php/articles ... SPqGs.dpuf
التغريبيون يواصلون زحفهم لانفلات النساء في بلاد الحرمين/الشيخ عبدالمحسن العباد
-
كاتب الموضوع - مشاركات: 190
- اشترك في: صفر 1436