(45)تربية الأولاد
الحذر
من مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد
قال تَعَالَى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ
مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ
وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا
يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)﴾[الإسراء].
قال الشنقيطي
رَحِمَهُ الله في «أضواء البيان»(3/170): أَمَّا
مُشَارَكَتُهُ لَهُمْ فِي الْأَمْوَالِ فَعَلَى أَصْنَافٍ:
مِنْهَا: مَا
حَرَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ طَاعَةً لَهُ، كَالْبَحَائِرِ
وَالسَّوَائِبِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنْ إِنْفَاقِ
الْأَمْوَالِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنِ اكْتِسَابِ
الْأَمْوَالِ بِالطُّرُقِ الْمُحَرَّمَةِ شَرْعًا كَالرِّبَا وَالْغَصْبِ
وَأَنْوَاعِ الْخِيَانَات؛ لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ طَاعَةً لَهُ.
قال: وَأَمَّا
مُشَارَكَتُهُ لَهُمْ فِي الْأَوْلَادِ فَعَلَى أَصْنَافٍ أَيْضًا:
مِنْهَا: قَتْلُهُمْ
بَعْضَ أَوْلَادِهِمْ طَاعَةً لَهُ.
وَمِنْهَا: أَنَّهُمْ
يُمَجِّسُونَ أَوْلَادَهُمْ وَيُهَوِّدُونَهُمْ وَيُنَصِّرُونَهُمْ؛ طَاعَةً لَهُ
وَمُوَالَاةً.
وَمِنْهَا:
تَسْمِيَتُهُمْ أَوْلَادَهُمْ عَبْدَ الْحَارِثِ وَعَبْدَ شَمْسٍ وَعَبْدَ
الْعُزَّى وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمْ بِذَلِكَ سَمَّوْا أَوْلَادَهُمْ عَبِيدًا
لِغَيْرِ اللَّهِ؛ طَاعَةً لَهُ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَوْلَادُ الزِّنَا؛ لِأَنَّهُمْ
إِنَّمَا تَسَبَّبُوا فِي وُجُودِهِمْ بِارْتِكَابِ الْفَاحِشَةِ؛ طَاعَةً لَهُ،
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وقال السعدي رَحِمَهُ
الله في «تفسيره»: ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)﴾[الإسراء].
قال: وذلك شامل لكل معصية تعلقت بأموالهم
وأولادهم من منع الزكاة والكفارات والحقوق الواجبة.
وعدم تأديب الأولاد وتربيتهم على الخير وترك
الشر.
وأخذ الأموال بغير حقها، أو وضعها بغير حقها، أو
استعمال المكاسب الردية.
بل ذكر كثير من
المفسرين أنه يدخل في مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد ترك التسمية عند الطعام
والشراب والجماع، وأنه إذا لم يسم الله في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد فيه
الحديث.
اللهم إنا نعوذ بك من
شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.
اللهم إنا نعوذ بك من
همزات الشياطين ونعوذ بك أن يحضرون.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/12/45.html