قصيدة رحيل العلماء
موضوع مجاراة نسيم الجمعة الـ٢٢ /٢/ ١٤٤٢هـ ومناسبة ذلك رحيل العلامة الإمام "محمد بن علي بن آدم الإثيوبي" - رحمه الله -:شارك فيها عدد من شعراء ملتقى شعراء السنة باليمن مجاراة لقول الإمام البخاري في قوله الشهير والوحيد:
إن تبق تفجع بالأحبة كلهم | وذهاب نفسك لا أبا لك أفجعُ |
عَزّ المُصاب وليس يُجدي مدمَعُ | فقدُ الأكابرِ كلَّ حينٍ يفجَعُ | |
رحلَ الذي مَلأَ الدُّنا من علمِهِ | ذاكَ (ابن آدمَ) كان نجما يسطَعُ | |
حلّ الظلامُ على الأنامِ فلا أرى | إلا قلوبا بالمآسي تُوجَعُ | |
هذي تواليفٌ لهُ فلتنهلوا | من نهرهِ الصافي فنِعمَ المنبعُ | |
ولْتسألوا الرحمن جلّ جلالهُ | أنّا بهِ في دارِ عَدْنٍ نُجمَعُ |
حمدي الضالعي
* * *
حَدَثٌ له الصُّمُّ الصلابُ تَصَدَّعُ | والقلب يحزن والمآقي تدمع | |
إذ قيل مات محمد أعني به الـ | إتيوبيْ من قد كان نجما يسطع | |
قد كان حقا أمة في واحد | بين الأنام وفضله لا يدفع | |
إن مات جسما لم يمت ذِكرٌ له | ما مات من أبقى علوما تَنفع | |
رحم الإله الشيخ أعظم رحمة | وأحله الفردوس فيها يرتع |
حسين الشراعي
* * *
خبر سرى باﻷمس جاب جزيرة | في طيه ألم عظيم موجع | |
خبر له اﻷكباد تبكي حسرة | وقلوب أهل العلم طرا تفجع | |
موت (ابن آدم) ثلمة ورزية | بحرارة منها تسيل اﻷدمع | |
منها الفؤاد بحزنه وبكائه | أمسى كئيبا والها يتقطع | |
فالله نسأل رحمة من عنده | يجزي بها العلم الفقيد ويرفع |
عبد اﻹله العجيلي
* * *
جاء المُخَبِّرُ قائلا فلتسمعوا | مات (ابن آدم) دمعنا لا يُقطع | |
رحل الذي نفع الأنام بعلمه | وبنوره ظُلَمُ الجَهَالةِ تُقْشَع | |
من جاءنا بهدى الإله وشرعه | ولكل صاحب بدعة هو يقمع | |
هذا الذي جعل القلوب حزينة | ولفقد أعلام تخاف وتفزع | |
رباه فاجمعنا به في جنة | فيها نعيم سرمد متتابع | |
واجعل لنا منكم إلهي رحمة | فذنوبنا من هَوْلِهَا نتصدع |
أبو نصر السلفي
* * *
ماذا جرى وعلام تجري الأدمع؟ | أدهاك أمر مهلك أم مفزعُ؟ | |
أبعيرك السباق أتلف نفسه ؟ | أم أن خيلك للوغى لا تنفعُ ؟ | |
فأجابني لا لم أكن أبكي على | دنيا ولكن حلَّ أمرٌ أفضعُ | |
مات (ابن آدم )صاحب البحر المحيـ | ـط فهاجني دمع وضاق المربعُ | |
ولبست ثوب الحزن أبكي علمَه | آهٍ وهل يغني البكا والأدمعُ | |
"إن تبق تفجع بالأحبة كلهم | وذهاب نفسك لا أبا لك أفجعُ" |
محمد المسحري
* * *
كحبوب مسبحةٍ تُجرّ الأدمعُ | ويسيلُ قلبٌ مثلها مُتوجّعُ | |
فأفول نجمٍ تستنير به النّهى | لا شك نعيُ صحابها يتصدّعُ | |
رحل ابن آدم يا له من راحل | طُوِيَ الكتابُ وحُقّ أن تسترجعوا | |
أكرم به في قلبه قبسُ النبي | ميراث خير المرسلين يشعشعُ | |
يا رب فارحم ضعفه وقدومه | فلقد أتاك وفي قبولك يطمعُ |
الوليد بن عبد الملك العشيشي
* * *
ستضل تاريخا وأنت إلى الثرى | ميتا وشمسك في البرية تسطع | |
ستضل حيا ي(ابن آدم) في الورى | ذكراك في كل المسامع يقرع | |
أرحلت لكن بحر علمك لم يزل | للمبحرين ذوي المهارة مرتع | |
للمبحر الغواص فيه لألئ | وحجارة المرجان بيض تنصع | |
لتنم قرير العين يامن لم تنم | طاب الرقاد وطاب طاب المضجع |
أبو عمير الهجاري الخوخي
* * *
جرح أليم تحتويه الأضلع | طوفان حزن فجرته الأدمع | |
برحيل أهل العلم نحن على شفا | جرف تهاوى حين غاض المنبعُ | |
رحماك ربي بالقلوب فإنها | في كل عام بالأجلة تفجع | |
رحل ابن آدم بعد عمر حافل | بالخير ما كنا له نتوقعُ | |
قوم تفيأ ظلهم في دعوة | طابت ظلال الحق طاب المهيعُ |
ماجد السلفي
* * *
الشعر مرتعشٌ فكيف المطلعُ | والحزنُ يعصفُ بالقلوبِ ويقطعُ | |
تهوي الكواكبُ من ذُرى عليائِها | من بعد ما كانَ الضِّياءُ يُشَعشِعُ | |
ماتَ ابنُ آدمَ هل لديكَ عبارةٌ | أخرى وهل جبلٌ هنا يتصدَّعُ | |
رحلَ الذي خدمَ العلومَ بوقتهِ | وشموخهُ كالطَّودِ لا يتزعزعُ | |
وعزاؤنا في فقدهِ ورحيلهِ | أنَّ الحياةَ مُوَدِّعٌ ، وَمُوَدَّعُ |
عبدالرحمن درج التهامي
* * *
لو مات فنان لضجوا ويحهم | موت الأئمة عندهم لا يفزع | |
أبكيه أم أبكي شبابك أمتي | يا أمة الإسلام توبوا وارجعوا | |
إن تبق تأتيك الفواجع جمة | وإذا فنيت فيا لهول المطلع | |
فاحفظ إلهي ديننا وشبابنا | واحفظ أئمتنا بحق يصدعوا | |
واغفر لمن قد مات وارفع قدرهم | والطف بنا دنيا وأخرى تجمع |
أسامة بن زيد الخوخي
* * *
موت (ابن آدم) يابن آدم موجعُ | بل موتُ قلبك لا أبا لك أوجعُ | |
أفل النجيبُ وأشرقت آثارُه | وهجاً من الدين الحنيف يشعشعُ | |
كم كامدٍ أصلى البكاءُ فؤادَه | كم طالبٍ للشيخِ باتَ مُولَّعُ | |
فلقد بكاهُ المسلمون بأسرِهم | قل لي بربك من لموتِك يُفجعُ | |
فاعمل لنفسِك بعد موتِك ذكرها | فغدا ستمضغُ ما طبختَ وتبلعُ |
صالح الفضلي
* * *
في كل حين والمصائب تفجع | وقلوبنا من هولها تتصدع | |
موت الكرام مصيبة عظمى لها | آثار سوء في الخلائق تزرع | |
والأرض تبكي والسماء لفقدهم | وتغيض حزنا أو تفيض الأدمع | |
مات ابن آدم كان بحرا زاخرا | وعلومه كانت شموسا تسطع | |
فأدم إلهي الشيخ في عليائه | واحفظ مشائخنا بهم نستمتع |
عبد الملك العميسي
* * *
هذا هو الخطب الأليم الموجع | لا فقد مال أو بهيمة ترتع | |
أصحيح ما قال المحدث أنه | مات الإمام الولوي المتضلع | |
فاتى الجواب بأن ذاك حقيقة | فتصبروا يا قوم ثم استرجعوا | |
تنعيك ياشيخ العلوم مجالس | للعلم في الحرم الشريف وتدمع | |
ياقلب صبرا ما هنالك حيلة | ياعين كفي هل بكائك ينفع |
عبد الرحمن بن طالب القيني
* * *
كسفت شموسُ العلمِ و اسودَّ الضُّحى | والأرضُ في ثوبِ الأَسَى تتلَفَّعُ | |
و تلعثَمَتْ أوزانُ شِعْري و انطَوَى | حرْفِي كئيباً باكياً يتوجَّعُ | |
قَالوا (ابنُ آدمَ) غابَ عن كرسيِّهِ | و مضَى من البيتِ العتيقِ مودِّعُ | |
إنْ غابَ ما غابتْ جواهرهُ الَّتيْ | كقلائدِ المَرجانِ فيْنَا تلمَعُ | |
ما ماتَ مَنْ أحْيَا علوماً ثرَّةً | كالغيثِ تَبْقَى فيْ الأنامِ و تَنْفعُ |
أبو أسامة الصيوعي
* * *
إن كان في هذي الحياة فواجعٌ | فرحيل أعلام الشريعة أفجعُ | |
عظم المصاب بفقد عالم سنة | جبلٌ أشمٌّ في النوازلِ مرجعُ | |
تبكيك يا شيخُ السماء وأرضها | الكون يدمعُ والقلوب تقطَّعُ | |
قد كنتَ في شرع الإله منارة | تهدي الحيارى بالدليل وتقنعُ | |
يارب أسكنه الجنان وجد له | بالعفو وارحمه فعفوك أوسَعُ |
محمد الدخيني
* * *
ياقوم إن الشمس تنفع أهلها | إن أشرقت شمس الحياة ستلمع | |
لكن إن غابت يغيب ضجيجنا | بغروبها كل العوالم تهجع | |
ورحيل أهل العلم أدمى خاطري | لا الدمع يرجعهم ولا هو يقطع | |
دمعي الذي أبكيه يكتب قائلا | يا أيها العلماء إين المرجع | |
يا أيها العلماء أنتم ضوؤنا | عيش الحياة بغير ضوء يفجع | |
يا أيها العلماء منكم عزنا | فوجودكم فجرعلينا يسطع |
عبد الله الأحوري
* * *
اليوم نرثي والعيون تدمع | والقلب يحزن والجميع يودع | |
موت (ابن ادم) يابن آدم مفزع | ورحيل أهل العلم فينا يفجع | |
ماذا صنعت باي شي ترجع | ورحيلنا من دون زاد افجع | |
مامات من ابقى البحور محيطة | ثجاجة والخير منها ينبع | |
مامات من أبقى العلوم بتحفة | كالأحوذي والمجتبى فلترتعوا |
عقلان البازلي
* * *
ألم المصاب له تسح الأدمع | وفراق هاتيك النجوم مروع | |
مات ابن آدم حائز لفضائل | سل عنه في سنن جواب مقنِع | |
يا أيها العلم الكبير تركتنا | خلفت نورا لا يرد ويوضع | |
شيخ العقيدة والأصول محدث | في الفقه آي نعم شيخا أبرع | |
رحم الإله عزيزنا وحبيبنا | إن نحن عزينا فيوما نُقرع |
محمد بن قائد العديني
* * *