النظر إلى الخطيب
سؤال: هل يلزم النظر إلى الخطيب يوم الجمعة؟ وهل يلزم الاتجاه إلى القبلة أثناء الخطبة؟ الجواب: اعلم أن الخطبة من شعائر الإسلام الظاهرة التي ينبغي للخطيب والمستمع أن يعظمانها قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). ومن تعظيمها: الاستماع والإنصات والتوجه إلى الخطيب والنظر إليه إن كان أمامه، هذا هو المطلوب شرعا، ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا أخذ الإمام في الخطبة يستقبله بوجهه حتى يفرغ من خطبته. وفي صحيح البخاري أيضا عن ابن عمر أنه كان إذا خرج الإمام لم يقعد الإمام حتى يستقبله. وعن أبان بن عبد الله قال: كنت مع عدي بن ثابت يوم الجمعة فلما خرج الإمام أو قال: سعد المنبر استقبله وقال: هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون برسول الله صلى الله عليه و سلم. أخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود في المراسيل، وهو مرسل سنده حسن وهذا المرسل يشهد له مرسل آخر عن الشعبي قال: من السنة أن يستقبل الإمام يوم الجمعة. وسنده عن الشعبي صحيح. وفي مصنف عبد الرزاق عن الزهري أنه سئل عن استقبال الناس الإمام يوم الجمعة فقال: كذا كان يفعلون. وسنده صحيح. فأفاد ما سبق أن المرسلين مع الموقوفات السابقة تجعل الحديث مرفوعا، حسن لغيره في أقل الأحوال. وهذا الحديث يفيد استحباب استقبال الخطيب والنظر إليه تلقاء وجهه ما لم يكون هناك حاجز وهذا قول جمهور أهل العلم وهو المقرر في المذاهب الأربعة، قال ابن المنذر: هذا كالإجماع. وذهب المالكية في قول لهم إلى الوجوب ونقل ابن قدامة عن الحسن البصري وابن المسيب أنه يستقبل القبلة، وصح عن عطاء ولا إشكال في هذا إذ أن منابر المسلمين الأصل فيها أن تكون في القبلة فإذا استقبل الناس الخطيب كانوا إلى جهة القبلة في الغالب الأكثر المستعمل بين المسلمين والصحيح المعتبر هو استقبال الخطيب حتى لو كان المصلي بجوار الكعبة الشرفة وتيسر له استقبال الخطيب والنظر إليه فهذا هو السنة المستحبة. وإذا تعذر النظر إلى الخطيب بحاجز أو كالذي يكون في جهة أخرى من الكعبة فيتوجه السامع عند ذلك إلى القبلة، وهذا على وجه الاستحباب لا الوجوب. والحمد لله وبه التوفيق والسداد. أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي محمد بن عبد الله الإمام 2 رجب 1437رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1666