الشبكة السلفية

سؤال: هل يجوز أن يعتمر أكثر من شخص لشخص واحد في وقت واحد؟ الجواب: تقديم فعل البر للأموات أمر حسن من الأحياء، لكن يشترط أن يكون ذلك مما قد ثبت به الدليل أنه يصل إلى الميت، مثل قضاء واجب من حج أو عمرة أو صيام أو دين ونحو ذلك. أما ما لم يدل الدليل على وصوله إلى الأموات مثل الصلاة له أو الحجر أو العمرة نافلة له؛ فهذا لا يصل إلى الميت وإنما هو لفاعله الحي لقول تعالى: «وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى». فهذا المعتَمر عنه إن كان قد اعتمر بنفسه فالنافلة لا تصل إليه؛ لعدم وجود دليل يفيد ذلك مع عموم الآية السابقة، وإنما يكون الأجر عائد إلى المعتمر نفسه. وإن كان لم يعتمر فيعتمر عنه واحد منهما، فإن تشاحا في ذلك عملا قرعة، فمن خرج سهمه اعتمر لأخيه الميت والثاني اعتمر لنفسه وهو مأجور بحسن نيته أن يقدم لأخيه هذا الفعل من أفال البر. وهذا المعتمر عن أخيه الميت يشترط أن يكون قد اعتمر عن نفسه وإن لم يكن قد اعتمر عن نفسه فلا يصح أن يعتمر عن غيره حتى يعتمر عن نفسه لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند أبي داود وغيره: «حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة». وإن اختلف في رفعه ووقفه فقد رجح أحمد أنه مسند وتبعه شيخ الإسلام ابن تيمية، والفتوى عليه عند كثير من أهل العلم. وبالله التوفيق! أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي                  محمد بن عبد الله الإمام 17 رجب 1437


رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1689