صفحة 1 من 1

الوقفة الثانية مع ياسين العدني في شأن الوثيقة/نور الدين السدعي

مرسل: الثلاثاء 1 ربيع الأول 1436هـ (23-12-2014م) 2:30 pm
بواسطة ناصر الذبحاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الوقفة الثانية مع ياسين العدني في شأن الوثيقة

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد: فقد بينت –بفضل الله – في مقال صغير نموذجا من منهج السلف الصالح في التعامل مع من خالف من أهل السنة أصلا من أصول أهل السنة بحجة أنه معذور، وبينت أن الأمر عند من لم يعذره لا يتجاوز إلى التبديع والتضليل، ومثلت لذلك بموقف إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- ممن خالف أصلا من أصول أهل السنة ونطق بالكفر الصراح أن القرآن مخلوق، وأن الإمام أحمد مع عدم إعذاره لهم بارتكابهم لهذا الكفر الصراح، لم يصل به الحد إلى تبديعهم وتضليلهم، فقام الأخ ياسين العدني –وفقه الله- وأخرج مقالين ليس فيهما –للأسف- ما ينقض كلامي البتة! بل حشد من أقوال أهل العلم ما يؤيد كلامي أن الإمام أحمد لم يُلزِم الذين أجابوا في المحنة بالقول بخلق القرآن، وأنه لم يبدعهم ويضللهم بسبب ذلك! فلله درك يا أبا العباس جمعت لي من الشواهد على صحة كلامي ما لم أكن أعلمه فجزاك الله خيرا على ذلك.

ولا زال دينا عليك حتى الآن إثبات ما ينقض كلامي: (أن الإمام أحمد لم يبدع أو يضلل من لم يعذرهم ممن أجاب في المحنة).
وقد ذكر أبو العباس –وفقه الله- أن المُكرِهَ في المحنة هو ولي الأمر! وأقول: فكان ماذا يا أبا العباس؟ وهل يشترط في الإكراه أن يكون من قِبَل ولي الأمر؟! من الذي ذكر هذا الشرط من أهل العلم؟!
وأقول: ليس خلافنا معكم في كونكم لا ترون الشيخ الإمام مضطرا إلى التوقيع على الوثيقة، إنما خلافنا مع من تجاوز منكم الحد إلى التبديع والتضليل والسعي في إسقاط علماء أهل السنة في اليمن وغيرهم ممن عذر الشيخ الإمام، وفَتْحِ ملفات لها خمسة وعشرون عاما، قد أكل عليها الدهر وشرب، تحت ستار الوثيقة!!! خلافنا مع مثل هذا الصنف، الذي لم يسلك مسلك الإمام أحمد في عدم التجاوز إلى التبديع والتضليل والقدح في كل من خالفه في قوله في المحنة، بل استغل وضع الشيخ الإمام الحرج الذي هو فيه للطعن والقدح فيه وفي كل من عذره من علماء أهل السنة.
وعلماء أهل السنة في اليمن عذروا الشيخ الإمام عن علم ودراية ومعرفة بالأحوال وما يدور في البلاد من فتن ومؤامرات، ومن علم حجة على من لم يعلم، كما هي القاعدة عند أهل العلم.
ونحن لا ندعي العصمة للشيخ الإمام ولا لمن هو أكبر منه، لكننا ما علمناه إلا هينا لينا قابلا للنصح –فيما نحسبه والله حسيبه- وعند أن جئتَ إليه يا ياسين أنت وزكريا العدني في شعبان من هذا العام قال لكما في جلسة خاصة: هل عندكم علي شيء بينوا لي ذلك، فلم تجيبا بشيء.
وعند أن ناقشه بعض الغرباء في شأن كتاب الإبانة، قال لهم: (كتاب الإبانة تحت نظر أهل العلم فلو أمرني العلماء بعدم طبعه لفعلت ذلك)
ولم يلزمه علماء أهل السنة في اليمن بالتراجع حاليا عن كذا وكذا، أو يخرجوا بيانا في كذا وكذا، مراعاة منهم للمصالح والمفاسد، لما قد يترتب على هذا العمل من المفاسد الكبيرة، خاصة وأن القوم عندهم من القوة والأسلحة الثقيلة والتعاون معهم من بعض الأحزاب ما ليس عند غيرهم! والمتربصون حريصون على الزج بالدعوة السلفية ضمن قائمة الإرهاب عن طريق الزج بها في الفتن.
وإذا كان رئيس الدولة الذي هو أعلى سلطة في البلد يعتذر للشعب اليمني عن سقوط (صنعاء) -مع ما فيها من المعسكرات والطيران والوزارات- بأن المؤامرة أكبر من حجم الوطن، أليس الشيخ الإمام الذي ليس رئيسا ولا وزيرا للدفاع من باب أولى؟! وما عسى أن تكون قوته الحسية بجانب قوة الدولة؟!!! (وواقع اليمن خير شاهد) كما قاله الشيخ البرعي) فلا داعي للإطالة.
وأما قول الأخ ياسين –وفقه الله- إنه بإمكان الشيخ الإمام الانتقال إلى مكان آمن! فأقول: لو صدرت هذه الكلمة من رجل يعيش خارج الجزيرة العربية كالصين أو روسيا مثلا لما حصل الاستغراب من صدورها منه، لكن العجب كل العجب صدورها من رجل يمني يعيش في اليمن ويرى تقلبات الأحوال! ويرى سقوط المحافظات اليمنية وعلى رأسها العاصمة واحدة تلو الأخرى!! إلى أين يا ياسين؟ إن قلت إلى الجنوب فعندك (الحراك) ما أظنه يرضى بمحاضرة للشيخ الإمام في الجنوب فضلا عن الاستيطان بين أظهرهم!!
وإن قلت إلى مكان آخر من الشمال، فالقوم صار عندهم من يتعاون معهم في شتى المحافظات الشمالية، وقد سقط في أيديهم عدد من المحافظات في الشمال، وقد حاول الحجوري الانتقال إلى هنا وهناك من المناطق الشمالية التي يغلب عليها السنة، فرفض أهلها بما فيهم أهل بلدته فما بالك بغيرهم؟!!
ومن العجيب أن الأخ ياسين اعتذر عن الذهاب إلى (الحديدة) بسبب الأوضاع الأمنية، مع كون القوم لا يعلمون أن الله خلق ياسين فضلا عن متابعتهم لأحواله! ومع ذلك لا يعذر ياسين الشيخ الإمام الذي هو أشهر من نار على علم، والذي هو قاطن بين محافظتين ساقطتين بأيديهم! أليس الشيخ الإمام أولى من ياسين بحماية نفسه وطلابه وداره مما لا يطيقه ولا يتحمله؟!!
وأخيرا: المقام لا يحتمل التطويل والتعمق في الأخبار أكثر من هذا، (والواقع خير شاهد) (ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء) و (الحليم تكفيه الإشارة) وفيما ذكرنا بل في بعضه كفاية إن شاء الله، وردي هذا يعد ردا أيضا على مقال الأخ أبي عبد الله ناصر الزيدي العدني –وفقه الله- في خصوص هذا الموضوع، فالكل خرج من مشكاة واحدة، نسأل الله أن يصرف عنا وعن دعوتنا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ نورالدين السدعي، بتاريخ (1 ربيع أول لعام 1436هـ)

رد: الوقفة الثانية مع ياسين العدني في شأن الوثيقه

مرسل: الثلاثاء 1 ربيع الأول 1436هـ (23-12-2014م) 5:28 pm
بواسطة رشاد بن عبدالرحمن
شكرا أخانا الشيخ نور الدين على ما تقوم به من تفنيد الشبهات والكلام الباطل، وجزاك الله خيرا على كشف هذه التلبيسات والتهويشات،،،

رد: الوقفة الثانية مع ياسين العدني في شأن الوثيقة/نور الدين السدعي

مرسل: السبت 5 ربيع الأول 1436هـ (27-12-2014م) 9:06 am
بواسطة أبو الحسن الحضرمي
حفظ الله الشيخ نور الدين السدعي على ما يقوم به من كشف شبهات هؤلاء المتعالمين