توبة هاني المزعومه حول إعتقاده أن الفارابي وجابر بن حيان مسلمان

[ناصر الذبحاني]

(توبة هاني المزعومة حول اعتقاده أن الفارابي وجابر بن حيان مسلمان )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
فقد بينا والحمد لله كلام أهل العلم في الفارابي وجابر بن حيان بعد أن تكلم هاني بن بريك بكلامه الخطير ذاك الذي اعتقد فيه إسلامهما , وكنت أتوقع من هاني بن بريك أن يخرج بيانا مهزوزا يدعي فيه التوبة كما حصل له لما بينت له خطأه في مسألة الخروج على الحاكم المسلم وحصل ما توقعته تماما , وإليكم تفصيل الكلام في توبته المزعومة .
فبعد أن كتبت ما كتبت بيانا للحق ودحضا للباطل ومع أن كلام هاني مشهور في الإنترنت وفي الواتساب بصوته إلا أن هاني شكك من صدق ما نسب إليه فقال :( إن كان ما نقله الأخ عني كما هو فهو باطل لما فيه من تحسين لضالين منحرفين ) فهل ياهاني هكذا تكون التوبة و الاعتراف بالخطأ ,وركزوا أحبتي في الله على قوله ( ضالين منحرفين ) فإنه ما كفرهما !!
ثم قال عن ردي عليه : ( هذا ليعلم الجميع كفر هؤلاء وبعدهم عن الإسلام وإن ادعوه )
أقول : نعم ياهاني علم الجميع كفر هؤلاء والحمد لله , ولكن ليس النزاع معهم إنما النزاع معك أنت ما الذي تعتقده في الفارابي وجابر بن حيان هلا صرحت بكفرهما وزندقتهما كما صرحت عبر الملأ بإسلامهما وأن المؤاخذات عليهما لا تخرجهما من الإسلام ؟ لماذا ياهاني تتلاعب بالكلام , لقد صرحت بإسلامهما ثلاث مرات في كلامك فأين التكفير الواضح البين الصريح الذي تزيل به كل شبهة أو ريب عنك ؟!! ألم يقل الله سبحانه وتعالى ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا )
ثم كشف هاني بن بريك نفسه وفضحها وأخرج المكنون في صدره فصرح بما يعتقده فيهما فقال في موضع الشاهد من توبته : ( وها أن أتوب إلى الله وأستغفره من ضربي مثالا بهذين الضالين ) . فلا حول ولا قوة إلا بالله هاني بن بريك لا يصرح بكفرهما ما هذا التورع الكاذب في رجلين قال فيهما أهل العلم : ( أكفر من مشركي العرب وأكفر من اليهود والنصارى و أن الفارابي كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر ) ؟!
قال الشيخ محمد بازمول حفظه الله : يعني إذا أخطأ طالب العلم على الملأ فإنه يناصح ويكون من ضمن المناصحة أن يقال له إذا تبت من هذا الخطأ وتبين لك أنه خطأ فأعلن على الملأ مثل ما أظهرت كلامك على الملأ فأعلن على الملأ أنه خطأ وتراجع عنه وهذا هو المنهج الرباني (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا) فلابد من البيان لابد أن يبين أنه أخطأ في هذه المسألة على الملأ كما يعني صدرمنه هذا الخطأ على الملأ ولذلك نقل عن أبي الحسن الأشعري لما تبين له خطأ ما كان عليه من أمور في العقيدة أنه صعد على المنبر وقال كنت اقول بكذا وكنت أقول كذا وإني رجعت عن ذلك جميعه وخرجت منه كما أخرج الأن من عبائتي وخلع عبائته قال وأنا على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل , هكذا أصحاب الحق هكذا الإنسان الذي يريد التوبة النصوحة هكذا الإنسان الذي يحمل هَمَّ الجماعة المسلمة هكذا حال المسلم الذي يحمل هم أخيه لايريد أن يحمل وزره و وزر غيره إذا تبين له أن الخطأ كذا .عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز بن عبد السلام يذكرون في ترجمته أنه أفتى رجل في مسألة ثم تبين له خطأ هذه المسألة وما عرف الرجل الذي أفتاه فأرسل منادياً ينادي في السوق من أفتاه عبد العزيز بن عبد السلام في هذه المسألة بكذا فإنه يقول أنه أخطأ في قوله وأنه رجع منه وهو برئ منه يعلن يعلن ولذلك الرسول علناً تبرأ من فعل خالد قال :(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) انتهينا وهكذا هذا الشاب طالب العلم الذي يوصف إن شاء الله بأنه طالب علم ممكن أن يستفاد منه إذا أخطأ على الملأ لابد أن يرجع على الملأ أخطأ في كتاب يألف كتاب يشير إلى هذه المسألة يقول أنا كنت أقول بكذا أو كذا ورجعت منه إلي كذا ما في مشكلة المشكلة تأتي عند الحزبيين الذين يزين لهم الشيطان أن إعترافهم بالخطأ يقلل من جماهريتهم أن إعترافهم بالخطأ يسقط الرمزية التي صارت لهم أن إعترافهم بالخطأ يعني قد يكون له مردودات سيئة يزين لهم الشيطان , هذا غلط والأمثال التي عليها عامة الناس فيها خير كثير مثلاً يذكرون يقولون الخير بيغير يعني إذا إنسان فيه خير في نفسه وتبين له الحق بغير كلامه الأول ويرجع للكلام الذي تبين له أنه حق . (الإجوبة المسددة لفضيلة الشيخ محمد بازمول على الأسئلة المنهجية لبعض طلبة العلم الليبيين)
واتظروا إلى العلماء الكبار عند أن يحصل منهم خطأ كيف يتوبون بصدق ووضوح ويظهرون الندم والحسرة ويصلحون ما فعلوه بوضوح تام وجلاء عام وسأعطيكم مثالا واحدا وهو ماحصل من خطأ للشيخ ربيع حفضه الله ورعاه فانظروا كيف كانت توبته
قال الشيخ ربيع ( فيعلم الله مني وأشهده وكفى به شهيداً أنني أحب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- جميعاً وأعظمهم جميعاً وأذب عنهم جميعاً طول حياتي باطناً وظاهراً، وأفديهم بنفسي وأولادي بل بالأمة جميعاً إن كان ذلك بيدي، وأشهد الله أنه ما كان ولا يكون مثلهم وأعادي من يعاديهم وأوالي من يواليهم وأبغض من يبغضهم أو أحداً منهم، والعبارات التي قلتها في خالد وسمرة خلال فتنة هوجاء أدافعها وأدفعها عن الشباب. فأقول في خالد: أنه الصحابي الجليل وأنه سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين والمرتدين والمنافقين القائد المظفر قامع الردة وصاحب الفتوحات العظمى وهادم عروش الأكاسرة والقياصرة وأفديه بنفسي ومالي وأحبه وأستميت في الذب عنه وأعادي وأوالي من أجله. وسمرة بن جندب أقول فيه: أنه صحابي جليل وعظيم في عيني وأحبه وأوالي وأعادي من أجله. وما صدر مني من عبارات في حقّهما فإنه من سبق اللسان قطعاً مثل قولي في خالد -رضي الله عنه- يلخبط، أستغفر الله وأتوب إلى الله منه، وما قلته في حق سمرة خلال استنباطي من قول عمر -رضي الله عنه-: ((قاتل الله سمرة]: يعني أن سمرة حصلت عنده حيلة تشبه حيلة اليهود، فهذه العبارة مني سيئة، أستغفر الله وأتوب إليه منها، وأحذر الناس منها ومن أمثالها.
ولا شك أن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلّم- خير أمة أخرجت للناس لا كان ولا يكون مثلهم، وإني لعلى مذهب السلف فيهم، وإني لعلى مذهب ابن المبارك لما قيل له: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: لغبار في أنف معاوية وهو يجاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- خير من عمر بن عبدالعزيز وأدين الله بأنه لو أنفق أحد خيار المسلمين مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه.وإن قلبي ليتعصر ألماً من تلك العبارات وأرجو أن أكون من الوقافين عند كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلّم ).
أيها الأحبة في الله قال هاني في أحد محاضراته مادحا نفسه :( نحن ما نحن صغار ) وقال : ( لنا خمسة وعشرين سنة في طلب العلم ) وقال : ( ربع قرن وزملاؤنا في طلب العلم ) , قلت : لك ياهاني ربع قرن تطلب العلم عند الكبار وما تعرف حال الفلاسفة ، و الفارابي وجابر بن حيان ! أخبرنا ما الكتب التي درستها هل قرأت كتب شيخ الإسلام وابن القيم أم لا , هل قرأت معارج القبول؟ هل تصفحت فتاوى اللجنة الدائمة وابن باز؟ , ربع قرن ولا قرأت ولا مرة واحدة كلاما على الفلاسفة , ربع قرن ولا سمعت أحدا من المشائخ الكبار يبين زندقة هؤلاء , يارجل صغار الطلبة عندنا في المراكز يعلمون أن هؤلاء عليهم كلام كبير, وأنت ربع قرن وما تعلم , سبحان الله ؟!!
ثم قولك ( إنما عليهما بعض ملحوظات ) أريدك أن تبين لي ماهي هذه الملحوظات التي هي في نظرك ما أخرجتهما من الإسلام , وفي أي كتاب قرأتها أومن أي عالم سمعتها فاستفدت عدم كفرهما ؟
ثم قولك ( وعلى هذا رباني مشايخي وسادتي العلماء الذين أتمنى لك أن تتربى على مثلهم )
فأقول لك : ونحن في اليمن على هذا والحمد لله تربينا على علماء أجلاء ومشايخ فضلاء تعلموا العلم والعمل وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدعوة إلى إلى الله ملأوا اليمن نورا وعلما من قبل أن تعرف أنت طلب العلم أي من قبل ربع القرن حقك وانظر كتاب القول المفيد للعلامة الوصابي وانظر إلى تزكيات العلماء الكبار له , فقبل كم ألف العلامة الوصابي القول المفيد ياهاني؟ ولكنكم مصابون بمرض انتقاص الآخرين واستصغارهم , ثم من الذي هو أولى بالدراسة على المشايخ من جديد ؟ أنا , الذي بينت لك ضلالاتك ومجازفاتك , أم أنت الذي ما تميز حال الفلاسفة وزعمائهم وكبرائهم كالفارابي وجابر بن حيان ولك ربع قرن نطلب العلم !! صدق المثل العدني القائل : ( أعور ويتنقور )
فالخلاصة أن هاني بن بريك ما تراجع عن كلامه الواضح والصريح في اعتقاده إسلام الفارابي و جابر بن حيان فإنه لم يأت في توبته المزعومة بكلام صريح واضح يبين فيه اعتقاده كفرهما بل صريح توبته أنه يراهما ضالين منحرفين .
وأما ما ذكرته على الشيخ الإمام من أمر الوثيقة فهذا قد تكلم فيه كثيرا وراجع إن أحببت ما كتبه الأخ نور الدين السدعي وما كتبه الشيخ عبد الهادي العميري , ومضمونه أن الشيخ محمد الإمام معذور بسبب ما حصل له من اضطرار ، نعم نفى الشيخ عبيد الضرورة عن الشيخ محمد الأمام لكن غيره من أهل العلم أثبتها ومن المقرر في القواعد أن المثبت مقدم على النافي لأنه معه زيادة علم خاصة وان المثبتين هم علماء البلد النازل فيها القضية , ومع ما يدل عليه الواقع في اليمن من ضعف أهل السنة وقوة عدوهم المدعوم من أمريكا والغرب وإيران ومن الجيش اليمني نفسه وما حصل في رداع خير شاهد عندما اتحد الجيش اليمني و الحوثيين والطائرات الأمريكية على ضرب أهل رداع , وهذا قد جاء صريحا ممن جاهد في كتاف أن الذي قاتلهم هناك فرع من الجيش وهم الحرس الجمهوري وزيادة إلى ماصرح به وزير الدفاع الصبيحي من أنه سيضم ألوفا من الحوثيين إلى الجيش اليمني , فما حيلة أهل السنة تجاه هؤلاء وما الفرق بينهم وبين أهل السنة في العراق وسوريا ؟ , والعجب أنك تجد من يثني على القاعدة في رداع مقاتلتها الجيش اليمني والطيران الأمريكي والرافضة (مع أن قائد القاعدة يصرح بأنه يقاتل تحت الراية السوداء , وأثنى على الدولة الإسلامية في العراق والشام ) ثم تجدهم لا يثنون على القاعدة في العراق مقاتلتها الرافضة والجيش الأمريكي والطيران السعودي ؟!!مع أن الرافضة في العراق عملت من الإجرام ما لا يتصور وما حصل في دماج ما هو عشر معشار ما حصل في العراق !!
ثم ألم يأمركم الشيخ ربيع حفظه بأن تفتحوا جبهات متعددة في البيضاء و تعز و عدن وغيرها، فلماذا خالفتموه ؟ فلم تجاهدوا الحوثيين هل لأنكم مشغولون بمجاهدة علماء اليمن ؟! وقد سئل بعض أتباع هاني عن هذا فقال : أصلا الشيخ هاني يرى أن ينتظر الحوثيين حتى يأتوا هم إلى عدن ! فقيل له : سبحان الله أصبح الشيخ هاني مقدم عندكم على الشيخ ربيع ، ثم قيل له : طيب سلمنا لكم جدلا أن هاني أعلم من الشيخ ربيع بواقع اليمن فهلا أعددتم العدة وتدربتم على الحرب وتجهزتم لملاقاة العدو ألم يقل الله (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) , فسكت ولم يجب .
إن الناظر لهاني وأتباعه ليتيقن أنهم ما هم حول حرب الحوثيين أبدا فلا تراهم يتجهزون ولايتدربون ولا يعدون العدة , وإنما اتخذوا الجهاد سلما لينالوا من علماء اليمن .

كتبه : أبو عبد الله
عبدالباسط بن احمد العدني

[أبو عامر السلفي]

جزاك الله خيرا أخي. هذا رابط كلام بن بريك:

http://safeshare.tv/w/fCaahtxrbd