صفحة 1 من 1

(8) فوائد رمضانية : فائدة اليوم بعنوان : ( حب رمضان من الإيمان ، وكراهيته من النفاق والعصيان)

مرسل: الثلاثاء 4 رمضان 1438هـ (30-5-2017م) 5:52 am
بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]

**  قال تعالى: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }
**  وقال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }
 
**  المؤمن الطائع الموفق هو الذي يفرح بالعبادات ويأنس لها ، ويستكثر منها لأنها :
تزيد إيمانه ، وتجدد نشاطه ، وتضاعف حسناته، وترفع درجاته وتكفر عنه خطاياه وسيئاته .
 
**  والعاصي الفاجر المخذول على العكس من ذلك تماما ، فلا يفرح بالعبادات ولا يأنس لها ، بل تنقبض منها نفسه ، وتنفر منها روحه ويعتبرها قيدا وسجناً وعذابا ، والعياذ بالله .
فيكره رمضان ـ على سبيل المثال ـ لأنه في نظره حرمه من حظوظ نفسه ، وشهوات جسده، ولهذا يراه كجبل سقط عليه ، يعد ساعاته وأيامه ولياليه، منتظرا رحيله بفارغ الصبر ، نسأل الله السلامة والعافية .
 
**  قال الحافظ ابن رجب في كتاب : ( لطائف المعارف ) (ص: 145) :
**  وربما كره كثير منهم صيام رمضان .
**  حتى إن بعض السفهاء من الشعراء كان يسبه .
**  وكان للرشيد ابن سفيه فقال مرة :
دعاني شهر الصوم لا كان من شهر  * * *  ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر
فلو  كان   يعديني   الأنام    بقدرة * * *  على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر
فأخذه داء الصرع فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة ، ومات قبل أن يدركه رمضان آخر .
**  وهؤلاء السفهاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه من الصلاة والصيام **  فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام .
**  وكثير منهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان ، فيطول عليه ، ويشق على نفسه مفارقتها لمألوفها ، فهو يعد الأيام والليالي ليعودوا إلى المعصية .
وهؤلاء مصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ، فهم هلكى .
**  ومنهم من لا يصبر على المعاصي ، فهو يواقعها في رمضان .
**  وحكاية محمد بن هارون البلخي مشهورة ، وقد رويت من وجوه .
**  وهو أنه كان مصرا على شرب الخمر ، فجاء في آخر يوم من شعبان وهو سكران فعاتبته أمه وهي تسجر تنورا ، فحملها فألقاها في التنور فاحترقت .
**  وكان بعد ذلك قد تاب وتعبد .
فرؤي له في النوم أن الله قد غفر للحاج كلهم سواه .
**  فمن أراد الله به خيرا حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين .
**  ومن أراد به شر خلى بينه وبين نفسه فاتبعه الشيطان فحبب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين .  اهـ المراد
 
**  والله الموفق .
**  كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
**  السبت  1 / 9 / 1438 هـ
 

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/11912