صفحة 1 من 1

حديث: أتيت النبي ولي شعر طويل

مرسل: الاثنين 7 جمادى الآخرة 1438هـ (6-3-2017م) 6:54 am
بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
حديث: أتيت النبي ولي شعر طويل

سؤال: حديث وائل بن حجر عند أبي داود قال رضى الله عنه: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر طويل فلما رآني قال: ذباب  ذباب قال: فرجعت فجززته من الغد ثم أتيته  من الغد فقال: إني لم أعنك). قال العلامة الوادعي: هذا حديث حسن، (الصحيح المسند برقم 1191). هل يستفاد من هذا الحديث أن تربية الشعر ليس من السنة؟
الجواب:                         
الحديث ذكره خرجه شيخنا في الصحيح المسند، وأخرجه أبو داود (4190) وابن ماجة (3636) والنسائي في (الكبرى) (9258) و (9281) من طريق سفيان الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر، به.
قال ابن الأثير: الذباب: الشؤم أي هذا شؤم، وقيل: الذباب: الشر الدائم، يقال أصابك ذباب من هذا الأمر، وقال ابن رسلان: أي هذا الشعر الطويل شؤم.
وفي الحديث من الفوائد:
1- استجابة الصحابة قال بن رسلان: فيه فضيلة الصحابة ومبادرتهم إلى إزالة ما كره منهم ، وإن كان محبوبًا إليهم.
2- اكرام الشعر ونظافته حيث أقره على تحسين شعره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أكرموا الشعر).
3- فيه جواز اتخاذ الشعر إلى الجمة وكراهية ما زاد على ذلك لقوله: (ولي شعر طويل) وقوله: (فرجعت فجززته) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (هذا أحسن) قال ابن رسلان: هذا فيه أن تقصير الشعر إلى أن يصل شحمة الأذن ، أو إلى المنكب أفضل من إطالته وإن  كانت الإطالة  غير محرمة، وفي الفظ : (رأيت له لمة تضرب قريبا من منكبه).
والشعر إلى الجمة جائز ففي الصحيحين عن البراء رض الله عنه قال: (ما رأيت أحسن في حلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمته تضرب منكبيه).
والجمة: من الإنسان مجتمع شعر ناصيته، يُقال: إنها التي تبلغ المنكبين، واللمة: الشعر يلم بالمنكب أي يقرب منه. وفي الصحيحين عن أنس رضى الله عنه قال: (كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه) وهذا التطويل يجوز مع ترجيله وتحسينه وتجميله كما يقيده هذا الحديث، وغيره.
ولكن في هذا الزمان صار تطويل الشعر من علامات الخوارج، وصار الذي يكون له شعر إلى الجبة ، محط نظر وربما يحصل الضرر به بسبب ذلك، فالأولى في هذه الأزمنة تقصيره ، حتى يصر إلى أنصاف الأذنين، كما في حديث أنس رضى الله عنه، أو دون ذلك فهو جائز مباح والأعمال بالنيات. وبالله التوفيق.
                   أصلح الله أحوالكم والهمكم رشدكم وبالله التوفيق
          اجاب عن السؤال الشيخ/                                     راجعه/
أبو الحسن علي بن أحمد الرازحي                فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام
5/6/1438هـ

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=2026