التعليقات الرضية على فتوى الشيخ محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية


كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

التعليقات الرضية على فتوى الشيخ محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

التعليقات الرضية على فتوى الشيخ محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
فقد نقل أبوعمار علي الحذيفي ـ هداه الله ـ فتوى لفضيلة الشيخ الفقيه السلفي محمد بن عبدالله الإمام ـ حفظه الله ورعاه ـ مفادها أنه سئل : وهذا سائل من عمان يقول: هل تجوز الصلاة خلف الإباضية ؟
فأجاب ـ وفقه الله وسدد أقواله ـ : (( الإباضية مسلمون مبتدعون، عندهم من البدع العقائدية مثل القول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله تعالى - رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة – إلى غير ذلك مما هو حاصل، فالصلاة خلفهم – كما سمعت - تجوز، وندعو المسلمين إلى أن خصوصاً من كانوا يقدرون على أن يكون لهم مساجد تخصهم وأئمة من أهل السنة، هذا أنفع وأنقى وأصفى وأدعى إلى إقامة الدين، وإلى العمل بالسنة، وإلى نشر الخير والتوحيد، نسأل الله أن يوفق المسلمين يحبه ويرضاه )) ا.هـ
وفي ثنايا هذا النقل قرر معتقد أهل السنة والجماعة في كفر من يقول بخلق القرآن وإنكار رؤية الله تعالى يوم القيامة .
ثم قال : (( وعلى هذا من يعتقد هذا فلا يصلى وراءه، فكان على محمد الإمام أن يقول على أقل الأحوال: من كان يعتقد مثل هذه العقائد الكفرية ونحوها فلا يصلى وراءه )) ا.هـ انظر ( محمد الإمام يرى أن الإباضية مبتدعه يصلى وراءهم، مع اعترافه بأنهم يعتقدون خلق القرآن وإنكار رؤية الله يوم القيامة ( شبكة سحاب السلفية)
قال مقيده عفا الله عنه : لا يخفى على أهل العلم والمعتقد الصحيح ، وأهل التحقيق والتنقيح ما في هذا الاستدراك والنقد من أبي عمار من الجهل الواضح والمعتقد الحدادي الفاضح في تقرير المسائل على غير ما كان عليه الأوائل ، أهل المحجة البيضاء والدلائل .
وذلك أن من تأمل فتوى الشيخ الفاضل أبي نصر محمد على إيجازها واختصارها يجدها أنها قد حوت على عدة التقريرات السلفية قررها أهل الحديث في كتب العقائد السنية الأثرية ومنها :
المسألة الأولى : قال الشيخ محمد حفظه الله " الإباضية مسلمون مبتدعون"
أقول:
قد قرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى ، وغيره من أهل العلم .
قال في مجموع الفتاوى (3/ 282) : (( وَالْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ الَّذِينَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِتَالِهِمْ قَاتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَحَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. وَاتَّفَقَ عَلَى قِتَالِهِمْ أَئِمَّةُ الدِّينِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ يُكَفِّرْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ بَلْ جَعَلُوهُمْ مُسْلِمِينَ مَعَ قِتَالِهِمْ وَلَمْ يُقَاتِلْهُمْ عَلِيٌّ حَتَّى سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا عَلَى أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ فَقَاتَلَهُمْ لِدَفْعِ ظُلْمِهِمْ وَبَغْيِهِمْ لَا لِأَنَّهُمْ كُفَّارٌ. وَلِهَذَا لَمْ يَسْبِ حَرِيمَهُمْ وَلَمْ يَغْنَمْ أَمْوَالَهُمْ. وَإِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ثَبَتَ ضَلَالُهُمْ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ لَمْ يُكَفَّرُوا مَعَ أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بِقِتَالِهِمْ فَكَيْفَ بِالطَّوَائِفِ الْمُخْتَلِفِينَ الَّذِينَ اشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ الْحَقُّ فِي مَسَائِلَ غَلِطَ فِيهَا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ؟)) ا.هـ
وقال في (7/ 217 ـ 218) : (( فَأَمَّا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانُ بِالرَّسُولِ وَمَا جَاءَ بِهِ وَقَدْ غَلِطَ فِي بَعْضِ مَا تَأَوَّلَهُ مِنْ الْبِدَعِ فَهَذَا لَيْسَ بِكَافِرِ أَصْلًا وَالْخَوَارِجُ كَانُوا مِنْ أَظْهَرِ النَّاسِ بِدْعَةً وَقِتَالًا لِلْأُمَّةِ وَتَكْفِيرًا لَهَا وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُكَفِّرُهُمْ لَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلَا غَيْرُهُ بَلْ حَكَمُوا فِيهِمْ بِحُكْمِهِمْ فِي الْمُسْلِمِينَ الظَّالِمِينَ الْمُعْتَدِينَ كَمَا ذَكَرَتْ الْآثَارُ عَنْهُمْ بِذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. )) ا.هـ
وقال الإمام الألباني رحمه الله : ((فليس من الضروري أن يحكم عليهم بالكفر ، وحسبهم أن يحكم عليهم بالضلال ،ونحن أو أنا شخصيا ومن سبقني ومن يوافقني ، لا نكفر المسلم مهما انحرف في فهمه لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الحجة ، لم تقم عليه ، أو لم تتبين له ، بينه وبين ربه تبارك وتعالى ونحن لسنا حاكما على قلوب الناس ، وإنما نحن مرشدون نبين لهم إن كانوا على هدى ، أو كانوا في ضلال مبين .)) (سلسلة الهدى والنور (310 / 00:47:06 )

المسألة الثانية : قال الشيخ : "عندهم من البدع العقائدية مثل القول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله تعالى - رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة – إلى غير ذلك مما هو حاصل "
هذا فيه تقرير من الشيخ لبعض عقائد الإباضية
قال الإمام الألباني رحمه الله : ((ولا شك أن الإباضية وكل من دان برأيهم وبعقيدتهم في أن كلام الله عز وجل مخلوق ،ومن ذلك هذا القرآن المعجز مخلوق ، وكذلك من نفي إمكان رؤية المؤمنين لرب العالمين {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } ، لاشك أن هؤلاء المنكرين ، لكون القرآن كلام الله حقيقة ، وليس مخلوقا وأن الله عز وجل ، يمتن على عباده المؤمنين ، فيتجلى لهم يوم القيامة ، ويوم يدخل المسلمون الجنة ، هذا الإنكار فيه ضلال ، يعني واضح جدا ، وأما أن هذا الضلال كفر ردة عن الدين أو لا ، نقول من تبينت له الحجة ، ثم أنكرها فهو كافر مرتد عن دينه ، لكن من أنكر ذلك فهو في ضلال ، ونحن لا يهمنا أن نقول فلان من الناس أو الطائفة الفلانية من الناس هم كفار ، حسبنا أن نقول هم ضلال ، لأن المقصد هدايتهم وأن يعرفوا أنهم على خطأ ،وعلى ضلال حتى يعودوا إلى الصواب فقول هذا القائل إن من كفر الإباضية ، ما كفرهم بحجة يعني أنه ليس هناك نص في القرآن والسنة ، إنه الإباضية كفار، طبعا لا يوجد مثل هذا النص لا في الإباضية ولا في المعتزلة ، ولا و لا إلى آخره ، ولكن من أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وهو معتقد ذلك ، فهذا بلا شك في كفره . )) (سلسلة الهدى والنور (310/ 00:49:33 )
الثالثة : قال الشيخ " فالصلاة خلفهم – كما سمعت – تجوز"
أقول :
هذا جواب عن سؤال : هل تجوز الصلاة خلف الإباضية؟
فأجاب بالجواز بحكم أنهم في دائرة الإسلام وأنهم من المسلمين الظالمين المعتدين .
قال الإمام البخاري في صحيحه (1/ 141) : بَابُ إِمَامَةِ المَفْتُونِ وَالمُبْتَدِعِ ، وَقَالَ الحَسَنُ: «صَلِّ وَعَلَيْهِ بِدْعَتُهُ» ثم ذكر أثر عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ : عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، - وَهُوَ مَحْصُورٌ - فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا نَرَى، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ، وَنَتَحَرَّجُ؟ فَقَالَ: «الصَّلاَةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ، فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ»
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية)(5/ 247) : (( وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ لَمْ يُكَفِّرُوا الْخَوَارِجَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ خَلْفَهُمْ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ يُصَلُّونَ خَلَفَ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ )) ا.هـ
وقال رحمه الله في (مجموع الفتاوى)(23/ 352 ـ 356) : (( وَلَوْ عَلِمَ الْمَأْمُومُ أَنَّ الْإِمَامَ مُبْتَدِعٌ يَدْعُو إلَى بِدْعَتِهِ أَوْ فَاسِقٌ ظَاهِرُ الْفِسْقِ وَهُوَ الْإِمَامُ الرَّاتِبُ الَّذِي لَا تُمْكِنُ الصَّلَاةُ إلَّا خَلْفَهُ كَإِمَامِ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَالْإِمَامِ فِي صَلَاةِ الْحَجِّ بِعَرَفَةَ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَإِنَّ الْمَأْمُومَ يُصَلِّي خَلْفَهُ عِنْدَ عَامَّةِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَهُوَ مَذْهَبُ أَحْمَد وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ.
وَلِهَذَا قَالُوا فِي الْعَقَائِدِ: إنَّهُ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَ خَلْفَ كُلِّ إمَامٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَةِ إلَّا إمَامٌ وَاحِدٌ فَإِنَّهَا تُصَلَّى خَلْفَهُ الْجَمَاعَاتُ فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِي جَمَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ وَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ فَاسِقًا ، هَذَا مَذْهَبُ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ: أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمَا بَلْ الْجَمَاعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى الْأَعْيَانِ فِي ظَاهِرِ مَذْهَبِ أَحْمَد ، وَمَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ خَلْفَ الْإِمَامِ الْفَاجِرِ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَد. وَغَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ. كَمَا ذَكَرَهُ فِي رِسَالَةِ عبدوس. وَابْنِ مَالِكٍ وَالْعَطَّارِ.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يُصَلِّيهَا وَلَا يُعِيدُهَا .
فَإِنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا يُصَلُّونَ الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ الْفُجَّارِ وَلَا يُعِيدُونَ كَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي خَلْفَ الْحَجَّاجِ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُ يُصَلُّونَ خَلْفَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى أَنَّهُ صَلَّى بِهِمْ مَرَّةً الصُّبْحَ أَرْبَعًا ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا مَعَك مُنْذُ الْيَوْمَ فِي زِيَادَةٍ وَلِهَذَا رَفَعُوهُ إلَى عُثْمَانَ.
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ صَلَّى بِالنَّاسِ شَخْصٌ فَسَأَلَ سَائِلٌ عُثْمَانَ. فَقَالَ: إنَّك إمَامُ عَامَّةٍ وَهَذَا الَّذِي يُصَلِّي بِالنَّاسِ إمَامُ فِتْنَةٍ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إنَّ الصَّلَاةَ مِنْ أَحْسَنِ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ فَإِذَا أَحْسَنُوا فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إسَاءَتَهُمْ. وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ.
وَالْفَاسِقُ وَالْمُبْتَدِعُ صَلَاتُهُ فِي نَفْسِهِ صَحِيحَةٌ فَإِذَا صَلَّى الْمَأْمُومُ خَلْفَهُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ ..
وَأَمَّا إذَا كَانَ تَرَكَ الصَّلَاةَ يَفُوتُ الْمَأْمُومَ الْجُمُعَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَهُنَا لَا يَتْرُكُ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ إلَّا مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
وَكَذَلِكَ إذَا كَانَ الْإِمَامُ قَدْ رَتَّبَهُ وُلَاةُ الْأُمُورِ وَلَمْ يَكُنْ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ خَلْفَهُ مَصْلَحَةٌ فَهُنَا لَيْسَ عَلَيْهِ تَرْكُ الصَّلَاةِ خَلْفَهُ بَلْ الصَّلَاةُ خَلْفَ الْإِمَامِ الْأَفْضَلِ أَفْضَلُ وَهَذَا كُلُّهُ يَكُونُ فِيمَنْ ظَهَرَ مِنْهُ فِسْقٌ أَوْ بِدْعَةٌ تَظْهَرُ مُخَالَفَتُهَا لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَبِدْعَةِ الرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَنَحْوِهِمْ. وَمَنْ أَنْكَرَ مَذْهَبَ الرَّوَافِضِ وَهُوَ لَا يُصَلِّي الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ بَلْ يُكَفِّرُ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ وَقَعَ فِي مِثْلِ مَذْهَبِ الرَّوَافِضِ فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا أَنْكَرَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَيْهِمْ تَرْكُهُمْ الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ وَتَكْفِيرَ الْجُمْهُورِ.
فَصْلٌ:
وَأَمَّا " الصَّلَاةُ خَلْفَ الْمُبْتَدِعِ " فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ فِيهَا نِزَاعٌ وَتَفْصِيلٌ. فَإِذَا لَمْ تَجِدْ إمَامًا غَيْرَهُ كَالْجُمُعَةِ الَّتِي لَا تُقَامُ إلَّا بِمَكَانِ وَاحِدٍ وَكَالْعِيدَيْنِ وَكَصَلَوَاتِ الْحَجِّ خَلْفَ إمَامِ الْمَوْسِمِ فَهَذِهِ تُفْعَلُ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَإِنَّمَا تَدَعُ مِثْلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ أَهْلِ الْبِدَعِ كَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ مِمَّنْ لَا يَرَى الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَةِ إلَّا مَسْجِدٌ وَاحِدٌ فَصَلَاتُهُ فِي الْجَمَاعَةِ خَلْفَ الْفَاجِرِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ مُنْفَرِدًا؛ لِئَلَّا يُفْضِي إلَى تَرْكِ الْجَمَاعَةِ مُطْلَقًا .. وَهَذَا إنَّمَا هُوَ فِي الْبِدْعَةِ الَّتِي يُعْلَمُ أَنَّهَا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مِثْلَ بِدَعِ الرَّافِضَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَنَحْوِهِمْ. )) ا.هـ
قال مقيده عفا الله : فقول الشيخ بجواز الصلاة وراء الإباضية خرج مخرج تفصيل وتعليل شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهذا في حق من ثبتت بدعته ولم يثبت خروجه من الإسلام ، أما من ثبت خروجه من الإسلام ببدعته وثبتت الحجة عليه فهذا لا يصلى خلفه لبطلان صلاته لكفره ، وعلى هذا يحمل نهي أهل العلم والأثر ، وإفتاؤهم بعدم جواز الصلاة خلف أهل البدع كالجهمية وغيرهم .
أما من لم يثبت كفره فهذا يصلى خلفه ، وقد صلى إمام السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وراء بعض الجهمية مع تكفيره لهم في الجملة وقوله بعدم جواز الصلاة خلفهم ، لأنه لم يكفر هؤلاء الأعيان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى)(7/ 507 ـ 508) : (( أَنَّ أَحْمَد لَمْ يُكَفِّرْ أَعْيَانَ الْجَهْمِيَّة وَلَا كُلَّ مَنْ قَالَ إنَّهُ جهمي كَفَّرَهُ وَلَا كُلَّ مَنْ وَافَقَ الْجَهْمِيَّة فِي بَعْضِ بِدَعِهِمْ؛ بَلْ صَلَّى خَلْفَ الْجَهْمِيَّة الَّذِينَ دَعَوْا إلَى قَوْلِهِمْ وَامْتَحَنُوا النَّاسَ وَعَاقَبُوا مَنْ لَمْ يُوَافِقْهُمْ بِالْعُقُوبَاتِ الْغَلِيظَةِ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ أَحْمَد وَأَمْثَالُهُ؛ بَلْ كَانَ يَعْتَقِدُ إيمَانَهُمْ وَإِمَامَتَهُمْ؛ وَيَدْعُو لَهُمْ؛ وَيَرَى الِائْتِمَامَ بِهِمْ فِي الصَّلَوَاتِ خَلْفَهُمْ وَالْحَجَّ وَالْغَزْوَ مَعَهُمْ وَالْمَنْعَ مِنْ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ مَا يَرَاهُ لِأَمْثَالِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ. وَيُنْكِرُ مَا أَحْدَثُوا مِنْ الْقَوْلِ الْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ عَظِيمٌ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوا هُمْ أَنَّهُ كُفْرٌ؛ وَكَانَ يُنْكِرُهُ وَيُجَاهِدُهُمْ عَلَى رَدِّهِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ؛ فَيَجْمَعُ بَيْنَ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي إظْهَارِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ وَإِنْكَارِ بِدَعِ الْجَهْمِيَّة الْمُلْحِدِينَ؛ وَبَيْنَ رِعَايَةِ حُقُوقِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَّةِ؛ وَإِنْ كَانُوا جُهَّالًا مُبْتَدِعِينَ؛ وَظَلَمَةً فَاسِقِينَ. )) ا.هـ
أقول : فبناء على هذا التقرير والتفصيل يتبين أن ما أفتى به فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الإمام من جواز الصلاة خلف الإباضية الذين لم يحكم على أعيانهم بالكفر ولم تثبت الحجة في حقهم ، هو عين الصواب والحق الذي عليه سلف الأمة ومنهج أهل السنة والجماعة ، أهل الاقتداء والإتباع ، وإنما يخالف في ذلك أهل الابتداع من الخوارج والتكفريين والحدادية الذين لا يرون العذر بالجهل ولا يراعون شروط التكفير وموانعه في باب التكفير والحكم على الأعيان ، وما مغامرة ومجازفة الحذيفي إلا من هذا الجنس والله المستعان .
المسألة الرابعة : قال الشيخ "وندعو المسلمين إلى أن خصوصاً من كانوا يقدرون على أن يكون لهم مساجد تخصهم وأئمة من أهل السنة، هذا أنفع وأنقى وأصفى وأدعى إلى إقامة الدين، وإلى العمل بالسنة، وإلى نشر الخير والتوحيد"
أقول
لأن في ذلك رفعة للسنة وأهلها وإذلال أهل البدع وتحقيرهم وزجرهم ، وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى)(23/ 354) : (( وَالْفَاسِقُ وَالْمُبْتَدِعُ صَلَاتُهُ فِي نَفْسِهِ صَحِيحَةٌ فَإِذَا صَلَّى الْمَأْمُومُ خَلْفَهُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ ، لَكِنْ إنَّمَا كَرِهَ مَنْ كَرِهَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ لِأَنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاجِبٌ وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ أَظْهَرَ بِدْعَةً أَوْ فُجُورًا لَا يُرَتَّبُ إمَامًا لِلْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ التَّعْزِيرَ حَتَّى يَتُوبَ فَإِذَا أَمْكَنَ هَجْرُهُ حَتَّى يَتُوبَ كَانَ حَسَنًا وَإِذَا كَانَ بَعْضُ النَّاسِ إذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ وَصَلَّى خَلْفَ غَيْرِهِ أُثِرَ ذَلِكَ حَتَّى يَتُوبَ أَوْ يُعْزَلَ أَوْ يَنْتَهِيَ النَّاسُ عَنْ مِثْلِ ذَنْبِهِ. فَمِثْلُ هَذَا إذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ كَانَ فِيهِ مَصْلَحَةٌ وَلَمْ يَفُتْ الْمَأْمُومَ جُمُعَةٌ وَلَا جَمَاعَةٌ.))
وقال (مجموع الفتاوى)(23/ 355) : (( وَأَمَّا إذَا أَمْكَنَهُ أَنْ يُصَلِّيَ خَلْفَ غَيْرِ الْمُبْتَدِعِ فَهُوَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ بِلَا رَيْبٍ))
وفي الخاتمة : ما عسانا إلا أن نقول أن أبا عمار الحذيفي قد جنى على نفسه جناية عظيمة بطعنه في أهل العلم ، وبانت حقيقته ، وضعفه في تقرير منهج أهل السنة والجماعة وأصوله التي سار عليها أئمته ، وأن هذا المنهج والطريقة التي يسير عليها ما عرفناها إلا من مدرسة القطبية والحدادية الضائعة والحزبية المائعة ، ونخشى عليه وعلى من يسير معه من التمادي في هذا الباطل والفتنة العمياء التي لا نحسبها إلا أنها أسست من الأهواء والأفكار العوجاء .
وإلا لو كان من طلبة العلم ومن أهل النصح والرحمة بالأمة الإسلامية ومشايخها وشبابها لأنصف نفسه وعرف قدره وتحلى بالإنصاف في النقد ، قال الله تعالى :{إن الله يأمر بالعدل والإحسان }
قال الإمام ابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ : (( مِنْ بَرَكَةِ الْعِلْمِ وَآدَابِهِ الْإِنْصَافُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يُنْصِفْ لَمْ يَفْهَمْ وَلَمْ يَتَفَهَّمْ )) ( جامع بيان العلم وفضله (1/ 530)
والحمد لله رب العالمين


كتبه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري

الأربعاء 25 صفر 1436 هـ الموافق لـ17 ديسمبر 2014 م
آخر تعديل بواسطة أبوأنس بشير الجزائري في الأحد 29 صفر 1436هـ (21-12-2014م) 3:22 am، تم التعديل مرتين في المجمل.


كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

أقدم للقراء الكرام المادة بصيغة ptf

http://up.top4top.net/downloadf-top4top ... 1-pdf.html
آخر تعديل بواسطة أبوأنس بشير الجزائري في الخميس 26 صفر 1436هـ (18-12-2014م) 2:52 pm، تم التعديل مرة واحدة.


أبو الحسن الحضرمي
مشاركات: 10
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبو الحسن الحضرمي »

بارك الله فيك
رد جميل لافض الله فاك ولا عاش من يشناك



أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

ويلزم عليًّا الحذيفي أن يقول بعدم جواز الصلاة خلف الزيدية لأنهم يقولون بخلق القرآن وعدم رؤية الله في الآخرة وغير ذلك من مسائل الاعتزال، ولا نعلم قائلا بعدم جواز الصلاة خلفهم بل أظن عليًّا الحذيفي نفسه يصلي خلفهم.

فهل جهل علي الحذيفي أن من هذه الأقوال التي يمنع الصلاة خلف الإباضية بسببها موجودة في الزيدية؟!! كيف وهو يدعي أنه من أهل المنهج وأن له اهتمام خاص بالمسائل المنهجية؟!! أم إن المنهج عنده محصور في حفظ أقوال الحزبيين المعاصرين والغفلة عن دراسة الفرق السابقة؟!!

أما إن كان يعلم ذلك فهذا يدل على أن الرجل خبيث يقصد إسقاط المشايخ السلفيين فحسب على جهل وطيش.

فاختر لك يا حذيفي أحد الأمرين وأحلاهما مر.


المدير التقني
مدير الموقع
مشاركات: 19
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة المدير التقني »

وربما يحتج علينا محتج بفتوى الشيخ ابن باز واللجنة الدائمة في عدم جواز الصلاة خلف الإباضية فنرد عليه بأن الشيخ ابن باز يكفر عموم الخوارج ومن أشهر فرقهم التي لا تزال موجود إلى عصرنا هم الإباضية


أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

تم حذف موضوع علي الحذيفي من شبكة سحاب، لا أدري أحذفه بنفسه أم حذفته الإدارة، على كل جزى الله الأخ بشير على إيضاحه المفصل لهذه القضية المنهجية، التي يتبجح علينا الحذيفي وشلته بأن أفقه من الإمام في المسائل المنهجية.


أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

  • قال ابن أبي زمنين في أصول السنة (1/226):وَأَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ لُبَابَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ اَلْعُتْبِيِّ قَالَ: سُئِلَ سَحْنُونُ عَنْ قَوْلِ مَالِكٍ فِي أَهْلِ اَلْبِدَعِ الْإِبَاضِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَجَمِيعِ أَهْلِ اَلْأَهْوَاءِ أَنَّهُ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ تَأْدِيبًا لَهُمْ، وَنَحْنُ نَقُولُ بِهِ عَلَى هَذَا اَلْوَجْهِ، فَأَمَّا إِذَا وُقِفُوا، وَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ، فَأَرَى أَنْ لَا يُتْرَكُوا بِغَيْرِ صَلَاةٍ. قِيلَ لَهُ فَهَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ قَتَلَهُمْ اَلْإِمَامُ مِنْ أَهْلِ اَلْأَهْوَاءِ لَمَّا بَانُوا عَنْ اَلْجَمَاعَةِ وَدَعَوْا إِلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ وَنَصَبُوا اَلْحَرْبَ هَلْ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَهُمْ مِنْ اَلْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ بِذُنُوبِهِمْ اَلَّتِي اِسْتَوْجَبُوا بِهَا اَلْقَتْلَ يُتْرَكُونَ بِغَيْرِ صَلَاةٍ.
    فَقِيلَ لَهُ: فَمَا اَلْقَوْلُ فِي إِعَادَةِ اَلصَّلَاةِ خَلْفَ أَهْلِ اَلْبِدَعِ؟ فَقَالَ: لَا يُعَادُ فِي اَلْوَقْتِ وَلَا بَعْدَهُ.
    وَكَذَلِكَ يَقُولُ أَشْهَبُ وَالْمُغِيرَةُ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَقَدْ أَنْزَلَهُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ اَلصَّلَاةَ تُعَادُ خَلْفَهُ فِي اَلْوَقْتِ وَبَعْدَهُ بِمَنْزِلَةِ اَلنَّصْرَانِيِّ، وَرَكَّبَ قِيَاسَ قَوْلِ الْإِبَاضِيَّةِ وَالْحَرُورِيَّةِ اَلَّذِينَ يُكَفِّرُونَ جَمِيعَ اَلْمُسْلِمِينَ بِالذُّنُوبِ مِنْ اَلْقَوْلِ.
  • وقال أيضا (1/282):حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ فَحْلُونَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَحْيَى اَلْعِنَاقِيِّ عَنْ عَبْد الْمَلِكِ رَحِمَهُ اَللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: فِي تَفْسِيرِ مَا جَاءَتْ بِهِ اَلْآثَارُ وَأَنَّ اَلصَّلَاةَ جَائِزَةٌ وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ إِنَّمَا يُرَادُ بِذَلِكَ اَلْإِمَامُ اَلَّذِي تُؤَدَّى إِلَيْهِ اَلطَّاعَةُ; لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ تَكُنْ اَلصَّلَاةُ وَرَاءَهُ جَائِزَةً وَرَاءَهُ مَنْ اِسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا وَخُلَفَاؤُهُمْ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ سَفْكِ اَلدِّمَاءِ وَاسْتِبَاحَةِ اَلْحَرِيمِ وَتَفَتُّحِ اَلْفِتَنِ.

    فَالصَّلَاةُ وَرَاءَهُمْ جَائِزَةٌ اَلْجُمُعَةُ وَغَيْرُهَا مَا صَلَّوْا اَلصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَمَنْ عُرِفَ مِنْهُمْ بِبَعْضِ اَلْأَهْوَاءِ اَلْمُخَالِفَةِ لِلْجَمَاعَةِ مِثْلَ الْإِبَاضِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ فَلَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ خَلْفَهُ أَيْضًا، قَالَ عَبْد الْمَلِكِ رَحِمَهُ اَللَّهُ وَهُوَ اَلَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ اَلسُّنَّةِ.




رشاد بن عبدالرحمن
مشاركات: 35
اشترك في: صفر 1436

رد: التعليقات الرضية على فتوى الشيح محمد بن عبدالله الإمام فيما يخص جواز الصلاة خلف الإباضية

مشاركة بواسطة رشاد بن عبدالرحمن »

أحسنتم،،،
نخشى عليهم أن تتغلغل فيهم ما قاله الشيخ الربيع في الحجاورة،،،

أضف رد جديد