حديث: لا تقتلوا أولادكم سرا
مرسل: الخميس 19 جمادى الأولى 1438هـ (16-2-2017م) 11:11 am
حديث: لا تقتلوا أولادكم سرا
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>سؤال</strong>: ما حال حديث: «لا تقتلوا أولادكم سِرًّا ...»، وما معنى الحديث؟</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <strong><span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">الجواب<span dir="LTR">: </span></span></span></strong></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">الحديث أخرجه أبو داوود في "سننه" (3881)، فقال: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلميَقُولُ: «لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَإِنَّ الْغَيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْثِرُهُ عَنْ فَرَسِهِ<span dir="LTR">».</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">وأخرجه أحمد (27562)، والفسوي في "المعرفة" (2/447)، وابن ماجه (2012)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3351) (3352)، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/46)، و "شرح المشكل" (3658)، (3659)، وابن حبان (5984)، والبيهقي (7/464)، وغيرهم من طريق مهاجر عن أسماء به<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>قلت</strong>: وهذا سند ضعيف، فإن مهاجر هو ابن أبي مسلم الأنصاري مجهول حال، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد انفرد بهذا الخبر ولا متابع له<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">قال الشيخ الألباني رحمه اللهفي "غاية المرام" (242): (لم أجد له متابعًا، فالحديث ضعيف)<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>قلت</strong>: وهو يخالف الأحاديث الصحيحة التي دلت على الأذن بالغيلة، ففي "صحيح مسلم" (1442): عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الأَسَدِيَّةِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلميَقُولُ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الغِيلَةِ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ»، قَالَ مَالِكٌ: وَالغِيلَةُ أَنْ يَمَسَّ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><strong>أما معنى الحديث</strong>: فقال الخطابي في "المعالم": (أصل الغيل أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع، يقال منه أغال الرجل أغيل والولد مُغال ومغيل)<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">وقال النووي في "شرح مسلم": (قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْغِيلَةُ هُنَا بِكَسْرِ الْغَيْنِ وَيُقَالُ لَهَا الْغَيْلُ بِفَتْحِ الْغَيْنِ مَعَ حَذْفِ الْهَاءِ وَالْغِيَالُ بِكَسْرِ الْغَيْنِ كَمَا ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي الرِّوَايَةِ الْأَخِيرَةِ وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ الْغَيْلَةُ بالِفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَهِيَ الِاسْمُ مِنَ الْغِيلِ وَقِيلَ إِنْ أُرِيدَ بِهَا وَطْءُ الْمُرْضِعِ جَازَ الْغِيلَةُ وَالْغَيْلَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِالْغِيلَةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهِيَ الْغَيْلُ فَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَالْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنْ يُجَامِعَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ مُرْضِعٌ يُقَالُ مِنْهُ أَغَالَ الرَّجُلُ وأغيل اذا فعل ذلك وقال بن السِّكِّيتِ هُوَ أَنْ تُرْضِعَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ حَامِلٌ يُقَالُ مِنْهُ غَالَتْ وَأَغْيَلَتْ)<span dir="LTR">. </span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">وقال الخطابي: (وقوله يدعثره عن فرسه معناه يصرعه ويسقطه، وأصله في الكلام الهدم، يقال في البناء قد تدعثر إذا تهدم وسقط يقول صلى الله عليه وسلم: إن المرضع إذا جومعت فحملت فسد لبنها ونهك الولد إذا اغتذى بذلك اللبن فيبقى ضاوياً فإذا صار رجلاً فركب الخيل فركضها أدركه ضعف الغيل فزال وسقط عن متونها فكان ذلك كالقتل له إلاّ أنه سر لا يرى ولا يشعر به)<span dir="LTR">.</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">قال النووي<span dir="LTR">: (</span>قَالَ الْعُلَمَاءُ: سَبَبُ هَمِّهِ<span dir="LTR">H </span>بِالنَّهْيِ عَنْهَا أَنَّهُ يَخَافُ مِنْهُ ضَرَرَ الْوَلَدِ الرَّضِيعِ قَالُوا وَالْأَطِبَّاءُ يَقُولُونَ إِنَّ ذَلِكَ اللَّبَنَ دَاءٌ وَالْعَرَبُ تَكْرَهُهُ وَتَتَّقِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ جَوَازُ الْغِيلَةِ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَ عَنْهَا وَبَيَّنَ سَبَبَ تَرْكِ النَّهْيِ<span dir="LTR">).</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">فاشتمل حديث أسماء على النهي عن الغيلة، واشتمل حديث جدامة على جواز ذلك، وهو الصحيح كما سبق؛ لعدم وجود الضرر من ذلك، سواء حُمِلَ على جماع المرضع أو رضاع المرأة الحامل فكله جائز لا ضرر فيه إن شاء الله. وبالله التوفيق</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"> اجاب عن السؤال الشيخ راجعه<span dir="LTR">/</span></span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;">أبو الحسن علي بن أحمد الرازحي فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-size:18px;"><span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><span dir="LTR"> 18/5/1438</span> </span></span></p>رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1998