صفحة 7 من 8

(60)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الأربعاء 15 رجب 1443هـ (16-2-2022م) 9:08 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(60)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 
دعاء: اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي...
سألت والدي رَحِمَهُ الله عن هذا الدعاء: «اللهُمَّ، أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي»، هل هو  من الأدعية عقب الطعام لصاحب الطعام؟
فأجابني: هذا فيه تعريض الجائع بنفسِه ليُطْعَمَ، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأكل، لكنه جاء وهو جائع فدعا بهذا الدعاء يريد الطعام.
قلت: هذا سياق الحديث بتمامه:
عَنِ الْمِقْدَادِ بن الأسود، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي، وَقَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ، فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَقْبَلُنَا، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثَةُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا»، قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ، وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبَهُ، قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، قَالَ: ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ، فَأَتَيْتُهَا فَشَرِبْتُهَا، فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، قَالَ: نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، مَا صَنَعْتَ أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ، فَيَجِيءُ فَلَا يَجِدُهُ فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَهْلِكُ فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ، وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي، وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَأْسِي خَرَجَ قَدَمَايَ، وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ، فَقَالَ: «اللهُمَّ، أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي»، قَالَ: فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَيُّهَا أَسْمَنُ، فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هِيَ حَافِلَةٌ، وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ، قَالَ: فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشْرَبْ، فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِي، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا وَفَعَلْتُ كَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ، أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا»، قَالَ: فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ. رواه مسلم (2055).
فعلمنا من سياق الحديث: أن من كان جائعًا يستطعم بهذا الدعاء، كالذي يدخل بيته وهو جائع يستطعم أهله بهذا الدعاء، أو عند محبيه يقول ذلك ولا حرج فيه.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/02/60.html

(61)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: السبت 8 رمضان 1443هـ (9-4-2022م) 8:09 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(61)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
حُكْمُ غِيْبَةِ الأطفالِ 
سألتُ والدي رَحِمَهُ الله: هل الكلام في نقصِ الأطفال وعيوبهم داخل في الغيبة؟
فأجاب: هذا غيبة، واستدل بعموم أدلة تحريم الغيبة.
------------------------------------
قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، القليل من يسلمُ من غِيْبَةِ الصغار، وكأن أعراضهم مُباحة.
 ونذكِّرُ أنفسَنا وإياكم بما يلي من الأدلة، فالتذكير ينتفع به من يخشى:
يقول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
عن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟» رواه البخاري (105)، ومسلم (1679).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» رواه الإمام مسلم (2589).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ». رواه أبوداود (4878).
فاحذروا الغيبة أيها المسلمون والمسلمات، ولا تقوموا عن أكل جيفة منتنة، ولا تجلسوا في هذه المجالس إلا للنصيحة؛ حتى لا تشاركوهم في الإثم والمعصية، كما قال تعالى: ﴿ إنكم إذًا مثلهم ﴾.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/04/61.html

(62)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الثلاثاء 25 رمضان 1443هـ (26-4-2022م) 5:03 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(62)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
الجوارح قد تزني 
عن ابن عباس، قال: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ> رواه البخاري (6243)، ومسلم (2657).
سألت والدي رَحِمَهُ الله عن زنا العين هل هو عام عند نظر النساء إلى الرجال، ونظر الرجال إلى النساء؟
فأجابني: لا، هذا إذا تحصل تلذُّذٌ بالنظر إلى الأجانب.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/04/62.html

(63)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: السبت 29 رمضان 1443هـ (30-4-2022م) 6:28 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(63)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 
عن عبدالله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبيِّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «المَرْأَةُ عَوْرَةٌ؛ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ».
رواه الترمذي (1173)، وصححه الشيخ الألباني في «الإرواء» (273)، ووالدي في «الصحيح المسند»( 863) رحمهما الله.
 
ومعنى: « اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ» سمعتُ والدي رَحِمَهُ الله يقول: أي: يوسوس لها الشيطان، ويقول: لا تَمُرِّيْنَ بأحدٍ إلا أعجبتيه.
 
قلت: وهذا الحديث مِنْ أدلة:
 قرار المرأة ولزومها بيتَها.
أنها إذا خرجت قد لا تسلَمُ من فتنة الشيطان، والسلامة لا يُعادِلُها شيء.
اللهم إنا نعوذ بك من نزغات الشيطان وشركه.
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/04/63.html

(64)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الاثنين 15 شوال 1443هـ (16-5-2022م) 5:22 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(64)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
سألت والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله عن عبارة بعضهم:
صوت المرأة عورة؟
فأجابني: صوت المرأة ليس بعورة، لكنه ذريعة إلى الفِتْنَةِ.
قلت: وقد قال أبو عبد الله القرطبي رَحِمَهُ الله فِي «تفسيره»(14/227): الْمَرْأَةُ كُلُّهَا عَوْرَةٌ، بَدَنُهَا وَصَوْتُهَا.
وقيَّده الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في «مجموع الفتاوى»(5/231)، وقال: يعني إذا كان ذلك مع الخضوع، أما صوتها العادي فليس بعورة، لقول الله سبحانه: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾[الأحزاب:32]، فنهاهن سبحانه عن الخضوع في القول؛ لئلا يطمع فيهن أصحاب القلوب المريضة بالشهوة، وأذن لهن سبحانه في القول المعروف.
رحم الله علماءَنا وغفر لهم.
والآية المذكورة من الأدلة على أن صوت المرأة ليس بعورة؛ لأنه إنما نهاها سبحانه عن الخضوع في القول.
 لكن صوت المرأة ذريعة إلى الفِتنة؛ لهذا شُرِعَ لها التصفيق في الصلاة إذا كانت تصلي بحضور رجال، حتى لا يسمع صوتَها الرجال.
وشُرِع لها التلبية في الحج غير أنها تُسْمِع نفسَها ولا ترفع صوتها إذا كان يسمعها الرجال، فكيف بالنساء اللائي يقمنَ بعرضِ قراءتهن على رجلٍ مقرئ.
أو تنشر دروسًا لها صوتية، وهذا لا يؤمَن أن يسمعه الرجال.
أو تتحدث في الطرقات ولا تبالي.
فأين هُنَّ مِنْ هذا التعليم الربَّاني؟!
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/05/64.html

(65)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الجمعة 19 شوال 1443هـ (20-5-2022م) 7:11 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(65)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
هل يستحق الرَّدَّ مَنْ يستبدل السلام عند اللقاء بـ« صباح الخير» ونحوه؟
ذكر لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: إذا التقيتَ بأحَدٍ وبدأكَ بـ« صباح الخير»...، فماذا تعمل؟
قال: كأنك لم تسمعْ، وقُلْ له أنتَ: السلام عليكم.
 
قلت: وهذا يفيدنا: أن الذي يحيِّينا بغير تحية الإسلام عند اللقاء لا يستحق الرَّدَّ.
 مع ما فيه مِنْ حِرْمَانِ الخيرِ والسنة والبركة.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ> رواه مسلم (54).
قال ابن العربي فيما نقله الحافظ عنه في «الفتح» (11/18): فيه أن من فوائد إفشاء السلام حصولَ المحبة بين المتسالمين، وكان ذلك لما فيه من ائتلاف الكلمة؛ لتعم المصلحة بوقوع المعاونة على إقامة شرائع الدين، وإخزاء الكافرين، وهي كلمة إذا سُمِعت أخلصت القلب الواعي لها عن النفور إلى الإقبال على قائلها.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلامٍ. رواه الترمذي (2485).

 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/05/65.html

(66)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الجمعة 19 شوال 1443هـ (20-5-2022م) 7:15 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(66)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
 
حُكْمُ الاقتصار في رَدِّ السَّلام على: وعليكم
 
سمعتُ والدي الشيخ مقبل  رَحِمَهُ الله مرةً واحدة يردُّ على بعض أهله: وعليكم.
 فأنكرنا ذلكَ؛ لأن هذا خلاف المعهود، لكنه استدل بحديث عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الآتي على الجواز:
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ مِنَ أَجْلَفِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكُمُ.
 
قلت: الحديث رواه البخاري في «الأدب المفرد» (1032)، والحديث صحيح. كما في «الصحيح المسند» (784).
وهذا الحديث: فيه الاقتصار في الرَّدِّ على: وعليكم، وهذا للجواز وفي حالةٍ نادرة، فأكثر الأدلة جاءت في الرد بذكر السلام.
قال النووي رَحِمَهُ الله في «الأذكار»(245): واتفق أصحابنا على أنه لو قال في الجواب: عليكم، لم يكن جوابًا، فلو قال: وعليكم بالواو، فهل يكون جوابًا؟ فيه وجهان لأصحابنا.
وقد نقل ابن مفلح رَحِمَهُ الله في « الآداب الشرعية»(1/341) عن شيخ الإسلام أنه أجازه، وقال: قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: فَإِنْ اقْتَصَرَ الرَّادُّ عَلَى لَفْظِ «وَعَلَيْكَ»  كَمَا رَدَّ النَّبِيُّ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عَلَى الْأَعْرَابِيِّ؛ فَإِنَّ الْمُضْمَرَ كَالْمُظْهَرِ.
وقال ابن مفلح رَحِمَهُ الله عن الحنابلة: وَأَصْحَابُنَا تَصْرِيحًا وَتَعْرِيضًا عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/05/66.html

(67)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الجمعة 23 ذو الحجة 1443هـ (22-7-2022م) 9:06 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(67)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

        شرح السنة للبغوي
نصحني والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله بالرجوع إلى «شرح السنة» للبغوي، في المسائل الفقهية؛ لأنه يختصر ويُحَرِّرُ. أو معنى كلامه رَحِمَهُ الله.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/07/67.html

(68)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الأربعاء 12 محرم 1444هـ (10-8-2022م) 5:54 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(68)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


                                    أكله رَحِمَهُ الله  الزُّبد مع التمر
 
كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله يأكل الزبد مع التمر؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله ويحبه.
وإليكم الدليل:
عَنْ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَقَدَّمْنَا زُبْدًا وَتَمْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ».
 رواه أبو داود(3837) تحت: بابٌ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ لَوْنَيْنِ فِي الْأَكْلِ.
وذكره والدي رَحِمَهُ الله في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»(2668).
قال ابن القيم رَحِمَهُ الله في «زاد المعاد»(4/292):  وَفِي جَمْعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ التَّمْرِ وَبَيْنَهُ مِنَ الْحِكْمَةِ إِصْلَاحُ كُلٍّ مِنْهُمَا بِالْآخَرِ.
وقد ذكر الحافظ في «فتح الباري»(9/573)فوائد حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالقِثَّاءِ» رواه البخاري(5449)، ومسلم (2043)، وبعضها يشبه فوائد حديث ابني بُسر:
  قَالَ النَّوَوِيُّ: فِي حَدِيثِ الْبَابِ:
 جَوَازُ أَكْلِ الشَّيْئَيْنِ مِنَ الْفَاكِهَةِ وَغَيْرِهَا مَعًا.
 وَجَوَازُ أَكْلِ طَعَامَيْنِ مَعًا.
 وَيُؤْخَذُ مِنْهُ: جَوَازُ التَّوَسُّعِ فِي الْمَطَاعِمِ.
 وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فِي جَوَازِ ذَلِكَ، وَمَا نُقِلَ عَنِ السَّلَفِ مِنْ خِلَافِ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْكَرَاهَةِ؛ مَنْعًا لِاعْتِيَادِ التَّوَسُّعِ وَالتَّرَفُّهِ وَالْإِكْثَارِ لِغَيْرِ مَصْلَحَةٍ دِينِيَّةٍ.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: يُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ مُرَاعَاةِ صِفَاتِ الْأَطْعِمَةِ وَطَبَائِعِهَا وَاسْتِعْمَالِهَا عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِهَا عَلَى قَاعِدَةِ الطِّبِّ؛ لِأَنَّ فِي الرُّطَبِ حَرَارَةً وَفِي الْقِثَّاءِ بُرُودَةً، فَإِذَا أُكِلَا مَعًا اعْتَدَلَا، وَهَذَا أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي الْمُرَكَّبَاتِ مِنَ الْأَدْوِيَةِ.
 وَتَرْجَمَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الطِّبِّ»: بَابُ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تُؤْكَلُ مَعَ الرُّطَبِ؛ لِيَذْهَبَ ضَرَرُهُ، فَسَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ.
وسبحان ربي كيف اختصَّ أهل العلم بالحرص على متابعة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى في الأطعمة التي كان يحبُّها، والتي قد يكون حبها له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبلَّةً.
والزبد: قال الفيُّومي في «المصباح المنير»(250): الزُّبْدُ وِزَانُ قُفْلٍ، مَا يُسْتَخْرَجُ بِالْمَخْضِ مِنْ لَبَنِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ.
 وَأَمَّا لَبَنُ الْإِبِل فَلَا يُسَمَّى مَا يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ زُبْدًا، بَلْ يُقَالُ لَهُ: جُبَابٌ، وَالزُّبْدَةُ أَخَصُّ مِنْ الزُّبْدِ.
وقوله: «وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ»: أَيْ وَلِذَا قَدَّمْنَاهُمَا لَهُ، أَوْ وَلِذَا أَكْثَرَ مِنْ أَكْلِهِمَا. كذا في «مرقاة المفاتيح»(7/2725).  

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/08/68.html

(69)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الاثنين 15 رجب 1444هـ (6-2-2023م) 4:48 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(69)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في وفد عبد القيس، وفيه: «وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ». رواه البخاري (53ومسلم (17).
هذه كلها من أواني العرب، وقد سألت والدي رحمه الله عن معاني هذه الكلمات الأربع، فأجابني:
الحنتم: الجرار.
وهي التي يكون أسفلها واسع وأعلاها ضيق.
الدُّباء: القَرْع.
النقير: الخشبة المنقورة.
المزَفَّت: الإناء المطلي بالزِّفْت.
والنهي في هذا الحديث: «وَأَنْهَاكُمْ عَنْ: الدُّبَّاءِ، وَالحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالمُزَفَّتِ» منسوخ، وقد كان نهى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عن استخدامها، لأنها سريعة الإسكار، وقد لا يشعر الإنسان أنها أسكرت، فنهى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عن استعمالها، ثم نسخ هذا ورخص النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في استخدامها ما لم يسكر ما فيها.
 ثبت عن بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلَّا فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ كُلِّهَا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» رواه مسلم (977).



المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/02/69.html