صفحة 6 من 8

(50)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الثلاثاء 14 صفر 1443هـ (21-9-2021م) 5:36 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(50)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


       حكم الضرب بغير الدُّفِّ من أمتعة البيت
كان والدي يقول: لا بأس بالضرب في الإناء بدل الدف.
 وقد التمستُ لهذا دليلًا، فوجدت الحديث الآتي:
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَتَعْرِفِينَ هَذِهِ؟  قَالَتْ: لَا، يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ:  هَذِهِ قَيْنَةُ بَنِي فُلَانٍ تُحِبِّينَ أَنْ تُغَنِّيَكِ؟  قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَعْطَاهَا طَبَقًا فَغَنَّتْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  قَدْ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنْخِرَيْهَا. رواه الإمام أحمد(24/497).
وهذا الحديث صححه الإمامان: الألباني في « سلسلة الأحاديث الصحيحة»(3281)، والوادعي  في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»( 1796).
والطبق: غِطاءُ كلّ شَيْء لازِمٌ عَلَيْهِ، والطّبَقُ: الَّذِي يؤكَل عَلَيْهِ وَفِيه، وَأَيْضًا لِما توضَع عَلَيْهِ الفَواكِهُ كَمَا فِي «المُفرداتِ» . اهـ المراد من «تاج العروس»(26/50).
  

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/09/50.html

(51)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الثلاثاء 14 صفر 1443هـ (21-9-2021م) 5:37 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(51)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
حكم تشييد المساجد
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ»، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ».
 رواه أبو داود (448) وهو في «الصحيح المسند»  (604) لوالدي رَحِمَهُ الله .
وتشييد المساجد: تبيضها بالجص.
 
الحديث مر في درسٍ لنا عند والدي، فاستشكلت ما نجده في مساجد أهل السنة، فسألت والدي رَحِمَهُ الله فكان جوابه: نحن نجعل هذا من أجل الضوء؛ لأنه إذا كان بغيره يكون مظلمًا، والله أعلم.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/09/51.html

(52)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الثلاثاء 14 صفر 1443هـ (21-9-2021م) 5:37 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(52)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
حكم وضع النوى ونحوه في نفس الطَّبَقِ
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي، قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً، فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي: وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، فَقَالَ: «اللهُمَّ، بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ» رواه مسلم (2042).
كان والدي رحمه الله يذكر لنا هذا الأدب المذكور في هذا الحديث: وضع النوى ونحوه خارج الإناء، وأن وضعه داخل الإناء يُنفِّرُ النفوس.
قلت: قال السفاريني في«غذاء الألباب»(2/155): قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي «الشعب»: الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ نَهْيُهُ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أَنْ يَجْعَلَ الْآكِلُ النَّوَى عَلَى الطَّبَقِ، وَعَلَّلَهُ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ: بِأَنَّهُ قَدْ يُخَالِطُهُ الرِّيقُ وَرُطُوبَةُ الْفَمِ، فَإِذَا خَالَطَ مَا فِي الطَّبَقِ عَافَتْهُ الْأَنْفُسُ. اهـ.
قَالَ فِي «الآداب»: قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي آدَابِ الْأَكْلِ: لَا يَجْمَعُ بَيْنَ النَّوَى وَالتَّمْرِ فِي طَبَقٍ، وَلَا يَجْمَعُهُ فِي كَفِّهِ، بَلْ يَضَعُهُ مِنْ فِيهِ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ، ثُمَّ يُلْقِيهِ، وَكَذَا كُلُّ مَا لَهُ عَجَمٌ وَثُفْلٌ. وَهَذَا مَعْنَى كَلَامِ الْآمِدِيِّ.
قَالَ ابْنُ مُفْلِحٍ: الْعَجَمُ بِالتَّحْرِيكِ النَّوَى وَكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كَالزَّبِيبِ، الْوَاحِدَةُ عَجَمَةٌ مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. قَالَ يَعْقُوبُ: الْعَامَّةُ تَقُولُ عَجْمٌ بِالتَّسْكِينِ. وَالثُّفْلُ بِضَمِّ الثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ مَا ثَقُلَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/09/52.html

(53)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الخميس 8 ربيع الأول 1443هـ (14-10-2021م) 2:30 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(53)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 تشجيع الطالب على أخذه بما يراه وعدم التقليد
الذي عهدته من والدي رَحِمَهُ الله، وكذا من جالسه وقرأ في كتبِه وسمع أشرطته يعرف منه هذا، الأخذ بالحجة، وترك التقليد.
غير أنه في بعض الأحيان قد يشدُّ في مراجعة الطالب؛ ليعرف الحق ويرجع إلى الصواب، وهذان مثالان على ذلك:
كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي رحمه الله يقول بتكفير محمد سرور، زعيم السرورية، ووالدي لا يرى تكفيره، بل ولا نعلم أحدًا كفَّره من علمائنا، وإنما يحكمون على بعض أقوالِهِ بذلك، وفرْق بين الحكم على الفعل بالكفر والحكم على الفاعل، فعارضه والدي في تكفيره.
 وزار مرة والدي وبقي أيامًا، وكان له لقاء مع الطلاب يجلس على كرسي والدي ويلقي عليهم، فألقى كلامًا وكان يحث على كتابته، فكتبنا عنه أوراقًا يَعُدُّها براهينَ على تكفيرِه.
من أشدِّها وأعظمِها: قول محمد سرور في كتابه « منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» : نظرت في كتب العقيدة فرأيت أن أسلوبها فيه كثير من الجفاف؛ لأنها نصوص وأحكام..
وقد تحدثت مع والدي رحمه الله بعد ذلك، فقال: هذه لا تدل على تكفيره، وبعضها لم يفعلها هو إنما أتباعه.
ثم سافر السعودية وتراجع عن تكفيره؛ بسبب مجالسة بعض الناصحين.
فحدثني والدي وقال كلامًا: أحسن يزنقونه، وجعل يقول بيده هكذا..، وقد ناصحته قبلُ ولم يتراجع.
هذا المثال الأول.
ملاحظة: الزنق التضييق.
قال أحمد بن فارس في «مقاييس اللغة»(3/28):الزَّاءُ وَالنُّونُ وَالْقَافُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى ضِيقٍ أَوْ تَضْيِيقٍ.
مسألة خدمة المرأة لزوجها:
 والدي يرى وجوب خدمة المرأة لزوجها، والجمهور على عدم وجوب خدمة المرأة لزوجها، قالوا: لأن مقتضَى العقد يقتضِي الاستمتاع فقط.
وكنت أقول سابِقًا بقولِ الجمهور، لكن بفضل الله فيما بعدُ اقتنعتُ بالقولِ بالوجوب؛ لقوَّةِ الأدلة فيه، ولأن قيامَ المرأة بذلك تنتظِمُ الحياةُ الزَّوجية.
 هذه المسألة شدَّ فيها والدي رحمه الله على إقناعي أن المرأة يجبُ عليهَا خدمة زوجِهَا؛ ولعله بسبب أن النساء عندنا قد يتأثرنَ بقولي، وقد لا يفهَمْن -أنه إذا سقط الوجوب فيبقى الاستحباب من الإعانةِ وتودُّدِ المرأة إلى زوجها بخدمتِه وإعانتِه والبعدِ عمَّا يكرهه -، مما قد يؤدِّي إلى تفكيكِ بعضِ الأُسَر، وخاصةً عندنا في دماج.
رحمه الله من معلِّمٍ حكيمٍ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/10/53.html

(54)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الأربعاء 19 ربيع الثاني 1443هـ (24-11-2021م) 10:11 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(54)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

 
من تقويماتِ والدي رَحِمَهُ الله
 
قرأت عند والدي من « فتح الباري»:
 قال ابن المُنِيْر، فردَّ عليَّ وقال: ابن المُنَيِّر.
 
قلت: وقد وجدت هذا الضبط ابن المنير بفتح النُّون، وَكسر الْمُثَنَّاة تَحت المثقلة.
ينظر: « توضيح المشتبه»(8/289) لابن ناصر الدين، و «تبصير المنتبه»(4/1325) للحافظ ابن حجر.
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/11/54.html

(55)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: السبت 29 ربيع الثاني 1443هـ (4-12-2021م) 5:28 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(55)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 انتقاء الكلمات المناسبة في العرس

ذكر لنا والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله عن رجل حضر العرس، فتكلم بكلمة في الموت، فقالت أم البنت: فقدتك أهذا عزاء؟!
قلت: انتقاء الكلمات المناسبة من الحكمة، ومن الكلم الطيب، كـ: فضل الزواج والمقاصد منه، والحقوق الزوجية، وبعض أحكام الزفاف..

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/12/55.html

(56)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الخميس 12 جمادى الأولى 1443هـ (16-12-2021م) 6:31 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(56)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 
من ثنائه رَحِمَهُ الله على أحد تلاميذه
كان والدي رحمه الله يتعجب من تلميذٍ له يقال له: أحمد بن سعيد الحُجَري من سرعة بحثه إذا احتاجوا للتأكد من شيء في الدرس.
وأثنى على تحقيقاته فقد سمعته ينصح الذي يحَقِّقُ كِتَابًا: اختصر الحواشي، إلا إذا كانت مثل حواشي أخينا أحمد بن سعيد!

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/12/56.html

(57)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: السبت 14 جمادى الأولى 1443هـ (18-12-2021م) 6:52 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(57)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


ضيق الحال
مرة كان عند والدي ضيوف ودخل معهم بعض الطلاب حتى امتلأت غرفة الضيوف، فقال والدي: سأقول لهم- أي ممازحًا لهم-:
أنتم معزومون كلكم على دجاجة، فسموا الله وكلوا.
فقلت له: لماذا تقول لهم: يسمون الله؟
فذكر حديث التسمية عند الطعام، أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمر بن أبي سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» رواه البخاري(5376)، ومسلم (2022).
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/12/57.html

(58)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الاثنين 30 جمادى الأولى 1443هـ (3-1-2022م) 6:29 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(58)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


 
عدمُ تأخيرِ الدعاءِ إذا طُلِبَ منكَ
كان والدي رَحِمَهُ الله إذَا طُلِبَ منه الدُّعاءُ لأحَدٍ يدعُو مباشرةً، ولا يؤخِّرُهُ لوقتٍ آخرَ.
قلت: ونذكِّرُ أنفسَنا بثلاثة من الأدلة في استحباب ذلك:
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ، فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي، فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى، فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي، أَلَا تَثْبُتُ، فَكَفَّ، فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ، قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ المَاءُ، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي.  رواه البخاري (4323)، ومسلم (2498).
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ». رواه البخاري (6344)، ومسلم (2480).
عن حنظلة بن حِذْيَم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،الحديث وفيه: فَدَنَا بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي بَنِينَ ذَوِي لِحًى وَدُونَ ذَلِكَ وَإِنَّ ذَا أَصْغَرُهُمْ فَادْعُ اللهَ لَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: «بَارَكَ اللهُ فِيكَ أَوْ بُورِكَ فِيهِ».
 قَالَ ذَيَّالٌ- أحد رواة الإسناد-: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ يُؤْتَى بِالإِنْسَانِ الوَارِمِ وَجْهُهُ أَوْ البَهِيمَةِ الوَارِمَةِ الضَّرْعُ فَيَتْفُلُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَقُولُ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ ذَيَّالٌ: فَيَذْهَبُ الوَرَمُ.  رواه الإمام أحمد رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (34/ 262).
ومعنى: وَيَقُولُ عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. أي: يضع يده عَلَى مَوْضِعِ كَفِّ رَسُولِ اللهِ. فهذا من إطلاق القول على الفِعْل.
والشاهد من هذه الأدلة: مبادرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الدعاء إذا طُلِبَ منه وعدم تأخيرِهِ.
فرحم الله والدي وغفر له، كيف كان دقيقًا في فهم النصوص، حريصًا على العملِ بها.
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/01/58.html

(59)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

مرسل: الأحد 6 جمادى الآخرة 1443هـ (9-1-2022م) 8:33 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(59)سنين من حياتي مع والدي وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


           اتكاؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رجلين في مرض وفاته
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ &؟ قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟. قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ. قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. قَالَتْ: فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ &: أَصَلَّى النَّاسُ؟. قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟. فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ.وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا-: يَا عُمَرُ، صَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ & وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  بِأَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، قَالَ: أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ يَأْتَمُّ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَاعِدٌ.
قَالَ عُبَيْدُ اللهِ:فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هَاتِ. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه.
أَخرَجَهُ البخاري(687)، ومُسلِمٌ (418 ).
علَّق والدي رحمه الله في درس صحيح البخاري على هذا الحديث، وقال: لم تذكر عائشة اسم علي؛ لأنه  كان في نفسها عليه شيءٌ؛ بسبب حادثة الإفك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم استشار علي بن أبي طالب في عائشة رضي الله عنهما، فقال له علي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ.
 
قلت: وقد ذكر الإمام النووي رَحِمَهُ الله في شرح هذا الحديث السبب في قول علي بن أبي طالب هذا الكلام، وقال:هَذَا الَّذِي قَالَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ الصَّوَابُ فِي حَقِّهِ؛ لِأَنَّهُ رَآهُ مَصْلَحَةً وَنَصِيحَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اعْتِقَادِهِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ؛ لِأَنَّهُ رَأَى انْزِعَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْأَمْرِ وَتَقَلُّقَهُ، فَأَرَادَ رَاحَةَ خَاطِرِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَهَمَّ مِنْ غَيْرِهِ.
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/01/59.html