الحلقة الثانية من( الْبَرَاهِينُ الْجَلِيَّة عَلَى أَخْطَاءِ هَانِي بِن بُرَيْك الْعَقَدِيَّة وَ الْمَنْهَجِيَّة ) متجدد
مرسل: الخميس 27 ربيع الأول 1437هـ (7-1-2016م) 5:02 pm
الْبَرَاهِينُ الْجَلِيَّة
عَلَى أَخْطَاءِ هَانِي بِن بُرَيْك
الْعَقَدِيَّة وَ الْمَنْهَجِيَّة
(الجزء الأول) من
- الْحَلَقَةُ الثَانِيَة -
كتبه :
أَبُوْ قَتَادَة حُسَام بِن أَحْمَد الْعَدَنِي
- كَانَ اللهُ بِعَوْنِهِ -
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ ، والصلاة والسلام على رسولِ اللهِ نبينا محمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه ، أمَّا بعدُ ....
فأحمد الله - سبحانهُ وتعالى - على توفيقهِ لي ، وامتنانه عَلِيَّ في إظهار الحق ، وإزهاق الباطل ، وما كان للحلقة الأولى أن تَلَقَى ذلك الانتشار الكبير ، والإقبال الواسع عليها إلا بفضل الله - تباركَ وتعالى - ، وتوفيقه ، وامتنانه ، ومشيئته لا بحولنا ، ولا بقوتنا ، ولا بقدرتنا ، ولا بفصاحتنا ، ولا بعلمنا ، ولا بسعة اطلاعنا.
فأنا من عوام أهل السنة المحبين لها ، ولأهلها ، وإن زادت مكانتي قليلًا فطويلب علم بادئ في الطلب ، وإن مضى من عمري أربعون عامًا فما زلت من المبتدئين في طلب العلم الشرعي ، وهذا الذي أراهُ ، وأجزم بهِ ، وأنا أعلمُ بنفسي ممن يحسن الظن بي ويثني عليَّ الثناء البالغ ، ويظنني من المستفيدين ، والمبرزين في العلم الشرعي ، فبضاعتي في تحصيل العلم الشرعي قليلة ، ومعلوماتي ضئيلة ، ولكني أدافع عن السنة ، وعن أهلها بقدر ما تعلمته ، وفهمته من خلال دراستي لبعض الكتب العلمية على يد أهل العلم من مشايخ ، وطلاب علم ، ومن خلال مطالعتي لبعض كتب وشروح علماء أهل السنة المتقدمين ، والمتأخرين.
وأعرف قدر نفسي تمامًا ، ولا أحب من أحدٍ أن يرفعني فوق منزلتي ، ولا أن يثني عليَّ الثناء البالغ ، ويظهرني عند الناس بمظهر طالب العلم المستفيد المبرز !
فأنا لست من هذا الصنف - بارك الله فيكم - ، وإنما أدافع عن السنة ، وأهلها بحدود فهمي ، ودراستي ، واطلاعي ، واستطاعتي ، وأُدَعِّم ردودي بنقولات عن كبار علماء أهل السنة مدعمة بأدلة الكتاب ، والسنة بما يكشف شبهات أهل الباطل ، ويزهق أباطيلهم بالحجج ، والبراهين.
ومما دفعني لأنْ أكتب هذهِ المقدمة ما صدر من كثيرٍ من الإخوة الفضلاء من ثناءٍ عليَّ بما لا أستحقه - إحسانًا منهم للظن بِيَ - بعد كتابتي لمقالين هما :
[1] القول الجلي في بيان مغالطات هاني بن بريك العدني.
[2] البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية.
فأطلب من جميع الإخوة الفضلاء أنْ لا يعودوا لمثل هذا الثناء المبالغ فيه فإنَّ هذا الثناء يزعجني ، ويضايقني ، ولا يفرحني ولا يسعدني ، وأقول لهم : أَيُّهَا الأحبة في الله لا تعينوا الشيطان على أخيكم.
وما يسعني إلا أنْ أقول : (اللهم أنتَ أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، وقد أثنوا عليَّ بما أظهرته لهم فلا تفضحني بما سترته عنهم ، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون).
فيا أيها الإخوة الفضلاء - حفظكم الله - لا تظنوا أنَّ هذين الردين (القول الجلي) و(البراهين الجلية) هما لغزارة علم ! ، أو دقة فهم ! أو قوة استنباط ! بلْ لأنَّ صاحبَ الحقِ منصورٌ ينصرهُ الله ولو بعد حين ، ولأنَّ صاحبَ الباطل مهزومٌ يظهر الله باطله ، ويكشفه ، ولو بعد حين.
تَرَاجُع ، وتوضيح ، وكلمة شكر ، وطلب
إني أعلن تراجعي عن قولي في الحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ :
" بل كان نبينا محمدٌ - عليهِ الصلاة والسلام - يدعو ربهُ قائلًا : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس) ".
أقول : هذا الحديث لا يصح نسبته إلى نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ضعفه الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في سلسلة الأحاديث الضعيفة (6/489).
وقد نبهني على ضعف الحديث مجموعة من الإخوة الأفاضل منهم ياسين بن طاهر الضالعي ، وسليمان بن عبد الرحمن دعَّالة الإسحاقي ، وعارف درعان اللودري - حفظهم الله ، وجزاهم خيرًا ، وشكرَ اللهُ لهم نصحهم ، وجعله في ميزان حسناتهم - ، فأستغفر الله - تباركَ وتعالى - وأتوب إليهِ من نسبتي هذا الحديث لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - فهذا خطأ لا يجوز ، وإنما كتبته في ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ أثناء البحث ، وقبل المراجعة النهائية ، وبعد أنْ أتممت كتابة الحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ حصلت لي بعض الأمور التي عرقلتني عن التدقيق والتركيز في مراجعة المقال منها : إصابة العينين بالرمد والالتهاب ، فراجعت المقال ، وصححت بعض الأخطاء اللغوية ، والنحوية ، والإملائية ، وحذفت بعض العبارات ، وزدت أخرى.
وظننتُ أني قد أتممت التصحيح ، ولم أنتبه لعدم تحققي من صحة ذلك الحديث الضعيف ، وعدم مروري عليهِ ، ولكن بعد أن نشرت المقال ، ونبهني بعض الإخوة على ضعف ذلك الحديث راجعت المقال مرةً أخرى فوجدت بعض الأخطاء اللغوية ، والإملائية الأخرى ، وبإذن الله - جلَّ وعلا - سوف يتم تصحيحها في نسخة أخرى من الحلقة الأولى ‘‘ مصححة ، ومنقحة ، ومزيدة ‘‘ وسوف يتم نشرها بعد الانتهاء.
وأطلب من جميع إخواني الفضلاء - جزاهم الله خيرًا - تنبيهي ، ونُصْحِي على أي خطأ يصدر مني أكانَ عقديًا ، أو منهجيًا ، أو سلوكيًا ، أو لغويًا ، أو في أي مجال.
وقفة مع أبي عمار عباس الجونة - أصلحهُ اللهُ -
قبل الدخول في الرد على مخالفات أخينا هاني بن بريك - هداهُ اللهُ - التي وقفت عليها بعد كتابتي للحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ لي وقفة مختصرة مع تحذير أخينا عباس الجونة مِني !
لقد وجه أحد المتعصبة هذا الرسالة عبر برنامج ‘‘ الواتس آب ‘‘ لأخينا أبي عمار عباس الجونة - ألهمهُ الله رشده - : (يا شيخ عباس تبين أنَّ صاحب الرسالة أبو قتادة حسام العدني ولقد أرسلها إلى كثير من الإخوة) عنى بها : ‘‘البراهين الجلية‘‘
فأجاب أخونا عباس : (عامي لا تبالي به ان لم يتب هلك مع من هلك سنة الله في خلقه من عادى أهل الحق هلك ان لم يتب) !
وقد نقلت لكم جواب أخينا عباس كما هو دون تصحيح ، وأقول :
أولًا : قبل أنْ أرد على هذه العبارة الصادرة من أخينا عباس أنصح أخانا أبا عمار بأن يتعلم مبادئ علم النحو ، والإملاء فهو ضعيفٌ جدًا في هذا الجانب ، وكم قرأتُ لهُ من العبارات الركيكة التي لا تستقيم مع اللسان العربي ، وقد وجدتُ له كمًا هائلًا من الأخطاء اللغوية ، والنحوية ، والإملائية ، وكأنه يعيش في بلاد العجم ، وليس في دولة عربية !
أقول هذا مع ضعفي الشديد في هذا الفن ! كيف لوْ كنتُ متمكنًا فيهِ ؟! كم سأجد لهُ من هذه الأخطاء ؟!
فأنصح أخانا أبا عمار بدراسة هذا الفن قبل أن يكتب شيئًا !
وأنت يا أبا عمار ما زلت تسكن في منطقة الفيوش ، وما أظن أنَّكَ لا تعلم بالدروس التي تُلْقَى حاليًا في دار الحديث بالفيوش في علوم اللغة العربية !
فإنْ كنتَ لا تعلم فإليكَ قائمة بهذه الدروس لمجموعة من إخواننا الفضلاء :
[1] شرح ابن عقيل ، المدرس : أنيس اليافعي.
[2] قطر الندى ، المدرس : محمد الحسوي.
[3] المتممة ، المدرس : فواز العدني.
[4] المتممة ، المدرس : أحمد الطبقي.
[5] الآجرومية ، المدرس : صديق الشميري.
[6] الآجرومية ، المدرس : محمد الحسوي.
[7] الآجرومية ، المدرس : محمد البكري.
[8] الآجرومية ، المدرس : وديع مهيم.
[9] عنوان الظرف في فن الصرف ، المدرس : محمد الحسوي.
[10] القراءة والكتابة ، المدرس : يحيى الشبوي.
[11] القاعدة النورانية ، المدرس : عبد الرحمن السقاف.
ثانيًا : أقول لأخينا عباس - ألهمهُ الله رشدهُ - اعرف قدر نفسك ولا تخض في فن وأنت لا تحسنه فيا أبا عمار (ليس هذا بعشك فادرجي) فأنتَ لست مؤهلًا للجرح ، ولا للتعديل ، ولست من رجال هذا الفن فأنت معروف ، وقدرك معروف فلا تعدو قدرك يا أبا عمار ، وتواضع ولا تتشبع بما لم تعط.
لمْ نرَ لك جهودًا تُذْكَر لا في مقال ولا في شريط في الفتن السابقة التي مرت بالدعوة السلفية كفتنة أبي الحسن المأربي ، وفتنة يحيى الحجوري ، وفتنة صالح البكري ، وفتنة فالح الحربي ! وفتنة علي الحلبي ، وفتنة سليم الهلالي ! وغيرها من الفتن فَهَلَّا بَيَّنتَ لنا جهودك ! وأظهرتَ لنا أشرطتك ، ومقالاتك في الرد على المبتدعة ، والمنحرفين في الزمن الماضي قبل أنْ يفتنك هاني بن بريك بفتنته ؟!
فلم نرَ لك من هذه الردود العلمية على أهل الباطل شيئًا ، وإنما جهودك منصبة في التحذير من علماء ، ومشايخ أهل السنة في اليمن ! ثم تأتي لنا بالعجائب ، والغرائب في رسالةٍ لك بأنَّ شيخنا العلامة الفقيه عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله - يسير على قواعد وأصول علي الحلبي ، وأبي الحسن المأربي البدعية !
أقول : هَلَّا بَيَّنْتَ ما هي القواعد والأصول البدعية عند الحلبي ، والمأربي أولًا والتي لم تكتب ردًا ولوْ على واحدة منها ، فأنتَ معروف عند كثير من أهل السنة بعدم اهتمامك بالردود العلمية ، وبالصمت في الفتن ، وعدم الرد على أهل البدع.
ثُمَّ بعد ذلك قارن بين هذه الأصول الفاسدة ، والقواعد الكاسدة التي عند الحلبي ، والمأربي - والتي بينها شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي بالأدلة والبراهين - وبين الطريقة السلفية الصحيحة التي يسير عليها شيخنا عبد الرحمن بن مرعي العدني حتى تعرف الفرق الواسع ، والبون الشاسع بين الطريقتين.
يا أبا عمار - أصلحك الله - لا تتكلم في شيء وأنت لا تحسنه فقد أتيت لنا بالغرائب ، والعجائب.
فلست تصلح للجرح ، والتعديل مع هزلك الواضح في هذا الجانب ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، وإنْ كنت قد نسيت فها نحن نذكرك بماضيك في دماج حين غادرها مجموعة كبيرة من طلاب العلم المبرزين والمستفيدين ، ومن هم دونهم بعد قيام يحيى الحجوري بفتنته ، وعدوانه على أهل السنة ، وأنت كنت تداهنه ، وتظهر مودته خوفًا من بطشه ، وسلاطة لسانه فتحضر دروسه ، وتسمع سبابه ، وشتائمه لعلماء أهل السنة ، وتسكت ولا تصدع بالحق ، ولا تنصحه !
بقيت سنوات عدة على هذا الحال محافظًا على مصلحتك الخاصة ، ولم تصدع بالحق ، وقد أوقف الحجوري جميع دروس الإخوة الذين لم يوافقوه على باطلهِ ، وما أوقف دروسك !
ولقد حَذَّرَ العلامة عبيد الجابري - حفظه الله - بالأدلة والبراهين من الحجوري عدة مرات ولم تبال بتحذيره ، وبقيت في دماج تَدْرُس عند الحجوري وتسمع سبابه وشتائمه وتسكت بل وتقوم بالتدريس في المعهد ! وما خرجتَ من دماج إلا في فترةٍ متأخرة ، وقد كنت مبتعدًا عن الإخوة الذين تكلم فيهم الحجوري بغير وجه حق ، والآن سبحانَ الله ! تبرز عضلاتك على علماء أهل السنة ، وتتشنج في كلامك عليهم ، وتظهر نفسك بمظهر الناقد المجرح ، والمعدل ! الغيور على المنهج السلفي !
أين كان ذلك من قبل ؟ هل كنتَ نائمًا ، وفقت من سباتك العميق الآن ؟!
ثالثًا : أَتَشَرَّف بأن أكونَ عاميًّا أعرف قدر نفسي ، وأدافع عن السنة ، وأهلها ، وأرد على الباطل ، وأهله بحدود ما أعلمه ، وأفهمه.
ولا أتشرف بأن أكون مثلك مدافعًا عن الباطل ، وأهلهِ محاربًا للحقِ ، وأهلهِ.
يا أبا عمار من وصفته بالعامي غيرةً على صاحبك هاني بن بريك :
1/ لا يقول بأنه يستطيع صناعة المستحيل ، وقد صنعه.
2/ لا يدعو على ولاة أمور المسلمين من على المنابر.
3/ لا يقول بحمل المجمل على المفصل في غير الكتاب والسنة.
4/ لا يُجَوِّز الخروج على الحاكم المسلم مع وجود القدرة.
5/ لا يجالس أهل البدع والضلال ويثني عليهم.
ولم يخالف أصول ، وقواعد المنهج السلفي ، ويصنع مثل ما صنع صاحبك هاني بن بريك الذي قمت تنتصر له بالباطل ، وتدافع عنه بغير وجه حق.
فإن كنت عارفًا بأصول المنهج السلفي وقواعده ، وكنتَ ذا غيرة على أصول الدعوة السلفية رد على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية ، أوْ رد عليَّ بالأدلة الشرعية ، وبين لمن حذرت مني عندهم وجه الخطأ في مقالي‘‘ البراهين الجلية ‘‘ وإلا فتب إلى الله - سبحانه وتعالى - من ظلمك وبغيك.
واعلم يا أبا عمار أني غير مبالٍ بك ، ولا بتحذيرك مني فهو عندي مثل بالون تَفَرْقَعَ قبل أن يطير في الهواء ، ولكن أحببت من كتابة هذهِ الوقفة أن أبين للناس شيئًا مما يوجد عندك من الهزل الواضح في جانب النقد العلمي ، ومن التعصب للباطل ، وأهله ، وزيف دعواك في الغيرة على المنهج السلفي ، وأنَّ أهلَ الباطلِ ينصر بعضهم بعضًا ، والحامل لهم على ذلك الهوى.
وأنت يا أبا عمار لا تستحق أنْ أكتب فيك مقالًا مستقلًا لضعفك ، وهزلك ، وخورك ، وقلة باعك في جانب النقد العلمي ، ولأنك لست صاحب شبه تحتاج لأنْ تُكْشَف بلْ صاحب باطل مكشوف ، ومفضوح مع وجود الخور العلمي في كلامك في جانب النقد العلمي ، وكأنك أحد العوام ولست من كبار طلاب العلم المستفيدين القدماء في طلب العلم ! فوا أسفاه عليك.
إنما جعلت الرد عليك داخلًا ضمن ردي على صاحبك زعيم ، ورأس الفتنة الجديدة هاني بن بريك لأنك رضيت لنفسك الذل والهوان بأن تكونَ ذيلًا تابعًا لهاني بن بريك وممسحةً لأخطائه الواضحة - مع أنك أرفع منه في العلم الشرعي - فجعلت ردي عليك تابعًا للرد على أخينا هاني بن بريك ، وأنزلتك المنزلة التي أردتها لنفسك ! فهنيئًا لك هذه المنزلة الهابطة.
وأنصحك يا أبا عمار بأنْ ترجع إلى سابق عهدك من الأدب ، والسمت الحسن ، والهدوء ، وأنْ تترك الفوضى ، والشغب ، وإثارة الفتن ، والتحريض ، والطعن في علماء ، ومشايخ أهل السنة والجماعة ، والتمادي في الباطل.
عَلَى أَخْطَاءِ هَانِي بِن بُرَيْك
الْعَقَدِيَّة وَ الْمَنْهَجِيَّة
(الجزء الأول) من
- الْحَلَقَةُ الثَانِيَة -
كتبه :
أَبُوْ قَتَادَة حُسَام بِن أَحْمَد الْعَدَنِي
- كَانَ اللهُ بِعَوْنِهِ -
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمدُ للهِ ، والصلاة والسلام على رسولِ اللهِ نبينا محمدٍ ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه ، أمَّا بعدُ ....
فأحمد الله - سبحانهُ وتعالى - على توفيقهِ لي ، وامتنانه عَلِيَّ في إظهار الحق ، وإزهاق الباطل ، وما كان للحلقة الأولى أن تَلَقَى ذلك الانتشار الكبير ، والإقبال الواسع عليها إلا بفضل الله - تباركَ وتعالى - ، وتوفيقه ، وامتنانه ، ومشيئته لا بحولنا ، ولا بقوتنا ، ولا بقدرتنا ، ولا بفصاحتنا ، ولا بعلمنا ، ولا بسعة اطلاعنا.
فأنا من عوام أهل السنة المحبين لها ، ولأهلها ، وإن زادت مكانتي قليلًا فطويلب علم بادئ في الطلب ، وإن مضى من عمري أربعون عامًا فما زلت من المبتدئين في طلب العلم الشرعي ، وهذا الذي أراهُ ، وأجزم بهِ ، وأنا أعلمُ بنفسي ممن يحسن الظن بي ويثني عليَّ الثناء البالغ ، ويظنني من المستفيدين ، والمبرزين في العلم الشرعي ، فبضاعتي في تحصيل العلم الشرعي قليلة ، ومعلوماتي ضئيلة ، ولكني أدافع عن السنة ، وعن أهلها بقدر ما تعلمته ، وفهمته من خلال دراستي لبعض الكتب العلمية على يد أهل العلم من مشايخ ، وطلاب علم ، ومن خلال مطالعتي لبعض كتب وشروح علماء أهل السنة المتقدمين ، والمتأخرين.
وأعرف قدر نفسي تمامًا ، ولا أحب من أحدٍ أن يرفعني فوق منزلتي ، ولا أن يثني عليَّ الثناء البالغ ، ويظهرني عند الناس بمظهر طالب العلم المستفيد المبرز !
فأنا لست من هذا الصنف - بارك الله فيكم - ، وإنما أدافع عن السنة ، وأهلها بحدود فهمي ، ودراستي ، واطلاعي ، واستطاعتي ، وأُدَعِّم ردودي بنقولات عن كبار علماء أهل السنة مدعمة بأدلة الكتاب ، والسنة بما يكشف شبهات أهل الباطل ، ويزهق أباطيلهم بالحجج ، والبراهين.
ومما دفعني لأنْ أكتب هذهِ المقدمة ما صدر من كثيرٍ من الإخوة الفضلاء من ثناءٍ عليَّ بما لا أستحقه - إحسانًا منهم للظن بِيَ - بعد كتابتي لمقالين هما :
[1] القول الجلي في بيان مغالطات هاني بن بريك العدني.
[2] البراهين الجلية على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية.
فأطلب من جميع الإخوة الفضلاء أنْ لا يعودوا لمثل هذا الثناء المبالغ فيه فإنَّ هذا الثناء يزعجني ، ويضايقني ، ولا يفرحني ولا يسعدني ، وأقول لهم : أَيُّهَا الأحبة في الله لا تعينوا الشيطان على أخيكم.
وما يسعني إلا أنْ أقول : (اللهم أنتَ أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، وقد أثنوا عليَّ بما أظهرته لهم فلا تفضحني بما سترته عنهم ، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون).
فيا أيها الإخوة الفضلاء - حفظكم الله - لا تظنوا أنَّ هذين الردين (القول الجلي) و(البراهين الجلية) هما لغزارة علم ! ، أو دقة فهم ! أو قوة استنباط ! بلْ لأنَّ صاحبَ الحقِ منصورٌ ينصرهُ الله ولو بعد حين ، ولأنَّ صاحبَ الباطل مهزومٌ يظهر الله باطله ، ويكشفه ، ولو بعد حين.
تَرَاجُع ، وتوضيح ، وكلمة شكر ، وطلب
إني أعلن تراجعي عن قولي في الحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ :
" بل كان نبينا محمدٌ - عليهِ الصلاة والسلام - يدعو ربهُ قائلًا : (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس) ".
أقول : هذا الحديث لا يصح نسبته إلى نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ضعفه الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في سلسلة الأحاديث الضعيفة (6/489).
وقد نبهني على ضعف الحديث مجموعة من الإخوة الأفاضل منهم ياسين بن طاهر الضالعي ، وسليمان بن عبد الرحمن دعَّالة الإسحاقي ، وعارف درعان اللودري - حفظهم الله ، وجزاهم خيرًا ، وشكرَ اللهُ لهم نصحهم ، وجعله في ميزان حسناتهم - ، فأستغفر الله - تباركَ وتعالى - وأتوب إليهِ من نسبتي هذا الحديث لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - فهذا خطأ لا يجوز ، وإنما كتبته في ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ أثناء البحث ، وقبل المراجعة النهائية ، وبعد أنْ أتممت كتابة الحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ حصلت لي بعض الأمور التي عرقلتني عن التدقيق والتركيز في مراجعة المقال منها : إصابة العينين بالرمد والالتهاب ، فراجعت المقال ، وصححت بعض الأخطاء اللغوية ، والنحوية ، والإملائية ، وحذفت بعض العبارات ، وزدت أخرى.
وظننتُ أني قد أتممت التصحيح ، ولم أنتبه لعدم تحققي من صحة ذلك الحديث الضعيف ، وعدم مروري عليهِ ، ولكن بعد أن نشرت المقال ، ونبهني بعض الإخوة على ضعف ذلك الحديث راجعت المقال مرةً أخرى فوجدت بعض الأخطاء اللغوية ، والإملائية الأخرى ، وبإذن الله - جلَّ وعلا - سوف يتم تصحيحها في نسخة أخرى من الحلقة الأولى ‘‘ مصححة ، ومنقحة ، ومزيدة ‘‘ وسوف يتم نشرها بعد الانتهاء.
وأطلب من جميع إخواني الفضلاء - جزاهم الله خيرًا - تنبيهي ، ونُصْحِي على أي خطأ يصدر مني أكانَ عقديًا ، أو منهجيًا ، أو سلوكيًا ، أو لغويًا ، أو في أي مجال.
وقفة مع أبي عمار عباس الجونة - أصلحهُ اللهُ -
قبل الدخول في الرد على مخالفات أخينا هاني بن بريك - هداهُ اللهُ - التي وقفت عليها بعد كتابتي للحلقة الأولى من ‘‘ البراهين الجلية ‘‘ لي وقفة مختصرة مع تحذير أخينا عباس الجونة مِني !
لقد وجه أحد المتعصبة هذا الرسالة عبر برنامج ‘‘ الواتس آب ‘‘ لأخينا أبي عمار عباس الجونة - ألهمهُ الله رشده - : (يا شيخ عباس تبين أنَّ صاحب الرسالة أبو قتادة حسام العدني ولقد أرسلها إلى كثير من الإخوة) عنى بها : ‘‘البراهين الجلية‘‘
فأجاب أخونا عباس : (عامي لا تبالي به ان لم يتب هلك مع من هلك سنة الله في خلقه من عادى أهل الحق هلك ان لم يتب) !
وقد نقلت لكم جواب أخينا عباس كما هو دون تصحيح ، وأقول :
أولًا : قبل أنْ أرد على هذه العبارة الصادرة من أخينا عباس أنصح أخانا أبا عمار بأن يتعلم مبادئ علم النحو ، والإملاء فهو ضعيفٌ جدًا في هذا الجانب ، وكم قرأتُ لهُ من العبارات الركيكة التي لا تستقيم مع اللسان العربي ، وقد وجدتُ له كمًا هائلًا من الأخطاء اللغوية ، والنحوية ، والإملائية ، وكأنه يعيش في بلاد العجم ، وليس في دولة عربية !
أقول هذا مع ضعفي الشديد في هذا الفن ! كيف لوْ كنتُ متمكنًا فيهِ ؟! كم سأجد لهُ من هذه الأخطاء ؟!
فأنصح أخانا أبا عمار بدراسة هذا الفن قبل أن يكتب شيئًا !
وأنت يا أبا عمار ما زلت تسكن في منطقة الفيوش ، وما أظن أنَّكَ لا تعلم بالدروس التي تُلْقَى حاليًا في دار الحديث بالفيوش في علوم اللغة العربية !
فإنْ كنتَ لا تعلم فإليكَ قائمة بهذه الدروس لمجموعة من إخواننا الفضلاء :
[1] شرح ابن عقيل ، المدرس : أنيس اليافعي.
[2] قطر الندى ، المدرس : محمد الحسوي.
[3] المتممة ، المدرس : فواز العدني.
[4] المتممة ، المدرس : أحمد الطبقي.
[5] الآجرومية ، المدرس : صديق الشميري.
[6] الآجرومية ، المدرس : محمد الحسوي.
[7] الآجرومية ، المدرس : محمد البكري.
[8] الآجرومية ، المدرس : وديع مهيم.
[9] عنوان الظرف في فن الصرف ، المدرس : محمد الحسوي.
[10] القراءة والكتابة ، المدرس : يحيى الشبوي.
[11] القاعدة النورانية ، المدرس : عبد الرحمن السقاف.
ثانيًا : أقول لأخينا عباس - ألهمهُ الله رشدهُ - اعرف قدر نفسك ولا تخض في فن وأنت لا تحسنه فيا أبا عمار (ليس هذا بعشك فادرجي) فأنتَ لست مؤهلًا للجرح ، ولا للتعديل ، ولست من رجال هذا الفن فأنت معروف ، وقدرك معروف فلا تعدو قدرك يا أبا عمار ، وتواضع ولا تتشبع بما لم تعط.
لمْ نرَ لك جهودًا تُذْكَر لا في مقال ولا في شريط في الفتن السابقة التي مرت بالدعوة السلفية كفتنة أبي الحسن المأربي ، وفتنة يحيى الحجوري ، وفتنة صالح البكري ، وفتنة فالح الحربي ! وفتنة علي الحلبي ، وفتنة سليم الهلالي ! وغيرها من الفتن فَهَلَّا بَيَّنتَ لنا جهودك ! وأظهرتَ لنا أشرطتك ، ومقالاتك في الرد على المبتدعة ، والمنحرفين في الزمن الماضي قبل أنْ يفتنك هاني بن بريك بفتنته ؟!
فلم نرَ لك من هذه الردود العلمية على أهل الباطل شيئًا ، وإنما جهودك منصبة في التحذير من علماء ، ومشايخ أهل السنة في اليمن ! ثم تأتي لنا بالعجائب ، والغرائب في رسالةٍ لك بأنَّ شيخنا العلامة الفقيه عبد الرحمن بن مرعي العدني - حفظه الله - يسير على قواعد وأصول علي الحلبي ، وأبي الحسن المأربي البدعية !
أقول : هَلَّا بَيَّنْتَ ما هي القواعد والأصول البدعية عند الحلبي ، والمأربي أولًا والتي لم تكتب ردًا ولوْ على واحدة منها ، فأنتَ معروف عند كثير من أهل السنة بعدم اهتمامك بالردود العلمية ، وبالصمت في الفتن ، وعدم الرد على أهل البدع.
ثُمَّ بعد ذلك قارن بين هذه الأصول الفاسدة ، والقواعد الكاسدة التي عند الحلبي ، والمأربي - والتي بينها شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي بالأدلة والبراهين - وبين الطريقة السلفية الصحيحة التي يسير عليها شيخنا عبد الرحمن بن مرعي العدني حتى تعرف الفرق الواسع ، والبون الشاسع بين الطريقتين.
يا أبا عمار - أصلحك الله - لا تتكلم في شيء وأنت لا تحسنه فقد أتيت لنا بالغرائب ، والعجائب.
فلست تصلح للجرح ، والتعديل مع هزلك الواضح في هذا الجانب ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، وإنْ كنت قد نسيت فها نحن نذكرك بماضيك في دماج حين غادرها مجموعة كبيرة من طلاب العلم المبرزين والمستفيدين ، ومن هم دونهم بعد قيام يحيى الحجوري بفتنته ، وعدوانه على أهل السنة ، وأنت كنت تداهنه ، وتظهر مودته خوفًا من بطشه ، وسلاطة لسانه فتحضر دروسه ، وتسمع سبابه ، وشتائمه لعلماء أهل السنة ، وتسكت ولا تصدع بالحق ، ولا تنصحه !
بقيت سنوات عدة على هذا الحال محافظًا على مصلحتك الخاصة ، ولم تصدع بالحق ، وقد أوقف الحجوري جميع دروس الإخوة الذين لم يوافقوه على باطلهِ ، وما أوقف دروسك !
ولقد حَذَّرَ العلامة عبيد الجابري - حفظه الله - بالأدلة والبراهين من الحجوري عدة مرات ولم تبال بتحذيره ، وبقيت في دماج تَدْرُس عند الحجوري وتسمع سبابه وشتائمه وتسكت بل وتقوم بالتدريس في المعهد ! وما خرجتَ من دماج إلا في فترةٍ متأخرة ، وقد كنت مبتعدًا عن الإخوة الذين تكلم فيهم الحجوري بغير وجه حق ، والآن سبحانَ الله ! تبرز عضلاتك على علماء أهل السنة ، وتتشنج في كلامك عليهم ، وتظهر نفسك بمظهر الناقد المجرح ، والمعدل ! الغيور على المنهج السلفي !
أين كان ذلك من قبل ؟ هل كنتَ نائمًا ، وفقت من سباتك العميق الآن ؟!
ثالثًا : أَتَشَرَّف بأن أكونَ عاميًّا أعرف قدر نفسي ، وأدافع عن السنة ، وأهلها ، وأرد على الباطل ، وأهله بحدود ما أعلمه ، وأفهمه.
ولا أتشرف بأن أكون مثلك مدافعًا عن الباطل ، وأهلهِ محاربًا للحقِ ، وأهلهِ.
يا أبا عمار من وصفته بالعامي غيرةً على صاحبك هاني بن بريك :
1/ لا يقول بأنه يستطيع صناعة المستحيل ، وقد صنعه.
2/ لا يدعو على ولاة أمور المسلمين من على المنابر.
3/ لا يقول بحمل المجمل على المفصل في غير الكتاب والسنة.
4/ لا يُجَوِّز الخروج على الحاكم المسلم مع وجود القدرة.
5/ لا يجالس أهل البدع والضلال ويثني عليهم.
ولم يخالف أصول ، وقواعد المنهج السلفي ، ويصنع مثل ما صنع صاحبك هاني بن بريك الذي قمت تنتصر له بالباطل ، وتدافع عنه بغير وجه حق.
فإن كنت عارفًا بأصول المنهج السلفي وقواعده ، وكنتَ ذا غيرة على أصول الدعوة السلفية رد على أخطاء هاني بن بريك العقدية والمنهجية ، أوْ رد عليَّ بالأدلة الشرعية ، وبين لمن حذرت مني عندهم وجه الخطأ في مقالي‘‘ البراهين الجلية ‘‘ وإلا فتب إلى الله - سبحانه وتعالى - من ظلمك وبغيك.
واعلم يا أبا عمار أني غير مبالٍ بك ، ولا بتحذيرك مني فهو عندي مثل بالون تَفَرْقَعَ قبل أن يطير في الهواء ، ولكن أحببت من كتابة هذهِ الوقفة أن أبين للناس شيئًا مما يوجد عندك من الهزل الواضح في جانب النقد العلمي ، ومن التعصب للباطل ، وأهله ، وزيف دعواك في الغيرة على المنهج السلفي ، وأنَّ أهلَ الباطلِ ينصر بعضهم بعضًا ، والحامل لهم على ذلك الهوى.
وأنت يا أبا عمار لا تستحق أنْ أكتب فيك مقالًا مستقلًا لضعفك ، وهزلك ، وخورك ، وقلة باعك في جانب النقد العلمي ، ولأنك لست صاحب شبه تحتاج لأنْ تُكْشَف بلْ صاحب باطل مكشوف ، ومفضوح مع وجود الخور العلمي في كلامك في جانب النقد العلمي ، وكأنك أحد العوام ولست من كبار طلاب العلم المستفيدين القدماء في طلب العلم ! فوا أسفاه عليك.
إنما جعلت الرد عليك داخلًا ضمن ردي على صاحبك زعيم ، ورأس الفتنة الجديدة هاني بن بريك لأنك رضيت لنفسك الذل والهوان بأن تكونَ ذيلًا تابعًا لهاني بن بريك وممسحةً لأخطائه الواضحة - مع أنك أرفع منه في العلم الشرعي - فجعلت ردي عليك تابعًا للرد على أخينا هاني بن بريك ، وأنزلتك المنزلة التي أردتها لنفسك ! فهنيئًا لك هذه المنزلة الهابطة.
وأنصحك يا أبا عمار بأنْ ترجع إلى سابق عهدك من الأدب ، والسمت الحسن ، والهدوء ، وأنْ تترك الفوضى ، والشغب ، وإثارة الفتن ، والتحريض ، والطعن في علماء ، ومشايخ أهل السنة والجماعة ، والتمادي في الباطل.