ساحرة تدعي الصلاح

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

ساحرة تدعي الصلاح

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

ساحرة تدعي الصلاح
سؤال: هناك امرأة تدعي أنها صالحة، تعالج الناس، فيذهب المريض إليها ويخبرها بمرضه فتقول له: انتظر حتى يأتي الشيبة، وتقصد بذلك: الجني. فيحضر الجني منها ويتغير صوتها ويتميز صوتها وصورتها، فيسأله المريض، فيجيبه الجني بالتداوي، وأخذ كذا وكذا من العقاقير الطبية، ويرقي له وينصح له ثم ينصرف. فما حكم التداوي عند هذه المرأة علمًا بأن هناك من يذهب إليها بقصد التجربة؟ الجواب: مجيء الجني إلى المرأة المذكورة محرم في شريعة الإسلام، بل هذا من أعظم العدوان والمكر والكيد بهذه المرأة من هذا الشيطان وأعوانه، ويظهر أن المرأة المذكورة جاهلة بمكر الشياطين، فهذا الذي يتنزل عليها هو شيطان كافر وليس مسلما، لأن الله يقول: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾فربنا أخبر أن الجن المتنزلين على الإنس شياطين، أتصدق القرآن أم تصدق الشيطان الذي يدعي أنه مسلم؟! فلو كان مسلما ما اعتدى على هذه المرأة وجرها إلى الفتنة العظيمة وهي التصديق له والادعاء أنه مسلم والتعاون معه على نشر الدجل الظاهر والكفر الخفي، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ وقال تعالى:﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾. ونزيد إيضاحا لهذه المسألة: كثيرا ما يكون الرجل أو المرأة الذي يظهر بين عشية وضحاها معالجا من الأمراض الكبيرة لا يعرف بدراسة الطب لا الشرعي ولا غيره فيظهر فجأة معالجا، فهذا من تسلط الشيطان عليه بلا ريب. وأيضا كثيرا ما يكون الرجل أو المرأة المعالج فجأة قد أصيب بمرض الصرع الشيطاني من سنين بل ربما من عهد الطفولة فبعد مضي عمر هذا المريض على حال التسلط عليه من قبل الشيطان يطالبه الشيطان أن يعالج وسيترك إيذاءه فإن لم يستجب له زاد في تعديه فقد يحصل الاستجابة له رغبة ورهبة، فلو كان عند هذا الجني رحمة وإسلام لم يعتد طول هذه المدة المديدة على الرجل أو المرأة، ويواصل الصرع له واشتداد مؤاذاته له من أجل أن هذا المريض في آخر عمره يقبل منه أمور المعالجة القائمة على الشرك والكفر عياذا بالله. ومما يدل على أن هذا الجني الذي في المرأة المذكورة شيطان كافر فاجر أنها لو أرادت أن تتوب إلى الله وتترك هذا العمل الشركي لقام شيطانها بمحاربتها ومؤاذاتها، وربما هددها بالقتل وغير ذلك. وعلى كلٍّ: هذه المرأة قد تضعف في مقاومة الشيطان المعالج فيها فنقول لها تنطلق إلى من يرقي رقى شرعية لتلقي التحصينات والقراءة عليها والتوجيهات، ولا يجوز لها بحال الاستمرارية على هذا العمل، ولا يجوز لكل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يذهب عندها، لأن هذا الذهاب شرك، وأيضا فإني أخشى على من ذهب عندها من مكر الشيطان الذي فيها ومن معه بهذا الذاهب إليها، وذلك أن الشيطان الذي معها يتفق مع مجموعة من شياطين الجن أنهم يدخلون في الناس والنساء والصبيان ليؤذوهم ويدعوهم بعد ذلك إلى التداوي عند هذه المرأة ليخرجوا على يد الشيطان الذي عندها ويبقى لهؤلاء الشياطين مؤاذاة لهؤلاء الذاهبين عندها ما بين حين وآخر فيظهر الشياطين للمرضى خروجهم منهم عند المعالجة عند هذه المرأة ويرجعون إليهم بعد رجوعهم من عندها بوقت يطول أو يقصر. وعلى ما سبق فكل من ذهب إلى هذه المرأة وأمثالها أن يتوب إلى الله ويكف عاجلا عن الرجوع إليها، وعليه بالصدق مع الله والندم والتحذير لمن قدر من الذهاب إليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد بن عبد الله الإمام دار الحديث بمعبر في 15 ربيع أول 1438

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1882

أضف رد جديد