طلب الدعاء من الغير

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

طلب الدعاء من الغير

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

طلب الدعاء من الغير
سؤال: ما حكم طلب الدعاء من الغير؟ الجواب: طلب الدعاء من الغير فيه تفصيل: فإن كان الدعاء مطلوبا من رجل صالح لا يعتقد فيه ضرًا ولا نفعًا ، وإنما يرجى أنه لصلاحه يستجاب له الدعاء؛ فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى، قال شيخ الإسلام: الدعاء جائز من كل مؤمن لكل مؤمن. اهـ سواء كان المطلوب منه الدعاء فوقه في المنزلة أو دونه. وقال شيخ الإسلام: وذلك أن المخلوق يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فلهذا كان طلب الدعاء جائزًا، كما يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه والأفعال التي يقدر عليها، فأما ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه. اهـ وقد دلت الأدلة على مشروعية طلب الدعاء من الرجل الصالح من ذلك قول عمر رضي الله عنه لأويس القرني رحمه الله: استغفر لي، فاستغفر له. أخرجه مسلم في صحيحه. وهكذا أخرج مسلم أن أم الدرداء قالت لزوج ابنتها الدرداء صفوان بن عبد الله: ادع لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة... الحديث» وأما طلب أقوام الأنبياء من أنبيائهم أن يدعوا لهم فذاك معلوم، من ذلك قول قوم موسى لموسى: ﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ لهذا قال النووي رحمه  الله: باب: استحباب طلب الدعاء من أهل الفضل، وإن كان الطالب أفضل من المطلوب منه، الأحاديث هذا الباب أكثر من أن تحصر وهو مجمع عليه. هذا كله في طلب الدعاء من الرجل الصالح من غير اعتقاد فيه أنه يضر أو ينفع بذاته، أما إذا كان يفتقد الطالب الدعاء أن المطلوب منه بيده ضر أو نفع كما يعتقد غلاة الصوفية في كبارهم فهذا لا يجوز، فهم يقصدون بذلك الدعاء لا المدعو وهو الله سبحانه وتعالى. واعلم أن الرجل الصالح إذا طلب منه الدعاء فيستحب له أن يلبي طلب أخيه ويعظم الرغبة إلى الله سبحانه أن يتقبل منه الدعاء لأخيه كما كان يصنع الإمام أحمد بن حنبل رحمه  الله وغيره من الصالحين. وإذا رأى هذا الصالح غير ذلك فله أن يعتذر فالنبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منه رجل أن يدعو الله أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال له: «سبقك بها عكاشة» أخرجاه في الصحيحين عن ابن عباس. وطلب عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسع على أمته كما أوسع على فارس والروم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الدنيا» والحديث في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله  عنهما. هذا، ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا لطاعته ويجعلنا من المقبولين لديه، وبالله التوفيق. أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي                   محمد بن عبد الله الإمام 1 ربيع أول 1438هـ

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1860

أضف رد جديد