زوبعة في قارورة

يشمل هذا القسم كل موضوع لا يندرج تحت الأقسام المخصصة
أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد باوزير
مشاركات: 13
اشترك في: ربيع الأول 1436

زوبعة في قارورة

مشاركة بواسطة محمد باوزير »

زوبعة في قارورة

بسم الله والصلاة والسلام على نبيناً محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين
وبعد

فقد كتبت مقالاً بعنوان عظة وعبرة للبريكيين ، ووعدت بمقال بعنوان ( هاني وتذرعه بأن المشايخ معه ) في ثنايا المقال السابق .

فأقول مستعيناً بالله الواحد الأحد

أن الفتن تميت القلوب وتفسد الإخاء بين الأخوة بل بين المجتمعات .

وهاكم أحاديث من المعصوم عليه السلام في التحذير من الفتن:

عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها؛ نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها؛ نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا؛ إلا ما أشرب من هواه» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم.

قال النووي: "قال أهل اللغة: أصل الفتنة في كلام العرب: الابتلاء والامتحان.
قال القاضي: ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء.

قال أبو زيد: فتن الرجل يفتن فتونا: إذا وقع في الفتنة، وتحول من حال حسنة إلى سيئة".

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن» .
رواه مسلم في حديث طويل.

وللأسف أن هاني بن علي بن بريك قد أسعر نيرانها وهيج من معه في إشعال
نارها في مشايخ اليمن ، وتكلم عليهم وسبهم وشتمهم بأقذ الأوصاف .

▪ قال الشيخ صالح الفوزان :

الفتن لها ضحايا كما يقولون لابد أن يذهب معها من يذهب ولكن يبقى أهل الإيمان .

[شرح حديث إنا كنا في جاهلية وشر صـ17]

لكن هناك موقف أمام رب العالمين ، فأعد جواباً ، ونقول لك الحمدلله الذي عافانا
مما ابتلاك به وفضلنا على كثيراً مما خلق تفضيلا

إن هاني يدندن أنه معه المشايخ ، فالحقيقة أن الشيخ ربيع والشيخ عبيد هم فقط - فيما ظهر لي - وخاصة أنهم
رهطك أخرجوا لك تزكيات من عندهم
فالشيخين حفظهم الله بالسنة ، ليسوا بمعصومين فهم بشر يخطئون ويصيبون
ويعلمون ويجهلون ، ويدركون أشياء ولايدركون أشياء .
فهذه طبيعة الإنسان أنه يعتريه الجهل والخطأ والغضب والفرح
فهم حفظهم الله بين الأجر والأجرين ، وأنت بين الإثم والخطأ
فأهل السنة ومشايخ اليمن يحترمونهم ويقدرونهم فلهم السبق والخير ونصرة السنة ، وهم مازالوا على ذلك نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً ، مع أنهم للأسف يسمعون للفئة العاقة أمثال هاني وعرفات ومحمد غالب وغيرهم ، فنسأل الله أن يكشف حقيقتهم لهم ، وبأذنه تعالى سينكشفون لهم .

فعلماء اليمن تربون على إحترام العلماء وتهدأت الوضع في مجتمعاتهم ومراكزهم ، فلا يثيرون القلاقل والهرج والمرج بين أوساط مجتمعاتهم ، وإن صدر شيء منهم ، فهو من قبيل الرد العلمي الهادف بلا جفاء ولا قلة خير ولا
عنف بالرد إنما بالحكمة والاحترام ، وخاصة العلماء ، أما غيرهم فكل بحسبه .
وقد أخرج المدعو هاني كلاماً في علماء اليمن في إندونيسيا، فأرعد وأزبد ، وأخرج مافي قلبه ، ثم جاء اليمن وتكلم
في المشايخ وصبروا عليه وخاصة الشيخ العلامة فقيد الأمة وريحانة اليمن محمد بن عبدالوهاب الوصابي رحمه الله تعالى ، صبر عليه وحث الأخوة على حضور محاضراته ،
لكن أبى وطغى وستمر في تحذيره من مشايخ اليمن ، وكان منذ سنوات طوال وهو يغمز بالمشايخ ويلمز وهم صابرين عليه ، وإن كان من قبل يثني عليهم ويمدحهم ، ويقول هناك مرجعية في اليمن ، والمبطل وقع في النفاق العملي
وقال عنده ملف قدرة خمسة وعشرون عاماً !! يالله ملف قدرة خمسة وعشرون عاماً ، فيالله، ماأصبرك وما أحلمك على دعوة مشايخ اليمن وماأصبرك على الإمام الوادعي فهذا الملف يشمله ، وقد شابهت أبى الحسن حين مات الإمام الوادعي فقال : ذهب زمن الخوف ،

فرحمة الله عليك ياشيخ مقبل كنت مثل الجبل يخافون أن يقولوا شيء .

مع أنك الوالد والمعطف بالدعوة في اليمن وكنت حصن حصين للدعوة من أهل البدع وأشباه السلفيين .

والشيء بالشيء يذكر : أن الحذيفي كان أحسن منك فقد فعل زوبعة في قارورة هو ومن معه في دماج ،فذهبت أدراج الرياح ، مع العلم أن الحذيفي كان أصغرهم كما أخبرني من كان هناك .

نعود لصاحب الصندوق الأسود ، لماذا ياهاني لم تتكلم تلك الأيام وتقول هناك أخطاء علمية ومنهجية حول دعوة مشايخ اليمن !!؟
فنقول لك سواء معك ملف قدرة خمسة وعشرون عاماً أو أكثر أو اقل ، فهذا لايضرهم فهم سائرون على منهج النبوة لا تغير ولا إنحراف عقدي ولا سلوكي
نحسبهم كذلك ، بل أنت منحرف منهجياً
فتذهب عند السروريين وتُدَّرس عندهم وتضحك معهم ! وتدافع عليهم وتحمي جناب الحملي أنه يسمع النصائح وغير ذلك ، تضحك على من ، يارجل علماء السنة وأهل السنة ليسوا سذج وحمقى حتى تنطلي عليهم هذه تراهاتك ، هذه تنطلي على أتباعك

كن صريح مع من معك أنك رجل مادي تبحث عن عمل . وكفى الله شر القتال

أما أنك تتبجح أنك منهجي وأنك تغار على منهج السلف ، فهذا والله تضحك منه الثكالى

وقد شابهت الحجوري أنه معه ملف لكل واحد من المشايخ اليمن ، وفي النهاية ذهبت دولته وملفه أدراج الرياح والنسيان .

ياهاني علماء اليمن عندهم تجرد واتباع
الحق سواء معك ملف أو ليس معك ملف ، إن صدر منهم شئ وبينّ لهم فهم حفظهم الله يتراجعون ويثنون عليه ، لأنه بُينَّ لهم الخطأ

مع العلم أنه تحصل بينهم البين النصائح والتوجيهات . إذا كنت لا تدري ،
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

فياهاني دعوتك أنك معك الشيخين دعوة
ليس لها من الحقائق شيء البتة ، فلا تُخِيفنا ، فنحن لا نقلد ولا نتبع إلا بالدليل ، فهم أحسنوا الظن فيك وفي غيرك
ونضرب أمثلة واقعية أن أهل السنة ليسوا مقلدة

فالشيخ الوالد عبيد الجابري حفظه الله تعالى: حذر من الشيخ أحمد بازمول والشيخ عبدالرحمن العدني حفظهم الله ، فأهل السنة لم يقبلوا كلامه فيهم ، فيحفظ كرامته الشيخ عبيد ، ولا يتابع في كلامه وأخطأ في حق الشيخ أحمد بازمول ، والشيخ الفقيه عبدالرحمن العدني

وأيضاً لم يقبلوا كلام الشيخ الوالد ربيع في الشيخ عبدالرحمن أنه ماكر وأنه أسوء من الحجوري ، وهذا شيء مستغرب من الشيخ ربيع أنه يصف الشيخ عبدالرحمن بهذا الوصف ! فالشيخ معروف عليه الأخلاق والأدب .
وبُعد المشرقين بينه وبين الحدادي الحجوري .

لكن نعذر الوالد بأنه سمع من هذه الفئة العاقة فأخرج هذا الكلام .

وإلا أهل السنة يعرفون في الجلسات تخرج عبارات مثل هذه ، وقد خرجت منه في جلسات مع دعاة ومشايخ ، فتخرج على الشيخ عبارات عفوية أبوية
وأحياناً شديدة ، لكن يعاملونه كأب ووالد ، وهذه العبارات تخرج أثناء النقاش مع الشيخ ، فهذا لايثرب عليه ، ولا تقام عليه الدعوة .

ولله الحمد والمنة مشايخ اليمن يصبرون
وقد أدبهم العلم ، وأدبهم شيخهم الإمام المحدث حامل الجرح والتعديل مقبل الوادعي

وهاكم أمثلة من سلفنا الصالح في الصبر والعفو على الناس :

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : أني لأصبر على الكلمة لهي أشد علي من القبض على الجمر ، مايحملني على الصبر عليها إلا التخوف من أخرى أشر منها.

وقال الأحنف بن قيس رحمه الله : أن
من السؤدد الصبر على الذل ، وكفى بالعلم ناصراً.

وقال أيضاً : من لم يصبر على كلمة سمع كلمات ورُبَّ غيظ قد تجرّعتُه مخافة ماهو أشر منه

وعن مجاهد رحمه الله في قوله تعالى :( وإذا مَرُّوا باللغو مَرَّوا كِراما)
قال : إذا أُوذوا صفحوا

وقال الحسن رحمه الله : كانوا يقولون : أفضل أخلاق المؤمنين العفو


فهنيئا لكم يامن أتصفتم بهذا الخلق العظيم

فهاني وزبانيته حُرموا من هذا الشيء العظيم ، فلو أنهم سعوا في الإصلاح والتكاتف والمضي في التلاحم بالحق وجمع كلمة العلماء فيما بينهم ، وصدوا
عدوان الإختلاف وكتم أمور الخلاف والسعي في تقريب وجهات النظر فيما بينهم

لحصلوا خيراً عظيماً عند رب العالمين ،
وأبشر أن العلماء عندهم نظرة بعيدة ،
وهناك بعض الأمور ستحل بينهم

وهاكم أمثلة من كلام سلفنا الصالح في كتم بعض العلم لأجل المصلحة :

قال مكحول كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: رُبَّ كيس عند أبي هريرة لم يفتحه ، يعني : من العلم

قال الذهبي معلقاً على هذا : هذا دالُّ على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول ، أو الفروع ، أو المدح أو الذم
وقال عبدالرحمن بن مهدي : لايكون الرجل إماماً يقتدى به حتى يمسك عن بعض ماسمع . رواه مسلم كما في مقدمته

فهذه أثار عن سلفنا الصالح في كتم بعض العلم لأجل المصلحة ، لكن هاني حُرم من فقه المصالح والمفاسد .

فهاني أستحق أن يحذر منه ، كما قال تعالى ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) قال أبن كثير رحمه الله ( ومايعود وبال ذلك إلا عليهم انفسهم دون غيرهم)

فستحق كلام علماء اليمن فيه ، وفي من نحا نحوه ، كأمثال الحذيفي وعرفات وياسين وغيرهم

وقد يقول الأخرق هاني وزبانيته : نحن عندنا أمور دعوية ومنهجية حول مشايخ اليمن ؟
فنقول : لوأنك عرفت قدرك العلمي والدعوي ، انت ومن معك لعرفتم الجواب .

فالجواب : هو أنكم ترفعون قضيتكم إلى العلماء والأباء فهم من سيحلون القضية ، وتنتهي المشكلة ،
وبعد ذلك لا تتدخلون فيما لايعنيكم ولا يخصكم ، وكفى الله شر القتال ، لكن أنتم تريدون إثار الفتن والمشاكل .
فهم العلماء سيحلون القضية بإذنه تعالى ، ومن باب الإنصاف والعدل هناك بعض الأمور والمشاكل الدعوية في اليمن ! لكن لا نريد صخباً وتهديد ووعيد في وسط المجتمع السلفي اليمني

منكم من يقول إلى متى سنكون طلاب علم !! طبعاً هو الحذيفي !؟
الرفعة بيد الله عزوجل والخفض بيد الله عزوجل
والله هذا شيء يستحي طالب علم صغير أن يذكره إلى متى أكون طالب علم ، والله لك فخر أن تكون طالب علم

ياحذيفي الإخلاص الإخلاص

فياليتكم تقتدون بمن في المملكة العربية السعودية ، فهناك مشاكل دعوية ، لكن الطلاب يعرفون قدرهم ومنزلتهم فلا يقومون ولا يَقدُمُون على شيء هو أكبر منهم ، فرحم الله رجل عرف قدر نفسه

وإلى هنا أنتهي، حول زوبعة هاني وزبانيته ، وإلا في الجُعبة أشياء كثيرة
حول زوبعة هاني وزُمرته

وفي الختام نسأل الله أن يبصر الشيخين بكم وبحالكم المزري أنه سميع الدعاء

وصلى الله وسلم على نبيناً محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين .

كتبه / بن طاهر السلفي
الموافق ١٤٣٧/٢/٥هـ

أضف رد جديد