شخص مسلم سيء الأخلاق لا أطيقه فماذا أصنع
مرسل: الخميس 24 صفر 1438هـ (24-11-2016م) 9:44 am
شخص مسلم سيء الأخلاق لا أطيقه فماذا أصنع
سؤال: إذا كنت أكره شخصا من كل قلبي وهو مسلم، لكنه يفعل أشياء كثيرة صحيحة ولا تجوز وأخلاقه سيئة وذو وجهين، ولا أستطيع أن أتقبله في حياتي، ويلومني الناس على ذلك، لأن وجهي تتغير ملامحه إذا رأيته، فهل يجوز لي هذا، وإذا لم يجز فكيف أستطيع تغيير نفسي؟ الجواب: خلاصة السؤال: أن أخاك المذكور مسلم خلط عملا صالحا وآخر سيئا، وأنك تكرهه، فهل يجوز لك ذلك أم لا؟ وإذا كان لا يجوز فكيف تستطيع تغيير ما في نفسك؟ والجواب: أولا: ينبغي أن تعلم ـ رعاك الله ـ أن النبي صلى الله عليه و سلم قد قال: «الأرواح جنود مجندة فما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقد قيل في معنى الحديث أقوال لعل أرجحها قول من قال: في الحديث إشارة إلى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره. فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت، ولا يعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا أو المتآلفين ربما اختلفا، وذلك لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وتوبة المبتدع والعاصي وحصول الإحسان بعد الإساءة وهكذا العكس، فربما وجد وصف يقتضي الفرقة بعد التآلف كالردة أو البدعة أو ظهور المعاصي والاستهانة بارتكابها، وهذا الثاني لعله كحالة السائل. والذي ينبغي في مثل هذه الحالة وهي ظهور بعض المعاصي على من تحب مما يؤدي إلى بغضه: أنه يستعمل معه النصح بالتي هي أحسن لقول النبي صلى الله عليه و سلم: «الدين النصيحة» والرفق في إيصال النصح لقول النبي صلى الله عليه و سلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه» والدعاء له بالصلاح، فإن انتفع بالنصح وتحسن حاله فهذا هو المطلوب، ويكون الصاحب قد انتفع بصحبة صاحبه وتدوم الألفة بإذن الله تعالى، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم: «المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس من نفع الناس» أخرجه البيهقي وغيره والحديث صحيح لغيره. وعند الطبراني في الأوسط وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، وليس منا من لا يألف ولا يؤلف». وإن كنت تخشى أن تتأثر منه بخصال سيئة فلك أن تقلل مجالسته، وتعامله كمعاملة المسلم للمسلم من إعطائه الحقوق العامة للمسلمين. والذي يظهر من سؤالك أن هذا الأخ لم يبلغ درجة ما تقابله به، لذلك يلومك الناس على فعلك، فعليك بحسن خلقك معه مع بذل النصيحة فلعله ينتفع بذلك، فإن لم تستطع فأعطه حق الإسلام من بذل السلام وزيارة المريض واتباع الجنازة وإجابة الدعوة ونحو ذلك مما لابد منه. وعليك بالدعاء أن يصلح الله شأنك وشأن صاحبك وأن يؤلف بين قلوبكما على طاعته واتباع مرضاته. أصلح الله شأنكم وهدى قلوبكم، وبالله التوفيق. أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي محمد بن عبد الله الإمام 24 صفر 1438هـرابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1845