مكتمل بحمد الله / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

(الحلقة الحادية عشرة) والأخيرة
(نصيحة للحذيفي و شبكة سحاب)


الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

سبق معنا –بفضل الله- في العشر الحلقات الأولى بيان ما في حلقات الحذيفي التي أخرجها من المجازفة وعدم الإنصاف، وما فيها من افتقاد المصداقية والاعتماد على المجاهيل والمبهمين في بعض الأخبار.
بل وما فيها من التأصيلات المحدثة المخالفة للمنهج السلفي الأصيل! عياذا بالله.
كتقعيده عدم التفريق في الحكم على المبتدعة من حيث العموم والتعيين.
وتقعيده الإخراج من السنة بالخطأ الكبير ولو كان صاحبه في الأصل من أهل السنة المجتهدين.
وتقعيده العجيب! أن الاتباع للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح لا يميز السني الخالص من غيره.

سبق بيان هذه الفواقر وغيرها موثقة من حلقات الحذيفي، مع بيان زيفها –بفضل الله-
والسبب في وقوع الحذيفي في هذا –والله أعلم- ضعفه الذي يعاني منه في التمكن من معرفة المنهج السلفي، والفهم القويم للضوابط الشرعية للتبديع والتفسيق.
فهو يريد أن يرد على الخصم مع ضعفه في معرفة المنهج السلفي فوقع في مثل هذه الفواقر!
وهكذا التدخل فيما هو فوق حجم الشخص، ومحاولة تشويه الخصم بحق أو بباطل، قد يجر صاحبه إلى ما هو أعظم من هذا.
وهذا من أسباب الضياع والانحراف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم أهله» ”الفتاوى الكبرى“ (2/23)

وقال الإمام ابن بطة -رحمه الله-: «اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البلية على أفئدتهم، وحجب نور الحق عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين، أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يعنيه ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه ... الخ» (الإبانة) (1/390)

والذي أنصح به الأخ علي الحذيفي ومن معه من طلاب العلم في (عدن)كهاني وياسين وعباس وصلاح وناصر وزكريا وأمثالهم أن يستغلوا قربهم من شيخهم الفاضل عبد الرحمن العدني –حفظه الله- ذي العقل الراجح والعلم الراسخ والمنهج السلفي السليم، بالتتلمذ على يديه والإكثار من مخالطته ومناقشته في المسائل المنهجية وغيرها، حتى تقل زلاتهم ويتمكنوا من معرفة المنهج السلفي الصافي أكثر.
فوجود مثل هذا الشيخ الجليل وتلك الدار العامرة بالعلم والسنة والآلاف من طلاب العلم في أوساطهم نعمة من الله ينبغي أن يشكروا الله عليها بالحرص والمحافظة عليها.
وإن أخذتهم الأنفة بالاستفادة من هذا الشيخ ومن داره المباركة كما استفادوا من سابق فليذهبوا إلى كبار العلماء في المملكة كالفوزان والمفتي والعباد والمدخلي واللحيدان والسحيمي وأمثالهم، للتتلمذ على أيديهم والاستفادة منهم.
أما أن يبقوا شاغلين أنفسهم بتتبع عثرات علماء أهل السنة في اليمن، وإثارة الشغب في الدعوة السلفية في اليمن، معرضين عما يعود عليهم بالنفع، فهذا من أسباب تلاشي العلم ومن أسباب الضياع والتخبط في المنهج عياذا بالله.

خاصة وملازمة الحذيفي للإمام الوادعي قليلة بسبب الفوضى والزوبعة التي أحدثها في (دماج) وأراد الإمام الوادعي طرده بسببها، بينما لازم شيخه أبا الحسن المأربي عدة سنين.
ونخشى أن قيام الحذيفي بهذه التأصيلات المحدثة في المنهج السلفي تأثر منه بشيخه أبي الحسن المأربي، فقد كان أبو الحسن مولعا بالتأصيل في الدعوة السلفية والإكثار من الدندنة حول هذا الأمر، والله أعلم.

وبعد هذا كله لا يكاد ينتهي العجب من بعض القائمين على (شبكة سحاب السلفية) حيث حملهم الحقد على علماء الدعوة السلفية في اليمن على نشر ما ينشر ضدهم مما هو مخالف للمنهج السلفي الأصيل؟!! أهم شيء أنه يتضمن الطعن في علماء السنة في اليمن!!!
فبالأمس ينشرون لفواز المدخلي تبرير ما حصل في (صنعاء) من تفجير مسجدين للشيعة مع من فيهما من المصلين، وجعله تحذير الشيخ الإمام من هذا المنكر قدحا في سلفيته!

مع أن (شبكة سحاب) نفسها مليئة بفتاوى علماء السنة في براءة الدعوة السلفية من فكر الخوارج ومن التفجيرات والتلغيمات داخل المساجد وخارجها.
بما في ذلك فتوى (هيئة كبار العلماء) بتاريخ (6/8/1436هـ ) المتعلقة بتفجير مسجد الرافضة في القطيف، الذي قالت فيه: إن الجريمة التي وقعت في القديح جريمة بشعة؛ لما فيها من هتك للحرمات المعلومة من الدين بالضرورة، ففيها هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال المحترمة، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساجدهم ومساكنهم ومعايشهم.

وبما في ذلك تنديد الوالد العلامة ربيع –حفظه الله- بتفجير حسينيات الرافضة فضلا عن مساجدهم! حيث تكلم العلامة ربيع على الحسينيات ثم قال: (ولا أطلب منك الأمر بتدميرها وتحريقها، وإنما المطلوب شرعا أن تطهر هذه الحسينيات من الشرك والبدع والطعن في أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- لتصبح مساجد لله، إما بواسطة سلطان قوي يحكم بشريعة الإسلام، أو بواسطة علماء فحول مخلصين ينقذ الله بهم الروافض من هذا الضلال البعيد)

وتنشر (شبكة سحاب) مقالات من أراد الإمام الوادعي طردهم بسبب إثارة الشغب في الدعوة كعلي الحذيفي، مع ما في مقالاته من التلبيس وتقليب الحقائق، والتأصيلات الغريبة المخالفة للمنهج السلفي الأصيل التي سبق بيان بعضها –بفضل الله-
مع أن (شبكة سحاب) نفسها مليئة بالثناء على الإمام الوادعي، ونشر علمه، والردود على الحدادية وفضح منهجهم!

وينشر بعض القائمين على هذه الشبكة مقالات غير الحذيفي من طلبة العلم الصغار حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام الحاقدين على علماء السنة في اليمن المليئة بالبتر والخيانة في النقل وتقليب الحقائق!
بل بعض من تنشر لهم (شبكة سحاب السلفية) من الصغار الطائشين الذين لم يتجاوزوا سِنَّ العشرين الذين طردوا من بعض دور الحديث السلفية في اليمن لأسباب قبيحة يعلمونها.
ومع هذا تنشر هذه الشبكة لهؤلاء الأحداث الطعن في كبار علماء السنة في اليمن كالوالد العلامة الوصابي –رحمه الله-! وغيره من خيار العلماء! يشيخون الأحداث الصغار! ويطعنون في الكبار!
أهم شيء أن يطعن الرويبضة السفيه المتهم في دينه في علماء السنة في اليمن وليكن ما كان ولو ... !!! والله المستعان.

فنصيحتي للقائمين على هذه الشبكة –وفقهم الله- أن لا يحملهم الحقد على علماء الدعوة السلفية في اليمن إلى نشر المقالات المخالفة للمنهج السلفي، أو فتح المجال للرويبضة الأحداث.
فصيانة المنهج السلفي مقدم على مصلحة الانتقام من فلان من علماء أهل السنة بحجة أنه لم يقلد غيره من أفاضل العلماء في أمر واقع في بلده قابل للاجتهاد، مع كون البلدي أعلم بحاله وبلده من غيره.

كما أنصحهم أن يقوموا قبل نشر أي مقال من هذه المقالات بعرض مضمونها على العلامة الفوزان أو على العلامة ربيع أو على العلامة العباد أو على غيرهم من خيار العلماء.
قائلين له يا شيخنا: فواز المدخلي يبرر ما حصل في صنعاء من تفجير بعض مساجد الرافضة مع من فيها من المصلين.
يا شيخنا: علي الحذيفي يقرر في مقالاته عدم التفريق في الحكم على الفرق الهالكة من حيث العموم والتعيين.
يا شيخنا: علي الحذيفي يقرر في مقالاته أن الخطأ الكبير يخرج الرجل من السنة ولو كان صادرا عن اجتهاد.
يا شيخنا: علي الحذيفي يقرر في مقالاته أن الاتباع للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح لا يميز السني الخالص من غيره.
فهل هذه المقالات يا شيخنا موافقة للمنهج السلفي حتى ننشرها في شبكة سحاب أم لا؟!

هذا هو الذي ينبغي أن يسير عليه أصحاب هذه الشبكة حتى تسلم بإذن الله من أن يدس فيها ما هو مخالف للمنهج السلفي الأصيل.
خاصة وكثير من الشباب وطلبة العلم –حفظهم الله- يثقون بكل ما ينشر في هذه الشبكة ويأخذونه بمأخذ التسليم.
فلنؤدي الأمانة فنكون عند حسن ظن هؤلاء الشباب، ولنحرص على سلامة معتقدهم من الأفكار المخالفة لمنهج أهل السنة الذي أنشئت الشبكة من أجل الدفاع والذب عنه.

نقول هذا شفقة على هذه الشبكة وحرصا على دوام نفعها ونصحا للقائمين عليها، وإلا فعندنا برد اليقين وتمام الاقتناع بصحة سير الدعوة السلفية في اليمن، ومن كان شاكا فليذهب إلى شاك مثله.

وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه ##‫#‏ هانت‬ عليه ملامة العذال

وعندنا برد اليقين أن المنهج السلفي هو المنصور بإذن الله، وأن هذه الشبكة أو غيرها من الشبكات السلفية إن حادت عن المنهج السلفي إلى غيره من أفكار الخوارج والحدادية، وفتحت المجال للشباب الطائشين فإن ذلك لا يضر المنهج السلفي شيئا إنما يضر بها.
ويتحمل وزر من اغتر بما في هذه الشبكة من المقالات المخالفة للمنهج السلفي من سمح بنشر هذه المقالات وفتح المجال لها.

وعند أن فتحت هذه الشبكة فيما سبق المجال لفالح الحربي ومن معه من الحدادية للطعن في علماء أهل السنة أفتى الشيخ الوالد عبيد الجابري –حفظه الله- بتطليقها طلاق المتلاعنين.
ونعوذ بالله أن يتكرر هذا الأمر في هذه الشبكة فيضطر العلماء إلى مثل هذه الفتوى التي أصدرها الشيخ عبيد الجابري –حفظه الله-

نسأل الله لنا وللقائمين على هذه الشبكة التوفيق والسداد والرشاد، وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه، إنه سميع الدعاء.

وبهذا أكون قد انتهيت –بفضل الله- من رسالتي (نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات) أسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وليس معنى ذلك هو السكوت عما ينبغي عدم السكوت عنه -إذا استدعى الأمر- مما فيه المخالفة للمنهج السلفي أو الطعن في حملتها بغير حق.

وقد قَرَّت –بفضل الله- بهذه النظرات وأمثالها أعين المنصفين في الداخل والخارج، وفرحوا بها وتداولوها فيما بينهم هنا وهناك، فالحق أبلج والباطل لجلج، ولولا خشية الوقوع في عدم حفظ الأمانة لنقلت شيئا من تلك الرسائل التي تصلني عن طريق الخاص.
والتي في بعضها البشارة بانتفاع السلفيين في دولة بكاملها بمثل هذه الردود وتداولها فيما بينهم، بعد أن كان البريكيون قد أوغروا صدورهم على علماء الدعوة السلفية في اليمن، هذا دون انتفاع الأفراد بها هنا وهناك، والفضل في ذلك لله وهو ذو الفضل العظيم.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه/ نور الدين السدعي، بتاريخ (25/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=223

أضف رد جديد