مكتمل بحمد الله / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

مكتمل بحمد الله / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة الأولى

نبذة عن الحذيفي وبيان بعض الأمراض التي ابتلي بها



بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات
(الحلقة الأولى)
نبذة عن الحذيفي وبيان بعض الأمراض التي ابتلي بها
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:
ففي الوقت الذي شهدت فيه (عدن) معارك دامية فوجئنا بصمت من علي الحذيفي، وكنا نظنه مشغولا بالجهاد هنا وهناك، فإذا به يفاجئنا بعد تحرير (عدن) –وقاها الله الفتن-بحلقات تحت عنوان (حلقات وقفات الحذيفي مع محمد الإمام)
فعلمنا أن الرجل كان مشغولا عن الجهاد آنذاك بما هو أعظم من ذلك عندهم! وهو تتبع بعض أشرطة وكتب الشيخ الإمام لعله أن يجد فيها زلة يطير بها ويضخمها ويهول من شأنها.
إن كنت صادقا أنت وهاني ومن معكما في الأخذ بفتاوى العلماء في الجهاد فلماذا توقفتم عن الجهاد وصرح هاني بالرجوع إلى كرسي التعليم؟! من الذي أباح لكم ذلك وأنتم تصرحون أن الجهاد فرض عين؟!
من الذي أباح لكم ذلك واستنفار ولي الأمر لا يزال قائما؟!
من الذي أباح لكم ذلك وأغلب المناطق الشمالية لا تزال تحت القوم؟!
من الذي أباح لكم السكوت عن إعانة إخوانكم في (تعز) المجاورة لكم التي تعاني من القصف والتدمير نحو ستة أشهر؟!
من الذي أباح لكم ذلك وفتاوى العلماء في الجهاد لم تخص الشمال دون الجنوب؟!
أتحداكم أن تأتوني بفتوى عالم من علماء السنة أن الجهاد خاص بجنوب اليمن دون الشمال؟!
أم أنه الهوى والتلاعب بفتاوى العلماء والانتقاء منها كما هو شأن أهل الأهواء؟!
وليس لحلقات الحذيفي بحمد الله ذاك الرواج، بل أكثر طلبة العلم لا يدري بها، ولم أكن عازما على الرد عليها ثم استخرت الله في الرد عليها، فبدا لي ذلك، خاصة وأنها منشورة في بعض الشبكات التي يعتقد البعض صحة جميع ما ينشر فيها.
وكثير منها تكرار لما أخرجه من قبل ورددت عليه في رسالتي (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن)
وقد أحببت أن أكتب تمهيدا لبيان سيرة الحذيفي في الدعوة في اليمن، وأن إثارته الفتنة والزوبعة في الدعوة السلفية في اليمن ليس وليد اليوم بل هو أمر متصف به من زمن قديم.
ثم أتممت التمهيد بحلقة ثانية لبيان موقف الإمام الوادعي –رحمه الله- من الحذيفي ومن الطعن في علماء أهل السنة في اليمن.
ثم الرد على ما لم أرد عليه من حلقات الحذيفي في رسالتي (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن)
فأقول مستعينا بالله:
ابتلي أخونا علي الحذيفي –عافاه الله- بعدة آفات وأمراض أوصلته إلى ما هو عليه الآن -أسأل الله أن يعافيه منها وأن لا يبتلينا بها-

الأولى: التعالم والغرور.
الثانية: التدخل فيما لا يعنيه.

وهذان المرضان ابتلي بهما الحذيفي –عافاه الله-من بداية الطلب، يدل على ذلك أنه بينما الإمام الوادعي –رحمه الله- يربي ويعلم وينصح طلبة العلم بالإقبال على طلب العلم، في هذا الوقت ظهرت كتلة في الدار بين يديه من اليمنيين، من رؤوسهم علي الحذيفي، واغتر بهم آنذاك كثير إن لم يكن أكثر إخواننا الغرباء من بعض دول المغرب العربي -وفقنا الله وإياهم- يطعنون في شيخهم الإمام الوادعي بلسان الحال أنه يأوي الحزبيين! ملقبين أنفسهم بالمحررين للمنهج السلفي!!! كما ذكر ذلك شيخنا الفاضل عثمان السالمي -حفظه الله- في مقاله عن أصحاب المنهج.
يقدح أصحاب هذه الكتلة في بعض كبار طلاب الشيخ المقربين عنده في الدار ويتهمونهم بالحزبية! ويثيرون الشغب والفوضى في الدار بين يدي هذا الإمام بسبب ذلك.
ومع ذلك كان الإمام مقبل –رحمه الله- صابرا على الحذيفي ومن معه من –المغمورين- كما وصفهم بذلك الحذيفي، ويقرعهم وينصحهم بين الحين والآخر، حرصا منه عليهم رجاء صلاحهم وتحسن حالهم، لكن الحذيفي ومن معه لم يعرفوا هذا المعروف الجميل للشيخ، بل واصلوا في الطعن في هذا الإمام من طرف خفي أنه يأوي الحزبيين ويقربهم منه؟!!
حقا إنهم كما قال شيخنا المبارك عبد الرحمن العدني -حفظه الله-: «طعنوا الشيخ في ظهره بخناجر مسمومة!»
ومن حنكة الإمام الوادعي –رحمه الله- في الرد على هؤلاء الغوغاء الذين لقبهم بأصحاب المنهج أنه كان يقرب طلابه المتهمين بالحزبية من قِبَلِ الحذيفي ومن معه ويكرمهم، ويقدم لهم في بحوثهم، ويجعل بعضهم يراجع له بعض بحوثه، وأوصى ببعضهم وجعله المسئول عن رعاية الطلاب! ومات الشيخ –رحمه الله- وكثير منهم ما زال في داره (دار الحديث بدماج).
وكأن لسان حال هذا الإمام يقول للحذيفي ومن معه من الغوغاء: «إياك أعني واسمعي يا جارة»، لو كان هؤلاء حزبيون أو عندهم حزبية كما تقولون لما قربتهم مني، ولما جعلت لهم هذه المكانة عندي! فأنا أغير على السنة وأشد بغضا للحزبية وأعلم بطلابي منكم!
ولست مبرئا أحدا من الخطأ، إنما أنا في مقام بيان العجب والغرور والتدخل فيما لا يعني الشخص والافتئات على العلماء الذي ابتلي به الحذيفي وعصابته الغوغائية من زمن قديم.

ومما يدل على أن الغرور متأصل في الحذيفي –عافاه الله- من بداية الطلب أنه فتح له في حياة الإمام مقبل –رحمه الله- درسا في المنهج!!! كما اعترف بذلك الحذيفي عن نفسه في منشوره حول أصحاب المنهج.
مع أن هذه الدروس لم تكن يفتح مثلها في دماج ارتجالا إسنادا لهذا الأمر للإمام الوادعي الذي كان يستطرد في إيضاح هذه المسائل التي مردها إلى العلماء من خلال دروسه أو إجاباته عن الأسئلة، وما شابه ذلك.
قام الحذيفي بذلك وهو آنذاك مبتدئ في الطلب كما قال شيخه الفاضل عثمان السالمي -حفظه الله-؟!!! ما أظنه كان قد أتقن بعض مبادئ العلم !!!

ومما يدل على مدى العجب والغرور الذي ابتلي به الحذيفي قوله في مطلع هذه الوقفات الأخيرة: (فالله يعلم أنه – بعد موت شيخنا -رحمه الله- كنا ناصحين للدعوة مدة طويلة، سلكنا فيها مسلك علاج الأخطاء بكل هدوء، مع ما كنا نراه من تخبط في علاج القضايا الدعوية، ومع ما كنا نراه من اعتبار المتمسكين بالمنهج السلفي مشاكسين، وكنا نرى أن هذا لا يضر ما دام أن بإمكاننا أن نصحح بعض الأخطاء ولو بكلمات عامة)

سبحان الله! أين وصل العجب بهذا الرجل! فهو يصور نفسه وكأنه حامل لواء الدعوة السلفية في اليمن بعد موت الإمام الوادعي، المعالج للأخطاء التي تحصل فيها! مع ما يراه من تخبط في المسائل الدعوية من علماء الدعوة السلفية في اليمن!
لكن الحذيفي كان يحتمل هذه الأخطاء من هؤلاء الطلاب المساكين! ويعالج الأخطاء بكل هدوء! كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد!

وكأن الإمام الوادعي خان الدعوة السلفية في اليمن حيث لم يوص أهل السنة في اليمن بالرجوع عند النوازل إلى هاني وعرفات والعملاق الحذيفي الذي يعالج الأخطاء في الدعوة بكل هدوء رغم تخبطات حملتها!
وإنما أوصى بالرجوع إلى علماء عقلاء حكماء ربانيين عندهم الأيادي السابغة البيضاء في نشر السنة في أرجاء اليمن، والأهلية لقيادة الدعوة والسير بها إلى الأمام؟!!!

ويزداد خطأ الإمام الوادعي –غفر الله له- حين أن أراد أن يطرد العملاق الحذيفي من (دار الحديث بدماج) لولا أن العملاق الحذيفي المعالج للأخطاء شعر بغضب الشيخ عليه ففر هاربا، كما سيأتي بيانه إن شاء الله في (الحلقة الثانية).

وليست معالجة هذا العملاق للأخطاء في الدعوة في اليمن من الآن بل إنه يعالج الأخطاء المنهجية التي يقع فيها الوادعي ضعيف المنهج الذي يأوي الحزبيين ويقربهم منه وتفطن لها القوي في المنهج العملاق الحذيفي! كما سبق بيانه –بفضل الله-
كلام يكاد الشخص أن يضحك منه من ركبته!!! ولا يسعنا إلا أن نقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

الثالثة من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- التناقض والاضطراب، يدل على ذلك ما يلي إن شاء الله:

أولا: نفى الحذيفي في (نزهة عاجلة) نسبتي القول إليه بتبديع الشيخ الإمام، ثم تناقض فذكر بعد هذا بقليل أن ملفه الذي أخرجه على الشيخ الإمام إنما هو لبيان صدق فراسة الشيخ عبيد في أن الشيخ الإمام إخواني! ثم تناقض بعد هذا بقليل فقال: وأنا لم أقل إن محمد الإمام إخواني؟!!!

ثانيا: أدان الحذيفي الحجاورة في رسالته ”التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات“ بعدة أشياء، منها: عدم احترام علماء أهل السنة.
ومنها: أنهم إذا اختلفوا مع عالم من علماء أهل السنة تتبعوا أخطاءه السابقة ونشروها بين الناس.
ثم تناقض الحذيفي للأسف فوقع فيما انتقده على الحجاورة من الطعن في علماء أهل السنة وتتبع عثراتهم ونشرها بين الناس.

الرابعة من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- الإخبار بخلاف الواقع، والرمي بالكلام جزافا دون توثيقه. يدل على ذلك ما يلي:

1-زعم الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قال عن الزنداني: «فضيلة الشيخ الوالد» بهذا التعبير.

2-زعم الحذيفي أن علماء أهل السنة في اليمن يقدحون في كبار العلماء.

3-زعم الحذيفي تهويل علماء أهل السنة في اليمن مؤخرا من أمر الردود والكلام في الجماعات.

4-ادعى الحذيفي التواتر أن الشيخ محمد الإمام يكره الكلام في مركزه على المخالفين لأهل السنة.

5-ادعى الحذيفي أن الشباب يشتكون من التضييق عليهم في معبر في الكلام في المنهج.

6-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قال عن الجهاد الأفغاني: «مؤامرة على الإسلام والمسلمين».

7-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام يكرر في محاضراته التهوين من شأن الردود.

8-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قام بفصل الدعوة السلفية في اليمن عن كبار العلماء.

9-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام اتهمه كبار العلماء بأنه إخواني.

10-زعم الحذيفي زيارة أحمد المعلم والمرفدي لفضيلة الشيخ محمد الإمام إلى وقت قريب.

هذه أمور ادعاها الحذيفي في بعض مقالاته، وبقي غيرها، وهي كلها كذب بحت ليس لها أساس من الصحة، وقد طالبناه بإقامة البرهان عليها ففر من الإجابة عنها ولم يقدر على ذلك حتى الآن.
وما زلنا نطالبه بالبراهين عليها حتى يثبت للناس أنه ليس بكذاب مخروم العدالة.


الخامسة: من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- عدم الاعتراف بالحق، والهروب عن مقارعة الحجج والبراهين.
فقد وجه إلي الحذيفي ثمانية أسئلة لأجيب عنها فأجبته عنها –بفضل الله- ثم وجهت إليه في مقالي ”الأجوبة عن أسئلة الحذيفي“ ثلاثة وعشرين سؤالا ففر من الإجابة عنها، وقد ذكرتها -بفضل الله- في رسالتي ”وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن“.
ولا زال الإجابة عنها دينا على الحذيفي حتى يبرهن أنه صادق فيما انتقده على علماء السنة في اليمن، وأنه ليس بصاحب هوى يأخذ من الحق ما هو له ويترك ما هو عليه.


السادسة: من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي: السب والشتم في الردود والقدح في النيات.

وهذا ظاهر في ردوده للعيان، فتجده يرمي خصمه بالتزلف، وأن الحامل له الحرص على الدنيا، إلى غير ذلك من الدعاوي التي لا يقدر على إقامة البرهان عليها.
وهذه بضاعة المفلسين من الحجج والبراهين، وممن عرف بها الحدادية الذين يسير الحذيفي على منوالهم في هذا الأمر وفي غيره، وكما قال أبو جعفر القرشي –رحمه الله-:«كان يقال: سلاح اللئام قبيح الكلام» ”الحلم“ (١١٨)

هذه ستة أمراض ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- وأثرت فيه وأوصلته إلى الحالة التي هو عليها الآن -عياذا بالله- وسببت نفرة أهل السنة والشباب السلفي عنه.

وليست هذه الأمراض على سبيل الحصر بل بقي أمراض أخرى ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- قد كنت كتبت بعضها ثم تركته اختصارا، وسيأتي بيان بعضها –إن شاء الله- من خلال هذه الحلقات.

وفي الحلقة القادمة –بإذن الله- بيان موقف الإمام الوادعي من الحذيفي ومن الطعن في علماء أهل السنة في اليمن.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ نور الدين السدعي( 1436 - 12- 21هـ)



viewtopic.php?f=2&t=181


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة الثانية

موقف الإمام الوادعي من الحذيفي والطعن في علماء أهل السنة في اليمن.


بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات
(الحلقة الثانية)
موقف الإمام الوادعي من الحذيفي والطعن في علماء أهل السنة في اليمن.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد: قد بينا –بفضل الله في (الحلقة الأولى) بعض الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي، وأن ما هو فيه من التعالم وإثارة الشغب في الدعوة أمر متأصل فيه من زمن قديم، من بداية الطلب، عياذا بالله.

وأقول هنا: لما علم الإمام الوادعي –رحمه الله- بتمرد الحذيفي وخوضه فيما لا يعنيه وإثارته القلقلة في داره (دار الحديث بدماج) وطعنه في بعض كبار طلابه، أراد الإمام الوادعي طرده -صيانة للدار وطلاب العلم عن الانشغال بزوبعة الحذيفي عما هو أنفع لهم- لولا أن الحذيفي شعر بغضب الشيخ ففر هاربا حتى استقر به الحال آنذاك في (بيحان) كما ذكر ذلك الحذيفي في منشوره (قصة أصحاب المنهج)
فما هو إلا يومان وإذا بالشيخ يقوم في الدرس مغضبا يسأل عن علي الحذيفي، فقيل له: إنه سافر.
وذكر الحذيفي في رسالته المنشورة (قصة أصحاب المنهج) أن أحد الإخوة اتصل به بعد ذلك من (دماج) وقال له: «لوكنت حاضرا لطردك –يعني الشيخ- فالحمد لله تعالى أنك خرجت قبل ذلك».

وحق للإمام الوادعي طرد الحذيفي وأمثاله ممن يثيرون الشغب في الدعوة ويتدخلون فيما لا يعنيهم؛ فكما قال الإمام ابن حزم –رحمه الله- «لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها؛ فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويُقدِّرون أنهم يُصلِحون».
وكما قال شيخنا –رحمه الله-: «ينبغي لنا جميعًا أن لا نمكن الفوضويين من الدعوة فإنهم سيحطمون الجماعة وستذكرون».
وكم جلب التعالم وتدخل طلاب العلم فيما لا يعنيهم من الفتن في الدعوة، وصدق النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حين قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)

أراد الإمام الوادعي –رحمه الله- طرد الحذيفي من (دماج) بسبب تلك الفوضى التي قام بها في الدار بين يدي هذا الإمام.
فكيف لو رأى الإمام الوادعي –رحمه الله- ما يمارسه الحذيفي من إثارة الشغب والفوضى في دعوته والطعن في كبار طلابه حملة لواء السنة في اليمن منذ عشرات السنين! لنكل به غاية التنكيل! فإن الإمام مقبل –رحمه الله- كان من أشد الأشياء عنده وأبغضها إليه إثارة الفتنة في الدعوة وجرجرة الفتن والخصام إليها.

كما أن من أشد الأشياء عليه الطعن في كبار طلابه حملة الدعوة السلفية في اليمن ومرجعيتها حتى الساعة بفضل الله.
فعند أن أراد عقيل المقطري ومن معه من السرورية محاكمة الوالد العلامة الوصابي –رحمه الله- بسبب مسألة كان الإمام الوادعي يخطئ الوصابي فيها، وقد تراجع العلامة الوصابي عنها-

لكنه لما علم بتطاول السرورية على العلامة أبي إبراهيم –رحمه الله- غضب جدا وأخرج في ذلك شريطا دفاعا عن العلامة الوصابي –رحمه الله- صَبَّره وذكَّره بنعمة الله عليه وأثنى عليه ودعا فيه على عقيل المقطري ثلاثا بأعلى صوته -وقد احمر وجهه وانتفخت أوداجه- بقوله: «قطر الله دمه، قطر الله دمه، قطر الله دمه، أيريد أن يحاكم أبا إبراهيم!!!».

وعند أن رمى بعض المبتدعة بقنبلة على بيت فضيلة الشيخ الناقد البصير عبد العزيز البرعي –حفظه الله- بسبب ردوده العلمية التي دوختهم، غضب لذلك الإمام الوادعي –رحمه الله- غضبا شديدا وأخرج في ذلك شريطا انتصر فيه لتلميذه وساعده الأيمن في محافظة (إب) وضواحيها وأثنى عليه ثناء عطرا بما هو أهله، والشريط مطبوع في (تحفة المجيب) (385) تحت عنوان (نصيحتي لأهل السنة)

وعند أن قام أصحاب المنهج الذين من زعمائهم الحذيفي بإيغار صدر بعض كبار أهل العلم -حفظهم الله- على الإمام الوادعي بأنه يأوي في مركزه حزبيين! وأنه ... وأنه ...، أرسل ذلك الشيخ المبارك -حفظه الله وعافاه- إلى شيخنا ينصحه بتصفية الدار من الحزبيين!!!
فلما بلغ ذلك الإمام الوادعي غضب غضبا شديدا وقال: «قولوا له: أنا أعرف بطلابي من غيري، لا آذن لأحد أن يتدخل في طلابي بشيء».

وأقول: إذا كان الحذيفي ومن معه من أصحاب المنهج ليسوا راضين عن منهج الإمام الوادعي –مع كونه من كبار علماء السنة في هذا العصر- فكيف سيرضون عن طلابه من بعده؟!!!
وإذا كانوا يتمردون على الإمام الوادعي ويحزبون طلابه بين يديه، ويتهمونه بلسان الحال بعدم إعطاء المسائل المنهجية حقها وبإيواء الحزبيين حتى كادوا أن يفتنوا بينه وبين بعض العلماء من أجل هذا الأمر -مع كونه من أشد علماء السنة على الحزبية وأعرفهم بها- فكيف سيرضون عن طلابه من بعده؟!!!

والناظر في التشغيبات التي قام بها الحذيفي ومن معه على الإمام الوادعي يرى أنه نفس التشغيبات التي يشغبون بها حاليا على كبار طلابه!
فبالأمس يطعنون في الإمام الوادعي بلسان الحال أنه يأوي الحزبيين ويقربهم منه ولا يصفي الدار منهم! وأنه لا يعطي المسائل المنهجية حقها! واليوم يطعنون في بعض كبار طلابه بنفس تلك الطعونات! (شنشنة أعرفها من أخزم)

فلا غرابة من إثارة الحذيفي اليوم ومن معه من البريكيين الفتنة في الدعوة السلفية في اليمن وطعنهم في علمائها وحملتها واتهامهم بما ليس فيهم، والتحريش بينهم وبين غيرهم، فالشيء من معدنه لا يستغرب، ومن شب على شيء شاب عليه، إلا من رحم الله.

وقد عرض الأخ علي الحذيفي بعض بحوثاته على الشيخ الإمام ليراجعها ويقدم لها، فراجع الشيخ له رسالة صغيرة في التنصير وقدم له فيها، واعتذر له عن المراجعة والتقديم لغيرها مما يرى الشيخ أنه ليس صالحا للنشر على تلك الصورة.
فلعل هذا من أسباب تحامل الحذيفي على الشيخ الإمام وطعنه فيه بما هو منه بريء، والله أعلم.

وبمناسبة اعتذار الشيخ الإمام للحذيفي عن المراجعة والتقديم لبعض رسائله، أذكر الحذيفي –وفقه الله- بقول الإمام العلائي –رحمه الله- في شأن الجرح والتعديل: «وهذا كله إذا صفت النيات وخلصت الطويات من شوب حسد أو عداوة دنيوية أو منافسة أو ما أشبه ذلك.
فليتفقد القائل قلبه، وليتق الله ربه، فإنه لا يكون شيء من الأسباب الدنيوية كامناً ويلبس عليه الشيطان أن كلامه هذا إنما هو لله ولنصيحة المسلمين، وليس الأمر كذلك» (نظم الفرائد) (ص428-429).

وبقول الحافظ ابن رجب --: «ومن عرف منه أنه أراد برده على العلماء النصيحة لله ورسوله، فإنه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان.
ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة.
ويعرف هذا القصد تارة بإقرار الراد واعترافه، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله» (الفرق بين النصيحة والتعيير) (ص: 14)

وبهذا أكون قد انتهيت –بفضل الله- من الحلقتين الأولى والثانية، اللتين تعدان تمهيدا لبقية الحلقات بإذن الله.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه/ نور الدين السدعي (23/12/1436ه)



viewtopic.php?f=2&t=183
آخر تعديل بواسطة عبدالملك الإبي في السبت 26 ذو الحجة 1436هـ (10-10-2015م) 10:26 pm، تم التعديل مرة واحدة.


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة الثالثة

إنكاره على الشيخ الإمام التفصيل في الإخوان المسلمين والتبليغ.

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات
(الحلقة الثالثة)
إنكاره على الشيخ الإمام التفصيل في الإخوان المسلمين والتبليغ.


الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد: فقد نقل الحذيفي في (الحلقة الثالثة) التي هي بعنوان (ثناؤه على بعض الناس في الجماعات والسبب في ذلك) عدة نقولات عن الشيخ الإمام –حفظه الله- يفصل فيها الشيخ في شأن أفراد الإخوان المسلمين وفرقة التبليغ.

ومن ذلك قول الحذيفي: تكلم محمد الإمام في (الوثائق التآمرية) في بعض كتبه عن الإخوان المسلمين بكلام جيد، ثم استثنى بعض الإخوان المسلمين فقال: نحن نعلم أنه يوجد في الإخوان المسلمين إخوة أفاضل، يكرهون الرافضة أينما كانت وحيثما حلت؛ بسبب ما هي عليه من الشر المبطن، ولكن الغالب أن هؤلاء يُحارَبون من قبل قيادة الإخوان المسلمين ويُراقَبون، فلا قدرة لهم على الإصلاح في داخل الحزب ولا على التأثير على الأفراد إلا ما ندر، وهؤلاء الأفاضل ليس بأيديهم شيء.

ومن ذلك قول الشيخ الإمام: وقد مثلت بحزب الإخوان المسلمين –والمعروف في بلاد اليمن بالتجمع اليمني للإصلاح– دون غيرهم؛ لأنهم يزعمون أنهم واجهة الإسلام. وهيهات هيهات أن يكونوا كذلك! فكم حاربوا الإسلام باسم الإسلام!
ومن كان في أوساطهم وفيه خير وصلاح، فلا يمكنونه من دعوتهم، فهو خارج الخط، على حسب النظام السري الذي يسيرون عليها اهـ
ثم قال الحذيفي –بعد عدة نقولات من هذا القبيل-: فمحمد الإمام يرى أن الرجل قد يكون مع الإخوان المسلمين أو مع جماعة أخرى، ويكون سلفيا في الوقت نفسه.
فهذا يدل على أن دائرة أهل السنة عند محمد الإمام واسعة، بينما السنة عند الأئمة هي التمسك بالإسلام المحض الخالص عن الشوب كما قال شيخ الإسلام، ولن يكون كذلك حتى تجتمع فيه خصال السنة كلها. اهـ


أقول: أولا: ليس في كلام الشيخ الإمام –حفظه الله- أن في أوساط الإخوان المسلمين من هو سلفي كما زعم الحذيفي.
ثانيا: على فرض ذلك فليس الشيخ الإمام هو العالم الوحيد من علماء أهل السنة الذي يرى أن الرجل قد يكون منتسبا إلى فرقة من الفرق وهو سلفي في الوقت نفسه.
ولبيان ذلك فلتعلم أن التفريق في الحكم على المبتدعة وأهل الأهواء من حيث العموم والتعيين هو العدل الذي قرره ونبه عليه جماعة من علماء الإسلام.

فالحكم على المُعَيَّن بالبدعة أو الكفر لابد فيه من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، بخلاف الحكم من حيث العموم؛ فهؤلاء الجهمية الذين نقل الإمام اللالكائي في كتابه (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) (1/ 260 -342) إجماع (550) من سلف الأمة على تكفيرهم لقولهم بخلق القرآن.
ومع ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (مع أن الإمام أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم.
بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم، وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة، لم يكفرهم أحمد وأمثاله، بل كان يعتقد إيمانهم وإمامتهم ويدعو لهم) (مجموع الفتاوى) (7/507)
وقال –رحمه الله- مبينا منهج السلف في التفريق في الحكم على المبتدعة من حيث العموم والتعيين: (ولهذا كان السلف والأئمة يكفرون الجهمية في الإطلاق والتعميم، وأما المُعَيَّن منهم فقد يدعون له ويستغفرون له؛ لكونه غير عالم بالصراط المستقيم.
وقد يكون العلم والإيمان ظاهراً لقوم دون آخرين، وفي بعض الأمكنة والأزمنة دون بعض، بحسب ظهور دين المرسلين) (بيان تلبيس الجهمية) (1/ 10)
وقال –رحمه الله- موضحا اشتراط ثبوت الشروط وانتفاء الموانع في الحكم على المُعَيَّن: (فإن نصوص الوعيد التي في الكتاب والسنة، ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك، ﻻ يستلزم ثبوت موجبها في حق المُعَيَّن ، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، ﻻ فرق في ذلك بين الأصول والفروع) (مجموع الفتاوى) (10/372)
وقال –رحمه الله- موضحا هذا أيضا: (مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني، أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب مُعَيَّن إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية، التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى، وعاصيا أخرى) (مجموع الفتاوى) (10/ 327)
ولما حصل الاعتراض على شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في المناظرة التي جرت بينه وبين خصومه في شأن (العقيدة الواسطية) في قوله فيها: (ومن أصول الفرقة الناجية أن الإيمان والدين قول وعمل يزيد وينقص... قالوا: فإذا قيل: إن هذا من أصول الفرقة الناجية، خرج عن الفرقة الناجية من لم يقل بذلك ... وإذا لم يكونوا من الناجين لزم أن يكونوا هالكين) .
رد شيخ الإسلام على إلزام خصومه له بكلام فرَّق فيه في الحكم من حيث العموم والتعيين، حيث قال -رحمه الله-: (ليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد، يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته) (مجموع الفتاوى) (3/ 179)

وفصل الإمام الذهبي –رحمه الله- في شأن أفراد بعض الفرق بقوله: (غلاة المعتزلة، وغلاة الشيعة، وغلاة الحنابلة، وغلاة الأشاعرة، وغلاة المرجئة، وغلاة الجهمية، وغلاة الكرامية قد ماجت بهم الدنيا، وكثروا، وفيهم أذكياء وعباد وعلماء). (سير أعلام النبلاء) (20/ 45-46)

وقال الإمام الألباني –رحمه الله- مبينا خطر عدم التفريق في الحكم على المبتدعة من حيث العموم والتعيين: (نحن لا نعطي حكما نهائيا بالنسبة لكل الفرق الضالة، الحكم النهائي أنها فرق ضالة، أما أن نعطي حكما نهائيا في كل فرد من أفراد الفرق الضالة، فهذا جنف وبغي وظلم وعدوان لا يجوز.
عندنا مثلا الشيعة ومن يقال فيهم الرافضة كثير من علمائهم لا نشك في كفرهم وضلالهم كالخميني مثلا؛ لأنه أعلن كفره في رسالته (الحكومة الإسلامية)
لكن لا نستطيع أن ندين كل فرد من أفراد الشيعة أنه يتبنى هذه العقيدة؛ فيمكن أن يكونوا على الفطرة) (دروس صوتية) (29/6)

وقال الإمام العثيمين –رحمه الله-: (وأما الخطأ في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفًا لطريق السلف، فهو ضلال بلا شك، ولكن لا يحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعًا فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفيًّا فيما سواه) (العلم) (ص: 148-149)

ومن أمثلة سير العلماء على هذا التأصيل العلمي الدقيق أن شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- الذي نكل بالأشاعرة وكشف عوارهم، اعترف أن في أفرادهم فضلاء لهم مساع مشكورة وحسنات مبرورة.
فقد قال –رحمه الله- بعد كلام طويل عن الأشاعرة، وتحذير العلماء منهم: (ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة.
وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف) (درء تعارض العقل والنقل) (2/ 102)

وهذا سماحة الإمام ابن باز –رحمه الله- يفصل في شأن بعض أفراد الأشاعرة فيصفهم بالأئمة والعلماء والأخيار، حيث قال: (الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور، ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات، وليسوا بكفار، بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار، ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات) (مجموع فتاوى ابن باز) (28/ 256)

وهكذا يجري التفصيل في الحكم على الإخوان المسلمين من حيث التعميم والتعيين.
فإذا كان التفصيل في الحكم على الفرق من حيث العموم والأفراد يقال في حق الرافضة والجهمية، فمن باب أولى أن يقال في حق الإخوان المفلسين.

وليس الشيخ الإمام -السيف المسلول على الإخوان المسلمين في اليمن- هو العالم الوحيد من علماء أهل السنة الذي سار على منهج السلف في التفصيل في شأن الإخوان المسلمين والتبليغ، مع بيانه لزيغهم وانحرافهم، وتصريحه هنا عن الإخوان أنهم طالما حاربوا الإسلام باسم الإسلام!
بل هذه فتوى الإمام الألباني والإمام الوادعي –رحمهما الله- في شأن هذه الفرقة الضالة المنحرفة عن الصراط المستقيم.

قال الإمام الألباني –رحمه الله-: (نرى جماعة التبليغ والإخوان المسلمين وحزب التحرير كجماعة لا أقول: كل فرد منهم؛ لأني أعرف أن في الإخوان وفي كل الجماعات هذه أفرادا يمشون معنا على الخط السلفي؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يجادلنا بأن هذا الخط الذي نحن ماضون فيه هو الذي قال عنه ربنا: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
ولذلك فنحن نعلم بالتجربة أن في كل هذه الجماعات أفرادا معنا على هذا الخط علما وعملا، لكن كجماعة كلهم لا يقومون بالفرض العيني). (دروس صوتية) (9/15)
وقال –أقر الله عينه بالجنة-: (الإخوان المسلمون فيهم من جميع الطوائف، فيهم سلفيون، فيهم خلفيون، فيهم شيعة، فيهم كذا وكذا ... فلا يصح أن يطلق عليهم صفة واحدة، وإنما نقول: من تبنى منهجا خلاف الكتاب والسنة من أفرادهم فهو ليس من الفرقة الناجية بل هو من الفرقة الهالكة). (سلسلة الهدى والنور) (666)

وسئل شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- هل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ من أهل السنة والجماعة أم لا ؟
فأجاب: (جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ والقطبية الأولى أن يُحكَم على مناهجهم،
فمناهجهم ليست بمناهج أهل السنة والجماعة.
أما الأفراد فبعض الناس يكون ملبساً عليه ويكون سلفيا، ويأتون إليه من باب نصر دين الله، ويمشي معهم ولا يدري ما هم عليه.
فالأفراد خليط لا يستطاع أن يحكم عليهم بحكم عام، لكن المناهج ليست مناهج أهل السنة) (غارة الأشرطة) (2/8)
وسئل –رحمه الله- ما هو موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين وحزب التحرير؟!
فأجاب: (موقف أهل السنة والجماعة من الإخوان المسلمين أنهم يحكمون على منهجهم بأنه منهج مبتدع، وعلى أفرادهم بأنه من كان يعلم بالمنهج ويلتزم به فإنه مبتدع.
ومن كان لا يعلم المنهج وهو يظن أنه ينصر الإسلام والمسلمين فيعتبر مخطئًا). (تحفة المجيب) (ص 203).
وقال–قدس الله روحه-: «من الإخوان المسلمين شباب طيبون يحبون السنة وما يتبعون الإخوان المسلمين إلا لأنهم يظنون أنهم على الحق وأنهم أهدى سبيلا». (من فقه الإمام الوادعي) (1 /80).
وقال –نور الله ضريحه-: «ما نَعُدُّ كل واحدٍ من الإخوان المفلسين ومن أصحاب الجمعية مبتدعًا، من عرف منهجهم وتبناه ورضي به فهو مبتدع.
أما رجل دخل معهم وهو يظن أنه ينصر دين الله فهو أضل من حمار أهله، لكن ما هو مبتدع، لا بد أن نضع الأشياء مواضعها، والله المستعان». شريط (أسئلة في المصطلح) لسنة (1419هـ)

فهذان الإمامان الألباني والوادعي –رحمهما الله- يفصلان في شأن الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، ويصرحان بأن في أفرادهم من هو سلفي، وهذا أعظم مما صرح به الشيخ الإمام.

فإن كان تفصيل الشيخ الإمام في شأن أفراد الإخوان المسلمين يعد عند الحذيفي قدحا في سلفيته ودليلا على توسيعه لدائرة أهل السنة، فيلزمه أن يكون هذا أيضا قدحا في سلفية السلف الصالح الذين نقل عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- التفريق في الحكم على الجهمية من حيث الإطلاق والتعيين!
ويلزمه أيضا أن يكون هذا قدحا في سلفية شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- الذي صرح بالتفصيل في الجهمية وصرح أن في الأشاعرة فضلاء لهم مساع مشكورة وحسنات مبرورة.
ويلزمه أن يكون هذا قدحا في سلفية الإمام الذهبي –رحمه الله- الذي صرح أن في غلاة المعتزلة، والشيعة، والأشاعرة، والمرجئة، والجهمية، والكرامية، أذكياء وعباد وعلماء.
ويلزمه أن يكون هذا قدحا في سلفية سماحة الإمام ابن باز –رحمه الله- الذي صرح أن في الأشاعرة الأئمة والعلماء والأخيار.
ويلزمه أن يكون هذا قدحا في سلفية الإمام الألباني –رحمه الله- الذي صرح أن من أفراد المنتمين للإخوان والتبليغ وحزب التحرير من هو سلفي!
ويلزمه أن يكون هذا قدحا في سلفية الإمام العثيمين –رحمه الله- الذي صرح أنه لا يُحكَم على صاحب الخطأ في العقيدة بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، ويصر على خطئه.
ويلزمه أن يكون هذا قدحا في سلفية الإمام الوادعي –رحمه الله- الذي صرح أن من أفراد الإخوان والقطبية والتبليغ من هو سلفي، وأن من الإخوان المسلمين شباب طيبين يحبون السنة!

ويلزم الحذيفي أن يكون هذا أيضا دليلا على توسيع هؤلاء العلماء لدائرة أهل السنة!!!
حيث إن الحذيفي يرى أنه لا يمكن أن يكون في فرقة من الفرق من هو سلفي في حقيقة الأمر، بل يجعل هذا قدحا في سلفية من يرى ذلك ودليلا على توسيعه لدائرة أهل السنة! كما سبق نص كلامه -بفضل الله-

وتأصيل الحذيفي الذي هنا من تعميم الحكم بالبدعة على كل فرد من أفراد أهل البدع، يلزم منه التبديع لكل من وقع في بدعة بغض النظر عن ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، وهذا تأصيل حدادي خبيث.
وسيأتي بيان فساده أكثر في (الحلقة الرابعة) –إن شاء الله-

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ نور الدين السدعي (25/12/1436هـ)



viewtopic.php?f=2&t=185


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة الرابعة

إنكار الحذيفي على الشيخ الإمام عدم الإخراج من السنة بالخطأ الكبير الصادر عن اجتهاد.

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات
(الحلقة الرابعة)
إنكار الحذيفي على الشيخ الإمام عدم الإخراج من السنة بالخطأ الكبير الصادر عن اجتهاد.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد: فقد بينت –بفضل الله- في (الحلقة الثالثة) المنهج السلفي في التفريق في الحكم على الفرق المنحرفة من حيث العموم والتعيين، وأنه لابد في تنزيل الحكم على المعين من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
مدعما ذلك بأقوال أهل العلم من السابقين واللاحقين، مبينا زلل الحذيفي ومخالفته للمنهج السلفي العتيق في هذه المسألة.
وبينت هناك –بفضل الله- أن إنكار الحذيفي للتفريق في الحكم على الفرق المبتدعة من حيث العموم والتعيين، يلزم منه تعميم الحكم بالبدعة على كل فرد انتسب إلى فرقة من الفرق المبتدعة.
ويلزم منه أيضا التبديع لكل من وقع في بدعة، بغض النظر عن ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، وهذا من أبرز علامات الحدادية التي عرفوا بها.
قال الوالد العلامة ربيع –حفظه الله- في ذكر علامات الحدادية: (قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة).

وقد أحببت أن أدلل أيضا –بإذن الله- في هذه (الحلقة) على وقوع الحذيفي في هذا المنهج المنحرف، وبيان براءة المنهج السلفي منه؛ ليكون تتمة لما سبق في الحلقة السابقة.
فأقول: صرح الحذيفي في منشوره: (وقفات مع الإبانة) بقوله: (الزلات المانعة من القدح فيه –يعني السني- مقيدة بأن يكون الخطأ صغيرا، وأن يكون صادرا عن اجتهاد دون علم بالنص الذي خالفه).اهـ

أقول: هذا التأصيل الحدادي يخرج العشرات من علماء أهل السنة من السنة الذين لم يسلموا من زلة من الزلات الكبيرة عن طريق الخطأ في الاجتهاد.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة.
إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة؛ وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم) (مجموع الفتاوى) (19/ 191-192)
فهل يستطيع الحذيفي أن يحكم على هؤلاء المجتهدين من السلف والخلف بالبدعة؛ لأنهم ارتكبوا الخطأ الكبير بقولهم وفعلهم ما هو بدعة؟!!
وهل يستطيع الحذيفي أن يحكم على الإمام ابن عبد البر –رحمه الله- بالخروج من السنة بسبب زلته في صفة الضحك لله سبحانه وتعالى؟!
وهل يستطيع الحذيفي أن يحكم على الإمام ابن خزيمة –رحمه الله- بالخروج من السنة بسبب زلته في مسألة الصورة لله تعالى؟!

ولا نعلم أحدا سبق الحذيفي إلى تبديع العالم السني بارتكاب الخطأ الكبير الصادر عن اجتهاد، بل القاعدة عند أهل العلم أن التعامل مع الزلة -الصادرة من العالم السني عن اجتهاد- يكون بثلاثة أشياء.
الأول: حمل كلامه على محمله الحسن.
الثاني: رد زلته عليه بما لا يؤدي إلى منكر أعظم، والتماس العذر له في ذلك.
الثالث: لا تهدر بذلك مكانته، وتطمس محاسنه.
وقد ذكرت –بفضل الله- شيئا من أقوال أهل العلم التي تدل على هذا التقعيد في منشوري (الموقف الشرعي من زلة العالم السني)

ومن ذلك:
قول الإمام ابن القيم –رحمه الله-: «ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين» (إعلام الموقعين) (3/220)

وقول الإمام الذهبي –رحمه الله-: «ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك» (سير النبلاء) (5/271)

وقول الإمام الشاطبي –رحمه الله-: «فلا بد من النظر في أمور تنبني على هذا الأصل، منها: أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له، وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع، ولذلك عدت زلة، وإلا فلو كانت معتدا بها؛ لم يجعل لها هذه الرتبة، ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها.
كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير، ولا أن يشنع عليه بها، ولا ينتقص من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا، فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين» (الموافقات) (5/136-137)

فهؤلاء الأئمة ابن القيم والذهبي والشاطبي –رحمهم الله- ينصون على أن العالم السني قد تقع منه الزلة –أي عن اجتهاد- ولا يخرج بذلك عن السنة.
فمن أين للحذيفي أن الزلة المغتفرة من العالم السني مقيدة بأن يكون الخطأ صغيرا؟! ومن هو سلفه في هذا التأصيل والتقعيد؟! أم أن حاله كما قيل:
وإني وإن كنت الأخير زمانه### لآت بما لم تستطعه الأوائل

وتقييد الحذيفي الزلة التي لا يخرج صاحبه من السنة بالخطأ الصغير لا فائدة منه، بل هو تحصيل حاصل فمن الذي يسلم من الخطأ الصغير؟! سوى الأنبياء والرسل –عليهم الصلاة والسلام-
وإنما الشأن في وقوع العالم السني في الزلة والخطأ الكبير عن اجتهاد هل يخرج بذلك من السنة أم لا؟!

والمعروف أن الذين لا يفرقون في الحكم على الفرق المنحرفة من حيث العموم والأفراد، ويخرجون الشخص من السنة بمجرد الخطأ الكبير والزلة ولو كانت ناتجة عن اجتهاد هم الحدادية، لا السلفيون.
فلهذا حكم الحدادية على الإمامين الجليلين النووي وابن حجر –رحمهما الله- بالبدعة والخروج من السنة!
وهذا مما يلزم الحذيفي لأنه يرى أن الخطأ الكبير يخرج العالم السني من السنة ولو كان صادرا عن اجتهاد؟!!
ولأن الحذيفي لا يفرق في الحكم على المبتدعة من حيث العموم والتعيين، بل ويجعل ذلك قدحا في سلفية من يفرق! ودليلا على توسيعه لدائرة أهل السنة؟! كما سبق نص كلامه –بفضل الله- في (الحلقة الثالثة)

وقد تصدى للحدادية علماء السنة في هذا العصر، ودافعوا عن الإمامين ابن حجر والنووي –رحمهما الله- والتمسوا لهما الأعذار، ونصو ا على أن أخطاءهما هذه لا تخرجهما من أهل السنة.
فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الإمام ابن باز –رحمه الله-: ما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟
فأجابت بعد كلام طويل: (موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها: أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم -فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء-
وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير.
وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة -رحمهم الله- سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال، أم بعض ذلك) (فتاوى اللجنة الدائمة) (3/ 240-241)

ونص على عدم إخراج ابن حجر والنووي –رحمهما الله- من السنة بسبب زلاتهما الإمام الألباني –رحمه الله- كما في (سلسلة الهدى والنور) (724)
والإمام ابن عثيمين –رحمه الله- كما في كتاب (العلم) (ص149)
والإمام الوادعي –رحمه الله- كما في (إتحاف الخليل بمن تكلم فيهم الإمام الوادعي من الرواة بجرح أو تعديل) (ص170)

وسيرا على هذا المنهج السلفي السليم لما وقع العلامة بكر أبو زيد –رحمه الله- في تلك الزلة وهي الدفاع عن سيد قطب، لم يبدعه كبار علماء السنة في هذا العصر كالألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والفوزان والمفتي والعباد.
بل العلامة ربيع –حفظه الله- الذي ناقشه بمؤلف خاص في هذه المسألة لم يبدعه بل اكتفى بتخطئته وأنكر على من نقل عنه تبديعه.
وزاد الإمام العثيمين –رحمه الله- على ذلك أنه شرح رسالة العلامة بكر –رحمه الله- (حلية طالب العلم) وأثنى عليه.

وسيأتي زيادة إيضاح للمنهج السلفي في هذه المسألة، وبيان زلل الحذيفي ومخالفته للمنهج السلفي فيها في (الحلقة الخامسة) -بإذن الله-
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه/ نور الدين السدعي، بتاريخ (27/12/1436هـ)


viewtopic.php?f=2&t=194


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة الخامسة

إنكار الحذيفي على الشيخ الإمام في الضابط لتمييز السني من غيره.


إنكار الحذيفي على الشيخ الإمام في الضابط لتمييز السني من غيره.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:



فقد بينت –بفضل الله- في الحلقتين (الثالثة) و (الرابعة) المنهج السلفي في التفريق في الحكم على الفرق المنحرفة من حيث العموم والتعيين، والتعامل الشرعي مع الزلة الصادرة من العالم السني الصادرة عن اجتهاد.
وبينت هناك –بفضل الله- مخالفة الحذيفي لمنهج السلف في هاتين المسألتين، بإنكاره التفريق في الحكم على الفرق المنحرفة من حيث العموم والتعيين، وإخراجه للعالم السني بالزلة الكبيرة الصادرة عن اجتهاد.
وقد حصل بسبب زلل الحذيفي عن المنهج السلفي في هاتين المسألتين خطأ عجيب وتأصيل غريب في مسألة الضابط لتعريف السني وتمييزه عن غيره.

فقد نقل الحذيفي في رسالته (وقفات مع الإبانة) قول الشيخ الإمام: (فاتضح من كلام أهل العلم أن السني من عرف باتباع الأصول الثابتة القرآن والسنة وما عليه سلف الأمة)
ثم تعقبه بقوله: هذه الأصول لا تكفي؛ لأنها عامة لا تميز أهل السنة الخلص من غيرهم، بدليل ما استنتجه المؤلف.
وزعمه أن هذا من كلام أهل العلم فيه نظر، والميزان عند الأئمة هو التمسك بالإسلام الخالص.
قال البربهاري في (شرح السنة): ولا يحل لرجل أن يقول فلان صاحب سنة حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، فلا يقال فيه صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها.
فهذا الأصل أدق من الأصول التي ذكرها المؤلف.اهـ

سبحان الله! الاتباع للأصول العظيمة الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة لا تميز عند الحذيفي السني الخالص من غيره!!!!!


ماذا يريد الحذيفي للسني حتى يصير سنيا خالصا، وقد اتبع هذه الأصول العظيمة التي هي الإسلام المحض الخالص!!!


وما أشبه الحذيفي في هذا التأصيل بالحدادية الذين كانوا يلقبون أنفسهم بأهل السنة المحضة!
قال الوالد العلامة ربيع –حفظه الله- عن الحدادية: هم أهل السنة المحضة زعموا! وهم من أفراخ القطبية وأنابهم! ويسمون أنفسهم بأهل السنة المحضة كذبا وزورا! (تعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة) (ص87)

وما أشبه الحذيفي في هذا أيضا بالحجاورة الذين فرقوا في خلال فتنتهم بين أهل السنة النصحاء الخلص –يعنون أنفسهم- وبين غيرهم من أهل السنة!
والحذيفي هنا يلقب من كان على شاكلته بأهل السنة الخلص!
تشابهت قلوب الحدادية والحجاورة والبريكيين في تمييز أنفسهم عن غيرهم بألقاب وتزاكي تخصهم!

فإن قلت: فمن هو إذا السني الخالص عند الحذيفي الذي لا يكفي اتباع الأصول الثلاثة لتمييزه؟
فالجواب: لعل السني الخالص عند الحذيفي هو من كان على شاكلته الذين لقبهم الإمام الوادعي بأصحاب المنهج وطرد بعضهم من الدار، وأراد طرد البعض الآخر كالحذيفي لولا أنه شعر بذلك ففر هاربا!
السني الخالص هم أمثال الحذيفي الذي بلغ به الخلوص في السنة إلى اختلاق الأخطاء لعلماء أهل السنة ومحاولة تضخيمها.
السني الخالص هم أمثال الحذيفي الذي بلغ به الخلوص في السنة إلى تتبع عثرات علماء أهل السنة وتضخيمها وتهويلها، ولو كان عذرهم واضحا كالشمس في رابعة النهار!

السني الخالص هم أمثال الحذيفي الذي بلغ به الخلوص في السنة أنهم يرون القذى في أعين غيرهم ولا يرون الجذع في أعينهم!

السني الخالص هم أمثال الحذيفي الذي بلغ به الخلوص في السنة أنه لا يفرق في الحكم على المبتدعة من حيث العموم والتعيين! كما سبق بيانه –بفضل الله- في (الحلقة الثالثة).
السني الخالص هم أمثال الحذيفي الذي بلغ به الخلوص في السنة أنه يخرج من السنة من وقع في زلة كبيرة –حسب تعبيره- ولو كان معروفا باتباع الأصول الثلاثة العظيمة، وكانت زلته ناتجة عن اجتهاد؟!!
هؤلاء هم أهل السنة الخلص عند الحذيفي وأمثاله.

والناظر في تعريفات أهل العلم للسلفي يجدها لا تخرج عن التعريف الذي أتى به الشيخ الإمام، وهو: (الاتباع للأصول الثلاثة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح)
وبعضهم يقتصر على ذكر الأصل الثالث لتضمنه للأصلين الأوليين.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «هم المتمسكون بكتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان» ”مجموع الفتاوى“ (2/375)


وقال الإمام السفاريني –رحمه الله-: «المراد بمذهب السَّلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وأعيان التابعين لهم بإحسان وأتباعهم وأئمة الدين، ممن شُهِدَ له بالإمامة وعَظُم شأنه في الدين» ”لوامع الأنوار البهية“ (1/20)


وقالت ”اللجنة الدائمة للإفتاء“: «السلف هم أهل السنة والجماعة المتبعون لمحمد -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة –رضي الله عنهم- ومن سار على نهجهم إلى يوم القيامة».”فتاوى اللجنة الدائمة“ (2/240).


وقال سماحة الإمام ابن باز –رحمه الله-: «إن السلف هم أهل القرون المفضلة، فمن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم فهو سلفي، ومن خالفهم في ذلك فهو من الخلف» ”تعليقات التويجري على الحموية“ (ص203)


وقال الإمام ابن عثيمين –رحمه الله-: «أهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة، إذا كان على طريق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فإنه سلفي» ”شرح العقيدة الواسطية“ (1/53-54)


وَسُئِلَ شيخنا الوادعي –رحمه الله- عن مفهوم الدعوة السلفية؟ فأجاب: «مفهوم الدعوة السلفية هو التمسك بالكتاب والسنة على ما فهمه السلف الصالح» ”قمع المعاند“ (ص353).


وسُئِلَ –رحمه الله-: متى يحكم على الشخص بأنه سلفي أو سني؟
فأجاب: «يحكم عليه بأنه سلفي أو سني إذا كان يعمل بكتاب الله وبسنة رسول الله على فهم السلف -إلى أن قال:- فالدعايات لا تنفع، فإن السني هو الذي يعمل بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في حدود ما يستطيع، على فهم سلفنا الصالح)”غارة الأشرطة“ (1/156)

فإن كان تعريف الشيخ الإمام للسلفي بأنه من اتبع الأصول الثلاثة العظيمة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح يعد تعريفا قاصرا قادحا في سلفيته فيلزم الحذيفي أن يكون هذا أيضا قدحا في سلفية هؤلاء الأئمة الأعلام!!!

ولا منافاة بين كلام هؤلاء العلماء وبين كلام البربهاري وشيخ الإسلام الذي نقله الحذيفي، وذلك من ثلاثة أوجه:


الأول: أن من تمسك بهذه الأصول العظيمة الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، فقد تمسك بالإسلام الخالص عن الشوب، وقد اجتمعت فيه خصال السنة كلها.


الثاني: كونه يقع في بعض الزلات اجتهادا منه مع كونه معروفا بالتمسك بالثلاثة الأصول العظيمة هذا لا ينافي كونه متمسكا بالإسلام الخالص، وإلا لزم من ذلك إخراج من لم يسلم من زلة من الزلات من علماء أهل السنة.


الثالث: شيخ الإسلام الذي نص على الإسلام الخالص عن الشوب، هو الذي قرر أكثر من مرة كما سبق معنا –بفضل الله- في (الحلقة الثالثة) التفريق في الحكم على أهل الأهواء من حيث العموم والتعيين.
وهو الذي نص كما سبق معنا –بفضل الله- أن كثيرا من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا أو فعلوا ما هو بدعة؛ لأعذار لهم في ذلك.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


كتبه/ نور الدين السدعي، بتاريخ (29 / 12 /1436 هـ)

viewtopic.php?f=2&t=198


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

الحلقة السادسة

زعمه أن فتاوى الشيخ الإمام تصب في مصلحة الرئيس السابق.


بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات
(الحلقة السادسة)
زعمه أن فتاوى الشيخ الإمام تصب في مصلحة الرئيس السابق.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:



فقد أخرج الحذيفي مقالا تحت عنوان: (الحلقة السابعة فتاوى محمد الإمام تصب في مصلحة الرئيس السابق) مليء للأسف بالتناقض والتلبيس والإخبار بغير حقيقة الأمر، وبما لا يلام عليه الشيخ الإمام أصلا.

-أما ما لا يلام عليه الشيخ الإمام فَنقْل الحذيفي عن الشيخ الإمام –حفظه الله- مواقف مؤيدة آنذاك للرئيس السابق منها.


- تأييده له في محاربة الحزب الاشتراكي الملحد.


- تأييده له في الحروب الستة التي خاضها في (صعدة).


- إنكاره على أصحاب ثورة الربيع العربي التي هي كما قال العلامة الفوزان: (التدمير الغربي).


- إنكاره للمخطط الغربي في تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم.


وهذه كلها مما يحمد عليه الشيخ الإمام لا مما يذم عليه، ولا أظن أحدا من علماء أهل السنة يخالف الشيخ الإمام فيها.
وهذا يدل على أن الشيخ الإمام وإن أنكر بعض منكرات الحكام فإنه يسير مع ذلك على منهج السلف من حيث عدم التهييج للخروج عليهم أو التمرد عن طاعتهم في غير معصية الله.

-وأما الأشياء التي هي على خلاف الواقع فمنها:


1-قول الحذيفي عن الشيخ الإمام: إنه أنكر الحرب في دماج.


وهذا كذب مفضوح، فلم ينكر أحد من علماء أهل السنة في اليمن ولا في غيرهم شرعية الجهاد في دماج وقت الحصار، وإنما وقع الخلاف في فتح جبهات تابعة لدماج هل هي من جهاد الدفع أم من جهاد الطلب؟
كما بين ذلك شيخنا عبد العزيز البرعي –حفظه الله- في مقاله القيم (كلمة إنصاف في موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف).
بل أخرج علماء أهل السنة في اليمن بما فيهم الشيخ الإمام أيام حصار دماج بيانا منشورا بشرعية الجهاد في (دماج) وما حولها من القرى.
فكيف يزعم الحذيفي أن الشيخ الإمام لم يكن يرى شرعية الجهاد في دماج؟! (سبحانك هذا بهتان عظيم)



2- زعم الحذيفي أن عدم فتوى الشيخ الإمام بالقتال كان تلبية لرغبة الرئيس السابق!


وهذا كذب محض عياذا بالله! فلم يكن للرئيس السابق ولا لأحد من المقربين لديه أي يد في عدم الفتوى بالقتال آنذاك ولا في الوثيقة لا من قريب ولا من بعيد.
وكل الأخبار الواردة في ذلك التي يتناقلها البريكيون كذب ليس لها أساس من الصحة.
بل الرئيس الحالي –وفقه الله- هو الذي له يد في هذا الأمر، فهو الذي أرسل عدة لجان رئاسية إلى (معبر) من أجل إبرام اتفاقية بين الطرفين.
وهو الذي دعا مرارا وتكرارا إلى إيقاف الاقتتال بين الطرفين في جميع الجبهات القتالية آنذاك، في (حاشد) و (دماج) و (كتاف) و (حرض) و (عمران) و (الجوف) و (أرحب) و (الرضمة).
وأرسل اللجان الرئاسية إلى جبهات القتال عدة مرات لتحقيق هذا الأمر.


فكيف يقال: إن توقيع الشيخ الإمام على الوثيقة وعدم اصطدامه بالرافضة كان تلبية للرئيس السابق، وهو في الحقيقة تلبية لطلب ولي الأمر حاليا؟!
أين برهانك يا حذيفي على ذلك وإلا: (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)



3-والشيء بالشيء يذكر فمن كذبات الحذيفي على الشيخ محمد الإمام في شأن دماج قوله عنه في حلقة من حلقاته هذه: (لا يتكلم من ناحية شرعية، وإلا فأين الكلام الشرعي في حصار دماج)



أقول: فتوى الشيخ الإمام في شرعية الجهاد في دماج وما حولها من القرى خير دليل على بطلان هذا الكلام.
وزيادة في بيان بطلان هذا الكلام أقول: قد سعى الشيخ الإمام في فك الحصار عن إخواننا في دماج بكل ما أمكن.
وغاب عن الدار عدة أيام لمقابلة رئيس الدولة آنذاك ورئيس الوزراء وعدد من كبار رجال الدولة وجلس معهم لغرض الاستعانة بهم في فك الحصار عن دماج.
ولما تولى الرئيس الحالي رئاسة البلاد زاره الشيخ الإمام برفقة عدد من كبار علماء أهل السنة في اليمن لمطالبته بالسعي في فك الحصار عن (دماج) والاستعانة به في ذلك.
ولم يكتف الشيخ الإمام بذلك حتى ندد في عدة خطب وكلمات بحصار دماج.
واستغل القبول الذي أكرمه الله به لجمع مبالغ كبيرة من الأموال من التجار للاستعانة بها في فك الحصار عن (دماج)
ورب ليلة أيام الحصار لا ينامها الشيخ حتى الفجر يبيت فيها يصلي ويدعو من أجل فك الحصار عن دماج.
ومن شدة ما كان ينزل به من الضيق أيام الحصار كان يضيق به الأمر جدا فلا يطيق البحث والمطالعة فينزل من غرفته التي يبحث فيها إلى البيت لعل ذلك يخفف عنه، فيضيق به الحال في البيت فيرجع إلى المكتبة وهكذا.
ويدعو في الدروس العامة بين الحين والآخر لأهل (دماج) ويؤمن على ذلك الطلاب، ويحث الطلاب على الدعاء لإخوانهم في (دماج)


فماذا يريد الحذيفي ومن معه من الحجاورة بعد هذا كله؟
هل يريدون أن يغطوا عين الشمس أم ماذا؟
نعوذ بالله من جحد المعروف وتحقير جهود العلماء.


ونقول للحذيفي: هذه جهود الشيخ الإمام في شأن فك الحصار عن دماج فأين جهودك في هذا الباب؟ أم أنك شغلت نفسك باختلاق عيوب لغيرك لا أساس لها من الصحة غافلا عن عيوب نفسك؟! نعوذ بالله من الخذلان.


أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو ### من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا



-وأما التلبيس في مقال الحذيفي هذا ففي عدة أشياء منها:

-زعمه عدم قيام الشيخ الإمام بالتنديد بالانقلاب العسكري على الرئيس الحالي تلبية لرغبة الرئيس السابق.


وهذا أيضا من الإخبار بغير حقيقة الأمر عياذا بالله!
فإن الشيخ الإمام لا يزال يندد في خطبه بين الحين والآخر بالثورات والتحذير من الفتن والقتل والقتال، وأقواله وخطبه في ذلك كثيرة جدا بحمد الله.
وإنما الذي تركه الشيخ التصريح بأسماء الأطراف المتقاتلة؛ لأنه يرى أن التصريح بطرف من الأطراف في خضم هذه الفتن يهيج الفتنة أكثر.
ولم يكتف الشيخ الإمام بذلك حتى ألف كتابا قيما بعنوان: (الله يعاملك كما تعامل عباده) نصح فيه جميع الأطراف السياسية في البلاد، وبالأخص منها التي تسعى في القتل والإفساد في الأرض، حتى يكاد أن يصرح باسمهم من خلال ذكر أوصافهم، ولسان حاله يقول: (إياك أعني واسمعي يا جارة) فلله دره من داعية محنك حكيم!
وقد وزع هذا الكتاب القيم مجانا بكميات كبيرة في المعسكرات وعلى بعض المسئولين وبعض الدوائر الحكومية وبين عامة الناس هنا وهناك، ولله الحمد.



-وأما التناقض في هذا المقال فَزعْم الحذيفي ومن معه من البريكيين أن الشيخ الإمام إخواني! مع اتهامهم له بالتحالف مع الرئيس السابق!


وهذا من أعظم التناقض، فلا يمكن أن يكون الرجل إخوانيا وهو حليف للرئيس السابق! فبين الرئيس السابق والإخوان من العداوة والحقد الشيء العظيم الذي بلغ إلى حد الفجور في الخصومة، عياذا بالله.



ومن تناقضات الحذيفي قوله في إحدى حلقاته هذه: (ومما رأيته في محمد الإمام أنه يبالغ في تشويه تاريخ الإمامة) يعني دولة الرافضة المعروفة بالملكية!

كذا يتهم الحذيفي الشيخ الإمام بالغلو في ذم دولة الرافضة، مع كونه يرى أن الشيخ الإمام لين مع الرافضة متمالئ معهم! عياذا بالله من الهوى وعدم الإنصاف.



وبهذا الإيضاح يتبين –بإذن الله- للمنصف زيف تلك الشبهة التي يكثر هاني ومن معه من البريكيين من الدندنة بها: أن الشيخ الإمام متمالئ مع الرئيس السابق!
ويتبين للمنصف أن هذه الشبهة من جملة الشائعات التي هي مجرد أكاذيب وأوهام وخيالات لا أساس لها من الصحة.
وبيننا وبين من يدندن بهذه الفرية الحجة والبرهان.


تالله ما بعد البيان لمنصف ### إلا العناد ومركب الخذلان

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه/ نور الدين السدعي، ليلة الجمعة، بتاريخ (2/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=200


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

(الحلقة السابعة)
كذبه على طلبة العلم في (دار الحديث بمعبر)




الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فقد انشغل الأخ علي الحذيفي –هداه الله- انشغالا عظيما عما يعنيه وعن الرد على أهل الفجور والإلحاد بتتبع عثرات أهل السنة في اليمن ومحاولة التشويه بهم ولو بالكذب والأباطيل!
حاله –للأسف- كما قال الإمام العثيمين –رحمه الله-: (والآن تجد بعض الإخوان -مع الأسف- يرد على إخوانه أكثر مما يرد على الملحدين الذين كُفْرُهم صريح.
يعاديهم أكثر مما يعادي هؤلاء، ويشهر بهم في كلام لا أصل له، ولا حقيقة له، لكن حسد وبغي!) (العلم) (ص81)
فتجد الحذيفي –هداه الله- يحرص في ردوده على محاولة تلفيق المعلومات، وصرف الكلام عن ظاهره، والقدح في النيات، -وخاصة في حلقاته الأخيرة- بما يثير العجب والاندهاش!
وكأن الغاية عنده في هذا الأمر تبرر الوسيلة! عياذا بالله.


والأمور المكذوبة التي نشرها الحذيفي في ردوده كثيرة، ولا زال يسوق لنا أخبارا لا خطام لها ولا زمام.
ليقدح بها في صفوة المجتمع اليمني ونقاوته علماء أهل السنة والجماعة، وفي مراكزهم التي تعد مفخرة ومأوى للدعوة السلفية في اليمن في هذا العصر!
وهيهات! هيهات! (فمن عادى العلماء خسر آخرته) وفي الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)


وقد بينت –بفضل الله- شيئا من هذه الأمور المكذوبة والملفقة في رسالتي (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن) وذكرت عشرا منها –بفضل الله- باختصار في (الحلقة الأولى) من هذه الحلقات.

ولا زال الحذيفي –هداه الله- مواصلا في التلفيق على علماء أهل السنة في اليمن وبالأخص منهم الشيخ الهمام محمد الإمام وطلاب العلم في (دار الحديث بمعبر)
لغرض التشويه بالخير العظيم والنور الساطع في دياجي الظلمات الذي أكرم الله به الشيخ الإمام وأهل السنة في اليمن! وأدامه عليهم في خضم هذه الفتن، وله الحمد والمنة.

ففي حلقات الحذيفي الأخيرة التي أخرجها جملة من الكذبات على الشيخ الإمام وطلاب (دار الحديث بمعبر) منها:


زعمه أن الشيخ الإمام أنكر شرعية الجهاد في دماج أيام الحصار.

زعمه أن عدم فتوى الشيخ الإمام بالقتال كان تلبية لرغبة الرئيس السابق!

وقد بينت –بفضل الله- زيف هاتين الكذبتين في (الحلقة السادسة) من هذه الحلقات، بما أغنى عن إعادته هاهنا.



3-ومن ذلك افتراؤه في حلقته (السادسة عشرة) على بعض طلاب العلم في (دار الحديث بمعبر) أنهم يعتقدون أن ولاية الرئيس السابق أولى من ولاية الرئيس الحالي!!!


سبحان الله! ما أجرأ هذا الرجل على الرمي بالكلام على عواهنه! من غير دليل أو برهان!
وعلى كل حال أقسم بالله أني لا أعلم أحدا من طلاب (دار الحديث بمعبر) بدءا بشيخها الهمام محمد الإمام إلى أصغر طالب يعتقد أن ولاية الرئيس السابق ما زالت مستمرة لم تنته حتى الآن.


4-ومن ذلك زعمه أن كثيرا من طلبة العلم في (دار الحديث بمعبر) فرحوا بانتصارات الرافضة على المناطق السنية!


سبحان الله! ما أجرأ هذا الرجل على مثل هذا البهتان والطعن في نية المئات من طلبة العلم والدعاة إلى الله وحفظة القرآن!
فهل شق الحذيفي عن قلوب هؤلاء الطلاب والدعاة إلى الله حتى يرميهم بهذه الفرية العظيمة؟! أم اطلع الغيب؟!
نعوذ بالله من الفجور في الخصومة ومن قلة الورع والمراقبة لله تعالى. (وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)



وقد نقل الحذيفي أخبارا عن بعض طلاب الدار ليلصقها بالشيخ الإمام وطلاب (دار الحديث بمعبر) –حرسها الله-
وهذه الأخبار على فرض صحتها لا ينسب إلى الشيخ منها شيء؛ فقد صرح الشيخ الإمام أنه لا يمثله إلا ما كان في موقعه.
وذكر عشية الثلاثاء السابق أن ما ينشره بعض الطلاب في (الفيس بوك) الذين لا يحسنون الكلام ويتكلمون حول سياسة الدول وما شابه ذلك أنه غير راض بهذا الأمر، وهدد بمعاقبة من يقوم بذلك.

ومن هذه الأخبار ما نقله الحذيفي عن أخينا الفاضل عبد الرحمن الخارفي –وفقه الله- بقوله: (ويسمع بعض الإخوة من عبد الرحمن الخارفي –أحد أتباع محمد الإمام- تحاملا على المقاومة التي أخرت الحوثيين وحليفهم من دخول (عدن) ويقول: ما بقي يقاتل إلا قليل من شباب عدن، وسيدخل القوم عدن -إن شاء الله-)

قلت: سألت عبد الرحمن الخارفي عن هذا الأمر فكتب لي ما نصه: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما نسبه إلي الأخ علي العدني المدعو بالحذيفي من أنني أحب أو فارح بدخول الحوثيين مدينة عدن إلخ هرائه ...
فهذا كلام غير صحيح وهذه فرية بلا مرية، كيف وهذا يخالف معتقد أهل السنة والجماعة! ووالله وبالله وتالله: لا أحب ولا أرضى بتسلط أهل البدع أيا كانوا على أهل الإسلام أبدا، أعوذ بالله من جهل وطيش.
غاية ما في الأمر أني كنت أُسأَلُ أحيانا بحكم أني كنت في (دار الحديث بالفيوش) قبل رمضان: لمن السيطرة آنذاك؟ أهي للحوثيين أم للمقاومة؟
فكنت أقول: لحج وأكثر عدن مع الحوثيين، وما بقي مع المقاومة والشباب إلا البريقة والمنصورة والشيخ، مع ما الناس فيه من أزمة خانقة من حيث الكهرباء والمواد الغذائية والحصار وانتشار بعض الأمراض.
فكنت أحكي الواقع لا غير.
لكن نقول لمن ينقل عنا غير هذا: لعلك أتيت من سوء فهمك أو من سوء قصدك أو منهما معا، والله حسيب الجميع.
وكم من عائب قولا صحيحا ### وآفته من الفهم السقيم
وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه.
وكتب: أبو عبد الله عبد الرحمن بن عايض الخارفي. (7/1/1437هـ)


ومن عجيب أمر الحذيفي أنه يوهم الناس أن خطبة الشيخ الإمام حول عودة النعم بعد زوالها يشير بها إلى رجوع صالح إلى سدة الحكم!

سبحان الله! ما كنت أظن الحذيفي يتردى إلى هذا المستوى! لكن حقده الدفين جعله يهرف بما لا يعرف! ويتكلم بمثل هذه الأعاجيب والأضحوكات!
ولله في ذلك حكمة (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا)

وأخيرا أنصح الحذيفي –هداه الله- أن يراقب الله في ردوده، وأن لا يحمله شدة الحقد على الشيخ الإمام إلى الكذب والافتراء عليه وعلى طلابه، وتحميل كلامهم ما لا يتحمل أو صرفه عن ظاهره!
قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)
قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله-: (أي لا يحملنكم بغض أقوام على ترك العدل؛ فإن العدل واجب على كل أحد، في كل أحد، في كل حال)
وأنصح الحذيفي أن لا ينقل إلا شيئا موثقا بالصوت أو المكتوب أو بنقل الثقة العدل عن مثله إلى صاحب الخبر.
وخاصة في النقل عن العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله فالتحري في حقهم أعظم وأعظم.

كما أنصح القراء لمقالات الحذيفي أن لا يقبلوا شيئا من نقولاته وبالأخص عن العلماء وطلبة العلم إلا بالمكتوب أو المسموع، أو بنقل الثقة المسمى المعروف عند العلماء عن مثله إلى صاحب الخبر.
لأن الحذيفي –هداه الله- قد عرف إما بالكذب ابتداء، أو بالنقل لأشياء مكذوبة لا أساس لها من الصحة، أو بالنقل عن مجاهيل ومبهمين لا ندري من هم.

والمبهم عند المحدثين من قسم الضعيف بالاتفاق.
خاصة إذا كان النقل فيما يتعلق بالعلماء والدعاة إلى الله الذين عرفوا بالخير والصلاح، فينبغي التحري في قبوله أكثر.
فهذا الأثرم يقول ذُكِرَ لأبي عبد الله –يعني الإمام أحمد- عن إنسان أنه يحكي عن ابن مهدي القدر، فقال -رحمه الله-: «ويحل له أن يقول هذا؟! هو سمع هذا منه؟! ثم قال: يجيء إلى إمام من أئمة المسلمين يتكلم فيه!» (تاريخ بغداد) (10/241)
وقال شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله-: «الواجب على المسلم إذا بلغه خبر من الأخبار فيما يختص بالدعاة إلى الله وفيما يختص بالمصلحين عليه أن يتحرى في هذا الأمر.
لا سيما ونحن في مجتمع كثر فيه الكذب، وكثرت فيه الدعايات الخبيثة»”المصارعة“ (ص28).

ثم خاض الحذيفي في مقاله هذا في التهويل من شأن زيارة الحوثي لمعبر.


وقد بينت –بفضل الله- في مقالي (مقارنة بين زيارة السفيرة الأمريكية للوادعي وبين الزيارة للإمام) الموقف من حيث الشرع والواقع وعمل العلماء تجاه هذه الزيارة.


ومما لم أنبه عليه هناك أن بعض الحاقدين يصرحون أن الشيخ الإمام أخرج البيان المنشور افتخارا بهذه الزيارة!

وبيانا للحق في شأن الدافع للشيخ الإمام على إخراج البيان أقول –مستعينا بالله-:
لم يكن الشيخ الإمام –حفظه الله- عازما على إخراج البيان المنشور، إلا أن بعض الإخوة اقترح عليه إخراج هذا البيان استباقا للإعلام الكاذب والصحفيين الذين يجعلون من الحبة قبة، ولا يتحاشون من الكذب والتحليلات الخاطئة في كثير من الأوقات.

وفعلا كان إخراج الشيخ للبيان قاطعا لهذه الألسن والقيل والقال والافتراء على أهل العلم والإيمان.
وكان فيه توفير الوقت على طلبة العلم في (دار الحديث بمعبر) الذين يتصل بهم أهل السنة من أماكن شتى ماذا حصل في الدار؟
فكان هذا البيان مريحا من هذه البلبلة الواسعة في أوساط المجتمع.
هذا هو الدافع للشيخ الإمام على كتابة البيان، فمن نقل غير ذلك فقد وقع في الكذب والظن الخاطئ، وتكلم في هذه القضية بغير حق، والله الموعد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه/ نور الدين السدعي (8/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=207


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

(الحلقة الثامنة)
زعمه إكثار الشيخ الإمام في النقل من كتب الإخوان من غير حاجة ماسة إلى ذلك.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فمما انتقده الحذيفي على الشيخ الإمام ما أخرجه تحت عنوان: (الحلقة الثالثة
اعتماد محمد الإمام على كثير من مصادر الإخوان المسلمين ومن تأثر بهم)
حيث ذكر الحذيفي كلاما طويلا خلاصته: أن الشيخ الإمام يكثر من النقل عن الإخوان المسلمين وبعض الصحف من غير حاجة ماسة إلى ذلك.

وأقول: هذه المسألة لا إفراط ولا تفريط في هذه المسألة، فمن كان عالما بصيرا، فمن الكمال في حقه النظر فيما ينبغي النظر فيه والاطلاع عليه مما يجري من الحوادث، ولو من خلال كتب وصحف بعض أهل البدع التي تهتم بنقل ما يتعلق بهذا الجانب.
حتى يتمكن العالم من الرد عليها ومعالجتها بعلم وبصيرة واطلاع على الأمر على حقيقته التي هو عليها.

قال الإمام الألباني –رحمه الله-: أنا أعتقد أنه مما يساعد العالم المسلم أن يكون متقنا لمعالجة الحوادث والأمور التي تقع ويسأل عنها أن يكون ملما بالوقائع والأحداث، ولا سبيل له إلى ذلك إلا بالاطلاع، إما بطريق الراديو أو بقراءة المجلات والجرائد.
وأنا أقول هذا وإن كنت أشهد بأني أنا أبعد الناس عن مثل هذا الوضع الآن، ما فيني يكفيني من العمل لخدمة السنة.
لكن لا أنكر على أحد أن يتوجه لمثل هذا الاطلاع ولمثل هذه الدراسة بشرط أن يكون عالما بالإسلام، وأن لا يكون إنسانا عاديا لا علم عنده. (سلسلة الهدى والنور) (704)

وقال الإمام العثيمين –رحمه الله- بعد أن حذر من النظر في كتب أهل البدع: (لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها، فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم.
بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) (شرح لمعة الاعتقاد) (ص53)

وأما من لم يكن بهذه المنزلة بأن كان جاهلا فإن انشغاله بالصحف وما شابه ذلك مؤد إلى تشويش الفكر والضياع.
قال العلامة الفوزان حفظه الله: «الاشتغال بالمحاضرات العامة والصحافة وبما يدور بالعالم دون علم بالعقيدة دون علم بأمور الشرع تضليل وضياع، ويصبح صاحبها مشوش الفكر، لأنه استبدل الأدنى بالذي هو خير». ”الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة“ (ص 103).

قلت: والشيخ الإمام -فيما نحسبه والله حسيبه- ممن ينطبق عليه قول الإمام الألباني –رحمه الله-: (بشرط أن يكون عالما بالإسلام، وأن لا يكون إنسانا عاديا لا علم عنده)
وقول الإمام العثيمين –رحمه الله-: (فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم)

ولا نعلم أحدا من أهل العلم انتقد على الشيخ الإمام هذا الأمر الذي انتقده الحذيفي، بل مؤلفات الشيخ الإمام محل قبول وانتشار ومنزلة عالية في أوساط أهل السنة –بفضل الله- لما فيها من الدقة المتناهية واستيعاب الموضوع الذي يطرقه من جميع جوانبه، فإذا كتب في موضوع لا يكاد يترك شيئا متعلقا به إلا ذكره.
وقد شهد له الإمام الوادعي –رحمه الله- في تقديمه لكتابه (البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان) بأنه باحث مستقص.
والذي بلغنا عن شيخ شيوخنا العلامة عبد المحسن العباد –حفظه الله- إعجابه بمؤلفات الشيخ الإمام وتقليبه لها وثناؤه عليها.

وقد شهد له بالتمكن في هذا الباب الوالد العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي –رحمه الله- بقوله في تقديمه لكتاب (الإبانة): (الشيخ الفقيه المحدث المربي محمد بن عبد الله الإمام، القائم على مركز دار الحديث بمعبر، جمع الله له بين التعليم والدعوة والتأليف، فهو فقيه باهر، وخريت ماهر في الفتن العصرية، ومؤلفاته تدل على ذلك ... مما تدل على تخصصه في فقه الواقع على ضوء الكتاب والسنة، وعلى فهم علماء الأمة) اهـ

ويدل على صحة ثناء وإعجاب هؤلاء العلماء بمؤلفات الشيخ الإمام، كتب الشيخ الإمام القيمة في هذا الباب التي استطاع –بفضل الله- من خلالها فضح كثير من مخططات الأعداء ومؤامراتهم على المسلمين، و من هذه الكتب والرسائل القيمة.

1- (المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة)
2- (الوثائق التآمرية على الدول العربية والإسلامية)
3- (نفوذ التنصير بين المسلمين بالأموال)
4- (الإيضاحات الموثقة في بيان غوائل دعوة المساواة المطلقة)
5- (نقض النظريات الكونية)
6- (الذل والصغار على من قبل من المسلمين مساعدة الكفار)
7- (المؤامرة الغربية على اللغة العربية)
8- (الحقائق الكبرى عن منظمتي اليونسكو وأدرى)
9- (الرياضة النسوية مجمع المنكرات الظاهرة والخفية)

وغيرها من الكتب والرسائل القيمة التي رفع بها رأس أهل السنة، وأخرس بها ألسن الحزبيين الذين يزعمون أن أهل السنة لا يفقهون الواقع! ولا يقدرون على معالجة الأوضاع! وأنهم !!! وأنهم !!! إلخ.

ومع ذلك فالشيخ الإمام غير معصوم فقد يجتهد فينقل ما يرى غيره أن الأفضل تركه من الكلام، لكنه مع ذلك بين الأجر والأجرين إن شاء الله.
وحسبه أن صوابه أكثر من خطئه وأن الله قد نفع بمؤلفاته في هذا الجانب نفعا عظيما. (وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)

ومن العجيب أن هذ الأمر الذي أفرده الحذيفي بحلقة خاصة ذكر فيه الحذيفي ثلاثة أمثلة فقط! الأول في نقل الزبيري ما حصل في عهد الإمام يحي حميد الدين من الجوع!
وهذا أمر معروف لم يتفرد الزبيري بنقله بل نقله غيره غيره، وعاشره كثير من الآباء والأجداد.
وقد ذكر الإمام العثيمين –رحمه الله- في مقطع صوتي موت بعض الناس في نجد إلى عهد أدركه العثيمين من شدة الجوع!
فهل الإمام العثيمين –رحمه الله- ينقل ما يهيج الناس على الخروج على الحكام بحكاية مثل هذه الحادثة؟! أم أن هذه الأحكام خاصة بالشيخ الإمام؟! نعوذ بالله من التنطع والهوى.

ومن تناقض الحذيفي أنه ينكر على الشيخ الإمام هنا النقل عن الزبيري ما فيه وتشويه لدولة الشيعة المنصرمة (26) سبتمبر (1962م) المعروفة بالملكية!
بل ويزعم في بعض حلقاته أن الشيخ الإمام بالغ في تشويه دولة الشيعة!
ثم هو يقع فيما انتقده على الشيخ الإمام فيلخص في (الحلقة السابعة) كلام الإخوان المسلمين في مثالب الدولة السابقة الذي استغلوه لإقامة ما يسمى بثورة الربيع العربي!
فهل ذِكرُ الإمام لمعايب دولة الشيعة حرام! وذِكرُ الحذيفي لمعايب الدولة السابقة حلال؟! أم أن الغرض هو تشويه الشيخ الإمام بحق أو بباطل؟! ولو أدى ذلك إلى التناقض والاضطراب؟!

على أنه ينبغي إذا دعت الحاجة للنقل عن مبتدع أن يبين الناقل ما عنده من الانحراف؛ حتى لا يغتر به من لا يعرف حاله، خاصة إذا كان المبتدع ممن يخشى من الافتتان به.

وهذا كما صنع شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- حيث نقل عن عبد الله الغماري ثم قال: (ولا تظن أني إذا نقلت عن عبد الله الغماري أنه مرتضى عندي، كلا، بل رجل مبتدع منحرف) (بلوغ المنى في حكم الاستمناء) (ص52)


وكما صنع شيخنا الإمام –حفظه الله- حيث نقل في رسالته: (المؤمن الضعيف) (ص79) – عن الندوي ثم قال في الحاشية: (للندوي عدة مؤلفات جمع فيها بين الغث والسمين، من تصوف وغير ذلك، للوقوف على ذلك انظر كتاب (الأستاذ أبو الحسن الندوي الوجه الآخر من كتاباته) لمؤلفه صلاح الدين مقبول فإنه مهم في ذلك). اهـ

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه/ نور الدين السدعي (12/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=209


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

(الحلقة التاسعة)
زعم الحذيفي أن الشيخ الإمام يرى إمكان البيعة لغير ولي الأمر

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فمما انتقده الحذيفي على الشيخ الإمام ما أخرجه تحت عنوان (رأيه في إمكان وقوع بيعة صحيحة لغير ولاة الأمور)
قال الحذيفي: ذكر محمد الإمام البيعة الشرعية في تسجيل صوتي بعنوان (البيعة الشرعية والبيعة البدعية) ثم قال: (وما عدا ذلك من البيعات، فما كان مما هو حاصل عند أهل البدع والتعصب والتحزب، فهذه انحرافات وضلالات.
وما كان ليس فيه تعصب ولا تحزب ولا انحراف، فيعرض هذا على شرع الله، وينظر في ذلك.
يعني مثلا: لو أن أشخاصا أو جماعة قالوا: نبايعك يا فلان من أجل أن نقوم بكيت، من تغيير منكر ودفع شر، ومن أجل أن يحصل التكاتف والتآزر والقيام بهذا، فمثل هذه البيعة معروضة على شرع الله عز وجل).

قال الحذيفي: ومعنى معروضة على شرع الله أنها قد تقبل وقد ترد، ولا أعرف لهذه البيعة دليلا شرعيا يجوزها.
ثم خاض الحذيفي في بيان حرمة البيعة لغير ولاة الأمر الحاصلة عند أهل البدع التي نقل هو عن الشيخ الإمام هنا التصريح بانحرافها وضلالها!
والتي قد قام الشيخ الإمام في أكثر من كتاب من كتبه بكشفها وبيان غوائلها!
كما اعترف بذلك الحذيفي نفسه في مقاله هذا بقوله: (ولمحمد الإمام في (تنوير الظلمات) و (بداية الانحراف) و (تمام المنة) كلام جيد في المنع من البيعة عن غير الخليفة مطلقا).

لكن الحذيفي وأمثاله من الذين يبتغون للبراء العنت يخرجون عن محل النزاع، ويعرضون عن كلام من يقدحون فيهم من العلماء البين المحكم.
ويتشبثون بكلمات صدرت في درس من الدروس؛ لغرض التشويه والقدح في الأبرياء ما أمكن.
ومعلوم أن الكلام الشفوي غير الكلام التحريري، كما ذكر ذلك الإمام العثيمين –رحمه الله-

وعند أن ذكر بعض الناس للإمام الألباني –رحمه الله- كلمة قالها بعض الناس في محاضرة تدل على أنه يُكَفِّرُ بالكبيرة، قال له الإمام الألباني: «يا أخي -بارك الله فيك- العقيدة لا تؤخذ من محاضرة يتحمس فيها الإنسان يعظ ويبالغ في الوعظ و... و... و... إلخ، هذا من جهة.
المسألة -يا أخي- ليس بهذه السهولة! ما يجوز نقول نحن: هذا الرجل اللي يتكلم بهذا الكلام وحمله على ذلك غيرته الإسلامية إن هذا يكفر مرتكب الكبيرة». (سلسلة الهدى والنور) رقم (606).

والخلاصة أن الشيخ الإمام قد قسم البيعة هاهنا إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: البيعة الشرعية، وهي البيعة لولي الأمر الشرعي.
القسم الثاني: البيعة البدعية، وهي البيعة الموجودة عند أهل البدع والأحزاب.
القسم الثالث: ما سوى ذلك من التعاهد على القيام بتغيير منكر وما أشبه ذلك.
فهذه قال الشيخ الإمام: إنها معروضة على الشرع.
وظاهر كلام الشيخ الإمام هو التوقف عن الجزم بمنع هذا النوع من البيعة، إلا أنا قد علمنا موقفه من هذه البيعة في مواضع أخرى، وهي:

أولا: تصريحه في مواضع أخرى من كتبه بحرمة ما سوى البيعة الشرعية.
ثانيا: قد ذكر الشيخ الإمام بعد هذا الكلام بين مغرب وعشاء قصة العالم الذي رفض إعطاء بيعة تعاهد على القيام بأمر من الأمور قائلا: (يكفيني عهد الله الذي علي) ذكر الشيخ هذه القصة مقرا لهذا العالم.
ونقل القصة في (الإبانة) في الطبعة الثانية الصادرة بعد الكلام الذي نقله الحذيفي.
ثالثا: ذكرت للشيخ الإمام بتاريخ (7محرم 1437هـ) كلامه الذي هنا وسألته عن موقفه من هذا النوع من البيعة؟ فأنكره وقال لي: إذا حصل منكر فينبغي تغييره دون حاجة إلى بيعة.
وقد أذن لي في نشر هذا عنه.
فعلى فرض أن الشيخ أوهم بكلامه الذي هنا التوقف عن تحريم هذا النوع من البيعة، فقد أفصح بعد ذلك بتركه والمنع منه.


تالله ما بعد البيان لمنصف ### إلا العناد ومركب الخذلان

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


كتبه/ نور الدين السدعي، بتاريخ (16/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=213


كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

Re: متجدد / نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات ..الشيخ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

(الحلقة العاشرة)
البيان الشاهر لمخالفة البريكيين لولي الأمر والعلماء الأكابر


الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فقد مَنَّ الله علي بإخراج بعض الحلقات في الرد على حلقات الحذيفي المسماة: (وقفات مع محمد الإمام) وقد لاقت رواجا وانتفع بها –بفضل الله- طلبة العلم في الداخل والخارج هنا وهناك.
وعرفوا من خلالها ما عند الحذيفي من التحامل وعدم الإنصاف.
وعرفوا ما عنده من ضعف وقصور وتخبط في بعض مسائل المنهج والتبديع والتفسيق والرد على المخالف الذي خاض فيه بغير علم ولا روية.
فهو يخالف منهج السلف في التفريق في الحكم على الفرق المنحرفة من حيث العموم والتعيين!
ويخالفهم أيضا في عدم الحكم على العالم السني بالبدعة بالزلة الكبيرة الصادرة عن اجتهاد!
ويخالفهم أيضا فيرى أن الاتباع للكتاب والسنة على فهم السلف لصالح لا يميز السني الخالص من غيره!
ويخالفهم في عدم توثيق الكلام عن الخصم بنقل الثقة العدل عن مثله متصلا إلى صاحب الخبر.
ويخالفهم في عدم تسمية من حدثه من المجاهيل والمبهمين.
ويخالفهم في إساءة الظن بخصمه، وحمل كلامه على أسوأ محامله، بل وصرفه عن ظاهره -عياذا بالله-

وهناك بعض حلقات الحذيفي الأخيرة والمسائل الواردة فيها لم أتعرض لها هنا بشيء، وهي تنقسم إلى خمسة أقسام.
القسم الأول: ما قد تمت مناقشتي له في رسالتي: (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن) وهي:
1-مسألة الإنكار على الحكام.
2-زعمه أن الشيخ الإمام وصف الزنداني بفضيلة الشيخ الوالد.
3-كلام الشيخ الإمام على الانفصال.
4- كلام الشيخ الإمام حول الجهاد الأفغاني.
5-زعمه أن الشيخ الإمام يسعى في فصل الدعوة السلفية في اليمن عن علماء المملكة.
وهذه الفقرة الأخيرة كان بياني لزيفها في ردي الأخير على الظفيري (الرد الحسن على الظفيري في قدحه في الدعاة إلى الله ومشايخ السنة في اليمن)

القسم الثاني: مسائل لم أخض فيها مع الحذيفي لا من سابق ولا من لاحق؛ لأن الوضع الذي نعيشه لا يسمح بالاسترسال في ذلك، وهذا كالمسألة المتعلقة بالتكفير.
القسم الثالث: مسائل قد تراجع عنها الشيخ الإمام تراجعا صريحا، وهذا كانتقاده على الشيخ الإمام قوله: (أي انتصار؟ إلى جهنم!)
القسم الرابع: مسائل لا تتعدى كونها محل اجتهاد بين العلماء، كمسألة الفتوى بالجهاد سابقا ولاحقا.

وهذه المسائل العلماء فيها بين الأجر والأجرين، والظن بهم جميعا أن الكل يريد نصرة الحق ودحر شوكة الباطل.
مع كون الأحداث أظهرت –بفضل الله- كالشمس في رابعة النهار صحة فتوى علماء أهل السنة في اليمن أنه لم يكن لديهم القدرة على الجهاد التي هي شرط التكليف.
وصحة تحذيرهم من هاني بن بريك في محاولته الزج بالدعوة آنذاك فيما لا قدرة لهم على القيام به.

لكننا مع ذلك لا نتخذ ذلك ذريعة للطعن فيمن أفتى آنذاك بالجهاد؛ فالكل علماؤنا، وهم بين الأجر والأجرين إن شاء الله.
ويسعنا في هذه المسألة ما وسع علماء اليمن من عدم الفخر بظهور صحة فتواهم في هذه المسألة وصحة تحذيرهم من هاني بن بريك.
بل هم فيما هم فيه من الصبر والحلم وعدم الانتقام للنفس -فيما نحسبهم والله حسيبهم- وعدم استغلال ظهور صحة فتواهم للطعن فيمن خالفهم من العلماء!

على أن البريكيين لم يتعاملوا مع هذه المسألة الاجتهادية بالمعاملة الشرعية، فليسوا مع ولي الأمر ولا مع العلماء الأكابر كما يزعمون!
وبيان ذلك –إن شاء الله-من خمسة أوجه:


الأول: جعلهم هذه المسألة ذريعة لإثارة الفتنة في الدعوة السلفية في اليمن، وتشويه حملتها والقائمين عليها منذ عشرات السنين.
وإثارة الفتنة بينهم وبين غيرهم من العلماء، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).


الثاني: تجاوزهم في الإنكار هذه المسألة إلى التبديع والتفسيق بل والتكفير لمن خالفهم فيها عياذا بالله!
وهذا من الانحراف عن منهج السلف في التعامل مع المسائل الاجتهادية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «ومن جعل كل مجتهد في طاعة أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا فهو مخطئ ضال مبتدع». (مجموع الفتاوى) (11/15)


الثالث: أن جميع من تشبع به البريكيون من العلماء يفتون بوجوب القتال في جميع اليمن على كل قادر عليه، فلم يفرقوا بين عدن وكتاف، ولا بين الجنوب والشمال.
أما البريكيون فإن قتالهم توقف في (سناح) و (الشريجة) (حدود الدولة الشيوعية سابقا)
تلبية لرغبات بعض الملاحدة الشيوعيين ومن تأثر بهم في الداخل والخارج، وخروجا عن فتاوى جميع العلماء!


الرابع: أنهم خالفوا ولي الأمر الذي يزعمون استجابة استنفاره.
فإن ولي الأمر لم يفرق بين (سناح) و (قعطبة) وبين (الشريجة) و (كرش) بل سوى بين جميع الأراضي اليمنية في الشمال والجنوب.
بل وصرح بالزحف إلى (مران) معقل الحوثيين في (صعدة) بينما البريكيون خالفوا جميع العلماء وولي الأمر فتوقف جهادهم في حدود الشمال!
يرون ويسمعون القصف للمناطق الشمالية السنية المحاددة لهم فلا يكاد يتحرك لهم ساكن!!!


الخامس: أنهم يمشون في جميع جبهاتهم خلف أناس يرفعون في كل مكان يسيطرون عليه راية النظام الشيوعي الإلحادي البائد! المتضمن للنجمة الشيوعية! والسهم السماوي، الذي يرمز إلى ولاء اليهود!
مع أن ولي الأمر والعلماء جميعا لا يقر أحد منهم ذلك.

فتبين من هذا أن البريكيين ليسوا مع الشرع ولا مع علماء اليمن ولا مع علماء المملكة ولا مع غيرهم ولا مع ولي الأمر.
هم مع نعرات جاهلية، وأحقاد دفينة على علماء أهل السنة في اليمن يريدون أن يمرروها تحت ستار العلماء.
ملأوا المنشورات (الأكابر! الأكابر! ولي الأمر! ولي الأمر!) وهم وفي واد والكبار بل والأوساط والصغار وولي الأمر في واد آخر!!! (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)
هم في الحقيقة مع الحجاورة وجميع أهل البدع في اليمن من رافضة وصوفية وإخوان وأمثالهم في خندق واحد جنبا إلى جنب في التصدي للدعوة السلفية في اليمن، والتنفير عن علمائها ومراكزها العامرة بالعلم والتعليم.

وقد ظهر تكاتف الحجاورة والحسنيين مع البريكيين حاليا جليا لكل ذي عينين، فالمنشورات واحدة ونغمة التكفير واضحة جلية.
فالحدادي الحجوري يوسف العنابي يجعل من المآخذ على الشيخ عبيد –وفقه الله- عدم تكفيره للشيخ الإمام!
والبريكي الكازمي يقول عن الشيخ الإمام: (دسيسة على الإسلام!)
والبريكي أمين مشبح يقول عن الشيخ الإمام: (معتقده الكفري!)
والله أعلم إلى أين سيصل التهور بهؤلاء القوم! فاللهم ثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك.

ونسأل الله أن يحفظ علماء أهل السنة من بين أيديهم ومن خلفهم، وأن يرحم من مات منهم.
ما كان أسد رأيهم وأثقب نظرهم حين أن أخرجوا بيانا جماعيا في التحذير من رأس هذه الفتنة هاني بن بريك عند أن عرفوا حقيقة أمره، بينما خفي آنذاك على كثير من طلبة العلم فضلا عن غيرهم.
وها هي الأيام ولله الحمد ولا تزال تظهر حقيقة هذا الرجل وأذنابه من المفتونين، وما عندهم من الحماقة والطيش والتهور والمجازفة في الأحكام حتى تصبح واضحة لكل ذي عينين.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


كتبه/ نور الدين السدعي (19/1/1437هـ)

viewtopic.php?f=2&t=216

أضف رد جديد