اختصار درس شرح «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1444
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

اختصار درس شرح «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(1)اختصار درس شرح «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»

 

كتاب «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»، وهذا الكتاب مرتبته فوق مرتبة المبتدئين قليلًا.

ومؤلفه الشيخ
عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب النجدي المتوفى عام 1285هـ عن عمر بلغ
اثنين وتسعين عامًا، فعاش رَحِمَهُ اللهُ
اثنين وتسعين عامًا.

وأصل هذا
الكتاب «تيسير العزيز الحميد»، لمؤلفه الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن
عبدالوهاب.

 وسليمان وعبدالرحمن ابنا عم، من أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وترجمتهما حافلة بالفضل والعبادة والعلم والدعوة.

وكتاب «فتح المجيد»
اشتهر أكثر من أصله.

ـــــــــــــــــــــ

مقدمة الشارح الشيخ عبدالرحمن بن
حسناشتملت على:

§    أهمية التوحيد وأنه الأساس، ومن
لا أساس له لا بناء له.

§    الثناء على الشيخ محمد بن عبدالوهاب النجدي ودعوته.

§    أن موضوع كتاب «التوحيد» تقرير توحيد الألوهية ونبذ الشرك، وبيان ما يناقض التوحيد.

§    أن أصل هذا الشرح «تيسير
العزيز الحميد».

§    ثناء صاحب «فتح
المجيد» على من سبقه في هذا، وهو الشيخ سليمان بن عبدالله، فأثنى عليه وعلى شرحه،
وهذا من إنصاف أهل العلم بعضهم بعضًا، والسبْق
له فضله.

§    بيان أن الشيخ سليمان  أطنب
في شرحه في بعض المواضع، وبعضها فيها تكرار،
وأيضًا توفي رَحِمَهُ اللهُ قبل أن يكمل شرحه،
فأخذ الشارح الثاني وهو الشيخ عبد الرحمن بن حسن وهذبه،
وقرَّب محتواه للقارئين، وأكمله، وأضاف فيه بعض الأشياء؛
تتميمًا للفائدة.

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

ابتدأ المصنف كتابه بالبسملة؛ اقتداء بالكتاب العزيز، وعملًا بالسنة.

وقد اقتصر على البسملة؛ لأنها من أبلغ الثناء والذكر.

وذكر الشارح أنه وقع له نسخة بخطه رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى بدأ فيها
بالبسملة، وثنى بالحمد والصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله. فالابتداء
بالبسملة حقيقي؛ لأن البسملة أول ما بدأ بها كتابه «التوحيد»، وأما بالحمدلة
نسبي، أي:
باعتبار ما بعدها.

 (بسم الله) الجار والمجرور
لا بد له من متعلق به: إما فعل أو اسم، ولكن اختار كثير من المتأخرين أن يكون فعلًا خاصًّا
متأخرًا.

ويجوز أن يُقدر المحذوف اسمًا أو فعلًا كلاهما جائز، وقد
ورد كلاهما في القرآن، والأحسن أن يكون فعلًا؛
لأن الأصل في العمل للأفعال.

ويقدر
هذا المحذوف خاصًّا لا عامًّا.

و
يكون متأخرًا؛ وذلك لدلالته على الاختصاص، ولأنه أبلغ في التعظيم،
وأوفق للوجود، ولأنه أهم ما يبدأ به ذكر الله
تَعَالَى، ولأنه لا ينبغي أن يسبق ذكر الله
شيء، ولأن الحذف أعم من ذكر العامل.

وأما
ظهوره في: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾[العلق:1]، وفي: ﴿بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا﴾[هود:41]؛
فلأن المقام يقتضي الظهور وعدم الإضمار.

وفي:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ ذكر الفعل مقدمًا على البسملة؛ للاهتمام، لأن هذه
السورة أول ما نزل من القرآن فالمقام مقام بيان.

وباء
(بسم الله) قيل: للمصاحبة، أي: بمعنى «مع».

وقيل:
الباء للاستعانة، فيكون التقدير على كلا القولين (بسم الله أؤلف حال كوني مستعينًا
بذكره، متبركًا به) أي: مصطحبًا بسم الله ومستعينًا بذكره.

 

(اسم) اختلفوا في
اشتقاق الاسم، على قولين: أنه مشتق من السُّمو وهو العلو، وهذا قول البصريين،
والقول الثاني: أنه من الوسم، وهو العلامة،
وهذا قول الكوفيين.

فمن
سمى شيئًا فقد رفعه بذكر اسمه وجعله عليه علامة.

 (الله) أصل لفظ
الجلالة (الله)
الإله، ولكنهم حذفوا الهمزة وهي الهمزة الوسطى، وأدغموا اللام في اللام،
فصارتا لامًا واحدة في النطق لا في الكتابة.

لفظ الجلالة (الله) اسم مشتق
وليس بجامد، ومعناه:
الألوهية والعبودية.

وهذا فيه رد على من يثبت لله
أسماء جامدة، فيقول:
لله أسماء لا تتضمن صفات، إنما هي مجرد أعلام، وهؤلاء هم المعتزلة.

فهذا
الاسم العظيم(الله)
يتضمن معنى وهي صفة الألوهية، وسائر أسماء
الله على ذلك، كل اسم متضمن لصفة.

واشتقاق
أسماء الله ليس معناه أن الاسم متولِّدٌ من الصفة،
أو أن الصفة متولدة من الاسم، فلا يلزم أن
الله سُمي به بعد أن لم يكن ذلك.

ولفظ
الجلالة يجمع معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العليا.


تفسير لفظ الجلالة الله: جاء عن ابن عباس: (الله ذو
الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين)، والأثر ضعيف،
الضحاك هو ابن مزاحم لم يلق ابن عباس، وفيه
بشر بن عمارة وهو ضعيف.

قال الشيخ ابن عثيمين في «القول
المفيد»: توحيد الألوهية، ويقال له:
توحيد العبادة باعتبارين:

 فباعتبار إضافته إلى الله يسمى: توحيد الألوهية،
وباعتبار إضافته إلى الخلق يسمى: توحيد
العبادة. وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.

من الأدلة على أن معنى الله الذي
أصله الإله بمعنى: المعبود المألوه:

 -قراءة ابن عباس: ﴿وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ﴾، والأثر
ثابت عن ابن عباس، فعلى هذه القراءة: ﴿وَيَذَرَكَ وَإِلاهَتَكَ﴾ أي: عبادتك، ففيها
نفي أن يكون فرعون له إله يعبده.

وأما
قراءة الجمهور: ﴿وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ أي: يتركك وآلهتك، فلا يعبدك ولا يعبد
آلهتك.

ففيها
أن فرعون يُعبد وأنه يَعبد آلهة.

-
حديث أبي سعيد الخدري أن عيسى قال للمعلم: «أتدري ما الله؟ الله إله الآلهة»
والحديث ضعيف جدًّا.

-
قوله سُبحَانَهُ: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ﴾ [الزخرف:
84]، أي: يعبده أهل السموات وأهل الأرض.

وفي
سورة الأنعام: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ﴾[الأنعام:3]،
أي: يعبده.

-وقول
الشاعر:




لله در
الغانيــــــــــات المــــــــــــــده







سَبَّحن
واسترجعن من تألهي



يعني: من تعبدي وطلبي الله بعملي.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/1_8.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1444
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(2)اختصار درس شرح «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(2)اختصار درس شرح «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد»

هل مشيئة الله تنقسم إلى
قسمين: كونية وشرعية كالإرادة ونحوها؟

نقل الشيخ عبدالرحمن بن حسن عن الحافظ ابن
كثير رَحِمَهُمَا الله  في كتابه «فتح
المجيد» بعد أن ذكر جملة من الأدلة في بيان أن الرسل كلهم دعوا إلى توحيد
الألوهية، ونبذ الشرك.

قال: فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن
يقول: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ﴾[النحل: 35].

 فمشيئة الله تعالى الشرعية عنهم منفية؛ لأنه
نهاهم عن ذلك على ألسن رسله.

 وأما
مشيئته الكونية - وهي تمكينهم من ذلك قدرًا - فلا حجة لهم فيها؛ لأنه تعالى خلق
النار وأهلها من الشياطين والكفرة، وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك الحجة
البالغة والحكمة القاطعة، ثم إنه تعالى قد أخبر أنه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا
بعد إنذار الرسل، فلهذا قال: ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ﴾. انتهى.

التعليق:

 

هذا الكلام نقله الشارح هنا عن
الحافظ ابن كثير ولم يتعقَّبْهُ.

 

وكلام ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ
مذكور في  تفسير سورة النحل رقم
الآية:(35)، ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ
اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا
حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)﴾.


وهذا يدل على أن مشيئة الله سُبحَانَهُ وتَعَالَى
على قسمين: شرعية، وكونية.

وهذا لا يوجد في كلام المحققين من أهل العلم،
ومنهم شيخ الإسلام وابن القيم، ولكن كلامهم يفيد أن المشيئة ترادف الإرادة
الكونية؛ ولهذا يقولون في الإرادة الكونية: هي بمعنى المشيئة.

 قال
شيخ الإسلام  في «مجموع الفتاوى»(11/266): فَـ
" الْإِرَادَةُ الْكَوْنِيَّةُ " هِيَ مَشِيئَتُهُ لِمَا خَلَقَهُ،
وَجَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ دَاخِلَةٌ فِي مَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ
الْكَوْنِيَّةِ.

 وَالْإِرَادَةُ الدِّينِيَّةُ: هِيَ
الْمُتَضَمِّنَةُ لِمَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ، الْمُتَنَاوِلَةُ لِمَا أَمَرَ بِهِ
وَجَعَلَهُ شَرْعًا وَدِينًا.

وقد
كتبت عن والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله في الجواب عن سؤال:

هل فيه فرق بين
الإرادة (الكونية)والمشيئة؟

جـ: لا أعلم فرقًا بينهما.

[مقتبس من الدرس الرابع من دروس فتح المجيد لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ
الله تَعَالَى]

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/03 ... 83901.html

أضف رد جديد