وقفات إيمانية مع تزلزل الارض

يشمل هذا القسم كل موضوع لا يندرج تحت الأقسام المخصصة
أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوصهيب
مشاركات: 69
اشترك في: رمضان 1444

وقفات إيمانية مع تزلزل الارض

مشاركة بواسطة أبوصهيب »

☆☆ وقفات إيمانية مع تزلزل الأرض
۩ الشَّيْخ عَبْدالرَّزَّاق الْبَدْر حَفِظَهُ الله
كلمة ألقيت في قناة السنة النبوية بالمدينة النبوية
22-07-1444
🗒️https://al-badr.net/dl/doc/L17kS6MXnm0z
🎧https://al-badr.net/download/esound/kal ... 0ardhi.mp3
          _*نُـ🔆ـورٌ عَلَى الدَّرْبِ*_
         _*دعوة«»توعية«»إرشاد*_
      _*📲+218-92-8413148*_
_*o واتساب 📩https://goo.gl/vLvAwa .*_
_*o تيليجرام 📩https://t.me/NOURalaADARAB .*_
          _*بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ*_
إنَّ من آيات الله العظيمة هذه الأرض التي نمشي في مناكبها ونسير في فجاجها ونعيش على ظهرها،
فإنَّ فيها من الآيات العظيمة والدلالات الكريمة على كمال قدرة خالقها وتمام حكمة مبدعها،
ولذا فقد أكثر الله من ذكرها في القرآن ودعا عباده إلى النظر إليها والتفكر في خلقها والتأمل في آياتها وعجائبها ليزداد بذلك إيمانهم ويقوى يقينهم.
قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}[الذاريات:48]،
وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا}[النبأ:6]،
وقال سبحانه: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا}[البقرة:22]،
وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}[الغاشية]،
 وقال سبحانه: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الجاثية:3]،
وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ}[الذاريات:20].
     والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن يتأمل الأرض كيف خُلقت يجدها من أعظم آيات فاطرها وبديعها،
خلقها سبحانه فراشاً ومهاداً، وذللها لعباده وجعل فيها أرزاقهم وأقواتهم ومعايشهم، وجعل فيها السبل لينتقلوا فيها في حوائجهم وتصرفاتهم كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك:15].
ثم إنه سبحانه أرساها بالجبال فجعلها أوتاداً لها تحفظها لئلا تميد بهم، فأحكم جوانبها بالجبال الراسيات الشوامخ الصُّم الصلاب، قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}[النبأ]،
وقال تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}[النازعات:32]،
وقال تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}[النحل:15].
ثم إنه سبحانه وسَّع أكناف الأرض ودحاها فمدَّها وبسطها وطحاها فوسَّعها من جوانبها، ولولا ذلك لضاقت عن مساكن الإنس والحيوان وعن مزارعهم ومراعيهم ومنابت ثمارهم، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[سبأ:9]،
وقال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)}[ق].
ثم إن من لطف الله سبحانه بعباده في خلق الأرض أن جعلها ساكنة غير متحركة مترجرجة لتكون مستقراً للإنسان والحيوان والنبات، ويُتمكن من السعي عليها في عموم المصالح، ولو كانت مهتزة مترجرجة لم يستطيعوا ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: "ثم تأمل خلق الارض على ماهي عليه حين خلقها واقفة ساكنة لتكون مهادا ومستقرا للحيوان والنبات والامتعة ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم والجلوس لراحاتهم والنوم لهدوهم والتمكن من اعمالهم ولو كان رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قرارا ولاهدوا ولاثبت لهم عليها بناء ولا امكنهم عليها صناعة ولاتجارة ولاحراثة ولامصلحة!!
وكيف كانوا يتهنون بالعيش والارض ترتج من تحته؟ واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلة مكثها كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها؛
وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله: {وألقى في الارض رواسي أن تميد بكم}، وقوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الارض قرارا}، وقوله: {الله الذي جعل لكم الارض مهدا}".
ولهذا فإنَّ الله سبحانه قد يخوِّف عباده بأن يحدِث فيها الزلازل العظام،
فيحدُث من ذلك للعباد الخوف والخشية والإنابة والإقبال على الله، يقول الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}[الإسراء:59].
قال عبدالله بن مسعود وقد وقعت الزلزلة بالكوفة إن ربكم يستعتبكم.
روى ابن أبي الدّنيا "عن صفيّة بنت أبي عبيد الثقفية، قالت: زلزلتْ المدينة على عهد عمر رضي الله عنه فقال: ((أيُّها النّاس، ماهذا؟! ما أسرع ما أحدثتم! لئن عادتْ لا أساكنكم فيها))".
والزلازل باب من أبواب الابتلاء، قال الله تعالى:  {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء:35].
وقد ثبت في المسند من حديث أنس رضي الله عنه أن النبيﷺ قال: ((عَجَبًا لِلْمُؤْمِنِ !! لَا يَقْضِي اللَّهُ لَهُ شَيْئًا إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ)).
- فقوله: ((شَيْئًا)) يتناول كل ابتلاء سواء كان شدةً أو رخاء، 
فالمؤمن في كل ابتلاءاته من خير إلى خير ؛ وذلك أن المؤمن الموفق إذا ابتلاه الله جل وعلا بالشدة والعسر ، والمرض والفقر، ونحو ذلكم من الابتلاءات تلقى ذلكم بالصبر، فيفوز في هذا النوع من الابتلاء بثواب الصابرين، وإذا ابتلاه الله جل وعلا بالرخاء واليسر والصحة والعافية والغنى والسعة، فإنه في هذا النوع من الابتلاء يكون شاكرا لله جل شأنه فيفوز بثواب الشاكرين، كما في صحيح مسلم من حديث صهيب بن سنان -رضي الله عنه- أن النبيﷺ قال: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ!! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)).
⚡وكثرة الزلازل من علامات قرب القيامة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّﷺ: ((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ)) رواه البخاري.
وقيام الساعة يكون بزلزلة عظيمة للأرض، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.
وقال تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}.
فهذا ذِكْرٌ للأهوال العَظيمة الّتي تكون بين يَدَيْ قيام السَّاعةِ؛ فإنّ ممَّا يكون بين يدي قيام السَّاعة: تَزلْزُل الأرضِ، وهو ارتجاجُها واهتزازُها.
👍🏻هذا والمؤمن الموفَّق في مثل هذه المصائب العظام لابد له من وقفات إيمانية وتأمّلات تربوية تفيده صلاحاً وصلةً بربه عزوجلّ وخوفا من المقام بين يديه ولقائه، وتأملاً في عظاته وعبره وآياته،
ومما ينبغي على كل مسلم أن يستحضره بقلبه وأن يعيه في هذا المقام:
- أولا: أن هذه الزلازل ترشد المسلم إلى أمرٍ هو يؤمن به فيزداد إيمانا بكمال قدرة الله عزوجلّ وعظيم قوته وأنه جلّ وعلا هو المتصرف في هذا الكون المدبّر له يتصرف فيه كيف يشاء ويقضي فيه عزوجلّ بما يريد لا معقب لحكمه ولا رآد لقضائه، قال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾[الأنعام:65]،
*﴿عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ كالصواعق المدمِّرة والرياح العاتية ،
﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ كالخسف والزلازل.
وقد جاء في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: ((لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ، قَالَ ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قَالَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ)).
وختم الآية بقوله عزوجلّ: ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ فيه أن تنوع الآيات الباهرة والدلالات القاهرة داعية إلى الفقه والإيمان والعودة إلى الله عزوجلّ: ﴿لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ﴾ أي: ماخلقهم الله لأجله وأوجدهم لتحقيقه.
- ثانيا: أن هذه الزلازل من آيات الله العظيمة التي يخوف بها عباده، وقد قال الله عزوجلّ في القرآن: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾[الإسراء:59] أي: أن الله عزوجلّ يخوِّف عباده بهذه الآيات العظيمة،
قال قتادة رحمه الله: "إن الله يخوِّف الناس بما يشاء من آياته لعلهم يعتبرون ويتذكرون ويرجعون".
- ثالثا: أن يذكر العباد منّة الله عليهم بقرار الأرض وثباتها كما قال الله عزوجلّ: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا﴾[غافر:64] أي: ساكنة ليست متزلزلة ولا رجراجة،
💡فلنتأمل هنا في عظمة الممسك للأرض؛ فهي ساكنة لاتهتز مطمئنة لاتتزلزل،
وتأمّل في هذا المقام لو كانت الأرض التي تمشي عليها ترتجف وتتزلزل كيف تستطيع أن تعيش عليها؟ وكيف تستطيع أن تنام؟ وكيف تستطيع أن تقوم بعموم مصالحك؟!
فمَنَّ الله بقرار الأرض وسكونها واطمئنانها،
فهي من نعم الله العظام ومننه الجسام. 
- رابعا: أن الأرض لله عزوجلّ هو الذي خلقها وأوجدها وهو الذي أوجد الناس عليها وهو الذي يتصرف فيها كيف يشاء،
وتأمّل من تصرفه سبحانه في أرضه قوله سبحانه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[الرعد:41]،
* ﴿نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ قال بعض المفسرين أي: بالخسف والزلازل، والقوارع المتنوعة.
فالله عزوجلّ ينقص الأرض من أطرافها ويتصرف فيها كيف يشاء لامعقّب لحكمه سبحانه ولا رادَّ لقضائه جلّ وعلا.
وإذا علمنا أن الأرض لله وأن الذي يتصرَّف فيها هو الله فلنتأمل في الأمر الذي خلقنا الله عزوجلّ على هذه الأرض لأجله ألا وهو : توحيد الله☝🏼 وطاعته فيما أمر واتباع شرعه والانقياد له سبحانه والتذلل بين يديه، والقيام بما أمرنا به سبحانه وأرسل لنا رسله بالآيات البيِّنات والحجج القاهرات والدلائل العظيمات على كمال الله ووجوب طاعته وإخلاص الدين له،
فنقوم بما خُلقنا له على التمام والكمال ممتثلين أمر ربنا متبعين لرسله عاملين بطاعته عزوجلّ.
- خامسا: أن حال المسلم في المصائب التي تصيبه وتصيب غيره حالٌ مطمئنة، حالٌ فيها إقبال على الله وثقة به وتوكل عليه،
فالمصيبة لاتزيد المؤمن إلا إيماناً وحسنَ صلّةٍ بالله جلّ وعلا وتمام إقبالٍ عليه،
ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: ((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)) رواه مسلم.
- سادسا: أن يشهد العبد في هذا المقام ترتبها عليه بذنبه كما قال الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} فهذا عام في كل مصيبة دقيقة وجليلة فيشغل قلبه بشهود هذا السبب بالاستغفار الذي هو أعظم الأسباب في دفع تلك المصيبة كما قال علي بن أبي طالب: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة).
- سابعا: الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات العظيمة كالرياح الشديدة والفيضانات المهلكة المبادرة إلى التوبة إلى الله والضراعة إليه وكثرة الدعاء والذكر والاستغفار، كما قال ﷺ عند الكسوف: ((فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره)) متفق عليه،
👈🏻وليس في السنة النبوية أدعية خاصة عند حدوث الزلازل👉🏻
لكن يدعو المسلم بما ييسر الله له من طلب الغوث والفرج من الله مع كثرة الاستغفار.
- ثامنا: أن نذكر ماينبغي علينا تجاه إخواننا المصابين وعباد الله المنكوبين في هذا الحدث العظيم،
وأعظم ذلك الدعاء لهم بأن يغفر لميتهم ويشفي مريضهم ويجبر كسيرهم، وأن يؤمن روعاتهم ويستر عوراتهم ويشبِع جائعهم وأن يجيرهم في مصابهم ويخلفهم خيرا.
- تاسعا: يستحب في مثل هذه الشدائد رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم، لقول النبيﷺ: ((ارحموا ترحموا)) رواه أحمد،
ولقوله ﷺ: ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) رواه أبوداود،
ولقوله ﷺ: ((من لا يرحم لا يرحم)) متفق عليه.
وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى أهل الأمصار (إن هذه الرجفة شيء يعاتب الله به العباد وقد كنت كتبت إلى أهل بلد كذا وكذا أن يخرجوا يوم كذا وكذا فمن استطاع أن يتصدق فليفعل فإن الله عزوجل يقول {قد أفلح من تزكى}، وقال: قولوا كما قال أبوكم آدم {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، وقولوا كما قال نوح {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}، وقولوا كما قال موسى {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي}) ذكره أبومحمد عبدالله بن عبدالحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز.
- عاشرا: الوقوف مع المنكوبين بالزلزال دعما ومساندة، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ: ((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ)) رواه مسلم.
ويكون هذا الدعم من خلال الطرق الرسمية المعينة من ولاة الأمر.
* ومما يذكر فيشكر الجهود العظيمة التي بذلها ويبذلها ولاة أمرنا حفظهم الله وأدام توفيقهم من دعم وإغاثة لإخواننا المتضررين في هذا الزلزال، شكر الله إحسانهم وتقبل سعيهم وجعل مايقدمون في موازين حسناتهم.
هذا ونسأل الله الكريم أن يعيذنا والمسلمين من الفتن والزلازل والمحن ماظهر منها ومابطن، وأن يمنَّ علينا جميعاً برضاه، وأن يوفقنا لهداه، وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات.
            إنه هو الغفور الرحيم.
❐❑❐❑❐❑❐❑❐❑❐❑❐

أضف رد جديد