سلسلة التفسير


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(120)سلسلة التفسير

 

                أشياءُ جِبِلِّيَّةٌ محبوبة لدى
النفوس

              قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ 
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي
سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾[التوبة:24].

 

   في هذه الآية المباركة: ذِكرُ
الأشياء المحبوبة لدى النفوس.

وقد يُتساءل عن  ذِكْر الوطن آخر
المراتب.

وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله في«بدائع الفوائد»(1/76) وجه الحكمة من
ذلك، وقال: ذكر الأوطان ثامنًا آخر المراتب؛ لأن تعلق القلب بها دون تعلقه بسائر
ما تقدم؛ فإن الأوطان تتشابه، وقد يقوم الوطن الثاني مقام الأول من كلِّ وجه ويكون
خيرًا منه، فمنها عوض. وأما الآباء والأبناء والأقارب والعشائر فلا يتعوض منهما
بغيرها.

فالقلب وإن كان يحنُّ إلى وطنه الأول فحنينه إلى آبائه وأبنائه وزوجاته
أعظم، فمحبة الوطن آخر المراتب، وهذا هو الواقع إلا لعارض يترجح عنده إيثارُ
البعيد على القريب فذلك جُزئي لا كلِّي.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/06/120.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(121)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(121)سلسلة التفسير

 

قال اللَّهِ تَعَالَى:
﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا﴾ [آل عمران: 93]

التلاوة هنا
بمعنى القراءة، وقال تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ
عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا
تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا
تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)﴾[الأنعام: 151].

والتلاوة في قوله
تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[البقرة: 121] بمعنى: القراءة
والعمل، وفي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ
فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)﴾[فاطر: 29-30] كذلك يشمل
المعنيين.

قال
الراغب الأصفهاني رَحِمَهُ اللهُ في «مفردات
القرآن»(167): والتلاوة
تختص باتباع كُتِبِ الله المنزلة، تارة
بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر
ونهي، وترغيب وترهيب،
وهو أخصُّ من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة.


ويدخل
أيضًا في تلاوة القرآن التفسير، فهذه ثلاثة
معان للتلاوة.

قال
ابن القيم رَحِمَهُ الله في «مفتاح دار
السعادة»(1/42): حقيقةُ
التِّلَاوَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع هِيَ التِّلَاوَة الْمُطلقَة التَّامَّة، وَهِي تِلَاوَة اللَّفْظ وَالْمعْنَى، فتلاوة اللَّفْظ جُزْء مُسَمّى التِّلَاوَة
الْمُطلقَة، وَحَقِيقَةُ اللَّفْظ إِنَّمَا
هِيَ الِاتِّبَاع يُقَال: اتلُ أَثر فلَان، وتلوتُ أثرَه، وقفوتُه، وقصصتُه بِمَعْنى تبِعت خَلفَه، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:
﴿
وَالشَّمْس وَضُحَاهَا وَالْقَمَر إِذا تَلَاهَا
[الشمسأَي: تبعها فِي الطُّلُوع بعد غيبتها، وَيُقَال: جَاءَ
الْقَوْم يَتْلُو بَعضُهم بَعْضًا أَي: يتبع، وسُمِّيَ تاليَ الْكَلَام تاليا؛ لأنه يُتبِع بعض الْحُرُوف بَعْضًا، لَا يُخرجهَا جملَةً وَاحِدَة، بل يُتبِع بَعْضَهَا بَعْضًا مرتبَةً، كلَّما انْقَضى حرف أَوْ كلمة أتبعهُ بِحرف آخر
وَكلمَةٍ أُخرى، وَهَذِه التِّلَاوَة وَسِيلَة
وَطَرِيقَة.

وَالْمَقْصُود
التِّلَاوَة الْحَقِيقِيَّة، وَهِي تِلَاوَة
الْمَعْنى واتباعُه؛ تَصْدِيقًا بِخَبَرِهِ، وائتمارًا بأَمْره، وانتهاءً
بنهيه، وائتمامًا بِهِ، حَيْثُ مَا قادكَ انقدتَ مَعَه.

فتلاوة
الْقُرْآن تتَنَاوَل تِلَاوَة لَفظه وَمَعْنَاهُ، وتلاوة
الْمَعْنى أشرف من مُجَرّد تِلَاوَة اللَّفْظ، وَأَهْلهَا
هم أهل الْقُرْآن الَّذين لَهُم الثَّنَاء فِي الدُّنْيَا والآخرة؛ فَإِنَّهُم أهل تِلَاوَة ومتابعة حَقًّا.

وقال
الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله  في تفسير
سورة البقرة رقم الآية (121): التلاوة تطلق على تلاوة اللفظ: وهي القراءة، وعلى
تلاوة المعنى وهي التفسير، وعلى تلاوة الحُكم: وهي الاتِّباع، هذه
المعاني الثلاثة للتلاوة داخلة في قوله تعالى: ﴿يَتْلُونَهُ
حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾[البقرة: 121].

فـ
«التلاوة اللفظية»
قراءة القرآن باللفظ الذي يجب أن يكون عليه معربًا كما جاء لا يُغيَّر.

و
«التلاوة المعنوية»
أن يفسره على ما أراد الله، ونحن نعلم مراد
الله بهذا القرآن؛ لأنه جاء باللغة العربية، كما قال الله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ
عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾[الشعراء: 195وهذا
المعنى في اللغة العربية هو ما يقتضيه هذا اللفظ، فنكون
بذلك قد علِمنا معنى كلام الله تعالى.

و «تلاوة
الحكم» امتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتصديق
الأخبار. اهـ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/121.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(122)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(122)سلسلة التفسير

 

قوله تعالى في
الثناء على كتابه العزيز: ﴿ لَا يَمَسُّهُ
إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)﴾[الواقعة: 79]. وتفسيره
كما في «صحيح البخاري»: «لاَ يَجِدُ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ إِلَّا مَنْ
آمَنَ بِالقُرْآنِ، وَلاَ يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلَّا المُوقِنُ».

وهذا
ذكره الفراء في «معاني القرآن» تفسير سورة الواقعة، قال: وَيُقَالُ: لا
يَمَسَّهُ، لا يَجِدُ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ
إِلا الْمُطَهَّرُونَ مَنْ آمَنَ به.

قال ابْنُ
الْعَرَبِيِّ: وَهُوَ اخْتِيَارُ
الْبُخَارِيِّ. كما في «تفسير القرطبي»(17/226).

قال
الحافظ في «فتح الباري»: وَحَاصِلُ هَذَا التَّفْسِيرِ: أَنَّ
مَعْنَى لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ لَا يَجِدَ طَعْمَهُ وَنَفْعَهُ إِلَّا مَنْ آمَنَ
بِهِ، وَأَيْقَنَ بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدَ
اللَّهِ، فَهُوَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الْكُفْرِ، وَلَا يَحْمِلُهُ بِحَقِّهِ إِلَّا الْمُطَهَّرُ
مِنَ الْجَهْلِ وَالشَّكِّ، لَا الْغَافِلُ
عَنْهُ الَّذِي لَا يَعْمَلُ، فَيَكُونُ
كَالْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ مَا لَا يَدْرِيهِ.
اهـ.


وجمهور أهل العلم
على أن ﴿ لَا يَمَسُّهُ يعني: لا يمس
القرآن المحدث حدثًا أكبر أو أصغر، والصحيح ﴿ لَا يَمَسُّهُ
أي: في اللوح المحفوظ لا يمسه إلا المطهرون
وهم الملائكة؛ إذ لو كان المراد البشر لقال: «المتطهرون»، فلما
قال: «المطهرون»
دلَّ على أن المراد الملائكة.

قال القرطبي: قال الإمام مَالِكٌ: أَحْسَنُ
مَا سَمِعْتُ فِي قَوْلِهِ ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا
الْمُطَهَّرُونَ﴾ أَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْآيَةِ الَّتِي فِي (عَبَسَ
وَتَوَلَّى) ﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ
مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)﴾[عبس:12-16].

يُرِيدُ: أَنَّ
الْمُطَهَّرِينَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ وُصِفُوا بِالطَّهَارَةِ فِي
سُورَةِ (عَبَسَ).
اهـ
من «تفسير القرطبي»(17/225).

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/122.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(123)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(123)سلسلة التفسير

 

قوله تَعَالَى: ﴿
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)﴾ [المعارج: 20].

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ
هَلُوعًا (19)﴾ يفسره ما بعده: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)﴾.

 قال ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «شفاء
العليل»(165): وهذا
–أي قوله: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)﴾-تفسير الهلوع،
وهو شدة الحرص الذي يترتب عليه الجزع والمنع، فأخبر
سبحانه أنه خلق الإنسان كذلك، وذلك صريح في أن
هلعه مخلوق للّه، كما أن ذاته مخلوقة، فالإنسان بجملته ذاته وصفاته وأفعاله وأخلاقه
مخلوق للّه، ليس فيه شيء خلق للّه وشي ء خلق
لغيره، بل اللّه خالق الإنسان بجملته وأحواله
كلها، فالهلع فعله حقيقة، واللّه خالق ذلك فيه حقيقة، فليس اللّه سبحانه بهلوع، ولا
العبد هو الخالق لذلك. اهـ.

وقال
رَحِمَهُ اللهُ في «الجواب
الكافي»(105): ونظير
هذا أنه ذم الإنسان وأنه خلق هلوعًا، لا يصبر
على شر ولا خير، بل إذا مسه الخير منع وبخل، وإذا مسه الشر جزع إلا من استثناه بعد ذلك من
الناجين من خلقه.

واستفدنا
من كلام ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ: أن الهلع
شدة الحرص الذي يترتب عليه الجزع والمنع، وهذا
من الصفات الذميمة.

 فهذا حال الإنسان إلا من نجاه الله من هذه الصفة، كما استثنى الله سبحانه بعد ذلك، فقال: ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)
﴾[المعارج: 22-24]. الآيات.

فنستفيد
التحذير: من هاتين الصفتين: الجزع عند نزول
الضر، والبخل مع وجود الخير، وكما جاء في الحديث: عَنِ
المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله
حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ، وَهَاتِ، وَكَرِهَ
لَكُمْ: قِيلَ، وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ،
وَإِضَاعَةَ المَالِ» رواه البخاري (2408ومسلم (1715).

«وَمَنَعَ، وهات»قال الصنعاني في «سبل السلام»(2/630): الْمُرَادُ مَنْعُ مَا أَمَرَ اللَّهُ أَلَّا
يُمْنَعَ، وَهَاتِ فِعْلُ أَمْرٍ مَجْزُومٌ، وَالْمُرَادُ النَّهْيُ عَنْ طَلَبِ مَا لَا
يَسْتَحِقُّ طَلَبَهُ.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/123.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(124)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(124)سلسلة التفسير

 

المشرق والمغرب

 

جاء بلفظ الإفراد: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)﴾[المزمل]. وجاء
بلفظ التثنية: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ
الْمَغْرِبَيْنِ (17)﴾[الرحمن].

 وجاء بلفظ
الجمع: ﴿فلا أقسم بِرَبِّ الْمَشَارِقِ
وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40)﴾[المعارج: 40].

 والجمع بين هذه الآيات:


 أن الإفراد باعتبار الجهة، الأُفق. فهي
تشرق من المشرق، وتغرب من المغرب.

 والتثنية باعتبار وقتين:
الصيف والشتاء.

 والجمع باعتبار اختلاف المطالع، فهي تتجدد باعتبار طلوعها وغروبها كل يوم.

وهذا فيه شبهة للذين يطعنون
في هذا الدين يقولون: قرآنكم غير منضبط فيه
خلاف، وقد ذكر هذا الإشكال الشنقيطي رَحِمَهُ
اللهُ في «دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب»، فبعض الآيات ظاهرها فيها شبهة لأعداء الإسلام،
الذين يطعنون في هذا القرآن الحكيم.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/124.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(125)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(125)سلسلة التفسير

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10].

ثلاثة أقوال في عود
الضمير في ﴿يَرْفَعُهُ﴾:

أَنَّ الْعَمَلَ
الصَّالِحَ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ. هذا قول مجاهد بن جبر كما علقه البخاري
عنه تبويب حديث(7429).

 الثاني: عكسه، وهو: الكلم
الطيب يرفع العمل الصالح، فلا يُرفع العمل
الصالح إلا بكلمة التوحيد.

الثالث: أن الرفع يعود إلى الله عز وجل، ﴿وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ أي: يرفعه
الله. وقد ذكر الأقوال الثلاثة ابن الجوزي في «زاد المسير»(3/507).

وقال أبو البقاء في «التبيان في إعراب القرآن»(1073): قَوْلُهُ تَعَالَى:
(
يَرْفَعُهُ): الْفَاعِلُ ضَمِيرُ
الْعَمَلِ، وَالْهَاءُ لِلْكَلِمِ؛ أَيِ: الْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ.

وَقِيلَ: الْفَاعِلُ
اسْمُ اللَّهِ؛ فَتَعُودُ الْهَاءُ عَلَى
الْعَمَلِ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/125.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(126)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(126)سلسلة التفسير

 

 

قال تعالى: ﴿وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ [الجن:22].

 

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في «بدائع
الفوائد» (1/169): أي: من تعدِل إليه وتهرب إليه وتلتجئُ إليه وتبتهل، فتميل إليه
عن غيرِه، تقول العرب: التحد فلانٌ إلى فلانٍ إذا عدل إليه.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/09/126.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(127)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(127)سلسلة التفسير

قَولُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا
تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾.


 

 قال الحافظ ابن كثير في « تفسيره»: أَي: لَا تَرْحَمُوهُمَا
وَتَرْأَفُوا بِهِمَا فِي شَرْعِ اللَّهِ، وَلَيسَ المَنهِيُ عَنهُ الرَّأفَةَ الطَّبِيعِيَّةَ
عَلَى إِقَامَةِ الْحَدِّ، وَإِنَّمَا هِيَ الرَّأْفَةُ الَّتِي تَحْمِلُ
الْحَاكِمَ عَلَى تَرْكِ الْحَدِّ فَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ
. اهـ كلامه رَحِمَهُ الله.

واستفدنا من كلامه
رَحِمَهُ الله: أن الرأفة
الطبيعية لا حرج فيها أن يجد رقة في قلبه طبيعية، وخاصة إذا وجد الضرب، أو الرجم
قد يرقُّ قلبه، ولكن لا تمنعه الرأفة وتحمله على ترك إقامة الحد، أو التخفيف
في  الجلد ﴿وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما
رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾.

وإقامة الحد من رحمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بعباده.

قال
شيخ الإسلام في «الاستقامة»(1/440): وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة من رَحْمَة الله بعباده؛ فَإِن
الله إِنَّمَا أرسل مُحَمَّدًا رَحْمَة للْعَالمين، وَهُوَ سُبْحَانَهُ أرْحم
بعباده من الوالدة بِوَلَدِهَا، لَكِن قد تكون الرَّحْمَة الْمَطْلُوبَة لَا تحصل
إِلَّا بِنَوْعٍ من ألم وَشدَّة تلْحق بعض النُّفُوس
.

[مقتطف من دروس سورة
النور لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/09/127.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(128)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(128)سلسلة التفسير

 

قوله
تَعَالَى في الزانيَيْنِ البِكْرَيْنِ: ﴿فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾.

 الجلد ليس المراد به: الضرب المبرح الذي يكسر العظم،
أو يجرح الجلد، ولكن يُضرب بالسوط ونحوه ضربًا موجعًا.

 وقد قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في تأديب
الزوجات: ﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾ أي: ضربًا غير مبرح، كما في حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حجة الوداع، قال
النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «فَاتَّقُوا اللهَ فِي
النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ
فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ
فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ
ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ
اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا
أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» رواه مسلم (1218).

[مقتطف من دروس سورة
النور لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/09/128.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(129)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(129)سلسلة التفسير

 

﴿إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾

خلق
سبحانه السماوات في يومين والأرض في أربعة أيام كما في سورة فصلت، وخلق الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الأرض ثم خلق
السماء، كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ
لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ
أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ
(9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ
(10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ
كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
(11)﴾[فصلت].

ولكن
دحو الأرض كان بعد خلق السماء، كما قال
تَعَالَى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ
بَنَاهَا(27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا
وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
(29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
(31)﴾[النازعات].

ودحو
الأرض مفسَّر بإخراج الماء والنبات، فلا تعارض
بين الآيات.

﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
العَرْشِ﴾ الاستواء
في اللغة له أربعة معانٍ: علا، وارتفع، وصعد، واستقر.

﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ
النَّهَارَ﴾ أي: يغطي الليل النهار بظلامه.


﴿وَالشَّمْسَ
وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾ الله عَزَّ وَجَل سخر هذه
المخلوقات العظام لخلقه، وهذا من أعظم نعم
الله على عباده ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)﴾[الجاثية: 13].

﴿أَلاَ لَهُ الخَلْقُ
وَالأَمْرُ﴾ وهذا
فيه رد على المعتزلة في قولهم: القرآن مخلوق، استدلوا بالعموم ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾،
والله
عَزَّ وَجَل يقول: ﴿أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾، والقرآن من
الأمر.

﴿تَبَارَكَ اللَّهُ﴾ أي: تعالى وتعاظم.

﴿ رَبُّ العَالَمِينَ﴾ العالم: كل ما سوى الله عَزَّ وَجَل.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/129.html

أضف رد جديد