(9)سلسلة في الفرق الضالة
من أوصاف الخوارج
من أوصافهم التي ذكرها النّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ لنعرفهم، ونحذر من الانضمام إليهم.
عنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»رواه البخاري (5058)، ومسلم (1064).
ونستفيد: ذم الخوارج.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذمهم: «كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ» رواه أحمد في «مسنده»(36/518) عن أبي أمامة، وهو في «الصحيح المسند»(482) لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللَّهُ.
وروى البخاري رَحِمَهُ اللهُ في «خلق أفعال العباد»من طريق عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَذَكَرَتِ الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًا، فَوَاللِّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ عُثْمَانَ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا قَدِ انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُهُ، حَتَّى وَاللَّهِ لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ، يَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ الَّذِي تَعْلَمُ، فَوَاللِّهِ مَا احْتَقَرْتُ أَعْمَالَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَجَّمَ النَّفَرُ الَّذِينَ طَعَنُوا فِي عُثْمَانَ فَقَالُوا لَهُ قَوْلًا لَا يَحْسُنُ مِثْلَهُ، وَقَرَءُوا قِرَاءَةً لَا يَحْسُنُ مِثْلُهَا، وَصَلُّوا صَلَاةً لَا يُصَلَّى مِثْلُهَا، فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ إِذَا هُمْ وَاللَّهِ مَا يُقَارِبُونَ أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ قَوْلِ امْرِئٍ فَقُلِ: ﴿اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾[التوبة: 105]، فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
فلا يُغتر بعبادة أحد مع فساد المنهج؛ فلهذا تقول عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
قال الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في شرح هذا الأثر من «فتح الباري»(13/505): الْمَعْنَى لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ فَتَظُنَّ بِهِ الْخَيْرَ، إِلَّا إِنْ رَأَيْتَهُ وَاقِفًا عِنْدَ حُدُودِ الشَّرِيعَةِ. اهـ.
والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)﴾[الكهف: 103-104]. وقال سبحانه: ﴿ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)﴾[الغاشية: 3-4]. فنعوذ بالله من التعبُّد بغير ما شرع ربنا سبحانه، ومن التعبد بالشركيَّات والبدع واتباع الهوى.
هؤلاء الخوارج الذين وصفتهم عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا هم قتلة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خرجوا عليه وقتلوه شهيدًا، ثم خرجوا على علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد ذلك، وقتلوه شهيدًا.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/9.html