(93) نصائح وفوائد
قول:
«إن شاء الله» في الشيء المستقبل
قال الله تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ
إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ
إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا
(24)﴾ [الكهف].
في هذه الآية
الحث على قول: «إن شاء الله» في كل أمور المستقبل، حتى ولو بعد ساعات أو دقائق، فهذه
كلمة مباركة.
أخرج البخاري (3424)، ومسلم (1654) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «قَالَ:
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً،
تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ
صَاحِبُهُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ، وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا
وَاحِدًا، سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لَوْ قَالَهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
لم يقل نبي
الله سليمان: «إن شاء الله»، ولم يستثنِ فطاف على أزواجه وجواريه فلم تلد إلا
امرأة ولدت شق غلام، فلو قال: إن شاء الله لظفر بالخير.
علَّق والدي
في درسٍ لنا على هذا الحديث وقال: كلمةُ «إن شاء الله» كلمة مباركة لا تُذكَرُ في
شيء إلا تحقَّقَ غالبًا.
فينبغي أن يكون
هذا على ألسنتنا قول: «إن شاء الله».
ويأجوج ومأجوج قصتهم معروفة أنهم يحفرون السد ويتعبون،
ويقولون: نكمل في الغد ولا يستثنون، فيأتي اليوم الذي يليه ويعود كما هو، فإذا جاء
اليوم الذي يريده الله عَزَّ وَجَل يقولون: سنكمل إن شاء الله فيجدونه مفتوحًا، فيحفرون
السد ويخرجون.
وقال السعدي رَحِمَهُ الله في «تفسيره»(474): نهى الله أن يقول العبد في
الأمور المستقبلة: ﴿إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)﴾ من دون أن يقرنه بمشيئة
الله؛ وذلك لما فيه من المحذور، وهو:
الكلام على
الغيب المستقبل، الذي لا يدري، هل يفعله أم لا؟ وهل تكون أم لا؟
وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالًا؛ وذلك
محذور محظور؛ لأن المشيئة كلها لله، ﴿وما
تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾.
ولما في ذكر مشيئة الله، من تيسير الأمر
وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه. اهـ.
ومن فوائد قول
إن شاء الله :أنه إذا حلف وقال: إن شاء الله لم يحنث إذا لم يفعل.
ومن الفوائد:
أنه إذا قال: سأفعل إن شاء الله غدًا، فإذا لم يفعل لا شيء عليه؛ ولهذا قال موسى
للخضر عليهما السلام: ﴿ستجدني إن شاء الله صابرًا ولا أعصي لك أمرًا﴾ .ولم يصبر . ولم
يعد كاذبًا ولا مخلفًا للوعد؛ لأنه استثنى.
ومن الفوائد: ذِكْر
الله سبحانه وتعالى، والتبرك بذكر الله.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/05/93.html