(134)نصائح وفوائد
التوبة إلى الله وفضلها
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
في هذه الآية
من الفوائد
:
وجوب التوبة من الذنوب
.
أن التوبة من
أسباب الفلاح
، وأنه لا سبيل للفلاح إلا
بالتوبة
.
أن كل مؤمن
يحتاج إلى التوبة
؛ لأن الله سُبحَانَهُ
وَتَعَالَى خاطب المؤمنين جميًعا
.
هذه الآية من
أدلة الترغيب في التوبة
، فالشرع يرغِّب وينذر
ويحذر
، تارة وتارة
،
فهذه الآية فيها الترغيب في التوبة
، وأن
التوبة من أسباب الفلاح
.
وهذا من فضائل
التوبة
، فيجب التوبة إلى الله سُبحَانَهُ من
كل ذنب
، وقد وعد الله على التوبة بالأجور
والفضائل العاجلة والآجلة
، ووعده حق
.
ومن
ذلك:
أن
التوبة من أسباب مغفرة الذنوب،
فهي تمحو الذنب كأن لم يكن
، قال نبي الله نوح
عليه الصلاة والسلام لقومه
:﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾[نوح
]، حثهم على الاستغفار
،
ثم رغبهم بذكر الفضائل العاجلة والآجلة
، وذكر
لهم مغفرة ذنوبهم إذا تابوا
﴿ إِنَّهُ
كَانَ غَفَّارًا﴾. أي
: أنه كثير
المغفرة والتوبة لمن تاب
، ثم رغَّبهم بالعاجل
والآجل
، بملذات الدنيا ونعيمها
، وكثرة إنزال الماء من السماء
، وكثرة الأموال والأولاد
،
وإحياء الأرض لهم بالنبات والثمار
، فهذا من
فضائل وثمار التوبة
.
وقاية من العذاب، قال تَعَالَى
:﴿وَمَا كَانَ
اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)﴾
[الأنفال
].
التوبة
من أسباب رحمة الله، قال تَعَالَى
:
﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) ﴾[النمل
].
ومن
أسباب الرزق وتيسير الأمور
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾
[الطلاق
]..
وفي الآية
أيضًا
:
أن من تاب إلى
الله تاب الله عليه صغر الذنب أو كبر
، فالتوبة
تجب ما قبلها
، ويرجع من ذنبه كمن لا ذنب له
.
[مقتطف من
دروس شرح رياض الصالحين لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/12/134.html