سلسلة التوحيد والعقيدة


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(156)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(156)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

هل التوسل إلى الله بجاه النبي أو بمنزلته أو بعمل الغير من أهل العلم
والفضل شرك أو بدعة؟

 

الجواب:

التوسل
بجاه الأنبياء أو بعض الصالحين، يتوسل إلى الله بجاههم ومنزلتهم أو عملهم الصالح،
هذا بدعة؛ لم يفعله الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، ولو كان مشروعًا لفعلوه، وأنس
بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: كان الناس يستسقون بالنبي صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أي: يطلبون منه الدعاء، ثم بعد وفاة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ استسقوا بعمر بن الخطاب، لم يتوسلوا بالنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته.

والحديث
عن أنس قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى
بِالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا
نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْقِينَا،
وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» قَالَ:
فَيُسْقَوْنَ. رواه البخاري (3710).

فلو
كان التوسل بجاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
مشروعًا لتوسلوا بجاهه؛ لأن جاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ ومنزلته وشرفه في حياته وبعد مماته.

 فإذًا من التوسل البدعي أن يقول: اللهم إنا
نتوسل إليك بجاه فلان أو منزلته، وهذا يقع فيه كثير من الجهال، وهو بدعة؛ لأنه يتوسل
بعمل غيره ومنزلة غيره، والمشروع أن يتوسل إلى الله بعمل نفسه لا بعمل غيره، بعمل
نفسه، بإيمانه، باتباعه للسنة، ببره بوالديه، بثباته.

إذًا
ما الذي استفدناه: هل التوسل إلى الله بجاه النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ شرك أو بدعة؟

الطالبة
تجيب: بدعة.

[مقتطف من الدرس
التاسع من دروس تطهير الاعتقاد لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/02/156.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(157)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(157)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

من اللذان جعلا لله شركاء في قوله
تَعَالَى:

﴿ فَلَمَّا
آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)﴾[الأعراف]؟

 

 هذه
الآية فيها قولان للمفسرين:


 أحدهما:
أنها في شأن آدم وحواء، وعمدتهم في هذا
التفسير حديث سمرة في التسمية بعبد الحارث،
والحارث الشيطان.

ونص حديث سَمُرَةَ بن جندب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لَمَّا حَمَلَتْ حَوَّاءُ طَافَ بِهَا
إِبْلِيسُ، وَكَانَ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَقَالَ: سَمِّيهِ عَبْدَ
الْحَارِثِ، فَإِنَّهُ يَعِيشُ، فَسَمَّوْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ، فَعَاشَ، وَكَانَ
ذَلِكَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ، وَأَمْرِهِ
» رواه أحمد(33/305)، والترمذي (3077).

والحديث لا يصح، قال الحافظ ابن
كثير في تفسير سورة الأعراف رقم الآية:(190):

هَذَا الْحَدِيثَ
مَعْلُولٌ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:

 أَحَدُهَا: أَنَّ عُمَرَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ
هَذَا هُوَ الْبَصْرِيُّ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلَكِنْ قَالَ أَبُو
حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: لَا يُحْتَجُّ بِهِ، وَلَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ
مِنْ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سُمْرَةَ
مَرْفُوعًا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. الثَّانِي: أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ قَوْلِ
سُمْرَةَ نَفْسِهِ لَيْسَ مَرْفُوعًا، كَمَا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، حدثنا بكر بن
عبد الله بن سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ،
عَنْ سَمْرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمَّى آدَمُ ابْنَهُ عَبْدَ الْحَارِثِ.

الثَّالِثُ: أَنَّ الْحَسَنَ
نَفْسَهُ فَسَّرَ الْآيَةَ بِغَيْرِ هَذَا، فَلَوْ كَانَ هَذَا عِنْدَهُ عَنْ
سُمْرَةَ مَرْفُوعًا لَمَا عَدَلَ عَنْهُ.

ثم ذكر ما أخرجه ابْنُ جَرِيرٍ
عَنِ الْحَسَنِ: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما قَالَ: كَانَ هَذَا فِي
بَعْضِ أَهْلِ الْمِلَلِ وَلَمْ يَكُنْ بآدم.

قال الحافظ ابن كثير: وَهَذِهِ
أَسَانِيدُ صَحِيحَةٌ عَنِ الحسن رضي الله عنه أَنَّهُ فَسَّرَ الْآيَةَ بِذَلِكَ،
وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ التَّفَاسِيرِ وَأَوْلَى مَا حُمِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ،
وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَهُ مَحْفُوظًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَا عَدَلَ عَنْهُ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ وَلَا
سِيَّمَا مَعَ تَقْوَاهُ لِلَّهِ وَوَرَعِهِ، فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ
مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابِيِّ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ تَلَقَّاهُ مِنْ بَعْضِ
أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ آمَنُ مِنْهُمْ مِثْلِ كَعْبٍ أَوْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
وَغَيْرِهِمَا، إِلَّا أَنَّنَا بَرِئْنَا مِنْ عُهْدَةِ الْمَرْفُوعِ، وَاللَّهُ
أَعْلَمُ. اهـ.

والقول الثاني: أن الآية في المشركين من  أبناء آدم بدليل آخر الآية، قال سُبحَانَهُ:
﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(190)﴾، فأتى
سُبحَانَهُ بالواو الدال على الجمع.

وقال ابن القيم رحمه الله في «روضة
المحبين ونزهة المشتاقين»(289): النفس الواحدة وزوجها آدم وحواء، واللذان جعلا له
شركاء فيما آتاهما المشركون من أولادهما، ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل: إن آدم
وحواء كانا لا يعيش لهما ولد فأتاهما إبليس، فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد
فسمياه عبد الحارث ففعلا؛ فإن الله سبحانه اجتباه وهداه فلم يكن ليشرك به بعد ذلك.


وهو قول الحافظ ابن كثير كما
تقدم.

 

 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/02/157.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(158)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(158)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

ما حكم الذبيحة عند القبر؟

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
في «شرح تطهير
الاعتقاد»: الذي يأتي عند القبر ويدعو أو
يذبح أو يصلي إن كان يقصد هذا لله ويظن أن فعله عند القبر يُرجى عنده الاستجابة من
الله فهذا بدعة؛ لأن هذا لم يشرعه الله لنا.

وإن أراد بذلك التقرب إلى القبر
طلب النفع من القبر- وهذا هو قصدهم بلا شك-، فهذا 
شرك بالله عزوجل؛ لأنه ذبح لغير الله يتقرب إلى القبر. تخصيص هذا المكان
بنية التقرب إلى القبر طلب النفع منه والشفاعة منه هذا  شرك أكبر، وهذا  هو قصدهم.

 فإن قال : ما أقصد القبر قصدي  لله ...

 يقال: إن مجيئك هذا تريد توسيخ عَتَبة القبر
وتذبح عليه .. والفرث والدم، هذه إهانة للميت لماذا لا تذبح في مكان واسع  وتتخلص عن الدماء والمخلفات من المذبوح؟ فلا بد
أن يُقر أنه ما جاء عند القبر إلا للاعتقاد فيه. اهـ المراد.

فاستفدنا:

أن الذبح عند القبر حرام، وإذا قصد
به تعظيم المخلوق فهو شرك أكبر، قال تَعَالَى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
(2)}[الكوثر].

وقال تَعَالَى:  ﴿قُلْ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا
شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾
[الأنعام:162 - 163].

وإذا كان يرى فضيلة المكان فهو
بدعة وحرام، وهو أيضًا وسيلة للشرك.

 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/02/158.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(159)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(159)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

ما حكم
الإضاءة على القبور كالأنوار الكهربائية ونحوها في غير حاجته للدفن ونحوه، مع
الدليل؟

 

 بدعة، والدليل ما روى البخاري،
ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».

وعن الْعِرْبَاضِ بن سارية رضي الله عنه عن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رواه
أبو داود.

 وهناك حديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
«لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ،
وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» رواه أبو داود، ولكنه ضعيف؛
فيه أبو صالح باذام، وهو ضعيف.

قال ابن
قدامة رَحِمَهُ الله في «المغني »(2/379): وَلَا يَجُوزُ اتِّخَاذُ السُّرُجِ عَلَى الْقُبُورِ،
واستدل بحديث ابن عباس المذكور.

 

قال: وَلِأَنَّ فِيهِ
تَضْيِيعًا لِلْمَالِ فِي غَيْرِ فَائِدَةٍ.

 وَإِفْرَاطًا فِي تَعْظِيمِ الْقُبُورِ أَشْبَهَ
تَعْظِيمَ الْأَصْنَامِ.

 

ونقل ابن القاسم
رَحِمَهُ الله في «حاشية الروض المربع »(3/131) الإجماع على تحريم إسراج القبور.

 

فيكون فيه النهي عن
سُرُج المقابر:

أنَّ فِيهِ تَضْيِيعًا
لِلْمَالِ فِي غَيْرِ فَائِدَةٍ.

أنه فيه تعظيم للقبور
يشبه تعظيم الأصنام.

 

وينظر: «مجموع الفتاوى »(13/244) للشيخ
ابن باز رَحِمَهُ الله
.

 

غير أنه استُثني
إباحة الإضاة لأجل الزائرين، ففي «العرف الشذي شرح
سنن الترمذي»(322): السراج على القبر؛ لإفادة
الزائرين، أبَاحَه العلماء.

[مقتطف من دروس تطهير الاعتقاد لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/02/159.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(160)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(160)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                                    اسم الله الواسع

قال
تَعَالَى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ
الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ
وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)﴾[البقرة].

واسع
الملك والرزق والعطايا.

واسع
الكرم والفضل.

 واسع العلم والمغفرة والرحمة، أرحم بالخلق من
أنفسهم وأمهاتهم.

 قال تَعَالَى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ
الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم]، وقال سُبحَانَهُ: ﴿ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) ﴾[طه]، وقال تَعَالَى: ﴿
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف]، وقال تعالى عن
حملة العرش: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾[غافر].

إلى غير ذلك من المعاني العظيمة، حتى إنه
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في شأن الطلاق، ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ
اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)﴾[النساء].

قال ابن
جرير في تفسير هذه الآية من سورة النساء: يُغْنِ اللَّهُ الزَّوْجَ وَالْمَرْأَةَ
الْمُطَلَّقَةَ مِنْ سَعَةِ فَضْلِهِ.

أَمَّا
هَذِهِ فَبِزَوْجٍ هُوَ أَصْلَحُ لَهَا مِنَ الْمُطَلِّقِ الْأَوَّلِ، أَوْ
بِرِزْقٍ وَاسِعٍ وَعِصْمَةٍ.

 وَأَمَّا هَذَا فَبِرِزْقٍ وَاسِعٍ، وَزَوْجَةٍ
هِيَ أَصْلَحُ لَهُ مِنَ الْمُطَلَّقَةِ أَوْ عِفَّةٍ.

﴿ وَكَانَ
اللَّهُ وَاسِعًا ﴾ يَعْنِي:
وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا لَهُمَا فِي رِزْقِهِ إِيَّاهُمَا وَغَيْرَهُمَا مِنْ
خَلْقِهِ.

﴿ حَكِيمًا﴾ فِيمَا قَضَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِنَ الْفُرْقَةِ وَالطَّلَاقِ، وَسَائِرِ
الْمَعَانِي الَّتِي عَرَفْنَاهَا مِنَ الْحُكْمِ بَيْنَهُمَا فِي هَذِهِ
الْآيَاتِ وَغَيْرِهَا وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِهِ وَتَدْبِيرِهِ
وَقَضَايَاهُ فِي خَلْقِهِ.

[مقتطف من دروس سورة النور لابنة الشيخ
مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/160.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(161)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(161)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

صفة الإذن لله تَعَالَى

 

الإذن من صفات الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

 

وهو على قسمين:

 إذن كوني قدري وهو الذي يتعلق
بالكائنات والمخلوقات، ومنه هذه الآية ﴿مَن ذَا
الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
﴾، وقوله سُبحَانَهُ: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ
بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة:102].


 

 وإذن شرعي ديني، وهو ما شرعه الله
سُبحَانَهُ، قال الله تَعَالَى: ﴿أَمْ لَهُمْ
شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ
يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ [الشورى: 21].


 

 والإذن الكوني القدري لا بد أن يقع،
أما الإذن الشرعي فقد يقع وقد لا يقع.

 فمثلًا: إذا رأينا من يشرب خمرًا هل
نقول: هذا لم يأذن به الله أم أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أذنه؟

 الذي يقول: هذا لم يأذن به الله،
أي: لم يأذن به  شرعًا هو مصيب؛ لأن الله
ما أذن بشرب الخمر شرعًا.

والذي يقول: هذا أذن به الله ويريده قدرًا مصيب أيضًا.

وإذا وقع الإذن
الشرعي فيجتمع فيه الإذن الشرعي والإذن الكوني، نظير الإرادة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/161.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(162)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(162)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

صفة العندية
لله عَزَّ وَجَل

 

قال
تَعَالَى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا
بِإِذْنِهِ
﴾.

 

فيه
إثبات العندية لله سُبحَانَهُ.

 وكما ثبت عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ: « وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ
كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ
السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ،
وَذَكَرَهُمُ
اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ،
لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» رواه الإمام مسلم (2699).


وهذا
نؤمن به على ظاهره، ولا نؤول العندية بالمكانة والرفعة؛ فإنه داخل في التأويل، وهو
تفسير باللازم، وهذا كما قال الحافظ  في «فتح الباري»(11/325): فَأَمَّا
الْعِنْدِيَّةُ فَإِشَارَةٌ إِلَى الشَّرَفِ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/162.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(163)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(163)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

المضاف إلى سُبحَانَهُ وَتَعَالَى

 

قال شيخ الإسلام في « مجموع الفتاوى» (2/155): وَالْمُضَافُ إِلَى اللَّهِ نَوْعَانِ:

 فَإِنَّ الْمُضَافَ إِمَّا أَنْ
يَكُونَ صِفَةً لَا تَقُومُ بِنَفْسِهَا كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْكَلَامِ
وَالْحَيَاةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا.

فَالْأَوَّلُ إِضَافَةُ صِفَةٍ كَقَوْلِهِ: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ
عِلْمِهِ ﴾ [البقرة: 255] وَقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58]، وَقَوْلِهِ: ﴿أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ [فصلت: 15].

وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ
فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ
فَضْلِكَ».

وَقَوْلِهِ  تَعَالَى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: 115]، وَقَوْلِهِ: ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ
اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة: 10]،
وَقَوْلِهِ: ﴿ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ﴾[الطلاق: 5].

 

 وَالثَّانِي: إِضَافَةُ عَيْنٍ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَطَهِّرْ
بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ [الحج: 26]،
وَقَوْلِهِ: ﴿ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس: 13]،
وَقَوْلِهِ: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ﴾ [الإنسان: 6].

 

 فَالْمُضَافُ فِي الْأَوَّلِ صِفَةٌ
لِلَّهِ قَائِمَةٌ بِهِ لَيْسَتْ مَخْلُوقَةً لَهُ بَائِنَةً عَنْهُ.

 

وَالْمُضَافُ فِي الثَّانِي مَمْلُوكٌ لِلَّهِ مَخْلُوقٌ لَهُ بَائِنٌ
عَنْهُ، لَكِنَّهُ مُفَضَّلٌ مُشَرَّفٌ؛ لِمَا خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ
الصِّفَاتِ الَّتِي اقْتَضَتْ إِضَافَتَهُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كَمَا
خَصَّ نَاقَةَ صَالِحٍ مِنْ بَيْنِ النُّوقِ، وَكَمَا خَصَّ بَيْتَهُ بِمَكَّةَ
مِنَ الْبُيُوتِ، وَكَمَا خَصَّ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ مِنْ بَيْنِ الْخَلْقِ،
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى:  ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا
رُوحَنَا﴾ [مريم: 17]؛ فَإِنَّهُ وَصَفَ هَذَا الرُّوحَ بِأَنَّهُ تَمَثَّلَ لَهَا
بَشَرًا سَوِيًّا، وَأَنَّهَا اسْتَعَاذَتْ بِاللَّهِ مِنْهُ إِنْ كَانَ تَقِيًّا،
وَأَنَّهُ قَالَ: ﴿إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ
رَبِّكِ﴾ [مريم: 19]، وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا عَيْنٌ قَائِمَةٌ
بِنَفْسِهَا.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/163.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(164)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(164)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                             من أسماء الله وصفاته

 

 

قال تَعَالَى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ ([1])[الحديد:3].

 

هذه الآية فيها خمسة
أسماء لله عَزَّ وَجَل، وكل اسم متضمن لصفة.

 

 وقد فسر النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هذه الأسماء الأربعة الأولى، وقال: «اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ،
وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ
فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا
الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» رواه مسلم (2713) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.


 

فاسم
الله الأول: فيه صفة الأولية لله عَزَّ وَجَل، وهو الذي لم يُسبق بعدم، وكما قال
النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى
المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ».
رواه البخاري (3191) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما.


 

واسم الله الآخر: فيه صفة الآخرية لله عَزَّ وَجَل، فالله سُبحَانَهُ الآخر الذي ليس بعده شيء.

 

واسم
الله الظاهر: فيه صفة الظاهرية، والظهور بمعنى العلو، قال تَعَالَى عن يأجوج ومأجوج: ﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا
لَهُ نَقْبًا (97)﴾[97:الكهف]،
فالله سُبحَانَهُ فوق كل شيء.

 

واسم
الله الباطن: فيه صفة الباطنية، وهو يدل على صفة المعية، فعلو الله سُبحَانَهُ لا
ينافي قربه من خلقه.

قال
الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/161): تأمل هذه الأسماء الأربعة، تجد أنها متقابلة،
وكلها خبر عن مبتدأ واحد لكن بواسطة حرف العطف، والأخبار بواسطة حرف العطف أقوى من
الأخبار بدون واسطة حرف العطف، فمثلًا: ﴿وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
(16)﴾ [البروج: 14 - 16]
، هي أخبار متعددة بدون حرف العطف، لكن أحيانًا
تأتي أسماء الله وصفاته مقترنة بواو العطف.

 وفائدتها:

أولًا:
توكيد السابق؛ لأنك إذا عطفت عليه، جعلته أصلًا، والأصل ثابت.

ثانياً:
إفادة الجمع، ولا يستلزم ذلك تعدد الموصوف، أرأيت قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ
فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾  [الأعلى: 1 -
3]، فالأعلى الذي خلق فسوى هو الذي قدر فهدى. اهـ.

 

وقوله:
﴿ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ هذا الاسم
الخامس، وفيه إثبات صفة العلم لله سُبحَانَهُ، وأن علمه محيط بكل شيء.

 

قال الشيخ ابن
عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/ 163): هذا إكمال لما سبق من الصفات الأربع، يعني: ومع ذلك، فهو
بكل شيء عليم.


[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/164.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1483
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(165)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(165)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                                من مفاتيح الغيب

 

 قال عَزَّ وَجَل في مفاتيح الغيب: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ

 

الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يعلم
ما في الأرحام ولا يعلمه غيره؛ لهذا الملَك عند تكوين الجنين يقول: يا رب أذكر أم أنثى؛
لأنه لا يعلم، «أشقي أم سعيد؟».

 

 وأما اطلاع الأطباء على الجنين في هذه العصور
فهذه بواسطة الأجهزة، وأيضًا لا يعلمون تكوينه ونوعه في الشهور الأولى.

 

وقد ذكر هذه
المسألة الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/173)، وقال:

 

فإن قلت: يقال الآن: إنهم صاروا
يعلمون الذكر من الأنثى في الرحم، فهل هذا صحيح؟

نقول: إن هذا الأمر وقع ولا يمكن
إنكاره، لكنهم لا يعلمون ذلك إلا بعد تكوين الجنين وظهور ذكورته أو أنوثته،
وللجنين أحوال أخرى لا يعلمونها، فلا يعلمون متى ينزل، ولا يعلمون إذا نزل إلى متى
يبقى حيًّا؟ ولا يعلمون هل يكون شقيًّا أو سعيدًا؟ ولا يعلمون هل يكون غنيًّا أم
فقيرًا؟ .. إلى غير ذلك من أحواله المجهولة.

إذًا أكثر متعلقات العلم فيما
يتعلق بالأجنة مجهول للخلق، فصدق العموم في قوله: {وَيَعْلَمُ مَا فِي
الأَرْحَامِ}.

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل
رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/10/165.html

أضف رد جديد