سلسلة التوحيد والعقيدة


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(146)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(146)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

 

هل يكره اليهود والنصارى على
الدخول في الإسلام؟

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ
تَكُونُ مِقْلَاتًا فَتَجْعَلُ عَلَى نَفْسِهَا إِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ أَنْ
تُهَوِّدَهُ، فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ كَانَ فِيهِمْ مِنْ أَبْنَاءِ
الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: لَا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ}
[البقرة: 256]. رواه أبوداود (2682). والحديث صحيح.

 

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْمِقْلَاتُ الَّتِي لَا
يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ.

 

قال ابن القيم في «أحكام أهل الذمة» (1/ 199):
هُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ تَهَوَّدَ وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ غَيْرَ يَهُودِيٍّ
فَإِنَّهُ مِثْلُهُمْ. اهـ.

والآية في أهل الكتاب إذا دفعوا الجزية، فلا
يُكرهون على إدخالهم في الإسلام، وليس معناه إقرارهم على دينهم، يقول تَعَالَى: ﴿وَمَن
يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ
مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾  [آل عمران:85].

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/146.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(147)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(147)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

هل
يقال: محمد حبيب الله أو خليل الله؟

هناك حديث «ألا وأنا حبيب الله ولا فخر» رواه الترمذي(3616)
والدارمي(48) عن ابن عباس، وهو
حديث ضعيف؛ فيه زمعة بن صالح ضعيف.

 وقد اعتمده الطحاوي رَحِمَهُ الله في «متن الطحاوية»،
وقال في وصف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: وأنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين.
اهـ.

وهذا هو الذي اشتهر عند العوام، وعند الصوفية،
يقولون: محمد حبيب رب العالمين، أو حبيب الله.
وهذا منتقد، وقد انتقده الشيخ الألباني
رَحِمَهُ اللهُ في تعليقاته على «متن الطحاوية»، وقال:بل هو خليل رب العالمين؛ فإن الخلة أعلى مرتبة من المحبة وأكمل؛ ولذلك قال صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
:«إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا» ولذلك لم يثبت في حديث
أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حبيب الله
. فتنبه.

وكذلك انتقده الشيخ صالح الفوزان في
تعليقاته على «متن الطحاوية»(63 وقال:هذه العبارةفيها مؤاخذة؛ لأنه لا يكفي قوله: حبيب، بل هو خليل رب العالمين؛ والخلة أفضل من مطلق المحبة؛ فالمحبة درجات، أعلاها الخلة، وهي خالص المحبة، ولم تحصل هذه المرتبة إلا لاثنين من الخلق إبراهيم عليه
الصلاة والسلام
﴿واتخذ الله إبراهيم خليلًا[النسا: 125 ونبينا عليه الصلاة والسلام، فقد أخبر بذلك فقال:«إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلًا». فلا يقال: حبيب الله؛ لأن هذا يصلح لكل مؤمن، فلا يكون للنبي صلى
الله عليه وسلم في هذا ميزة
، أما الخلة فلا أحد يلحقه فيها.اهـ.

فهذا
الوصف حبيب عام، لا يكون فيه مزية للنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛
لأن الله يحب عباده المؤمنين المتقين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
[التوبة:54 لكن الخلة أخص وهي أرفع المحبة؛ ولهذا الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لم يتخذ أحدًا
خليلًا سوى نبيين من أنبيائه محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

[مقتطف من درس
رياض الصالحين لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/147.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(148)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(148)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

حكم الدعاء بصفة من صفات الله

دعاء الله يكون بأسمائه لا بصفاته ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا﴾، فمن الخطأ أن يدعى صفة من صفات الله، مثلًا يقول: يا رحمة الله انزلي، يا قوة الله، يا لطف الله، يا وجه الله. يدعى الله بأسمائه.

فهل يعد من الشرك دعاء صفة من صفات الله؟

الله عَزَّ وَجَل يقول: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا﴾، فما يدعى إلا الله سُبحَانَهُ
وَتَعَالَى، يُدعى بأسمائه، ويكون ما
عدا هذا داخلًا في الشرك.

قال شيخ الإسلام رَحِمَهُ الله في «الاستغاثه في الرد علي البكري»(114): وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق
المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو
أعنِّي، أو: يا علم الله، أو: يا قدرة الله، أو: يا عزة الله، أو: يا عظمة الله ونحو ذلك؟

وينظر «مجموع
الفتاوى» (28/403) للشيخ ابن باز، و«مجموع
فتاوى ورسائل العثيمين»(2/165).

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/148.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(149)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(149)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

هل الفرد من أسماء
الله تَعَالَى؟


 الذي جاء في الأدلة الأحد الواحد.

 أما الفرد فلم يثبت
أنه من أسماء الله، ولكن استعمله بعض العلماء
في عباراتهم، والصنعاني رَحِمَهُ الله يقول:


وقد هتفوا عند الشدائد باسمهــــا... كما يهتف المضطرُّ بالصمد الفرد

فلا بأس به من باب الإخبار؛ لأن باب الإخبار أوسع.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/149.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(150)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(150)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

 

تسأل السائلة عن حديث «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» هل الحديث ثابت؟

وهل فيه دعاء صفة من صفات الله؟ أفيدونا مشكورين

 

الجواب:

الحديث ثابت عَن أنس
بن مَالك أَنه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو يَا حَيُّ
يَا قيوم. رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (612)، ومن طريق النسائي ذكره
والدي رَحِمَهُ الله في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين» (3919) وصححه.

وزيادة: « بِرَحْمَتِكَ
أَسْتَغِيثُ» عند الترمذي(3524) وغيره. وفيه أبان بن يزيد الرقاشي ضعيف.

وأخرجه النسائي في «
الكبرى»(9/212)من طريق  زَيْد بْن
الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ الْهَاشِمِيُّ، سَمِعْتُ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِفَاطِمَةَ: « مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي
إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ
أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي
طَرْفَةَ عَيْنٍ».

عُثْمَانُ بْنُ
مَوْهَبٍ الْهَاشِمِيُّ هو: عثمان بن موهب الكوفي.

من موالي بنى هاشم.

له عن أنس.

تفرد عنه زيد بن
الحباب، لكن قال أبو حاتم: صالح الحديث. اهـ من « ميزان الاعتدال»(3/58).

وقد أورد الحديث بهذه
الزيادة  الشيخ الألباني في «الصحيحة»( 3182)،
والله أعلم.

وهذا ليس فيه دعاء
صفة من صفات الله، ولكن فيه التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته.

قال الشيخ ابن عثيمين
في «شرح السفارينية»(281):  هذا من باب
التوسل، يعني: أستغيث بك برحمتك، فـ (الباء) هنا للاستغاثة والتوسل، وليست داخلة
على المدعو حتى نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا أو استغاث برحمة الله، لكن
استغاث بالله؛ لأنه رحيم، وهذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معنى له.  

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/150.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(151)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(151)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

كرامات
أولياء الله الصالحين

قد
تحصل بعض المكاشفات لبعض أولياء الله؛ كرامة
من الله، وقد ذكر ذلك شيخ الاسلام في «مجموع فتاواه»(27/499) أن الْمُكَاشَفَاتِ
تَقَعُ بَعْضَ الْأَحْيَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ،
وَأَحْيَانًا مِنْ إخْوَانِ الشَّيَاطِينِ اهـ
المراد.

ولكن
هذا كما قال الشوكاني في «قطر الولي»(239): الْغَالِب أَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا من خُلَّصِ
الْمُؤمنِينَ.اهـ.

ومن
فوائد كرامات أولياء الله:

أنها
معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها تدل
على صدقِهِ؛ لأنهم ما حصلهم لهم الكرامة إلا
باتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ في «الجواب
الصحيح لمن بدل دين المسيح»(5/437): وَكَرَامَاتُ صَالِحِ أُمَّتِهِ مِنْ آيَاتِهِ.اهـ المراد.

وقال
والدي العلامة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله في «الصحيح
المسند من دلائل النبوة»(268ط. ابن
تيمية): فصل:
ومن دلائل النبوة كرامات بعض أتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ.

وهيَ تعتبرُ
من دلائل النبوة؛ لأنه ما أُعطِيَ الكرامة إلا
باتباع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وأكبرُ كرامة هو توفيق الله العبد للعمل بالكتاب
والسنة وأن يختم له بالحُسنى. اهـ.

بخلاف
الكهنة والسحرة فإن خوارق العادة تعتبر شعوذة،
مثلًا يقول: أنا أطير في الهواء، وربما يراه الناس يطير ولكن الجني يحمله، أو يكون سحر أعين الناس،
هذه شعوذة، ولا يعدُّ كرامة، أو يمشي على متن البحر،
ما يغتر به إلا الجهال ومن أعمى الله بصيرته، وما
أحسن ما قيل:




إذا رأيت شخصًا قد يطير







وفوق ماء البحر قد يسير





ولم يقف على حدود الشرعِ







فإنه مُستَدرج وبدعي



المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/151.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(152)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(152)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

أقسام الهداية

هداية عامة: قال
تعالى:﴿قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾[طه: 50].

هداية توفيق وإلهام من الله عز وجل: قال
تعالى:﴿مَنْ
يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ﴾[الأعراف: 178]. وهذه
الهداية من خصائص رب العالمين.

هداية دلالة وإرشاد: قال
الله في نبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:﴿وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[الشورى: 52 وقال عز وجل عن القرآن:
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي
هِيَ أَقْوَمُ﴾[الإسراء: 9].

هداية غاية: قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن أهل الجنة:﴿إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾[يونس: 9 وقال عن
أهل النار:﴿احْشُرُوا
الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ
اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)﴾[الصافات].

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/152.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(153)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(153)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

الذكر بالاسم المفرد(الله، الله) هذا ذِكْرٌ مبتدَعٌ.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى»(10/227): وَمَا
يُذْكَرُ عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ مِنْ أَنَّهُ قَالَ:
أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ.
حَالٌ لَا يُقْتَدَى فِيهَا بِصَاحِبِهَا؛
فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مِنْ الْغَلَطِ مَا لَا خَفَاءَ بِهِ؛
إذْ لَوْ مَاتَ الْعَبْدُ فِي هَذِهِ الْحَالِ لَمْ يَمُتْ إلَّا عَلَى مَا
قَصَدَهُ وَنَوَاهُ؛ إذْ الْأَعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِتَلْقِينِ الْمَيِّتِ لَا
إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَقَالَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
دَخَلَ الْجَنَّةَ»، وَلَوْ كَانَ مَا
ذَكَرَهُ مَحْذُورًا لَمْ يُلَقِّنْ الْمَيِّتَ كَلِمَةً يُخَافُ أَنْ يَمُوتَ فِي
أَثْنَائِهَا مَوْتًا غَيْرَ مَحْمُودٍ، بَلْ
كَانَ يُلَقِّنُ مَا اخْتَارَهُ مِنْ ذِكْرِ الِاسْمِ الْمُفْرَدِ.

قال:
وَالذِّكْرُ بِالِاسْمِ الْمُضْمَرِ الْمُفْرَدِ أَبْعَدُ عَنْ السُّنَّةِ، وَأَدْخَلُ فِي الْبِدْعَةِ، وَأَقْرَبُ إلَى إضْلَالِ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّ مَنْ قَالَ:
يَا هُوَ يَا هُوَ أَوْ: هُوَ هُوَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ الضَّمِيرُ عَائِدًا
إلَّا إلَى مَا يُصَوِّرُهُ قَلْبُهُ،
وَالْقَلْبُ قَدْ يَهْتَدِي وَقَدْ يَضِلُّ.

وقال الشيخ بكر أبو زيد في «معجم المناهي اللفظية»(120):للعلامة محمد
صديق حسن خان رَحِمَهُ الله تَعَالَى بحث مهم،
في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد (الله وأنه لا أصل له في الكتاب، ولا في السنة، ولا في أقوال
الصحابة رضي الله عنهم، ولا عن أحد من أهل
القرون المفضَّلة.

وهناك نصوص يحتجون بها ولا دلالة
فيها:

منها قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ
يَلْعَبُونَ﴾.

وحديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
«لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله الله»
رواه مسلم، والترمذي.
وذكره الذهبي في «السير».

والمراد بهذين النصين قوله:(لا إله إلا
الله) على طريق الإشارة.اهـ مختصرًا.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/153.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(154)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(154)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                       سبب تحريم تصوير ذوات الأرواح

 

عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ
فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعْدُ، أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ
الجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ
لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ، عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ
فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلاعِ،
أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى
الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي
كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ
تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ» رواه
البخاري( 4920).

فهؤلاء
رجال صالحون من قوم نوح كان قومهم يُجلونهم، ولما ماتوا نحتوا تماثيل على صور
أولئك الرجال، ما السبب؟

(تَسلِّيًّا بِهَا)
كما قال الصنعاني في «تطهير الاعتقاد»، فمن باب التسلية والذكرى، ثم طال عليهم الأمد
فعبدوها، في أول الأمر ما كان مقصودهم عبادتهم ولكن صوروهم من باب التسلية والذكرى
لهم، فلما طال عليهم الأمد عبدوها من دون الله، فلما طال عليهم الأمد عبدوا
الأحجار، أي حجر يرونه يعبدونه، وكما قال المغيرة بن شعبة: « وَلَكِنَّا كُنَّا
قَوْمًا نَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ، فَإِذَا رَأَيْنَا حَجَرًا
أَحْسَنَ مِنْ حَجَرٍ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا غَيْرَهُ، وَلَا نَعْرِفُ رَبًّا
حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِنَا، فَدَعَانَا إِلَى
الْإِسْلَامِ فَاتَّبَعْنَاهُ» رواه الحاكم في «المستدرك»( 5901).

وما
حصل من تصوير قوم نوح الرجال الصالحين كان للتسلي بهم كما عرفنا والتذكر لهم، ولم
يكن لعبادتهم، وهذا يفيد خطر صور ذوات الأرواح، فصُور ذوات الأرواح  حُرِّمَت لأمور:

أنها
وسيلة للشرك بالله كما في هذه القصة.

أنها
مضاهاة لخلق الله، كما روى البخاري (5953)، ومسلم (2111) عن أبي هريرة رضي الله
عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً،
وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً».

مضاهاة
أي: مشابهة لخلق الله.

وبقي
أمر ثالث وهو: الفتنة بالصور في هذا العصر، الرجل ينظر إلى المرأة والمرأة تنظر
إلى الرجل، وهذا الثالث ذكره والدي رَحِمَهُ الله.

فهذه
ثلاث مفاسد في تصوير ذوات الأرواح. فلا يستهان بتصوير ذوات الأرواح ونظر المرأة
إلى الرجال والعكس، ونسأل الله العافية.

وعلينا
أن نحذر من أن نصبح ونمسي مع النت وصور الرجال.

وخاصة
ما يسمى الفيس بوك هذا ما تحتاج له المرأة واليوتيوب أيضًا، فهذه مليئة بالصور
والفسوق والفتن.

وليكن
استخدامك النت بحذر وفي حدود الحاجة، وفيما يعينك في طلب العلم ونشر العلم النافع،
مع الرجوع إلى المواقع الموثوقة، ثم الحرص على الرجوع إلى المصدر الذي أخذ منه، أو
العزو إلى ذلك الموقع؛ تأدية للأمانة، وأيضًا له غُرْمه وعليه جُرْمُهُ.

وأنصحك
أي معلومة تصلك في رسالة وفيها صورة، سواء كانت صوتية أو مرئية أن تقومي بحذفِهَا
مباشرة، ويغنيك الله عما فيها من العلم، اتركيها لله وحافظي على قلبك، وصوني بصرك،
والسلامة لا يعادلها شيء.

والحمد لله العلم
يقود إلى كلِّ خير وإلى الجنة، العلم يبصر بالأخطاء ويبصر بالخير، ولا يكون علمًا
نافعا لنا إلا إذا عملنا به، فالشر نبتعد عنه والخير نحرص عليه، وما توفيقنا إلا
بالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/154.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(155)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(155)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

               من أمور الجاهلية

قال والدي رَحِمَهُ الله في «هذه دعوتنا وعقيدتنا»:

مَا شَاعَ فِي بعضِ البِلَاِد الإِسْلامية: الدِّينُ للهِ وَالوَطَنُ
لِلْجَمِيْعِ، دَعوةٌ جَاهليَّةٌ، بلْ الكُلُّ لله. اهـ.

أقول: هذه دعوة
جاهلية؛ لأن الكل لله، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل
عمران: 154]، وقال سبحانه: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [المؤمنون: 88]، وقال
سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ} [الملك: 1].

قال الشيخ بكر أبو
زيد رَحِمَهُ الله في «معجم المناهي اللفظية» (262): الدين لله والوطن للجميع:
كلمة توجب الردة، نسأل الله السلامة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/12/155.html

أضف رد جديد