مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي  


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي  

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(44)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي  

     
 هل كان يوجد مكاسب لوالدي رَحِمَهُ الله؟
والدي رَحِمَهُ الله يقنع بالشيء الضروري، وقد كان مِنْ أحد أسباب رفعَتِه، واشتهار صِيتِهِ-مع علمه وتقواه- قناعته وزهده.
أما المكاسب فوالدي لديه أراضي كثيرة، في الأسفل والأعلى كما يقولون، ولم يبقَ من ورثة أبيه أحد سوى والدي وأخته، وقد جعل رَحِمَهُ الله نصيبه بعضه سكنات للطلَّاب.
وبعضه دفعه لبعض أقربائه من بني عَمِّه رَحِمَهُم الله، فكانوا يزرعونه أنواعًا من الحبوب والثمار، كالبُرِّ والشعير والذُّرَة البيضاء والصفراء.
ومن الفواكه: العنب والزبيب والرمان والخوخ.
وكانوا يعطون والدي النصف من الغَلَّةِ(...)، فكان ينتفعُ به هو وضيوفه،  الخبز في البيت من هذه الحبوب، والفواكه من تلكَ الثِّمار، وإذا لم يكن موسم الفواكه فيوجد الزبيب يكرم به ضيوفه، وقد ينفد في وقتٍ سريع قبل أن يأتيَ موسم الفواكه.
ومرةً أُشِير عليه أن يكونَ لمطبخ الطلاب شيءٌ يعود لمصالحه، فجعلوا مزرعةَ دجاج، ولكن مع الأيام رأوا أنها أثْقَلَتْ، ولم تأتِ بمنفعةٍ. فتُركِتْ، ثُمَّ جُعِلَ المكان سكنات للطلاب أصحاب العوائل، وقد عَلِقَ  به هذا الاسم، فصاروا يسمون ذلك المكان وما حوله بـ المزرعة.
وقد يصل إليه شيءٌ من فاعلي الخير، بعضه خاص، وبعضه للطلَّاب.
ولنعْلَمْ أنَّ عفَّةَ النفسِ وعدمَ ذِلَّتِهَا عند والدي أغلى وأعز من حُطَامٍ فانٍ زائل.
وقد كُنَّا نسمع منه النصائح المتتالية في الحث على العفَّة وعزَّة النَّفْسِ، وإليكم مثالَيْنِ في ذلك:
 -محمد بن رافع القشيري: كان آية في الزهد.
أرسل له السلطان بمال، فقال محمد: قد كادت الشمس أن تغرب، أي قد قرب أجله؛ لأنه كان بلغ من العمر قدر ثمانين فرده، ثم دخلت ابنته وقالت: إنا محتاجون لشيء من المال فأبى.
علَّق عليه والدي رَحِمَهُ الله بقوله: لأنه من مدَّ يده ذَلَّ؛ فلهذا ترك أخذه رَحِمَهُ الله.
-ومرَّة دخل إلى الرئيس كما أخبرنا رَحِمَهُ الله وقبل أن يخرجَ قال له: اطلب ما تريد، فقال له والدي: لا أحتاج شيئًا ولم آتِ لهذا.
(...) فِي «الْقَامُوسِ»(1039): الْغَلَّةُ: الدَّخْلُ مِنْ كِرَاءِ دَارٍ وَأُجْرَةِ غُلَامٍ وَفَائِدَةِ أَرْضٍ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/12/44.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(45)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي 

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(45)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي 

 
                   لا يُمكنْ أن يكون رَحِمَهُ الله ذَنَبًا لأحدٍ
 
كان هناكَ مَن يُساعد الدعوة بشيءٍ من المال، ثم أرسل برسالةٍ إلى والدي، وقال: إن تكلمتَ في كذا فلن أستطيعَ مساعدتكم.
فقال والدي: لن أسكتَ، ويغنينا الله من واسع فضله العظيم.
وكان من ثقته بربِّه يقول: ما انسَدَّ بابٌ من أبواب الرزق إلا وفتح اللهُ أبوابًا.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/12/45.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(46)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي  

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(46)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي  

                      المرأة التي لها مِنَّةٌ على زوجِهَا
 
هناكَ امرأةٌ أعرفها لها يدُ عونٍ في التعاون مع زوجها، ثم أراد أن يتزوج أُخرى.
فقال بعضهم: هذه المرأة لها فضلٌ كبير على زوجِها، فإن أذِنَتْ له فذاك.
فسمعت والدي أنكر عليه، وقال: إيش تتحكَّم فيه؟
 أمَّا أنا فلا يتحكَّمُ فِيَّ أحد. 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/12/46.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(48)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(48)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

 

                    القليل من يصفو من طلاب العلم
 
كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-وكان في حلقته نحو: السبعمائة أو الستمائة-، يقول: لو صفَا من هؤلاء عشرة، فخير كبير. أو بهذا المعنى.
 
قلت: يُذكِّرُني هذا بأثرين:
أحدهما: يقول أبو داود سليمان بن داود الطيالسي رَحِمَهُ اللهُ: كُنْتُ يَوْمًا بِبَابِ شُعْبَةَ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَلْآنَ، قَالَ: فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ، وَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ، تُرَى هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مُحَدِّثِينَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: صَدَقْتَ، وَلَا خَمْسَةٌ؟ قُلْتُ: خَمْسَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ، وَيَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ يَشْتَغِلُ بِالْفَسَادِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُرَدِّدُ عَلَيَّ.
 قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدُ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ. رواه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»(94).
الثاني: قال الْفِرْيَابِيُّ- وهو: محمد بن يوسف -: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا - وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، «تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ». رواه الخطيب في «جامعه»(95)، والأثران ثابتان.
فالقليل من يثبت، يكون المكان ملآن، ويكتظُّ بالحاضرين، والقليل منهم من يثبت ويستمر في طلب العلم، هذا يُشغل بمسؤولية، وهذا يُشغل بصوارف، وهذا يُشغل بأمراض، وهذا يَضْعف، وهذا يُفتن بالدنيا، والصوارف لا تحصر، نسأل الله العافية.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/48.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(49)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(49)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

    مِنْ ثناءِ والدي رَحِمَهُ الله على الطالب في حلقته
كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ وغفر له إذا وجد من بعض الطلاب نجابة، أو أجاب إجابة صحيحة يثني عليه، ومن ذلك:
 لله درك! أو يقول: لله أبوك!
يعني: لله أبوك الذي أنجب مثلك، ثم يقول له: لا تغتر يا بني، صحيح.
 هكذا يحذِّر الطالب من الاغترار؛ لأن المدح قد يكون فتنة، وقد يؤثِّر فيه فيضعف عن مجاهدة الشيطان، نعوذ بالله منه.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/49.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(50)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(50)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

 

                        من دعائِهِ لابنتِهِ رَحِمَهُ الله
 
من التحدث بنعمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله يدعو: أن الله ييسرَ لي سُبُلَ العلم.
 
 يعني: يُهيِّئُ الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى  لي سبل العلم حتى الممات.
 
فينبغي للصالحين من الآباء والأمهات أن يجعلوا هذا من ضمْنِ أدعيَتِهِم لأولادهم.
ونسأل الله عَزَّ وَجَل أن يجعلنا كذلك نطلب العلم حتى يأتينا الموت، فنُبعث إن شاء الله في زمرة طلاب العلم وأهل العلم وإن لم نبلغ مرتبتهم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/50_52.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(51)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(51)مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

 
                   الزم الصدق يا طالب العلم
 
سمعت والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يقول: إذا علم الله صدق نيتك، فقد ييسر لك بمن يدرسك في بيتك.
 
قلت: فالشأن أن نصدق مع الله، والله عَزَّ وَجَل يسخر بإذنه سُبحَانَهُ، وبفضله وبكرمه يسخر ويهيئ الطريق.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/51_12.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(52) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(52) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

النعاس وقت الدرس
رحِمَ الله والدي وغفر له، كان أحيانًا إذا وجَدَ في الدرس نعسَانًا.
 يقول له: قُمْ، أيُّها النعسانُ.
فيقومُ، ويذهبُ النُّعَاس، ثم يجلس.
[نعسان: منصرف؛ لأن مؤنثه تلحقه التاء، نعسانة]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/52_22.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(53) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(53) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

 

                           دعاؤه للطالب
ذكروا من أخلاق المعلم مع تلميذِهِ أن يدعوَ له، وقد كنتُ أسمع كثيرًا والدي رَحِمَهُ الله يدعو للطالب، ويقول:
جزاكَ الله خيرًا، بارك الله فيك، حتى في نهاية الدرس يدعو لطلابِهِ بالحفظ، ويقول في كثيرٍ من الأوقات: تفضَّلوا، حفظكم الله، وإذا غلِطَ يقول له: أصلحكَ الله، أو فهَّمَه فتعجَّل الطالب، يقول له: اصبر، جزاكَ الله خيرًا.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/53_22.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(54) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(54) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

 
  
         دروس والدي لا تنقطع حتى يوم العيد
كان والدي رَحِمَهُ الله حريصًا على المداومة على طلب العلم والتدريس، حتى إنه يوم العيد لا تنقطع دروسُهُ.
وسمعته رَحِمَهُ الله يقول: أسعد شيءٍ عندنا يوم العيد هو طلب العلم.
غير أني أشعر أنه يُخفِّفُ الدرس شيئًا ما؛ مراعاةً لفرحة الطلاب بالعيد.
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/54_22.html

أضف رد جديد