كيف ينزل الله إلى السماء وهي في كفه

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

كيف ينزل الله إلى السماء وهي في كفه

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

كيف ينزل الله إلى السماء وهي في كفه
سؤال : اذا كانت السماء في كف الله سبحانه وتعالى فكيف ينزل اليها وهي بيده سبحانه؟ الجواب: أولاً :ليس هناك ما يدل على أن السماء في يد الله سبحانه، والوارد في ذلك قوله تعالى عن يوم القيامة : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚسُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ثانياً : نزول الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، ثابت في الحديث المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنزول معناه معلوم، وكيفيته مجهولة، فلا يجوز الدخول في تصور كيفية هذا النزول. ولم يقل أحد من أهل العلم: إن من لازم هذا النزول أن السماء الدنيا تحيط بالله، بل من اعتقد أن السماوات  تقله أو تظله  فقد كفر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 5/262 :ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥاﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥﻳﻜﻔﺮﻭﻥﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥاﻟﺴﻤﻮاﺕﺗﻘﻠﻪ ﺃﻭﺗﻈﻠﻪ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻓﻤﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﻮاﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵﻣﺤﺘﺎﺝﺇﻟﻰ اﻟﻌﺮﺵﻛﺎﺣﺘﻴﺎﺝاﻟﻤﺤﻤﻮﻝﺇﻟﻰ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻓﺮ؟ ﻷﻥاﻟﻠﻪ ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺣﻲ ﻗﻴﻮﻡﻫﻮ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﻣﺎ ﺳﻮاﻩﻓﻘﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ. انتهى وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 3/142:ﻭﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﻼﻡاﻟﺬﻱﺫﻛﺮﻩاﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﻕاﻟﻌﺮﺵﻭﺃﻧﻪ ﻣﻌﻨﺎ - ﺣﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﻒﻭﻟﻜﻦ ﻳﺼﺎﻥﻋﻦ اﻟﻈﻨﻮﻥاﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻥﻳﻈﻦ ﺃﻥﻇﺎﻫﺮ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء} ﺃﻥاﻟﺴﻤﺎء ﺗﻘﻠﻪ ﺃﻭﺗﻈﻠﻪ؛ ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻃﻞ بإﺟﻤﺎﻉﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻓﺈﻥاﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﺳﻊ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺴﻤﻮاﺕﻭاﻷﺭﺽﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱﻳﻤﺴﻚ اﻟﺴﻤﻮاﺕﻭاﻷﺭﺽﺃﻥﺗﺰﻭﻻ ﻭﻳﻤﺴﻚ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻪ. {ﻭﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺃﻥﺗﻘﻮﻡاﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽﺑﺄﻣﺮﻩ} انتهى. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن لأهل الحديث في مسألة: هل يلزم من نزول الله خلو العرش أم لا؟ ثلاثة أقوال، قال رحمه الله :ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺮﺵﻭﻫﻮ اﻟﻤﺄﺛﻮﺭﻋﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﺻﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﺿﻌﻴﻒ ﺃﻥاﻟﻌﺮﺵﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ. انتهى مجموع الفتاوى 5/396. وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى 5/414 :ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺃﻥﻳﻘﻮﻝﻳﺨﻠﻮ ﺃﻭﻻ ﻳﺨﻠﻮ. ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺮﺵ. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺃﻥﻳﻘﺎﻝ: ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻭﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻟﺸﻜﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻮاﺏﺃﺣﺪ اﻷﻣﺮﻳﻦ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻊ ﻛﻮﻥاﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺗﺮﺟﺢ ﻋﻨﺪﻩﺃﺣﺪ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻟﻜﻦ ﻳﻤﺴﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺨﺎﻑﻣﻦ اﻹﻧﻜﺎﺭﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺠﺰﻡﺑﺨﻠﻮ اﻟﻌﺮﺵﻓﻠﻢ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ. ﻭاﻟﻘﻮﻝاﻟﺜﺎﻟﺚ - ﻭﻫﻮ اﻟﺼﻮاﺏﻭﻫﻮ اﻟﻤﺄﺛﻮﺭﻋﻦ ﺳﻠﻒ اﻷﻣﺔ ﻭﺃﺋﻤﺘﻬﺎ - ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰاﻝﻓﻮﻕاﻟﻌﺮﺵﻭﻻ ﻳﺨﻠﻮ اﻟﻌﺮﺵﻣﻨﻪ ﻣﻊ ﺩﻧﻮﻩﻭﻧﺰﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥاﻟﻌﺮﺵﻓﻮﻗﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻮﻡاﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻜﺘﺎﺏﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻛﻨﺰﻭﻝﺃﺟﺴﺎﻡﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﻘﻒ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﺑﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﺰﻩﻋﻦ ﺫﻟﻚ. انتهى وقال رحمه الله كما في المصدر المذكور 5/523 :ﻭﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏﻭﻧﺤﻮﻩﺇﻧﻤﺎ اﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺻﺎﺭﻭا ﻳﻈﻨﻮﻥﺃﻥﻣﺎ ﻭﺻﻒ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻓﻴﺮﻭﻥﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡاﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﻀﺪﻳﻦ؛ ﻓﺈﻥﻛﻮﻧﻪ ﻓﻮﻕاﻟﻌﺮﺵﻣﻊ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺇﻣﻜﺎﻥﻫﺬا ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺭﻭاﺣﻬﻢ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﻥاﻟﺮﻭﺡﻗﺪ ﺗﻌﺮﺝﻣﻦ اﻟﻨﺎﺋﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻭﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻕاﻟﺒﺪﻥﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝﺗﻌﺎﻟﻰ: {اﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻓﻰ اﻷﻧﻔﺲ ﺣﻴﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﻭاﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻬﺎ ﻓﻴﻤﺴﻚ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻤﻮﺕﻭﻳﺮﺳﻞ اﻷﺧﺮﻯﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ}... الخ انتهى. وقد أطال الكلام على هذه المسألة  رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى ج 5 ص 366_415. وقال العلامة ابن عبدالهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 232 وهو يذكر ما قاله من قال بأن العرش لا يخلو منه عند نزوله تبارك وتعالى: بل اﻟﻨﺰﻭﻝﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡﻣﻌﻘﻮﻝﻏﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ، ﻭﻫﻮ ﻗﺮﺏاﻟﺮﺏﺗﺒﺎﺭﻙﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎء، ﻭﻗﻮﻝاﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻮاﺕاﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ((ﻳﻨﺰﻝﺭﺑﻨﺎ))  ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻠﻤﺎ ﺗﺠﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﻟﻠﺠﺒﻞ ﺟﻌﻠﻪ ﺩﻛﺎ} (اﻷﻋﺮاﻑ143)،ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥاﻟﺬﻱﺗﺠﻠﻰ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺨﻨﺼﺮ، ﺃﻭﻣﺜﻞ ﻃﺮﻑاﻟﺨﻨﺼﺮ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﺘﺠﻠﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻟﻨﺰﻭﻝﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓرق ... الخ انتهى. فالواجب هو الإيمان بهذه الصفه كغيرها من الصفات، والمعنى من النزول معلوم والكيف مجهول، ويجب أن يصان عن الظنون الكاذبة، والتوهمات التي يضنها الشخص لازمة، والتي سببها قياس الخالق على المخلوق، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ بكري بن محمد اليافعي                   محمد بن عبد الله الإمام تاريخ :28 شوال 1437

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1770

أضف رد جديد