صفحة 1 من 1

بر الوالدين

مرسل: الثلاثاء 16 محرم 1443هـ (24-8-2021م) 6:52 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(1) بر الوالدين

 
إذا دعت الأم ولدها وهو يصلي
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ. قَالَ: وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ.
قَالَ: وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ، قَالَ: فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ، قَالَ فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، قَالَ: فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: سَلْ هَذِهِ، قَالَ فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ، فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ قَالُوا: نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ، ثُمَّ عَلَاهُ». رواه مسلم(2550)، و البخاري(2482) وهذا لفظ مسلم.  
 قال النووي رَحِمَهُ الله في شرح هذا الحديث: قَالَ الْعُلَمَاءُ: هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ الصَّوَابُ فِي حَقِّهِ إِجَابَتَهَا؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي صَلَاةِ نَفْلٍ وَالِاسْتِمْرَارُ فِيهَا تَطَوُّعٌ لَا وَاجِبٌ، وَإِجَابَةُ الْأُمِّ وَبِرُّهَا وَاجِبٌ، وَعُقُوقُهَا حَرَامٌ، وَكَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُخَفِّفَ الصَّلَاةَ وَيُجِيبَهَا ثُمَّ يَعُودَ لِصَلَاتِهِ؛ فَلَعَلَّهُ خَشِيَ أَنَّهَا تَدْعُوهُ إِلَى مُفَارَقَةِ صَوْمَعَتِهِ وَالْعَوْدِ إِلَى الدُّنْيَا وَمُتَعَلِّقَاتِهَا وَحُظُوظِهَا، وَتُضْعِفُ عَزْمَهُ فِيمَا نَوَاهُ وَعَاهَدَ عَلَيْهِ.
وقال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: إجابة- المصلي- الداعيَ خاص بما إذا كان الداعي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 وهل يلحق به الأم لقصة جريج في «الصحيح»؟
الظاهر أنها تلحق في النافلة، والله أعلم.
 ذكره في كتاب «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»(1007).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «شرح رياض الصالحين»(3/73):يستفاد من هذا الحديث أن الوالدين إذا نادياك وأنت تصلي، فإن الواجب إجابتهما، لكن بشرط ألا تكون الصلاة فريضة، فإنكانت فريضة فلا يجوز أن تجيبهما، لكن إذا كانت نافلة فأجبهما. إلا إذا كانا ممن يقدِّرون الأمور قدرها، وأنهما إذا علما أنك في صلاة عذراك فهنا أشر إليهما بأنك في صلاة؛ إما بالنحنحة، أو بقول: سبحان الله، أو برفع صوتك في آية تقرؤها، أو دعاء تدعو به، حتى يشعر المنادي بأنك في صلاة، فإذا علمت أن هذين الأبوين: الأم والأب عندهما مرونة؛ يعذرانك إذا كنت تصلي ألا تجيب؛ فنبههم على أنك تصلي.
فمثلًا إذا جاءك أبوك وأنت تصلي سنة الفجر، قال: يا فلان؛ وأنت تصلي، فإن كان أبوك رجلًا مرنًا يعذرك فتنحنح له، أو قل: سبحان الله، أو ارفع صوتك بالقراءة أو بالدعاء أو بالذكر الذي أنت فيه، حتى يعذرك.
وإن كان من الآخرين الذين لا يعذرون، ويريدون أن يكون قوله هو الأعلى فاقطع صلاتك وكلمهم، وكذلك يقال في الأم.
أما الفريضة فلا تقطعها لأحد، إلا عند الضرورة، كما لو رأيت شخصًا تخشى أن يقع في هلكة؛ في بئر، أو في بحر أو في نار، فهنا اقطع صلاتك للضرورة، وأما لغير ذلك فلا يجوز قطع الفريضة. اهـ.
وهذا دليلٌ على عِظَمِ حقِّ الوالدَيْنِ على الولد، فالصلاة شأنها عظيم، ومع ذلِكَ يجيب الولدُ أباه وأمَّه في صلاة النافلة، وأن حقَّهما مقدَّمٌ على صلاة النافلة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/08/1_83.html

(2) بر الوالدين

مرسل: الأحد 11 ربيع الأول 1443هـ (17-10-2021م) 4:01 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(2) بر الوالدين


من بِرِّ الأُم
عن ميمونة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي، قَالَ: «أَوَفَعَلْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ» رواه البخاري(2592)، ومسلم(999).
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
فِيهِ فَضِيلَةُ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْأَقَارِبِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْعِتْقِ.
 فِيهِ الِاعْتِنَاءُ بِأَقَارِبِ الْأُمِّ؛ إِكْرَامًا بِحَقِّهَا وَهُوَ زِيَادَةٌ فِي بِرِّهَا.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/10/2_16.html

(3) بر الوالدين

مرسل: السبت 27 شوال 1443هـ (28-5-2022م) 5:25 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(3) بر الوالدين

 
إذا منع الوالدان ولدهما عن الرحلة في طلب العلم فهل يلزمُهُ الطاعة؟
كتبت في هذه المسألة عن والدي رَحِمَهُ الله الآتي:
أما إذا كانا محتاجين لخدمته أو للنفقة عليهما، فواجب عليه أن يبدأ بهما في ذلك؛ لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول».
وكذلك إذا خشي أن أحدهما يبكي عليه حتى يذهب بصره، أو يُجن، أو يحصل له آفة من الآفات كالشلل وغيره.
وأما إذا كانا جاهلين، أو لا يحبان العلم، ويرغبان في التزود من الدنيا، أو لا يحبان الدين، فليس لهما طاعة في ترك الرحلة في طلب العلم، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
وقال سبحانه وتعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29-30].
وقال سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعُدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 28].
وقد سئل الإمام أحمد كما في «مسائل ابن هانئ» (2/ 164): الرجل يستأذن والديه في الخروج في طلب الحديث، وفيما ينفعه؟
 قال: إن كان في طلب العلم فلا أرى فيه بأسًا، إن لم يستأمرهما في طلب العلم وما ينفعه.
أَمْلَاهُ عليَّ والدي الشيخ مقبل في مجلسه في حُجْرَتِهِ، غفر الله له ورحمه، والله أعلم.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/05/3_27.html

(4) بر الوالدين

مرسل: الاثنين 14 ذو القعدة 1443هـ (13-6-2022م) 8:15 am
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(4) بر الوالدين

من استجابة دعاءِ الوالِدين للولد
 
ذهبت عينا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل -البخاري- فِي صغره.
 فرأت والدتُه الْخَلِيل إِبْرَاهِيم فِي الْمَنَام، فَقَالَ لَهَا: يَا هَذِه قد رد الله على ابْنك بَصَره؛ بِكَثْرَة دعائك.
 قَالَ: فَأصْبح وَقد رد الله عَلَيْهِ بَصَره.
والأثر في كرامات الأولياء من «شرح أصول اعتقاد أهل السنة»، ومن طريق اللالكائي أخرجه الذهبي بسنده الطويل في « سير أعلام النبلاء»(12/393). وذكره الحافظ في مقدمة « فتح الباري»(478).
فاغتنموا أيها الأولاد وأيتُها البنات دعاءَ آبائكم وأمهاتِكُم، ففيه سعادتكم في أولاكم وأُخراكُم.
وبِرُّوا بوالديكم؛ لتؤدوا واجبًا عظيمًا عليكم، ولتصلكم دعوات والديكم؛ فإن نفسَ الوالِدين تندفع أكثر وبانشراح صدر في الدعاء للبارِّيْنِ.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/06/4_12.html