بر الوالدين

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(1) بر الوالدين

 
إذا دعت الأم ولدها وهو يصلي
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: اللهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ، فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ. قَالَ: وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ.
قَالَ: وَكَانَ رَاعِي ضَأْنٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ، قَالَ: فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْقَرْيَةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحَمَلَتْ فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ صَاحِبِ هَذَا الدَّيْرِ، قَالَ فَجَاءُوا بِفُئُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، فَنَادَوْهُ فَصَادَفُوهُ يُصَلِّي، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، قَالَ: فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: سَلْ هَذِهِ، قَالَ فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي رَاعِي الضَّأْنِ، فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ قَالُوا: نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ، ثُمَّ عَلَاهُ». رواه مسلم(2550)، و البخاري(2482) وهذا لفظ مسلم.  
 قال النووي رَحِمَهُ الله في شرح هذا الحديث: قَالَ الْعُلَمَاءُ: هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ الصَّوَابُ فِي حَقِّهِ إِجَابَتَهَا؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي صَلَاةِ نَفْلٍ وَالِاسْتِمْرَارُ فِيهَا تَطَوُّعٌ لَا وَاجِبٌ، وَإِجَابَةُ الْأُمِّ وَبِرُّهَا وَاجِبٌ، وَعُقُوقُهَا حَرَامٌ، وَكَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُخَفِّفَ الصَّلَاةَ وَيُجِيبَهَا ثُمَّ يَعُودَ لِصَلَاتِهِ؛ فَلَعَلَّهُ خَشِيَ أَنَّهَا تَدْعُوهُ إِلَى مُفَارَقَةِ صَوْمَعَتِهِ وَالْعَوْدِ إِلَى الدُّنْيَا وَمُتَعَلِّقَاتِهَا وَحُظُوظِهَا، وَتُضْعِفُ عَزْمَهُ فِيمَا نَوَاهُ وَعَاهَدَ عَلَيْهِ.
وقال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله: إجابة- المصلي- الداعيَ خاص بما إذا كان الداعي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 وهل يلحق به الأم لقصة جريج في «الصحيح»؟
الظاهر أنها تلحق في النافلة، والله أعلم.
 ذكره في كتاب «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»(1007).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «شرح رياض الصالحين»(3/73):يستفاد من هذا الحديث أن الوالدين إذا نادياك وأنت تصلي، فإن الواجب إجابتهما، لكن بشرط ألا تكون الصلاة فريضة، فإنكانت فريضة فلا يجوز أن تجيبهما، لكن إذا كانت نافلة فأجبهما. إلا إذا كانا ممن يقدِّرون الأمور قدرها، وأنهما إذا علما أنك في صلاة عذراك فهنا أشر إليهما بأنك في صلاة؛ إما بالنحنحة، أو بقول: سبحان الله، أو برفع صوتك في آية تقرؤها، أو دعاء تدعو به، حتى يشعر المنادي بأنك في صلاة، فإذا علمت أن هذين الأبوين: الأم والأب عندهما مرونة؛ يعذرانك إذا كنت تصلي ألا تجيب؛ فنبههم على أنك تصلي.
فمثلًا إذا جاءك أبوك وأنت تصلي سنة الفجر، قال: يا فلان؛ وأنت تصلي، فإن كان أبوك رجلًا مرنًا يعذرك فتنحنح له، أو قل: سبحان الله، أو ارفع صوتك بالقراءة أو بالدعاء أو بالذكر الذي أنت فيه، حتى يعذرك.
وإن كان من الآخرين الذين لا يعذرون، ويريدون أن يكون قوله هو الأعلى فاقطع صلاتك وكلمهم، وكذلك يقال في الأم.
أما الفريضة فلا تقطعها لأحد، إلا عند الضرورة، كما لو رأيت شخصًا تخشى أن يقع في هلكة؛ في بئر، أو في بحر أو في نار، فهنا اقطع صلاتك للضرورة، وأما لغير ذلك فلا يجوز قطع الفريضة. اهـ.
وهذا دليلٌ على عِظَمِ حقِّ الوالدَيْنِ على الولد، فالصلاة شأنها عظيم، ومع ذلِكَ يجيب الولدُ أباه وأمَّه في صلاة النافلة، وأن حقَّهما مقدَّمٌ على صلاة النافلة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/08/1_83.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(2) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(2) بر الوالدين


من بِرِّ الأُم
عن ميمونة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي، قَالَ: «أَوَفَعَلْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ» رواه البخاري(2592)، ومسلم(999).
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
فِيهِ فَضِيلَةُ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْأَقَارِبِ وَأَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْعِتْقِ.
 فِيهِ الِاعْتِنَاءُ بِأَقَارِبِ الْأُمِّ؛ إِكْرَامًا بِحَقِّهَا وَهُوَ زِيَادَةٌ فِي بِرِّهَا.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2021/10/2_16.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(3) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(3) بر الوالدين

 
إذا منع الوالدان ولدهما عن الرحلة في طلب العلم فهل يلزمُهُ الطاعة؟
كتبت في هذه المسألة عن والدي رَحِمَهُ الله الآتي:
أما إذا كانا محتاجين لخدمته أو للنفقة عليهما، فواجب عليه أن يبدأ بهما في ذلك؛ لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول».
وكذلك إذا خشي أن أحدهما يبكي عليه حتى يذهب بصره، أو يُجن، أو يحصل له آفة من الآفات كالشلل وغيره.
وأما إذا كانا جاهلين، أو لا يحبان العلم، ويرغبان في التزود من الدنيا، أو لا يحبان الدين، فليس لهما طاعة في ترك الرحلة في طلب العلم، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم».
وقال سبحانه وتعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29-30].
وقال سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعُدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 28].
وقد سئل الإمام أحمد كما في «مسائل ابن هانئ» (2/ 164): الرجل يستأذن والديه في الخروج في طلب الحديث، وفيما ينفعه؟
 قال: إن كان في طلب العلم فلا أرى فيه بأسًا، إن لم يستأمرهما في طلب العلم وما ينفعه.
أَمْلَاهُ عليَّ والدي الشيخ مقبل في مجلسه في حُجْرَتِهِ، غفر الله له ورحمه، والله أعلم.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/05/3_27.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(4) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(4) بر الوالدين

من استجابة دعاءِ الوالِدين للولد
 
ذهبت عينا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل -البخاري- فِي صغره.
 فرأت والدتُه الْخَلِيل إِبْرَاهِيم فِي الْمَنَام، فَقَالَ لَهَا: يَا هَذِه قد رد الله على ابْنك بَصَره؛ بِكَثْرَة دعائك.
 قَالَ: فَأصْبح وَقد رد الله عَلَيْهِ بَصَره.
والأثر في كرامات الأولياء من «شرح أصول اعتقاد أهل السنة»، ومن طريق اللالكائي أخرجه الذهبي بسنده الطويل في « سير أعلام النبلاء»(12/393). وذكره الحافظ في مقدمة « فتح الباري»(478).
فاغتنموا أيها الأولاد وأيتُها البنات دعاءَ آبائكم وأمهاتِكُم، ففيه سعادتكم في أولاكم وأُخراكُم.
وبِرُّوا بوالديكم؛ لتؤدوا واجبًا عظيمًا عليكم، ولتصلكم دعوات والديكم؛ فإن نفسَ الوالِدين تندفع أكثر وبانشراح صدر في الدعاء للبارِّيْنِ.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2022/06/4_12.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(5) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(5) بر الوالدين

 

 

يا شيخ أنت قلت إن من الطاعة للوالدين أن يبر
أصدقاءهما وإذا كانت أمي قد ماتت ومعها نساء أصدقاء لها، فهل يجوز لي أن أذهب
لزيارة النساء أم لا؟

 

ج: ممكن أن ترسل هديةً لهن، أو كلمة طيبة، ما لم تخشَ على نفسك الفتنة أو تخش
عليهن الفتنة.

[ش: بر الوالدين
لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/05/5.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(6) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(6) بر الوالدين

 

هنا
سؤال قُدِّم: إذا اختلف الأبوان في أمر ولدهما بشيء، أحدهما يقول: افعل، والآخر
يقول: لا تفعل، فمن يُقدَّم الأب أو الأم؟

الجواب:

إليكم فتوى المسألة
من «الموسوعة الفقهية الكويتية»(8/68):

فَإِنْ تَعَارَضَا
فِيهِ، بِأَنْ كَانَ فِي طَاعَةِ أَحَدِهِمَا مَعْصِيَةُ الآْخَرِ، فَإِنَّهُ
يُنْظَرُ:

 إِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا يَأْمُرُ بِطَاعَةٍ
وَالآْخَرُ يَأْمُرُ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يُطِيعَ الآْمِرَ
بِالطَّاعَةِ مِنْهُمَا دُونَ الآْمِرِ بِالْمَعْصِيَةِ، فِيمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ
مَعْصِيَةٍ.

 لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ».

أَمَّا إِنْ
تَعَارَضَ بِرُّهُمَا فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَحَيْثُ لاَ يُمْكِنُ إِيصَال
الْبِرِّ إِلَيْهِمَا دَفْعَةً وَاحِدَةً:

 فَقَدْ قَال الْجُمْهُورُ: طَاعَةُ الأُمِّ
مُقَدَّمَةٌ؛ لأِنَّهَا تَفْضُل الأْبَ فِي الْبِرِّ.

 وَقِيل: هُمَا فِي الْبِرِّ سَوَاءٌ، فَقَدْ
رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً قَال لِمَالِكٍ: وَالِدِي فِي السُّودَانِ، كَتَبَ إِلَيَّ
أَنْ أَقْدُمَ عَلَيْهِ، وَأُمِّي تَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ، فَقَال لَهُ مَالِكٌ:
أَطِعْ أَبَاكَ وَلاَ تَعْصِ أُمَّكَ.

 يَعْنِي: أَنَّهُ يُبَالِغُ فِي رِضَى أُمِّهِ
بِسَفَرِهِ لِوَالِدِهِ، وَلَوْ بِأَخْذِهَا مَعَهُ؛ لِيَتَمَكَّنَ مِنْ طَاعَةِ
أَبِيهِ وَعَدَمِ عِصْيَانِ أُمِّهِ.

وَرُوِيَ أَنَّ
اللَّيْثَ حِينَ سُئِل عَنِ الْمَسْأَلَةِ بِعَيْنِهَا قَال: أَطِعْ أُمَّكَ؛
فَإِنَّ لَهَا ثُلُثَيِ الْبِرِّ.

 وَنَقَل الْمُحَاسِبِيُّ الإْجْمَاعَ عَلَى
أَنَّ الأُمَّ مُقَدَّمَةٌ فِي الْبِرِّ عَلَى الأْبِ. اهـ المراد.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/06/6.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(8) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(8) بر الوالدين

 
س: هل يجوز تقبيل ركبتي الوالدين؟  

جـ: لم يكن هذا على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
ولا فعلوا هذا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يبلغ حد التحريم، ولا يعد
سجودًا للوالدين.

وأنصح بعدم فعله؛
فإن أنواع البر كثيرة.

[استفدته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل بن
هادي الوادعي رَحِمَهُ الله]

وسُئِل والدي رَحِمَهُ الله كما في
ش: « بر الوالدين»: هل من البِرِّ أن تُقبِّل ركبة والدِك أو تقبل ركبة أمك؟

 هل هذا من البر؟ وهل هو ثابت عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؟


جواب والدي: لا، هذا ليس من البر، وليس له حق في
هذا، بل إن كنت طالبَ علم قمت ببر والدك وأحسنتَ إليه، وتقول له: هذا ليس بمشروع،
ما نُقِل أن رجلًا قبَّل ركبتي النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ، ولا قبَّل أيضًا رجلي النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ، فهذا ليس بمشروع.

وأبواب البِرِّ كثيرة، حتى إن من البر أن تُحسنَ
إلى أصدقاء أبيك، ففي «صحيح مسلم » أن رجلًا 
-وهو أعرابي- أتى إلى عبد الله بن عمر فأعطاه عبد الله بن عمر،كساه عمامة
وقميصًا وأعطاه دابة فقيل لعبد الله بن عمر: غفر الله لك إن هذا أعرابي يرضيه
القليل، قال: إن هذا كان صديقًا لعمر، وإن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن من البر أن تود صديق أبيك» أو بهذا المعنى.

فأقرباء والدك وهكذا أيضًا أقرباء أصدقائِك
أيضًا، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كان يذبح الشاة
ويقسِّمها ويعطي أصدقاء خديجة، فتقول عائشة أو غيرها، فيقول: إنها كانت صديقًا
لخديجة، والله المستعان.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/8.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(9) بر الوالدين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(9) بر الوالدين

 

                              عِظَمُ حق
الوالدين


 

قال تَعَالَى: ﴿وَقَضَى
رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا
أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)﴾[الإسراء].


 

وقال تَعَالَى: ﴿قُلْ
تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الأنعام:151].

 

في أول
هاتَين الآيتَين: الأمر بتوحيد الله سُبحَانَهُ والكفر بكل ما يعبد من دونه.

 

ثم
ثنَّى تَعَالَى بحق الوالدين.

 

وهذا
فيه عِظَمُ حق الوالدَين؛ فقد قرن الله سُبحَانَهُ حقه بحق الوالدين، وكثيرًا ما
يقرن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى حقه بحق الوالدين، وكما في قوله تَعَالَى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.

و
نستفيد من قوله: ﴿ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ
وَلا تَنْهَرْهُمَا
﴾:

 النهي عن القول السيء والفعل السيء، ويشمل قوله
سُبحَانَهُ ﴿وَلا تَنْهَرْهُمَا﴾ رفع الصوت عليهما.

ثم أمر
سُبحَانَهُ بالقول الطيب اللين ﴿ وَقُلْ
لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
﴾.

 ثم حث على بر الوالدين بالفعل الحسن ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾
.

 

  ولعظم حق الوالدين قُرن العقوق بالشرك، كما في
حديث أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عند البخاري
(5976)، ومسلم (87) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ» قُلْنَا: بَلَى يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَكَانَ
مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلا
وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يَقُولُهَا، حَتَّى قُلْتُ:
لا يَسْكُتُ.

كما يستفاد من سورة
الإسراء: الحث على بر الوالدين عند كبرهما؛ لأن كِبر السن يحصل فيه الضعف والوهن؛
فلهذا وصى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بهما.

 

وفيه أن من عق والديه
فما جازى الإحسان بالإحسان؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ذكر تربية الوالدين ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾، فهما قد أحسنا إلى هذا الولد غاية الإحسان، في التربية والنفقة
والرعاية والنظافة والسهر
والألم؛ من أجله إذا مرض، أو تعب، ولاسيما الأم فهي التي تحمل به تسعة أشهر، وكل
تلك الفترة آلام ومتاعب، وثقل، ثم الولادة والرضاعة، وإزالة أذاه، ومتاعب كثيرة
يعلمها الآباء والأمهات؛ فلهذا وصى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بالوالدين.

وفيه الدعاء
للوالدين؛ مأخوذ من قوله تَعَالَى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا﴾.

 قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في «فتح المجيد»: (أي: في كبرهما
وعند وفاتهما
).

فنسأل الله أن
يرحم آباءنا وأن يغفر لهم وأن يعفوَ عنهم.

ونسأل الله أن
يعفو عن تقصيرنا وزلاتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[مقتطف من دروس
فتح المجيد، الدرس الخامس لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تَعَالَى]

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/9_31.html

أضف رد جديد