فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة

يشمل هذا القسم كل موضوع لا يندرج تحت الأقسام المخصصة
أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فتقييد العلم والفوائد والحكم والخواطر سنة عمن سلف .
يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه ( صيد الخاطر) : (( لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها، ثم تعرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر، لكي لا ينسى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "قيدوا العلم بالكتابة"([1]) )) ا.هـ
وقيل
العلم صيد والـكتابة قـيده ..... قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ..... وتتركها بين الخلائق طـالقة
فمن باب هذا استعنت بالله تعالى على جمع هذه الفوائد والحكم والعبر مما وقع بيدي من كلام أهل العلم والحكماء والأدباء وغيرهم ، وما استفدته في حياتي في هذه الكراسة ليستفد منها كل من وقعت بيده والأجيال القادمة فنسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن ينفع بها .


ما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها


لا يخفى على أهل الإسلام كبيرهم وصغيرهم ، أن اليهود أعدى أعداء دين الله تعالى وأهل الإسلام ، وأنهم أهل مكر وخبث ، وأهل كل رذيلة ونقيصة ،{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
يقول بعض من عاشرهم وعرفهم عن كثب وقرب : " فقد اثبتت لي الأيام أن ما من عمل مخالف للأخلاق ، وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يد فيها"
وهذا الأمر أصبح عند المسلمين من بديهيات الأمور التي بيانها ما يزيدها إلا خفاء ، ولكن الذي ينقضي منه العجب أن يقع في مصائدهم وحبائلهم أناس يدعون أنهم من خاصة أهل الإسلام وحملة شرعه والذابين عنه ، وهذا بتنفيذ مخططاتهم ، وإعمال وسائلهم في أراضي الإسلام التي تخدم أغراضهم وتحقق غاياتهم .
فاليهود هم وراء جريمة المدارس المختلطة ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يُدرس في هذه المدارس ، ويَدرس فيها ، والمصيبة يوجد منهم من يتكلف ويتحايل في تسليك أمرها في أراضي المسلمين !!!
اليهود وراء اصطناع وتأسيس الجمعيات ، ومع ذلك تجد ناسا من أهل السنة يدعو إلى إنشاء هذه الجمعيات والحضور والمحاضرة فيها ، والمصيبة أنهم إذا أنكر عليهم هذه الفعلة ، اعتذروا لك بما تعتذر به الجماعات الحزبية المميعة التي تتبنى الوسائل والمخططات المستوردة من مصانع اليهود !!!
اليهود وراء الإعلام والسيطرة على وسائله ، من القنوات الفضائية والصحف والشبكات العنكبوتية ، لخدمة أغراضهم وتحقيق غاياتهم ، والتي من أخبثها تفريق كلمة المسلمين وإثارة عامتهم على علمائهم وحكامهم ، والتمكين الأصاغر([2]) والجهال والسفهاء للتكلم بما تهواه أنفسهم بما شاؤوا ، وفيمن شاؤوا ، ومتى شاؤوا ، وكيف شاؤوا ، بل الإعلام قد حقق لليهود ما عجز أن يحققه في القرون الماضية ، وكان يحلم به ، من إفساد المجتمعات الإسلامية وسيطرة على عقول عامتها وشبابها .
فظهر وتصدر في شاشات التلفاز أهل البدع أعداء السنة ، وخاضوا في نوازل الأمة بالجهل والأهواء ،
مما زاد الأمة الإسلامية الطين بلة ، وإشعال الفتنة .
وتكلم في الشبكات العنكبوتية الرويبضات والجهال باسم الغيرة على السنة وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لإسقاط علماء السنة وتسفيه علمهم وإهدار مكانتهم ، فكانت النتيجة أنهم افسدوا عقول الشباب السلفي وحيروهم وقطعوا عليهم الطريق، وشوهوا سمعة المنهج السلفي ، وغيروا وبدلوا ، وتناقضوا واضطربوا في أحكامهم شأنهم شأن أهل البدع وأهل الكلام ،مما كان سببا في إخفاء الحق وتوعير طريقه على من يريده ويطلبه ([3])، فمن نظر في أخلاقهم وطبعهم ومعاملتهم لعلمائهم ومشايخهم وإخوانهم وزملائهم بغير الأخلاق الحسنة والشيم المرعية التي جاءت بها الشريعة وحثت عليها ، تبرأ من منهجهم وسفههم ، وراح يطلب غيرهم ـ ومما نتأسف منه ـ إذا كان هذا النافر من هذا الصنف لا يعرف الحق على التفصيل ، يوقعه هذا النفور في شباك أهل البدع، لما يظهره المبتدعة من التصنع في الأخلاق لاصطياد الشباب الإسلامي([4])
وكان أولى بهذا الصنف المفسد الضائع أن يهتم بتهذيب نفسه ، ويراعي ما يصلحه وينفعه في معاشه ومعاده ، ويعرف قدر نفسه ([5]) ، لا أن يتوجه للكلام في أمور العامة ونوازل الأمة التي ليست من خصوصياته وهو ليس بأهل لها .
وما يرى عقلاء الأمة أن توجههم هذا الغير السليم ما هو إلا من مداخل الشيطان وحبائله ، إذ زين لهم الفساد في صورة الغيرة على الدين ورد الأخطاء ـ زعموا ـ ، وكأن هؤلاء العلماء الفضلاء الذين انتقدهم هذا الصنف ليس لهم غيرة على الدين ، وليس لهم دراية بقيمة تلك الأخطاء ومعرفة ضررها على الأمة !!!
ولكن كما قلت : هم ما وقعوا في هذه الحبائل إلا من جهلهم بحال أنفسهم وعدم درايتهم ما ينفعهم من الأعمال التي هم بحاجة إليها .
يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ مبينا خطورة هذا المنزلق الذي أوقع الشيطان فيه من أوقع :" وقل من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا ومحركا إلى نوع من الطاعة لا يشك أنه طاعة وقربة فإنه لا يكاد يقول إن هذا الداعي من الشيطان ، فإن الشيطان لا يأمر بخير ويرى أن هذا خير .
فيقول هذا الداعي من الله وهو معذور ، ولم يصل علمه إلى أن الشيطان يأمر بسبعين بابا من أبواب الخير إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر ، وإما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل .
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد يكون سببه تجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله وأحبها إليه وأرضاها له وأنفعها للعبد وأعمها نصيحة لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم ، ولا يعرف هذا إلا من كان من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه في الأمة وخلفائه في الأرض ، وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك فلا يخطر بقلوبهم ، والله تعالى يمن بفضله على من يشاء من عباده "
([6])
فننصح هذا الصنف أن يهتم بتهذيب نفسه والإصلاح ما هو عليه من الخلل الذي أورث فيه الجهل والغلو والعدوان على أهل العلم وإفساد الصف السلفي والتشويش على شبابه وإيقاعهم في الحيرة .
أخرج الإمام الذهبي في السير (6/ 589) عن هانىء بنُ المُتَوَكِّلِ أنه قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُبَادَةَ المَعَافِرِيُّ قال: كنا عِنْدَ أَبِي شُرَيْحٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فَكَثُرَتِ المَسَائِلُ, فَقَالَ: قَدْ دَرِنَتْ قُلُوْبُكُم فَقُوْمُوا إِلَى خَالِدِ بنِ حُمَيْدٍ المَهْرِيِّ اسْتَقِلُّوا قُلُوْبَكُم، وَتَعَلَّمُوا هَذِهِ الرَّغَائِبَ، وَالرَّقَائِقَ فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ العِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا المَسَائِلَ فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ ما نزل تقسي القلب، وتورث العداوة. ا.هـ
قال الإمام الذهبي معلقا : قُلْتُ: صَدَقَ، -وَاللهِ- فَمَا الظَّنُّ إِذَا كَانَتْ مَسَائِلُ الأُصُوْلِ، وَلوَازِمُ الكَلاَمِ فِي مُعَارَضَةِ النَّصِّ؟ ا.هـ
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : فما بالك إذا كانت هذه المسائل مبنية على جهل وظلم وعدوان وإفساد شباب السنة وإسقاط مشايخهم وإشعال الفتنة في أراضي الإسلام وهدم ما بناه وأصلحه أئمة الدعوة السلفية
( ابن باز ، والألباني ، وابن عثيمين ، ومقبل الوادعي ) ، فليس أضر على الدعوة السلفية من هذا الصنف الظالم الجاهل المتعنت ، وقد وجد العدو اليهودي بغيته في هذا الصنف ، إذ حقق له عن طريق هذه الشبكات العنكبوتية ما كان يسعى إليه أن يتحقق في أراضي الإسلام ، وداخل الصف السلفي .
فالعدو اليهودي الماسوني يريد من هذا الصنف عن طريق هذه الوسيلة أن يتصدر ويفتي ويحلل و يشغب على مشايخه ويشوش عليهم ، ويهجم على إخوانه السلفيين ، ويخرب في أراضي المسلمين .
جاء في كتاب ( الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون)(ص: 124) (( البروتوكول الثاني من بروتوكولات حكماء صهيون : إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوي الشاكين، وتولد الضجر أحيانا بين الغوغاء. وان تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذاً، وبقينا نحن وراء الستار))
وجاء في (ص: 125 ـ 130) : (( البروتوكول الثالث : ولكي نغري الطامحين إلى القوة بأن يسيئوا استعمال حقوقهم ، وضعنا القوى كل واحدة منها ضد غيرها، بأن شجعنا ميولهم التحررية نحو الاستقلال، وقد شجعنا كل مشروع في هذا الاتجاه ووضعنا أسلحة في أيدي كل الأحزاب وجعلنا السلطة هدف كل طموح إلى الرفعة ، وقد أقمنا ميادين تشتجر فوقها الحروب الحزبية بلا ضوابط ولا التزامات ، وسرعان ما ستنطلق الفوضى، وسيظهر الإفلاس في كل مكان ([7]).. الجريئون، وكتاب النشرات الجسورون يهاجمون القوى الإدارية هجوماً مستمراً .. وسينهار كل شيء صريعاً تحت ضربات الشعب الهائج... وفي ظل الأحوال الحاضرة للجمهور والمنهج الذي سمحنا له بانتباه ، يؤمن الجمهور في جهله إيمانا أعمى بالكلمات المطبوعة وبالأوهام الخاطئة التي أوحينا بها إليه كما يجب، وهو يحمل البغضاء لكل الطبقات التي يظن أنها أعلى منه، لأنه لا يفهم أهميه كل فئة ، وأن هذه البغضاء ستصير أشد مضاء حيث تكون الأزمات الاقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا... إن كلمة "الحرية" تزج بالمجتمع في نزاع مع كل القوى ..))
وجاء في (ص: 140) : (( البروتوكول السابع : يجب أن ننشر في سائر الأقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة ، فإن في هذا فائدة مزدوجة : فأما أولاً فبهذه الوسائل سنتحكم في أقدار كل الأقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد ))
وجاء في ( ص 159 ـ 166 ) (( البروتوكول الثاني عشر : وسنعامل الصحافة على النهج الآتي: ما الدور الذي تلعبه الصحافة في الوقت الحاضر؟
إنها تقوم بتهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحياناً بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية التي ربما تكون ضرورية لمقصدنا ([8]) ، وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة أقل إدراك ، إننا سنسرجها وسنقودها بلجم حازمة ، وسيكون علينا أيضاً أن نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى ..
غير أني سأسألكم توجيه عقولكم إلى أنه ستكون بين النشرات الهجومية نشرات نصدرها نحن لهذا الغرض، ولكنها لا تهاجم إلا النقط التي نعتزم تغييرها في سياستنا ، ولن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر على إرادتنا. وهذا ما قد وصلنا إليه حتى في الوقت الحاضر كما هو واقع: فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة تتركز فيها الأخبار من كل أنحاء العالم. وحينما نصل إلى السلطة ستنضم هذه الوكالات جميعاً إلينا، ولن تنشر إلا ما نختار نحن التصريح به من الأخبار.([9]) ...
أن التقدم أو بالأحرى فكرة التقدم التحرري قد أمدت الناس بأفكار مختلطة للعتق من غير أن تضع أي حد له ، إن كل من يسمون متحررين فوضويون، إن لم يكونوا في عملهم ففي أفكارهم على التأكيد ، كل واحد منهم يجري وراء طيف الحرية ظاناً أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أي أن كل واحد منهم ساقط في حالة فوضى في المعارضة التي يفضلها لمجرد الرغبة في المعارضة.))
وجاء في (ص: 166 ـ 168) : (( البروتوكول الثالث عشر: وسيسرع المغامرون السياسيون الأغبياء إلى مناقشة المشكلات الجديدة ، ومثلهم الرعاع الذين لا يفهمون في أيامنا هذه حتى ما يتشدقون به.
وإن المشكلات السياسية لا يعني بها أن تكون مفهومة عند الناس العاديين، ولا يستطيع إدراكها ـ كما قلت من قبل ـ إلا الحكام الذين قد مارسوا تصريف الأمور قروناً كثيرة ... ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الأممية ... وهذه الخطوط سنقدمها متوسلين بتسخير آلاتنا وحدها من أمثال الأشخاص الذين لا يستطاع الشك في تحالفهم معنا، أن دور المثاليين المتحررين سينتهي حالما يعترف بحكومتنا. وسيؤدون لنا خدمة طيبة حتى يحين ذلك الوقت. ))
فحاصل ما نستفيده من مسرحية القوم ، أنها بضاعة يرجع ربحها على العدو اليهودي ـ من حيث يشعر القوم أو لا يشعرون ـ ، وأن كلامهم في أهل العلم والسنة ما يضر إلا أنفسهم ، فالعالم العامل المخلص كالبحر لا تلطخه أوحال القوم وصدق من قال :" لا تقذف أحدا بالوحل ([10]) ، فقد تصيب الهدف وقد تخطيء ، ولكن من المؤكد أنه سيصيب يديك " !

([1]) قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة (5/ 43 ـ 44) عند تخريجه هذا الحديث بعد ذكر طرقه : جملة القول أن جميع هذه الطرق معلولة، مرفوعها وموقوفها وخيرها الطريق الثانية التي يرويها ابن أبي أويس ... عن أنس والشاهد الذي يرويه عبد الله بن المؤمل تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو وتارة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ابن عمرو. ولا شك عندي أن الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق، على ما سبق بيانه، وإعلاله بالوقف من بعض الوجوه في الطريق الأولى عن أنس كما جروا عليه، ليس كما ينبغي لما عرفت من ضعفه موقوفا ومرفوعا، فلا يجوز المعارضة به للصحة الثابتة بمجموع الطريقين كما هو ظاهر، ولاسيما وهناك الشواهد التي سبقت الإشارة إليها التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو نفسه: " اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق ". وقد مضى تخريجه برقم (1532) من طرق عنه، فراجعه. هذا ما يسر الله لي من التحقيق والتصحيح لهذا الحديث، فإن وفقت للصواب في ذلك فالحمد والمنة والفضل له، وإلا فإني أستغفر الله وأتوب إليه من كل ما لا يرضيه، إنه هو ذو الفضل العظيم، التواب الرحيم.ا.هـ
([2]) بما فيهم أهل البدع والأحداث
([3]) وجود هذا الصنف داخل المنهج السلفي وبين مشايخه وطلابه الذين تصدوا للقطبية والحدادية والمميعة سيوهن ردود أهل السنة في هؤلاء المبتدعة عند من لم يتضح له ، أو كان على وشك أن يتضح له منهج هؤلاء المبتدعة ،
إذ سيقول : إن ردود هؤلاء المشايخ وأتباعهم في هؤلاء الذين بدعوهم منشأها وأصلها ما هو الآن دائر بينهم من الخصومات والمهاترات والغلو والتجاوز والتكلف والعدوان !!!
وإذا كان الأمر كذلك فلا يلتفت إلى كلامهم في غيرهم ولا في بعضهم البعض ولا يقرأ لهم .
([4]) قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ :"ما قطع ظهري في الإسلام إلا رجلان : عالم فاجر ، ومبتدع ناسك ، فالعالم الفاجر يزهد الناس في علمه لما يرون من فجوره ، والمبتدع الناسك يرغب الناس في بدعته لما يرون من نسكه " انظر (الذخائر و الأعلاق في آداب النفوس و مكارم الأخلاق)(ص57)
([5]) قيل :" أصعب شيء في الدنيا هو أن تعرف قدر نفسك ، وأسهل شيء في الدنيا هو أن تنصح الآخرين ."
([6]) بدائع الفوائد (2/ 261)
([7]) اليهود الخبثاء وراء كل فتنة وقتال في أرض المسلمين ، بما يمدون تلك الفتن من الطاقات الحسية والمعنوية ، وقد تفطن علماء السنة لمخططهم الخبيث ومنهم علماء اليمين لهذا هم يسعون بالحكمة والعقل في تصدي وإيقاف فتنتهم ، وإفساد عليهم مخططهم .
([8]) هذا شأن المنتديات الأنانية التي تهاجم مشايخ السنة ، هي تخدم هذا المقصد الخبيث من حيث تشعر أو لا تشعر !!!
([9]) هل بعد هذا نطمئن لهذه الشبكات والمنتديات والقنوات !!!
([10]) وهذا بخلاف قذف بالحق على الباطل ، فهذا القذف لا يخطئ عين الباطل ، قال الله تعالى :{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} ، فتنبه لهذا الفارق .


كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

رد: فوائد نفيسة وذخائر جليلة من مصائد أبي أنس بن سلة

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

من مكائد العدو اليهودي والنصراني لإحداث الفتنة
في أراضي الإسلام والسيطرة عليه






لا يخفى على العالم الإسلامي عامتهم فضلا عن خاصتهم ، أن الحروب الواقعة والناشبة بين المسلمين ، ما مصدرها إلا الافتراق والتحزب الواقع بينهم ، وبُعدهم عن دينهم ، وقد استغل العدو اليهودي والنصراني هذا الخلل الحادث بين المسلمين فذهب يغذيه بإعانة بعض الاتجاهات الحزبية والفرق الضالة بالأسلحة المعنوية والمادية والدعاية لحرب بني جلدتهم وحكومتهم ([1])، فإذا رأى ـ العدو اليهودي والنصراني ـ أن ذلك الاتجاه وأن تلك الطائفة المنحرفة عاثت بالفساد في تلك البلاد الإسلامية بتخريب منشأتها وسفك دماء أهلها ، تباكى عليها باسم الحقوق الإنسانية ، فذهب يتدخل في شؤون أهلها وسياسة أرضها ، ليرسي قواعده في تلك البلاد ، ويحقق مطامعه التي خططها وسطرها من وراء تلك الإعانة المصلحجية لأولئك الحزبية والطوائف البدعية .
وقد تفطن علماء وخبراء الأمة الإسلامية لمخططهم هذا ، فسعوا إلى سده وإغلاقه في وجههم بمنعهم من التدخل في شؤون بلاد المسلمين .
قال الإمام مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ : " وينبغي أن نذكر إخواننا شيعة اليمن أن هناك شيوعيين وبعثيين وناصريين يريدون التحريش بين أهل السنة وبين إخوانهم الشيعة ، فنحن لا نكتمكم أننا نعتبركم مبتدعة ، لكن ممكن أن ترجعوا إلى السنة في أسرع وقت .. والسنة ليست حقنا ولا حق آبائنا بل هذا يعتبر شرفا لكم أننا ندعوكم إلى أننا نحن وأنتم نتبع جدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم "([2])
وبهذه المناسبة نتذكر ما حدث في عهد الأمير عبدالقادر([3] )( 1860م) من الفتنة التي أحدثتها الدروز في الشام في حق النصارى الذين كانوا في ذمة الدولة الإسلامية ، من القتل والذبح ، فتصد لهم الأمير عبدالقادر ـ رحمه الله ـ ، فأرادت فرنسا أن تدخل فمنعها ، لخبرته بمخططات فرنسا وما تريده من وراء هذا التدخل ، ويذكر المؤرخون أن هذه الفتنة كانت من تخطيط العدو الغربي .
قال خلدون بن مكي الحسني في "الحلقة الثالثة عشرة" من (سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر) : (( قال الشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" :
(وقعت فتنة بين الدروز والنصارى في جبل لبنان واشتد بسببها الضرب والطعان، وعاثت طائفة الدروز وفسقوا، وانتظموا في سلك الطغيان واتّسقوا، ومنعوا جفون أهل الذمة السّنات، وأخذوا البنين والبنات من حجور الأمهات، وخرّبوا القرايا والبلدان، وسفكوا الدماء وحرقوا العمران، ونهبوا الأموال ومالوا عليهم كل الميل، وبادرت لمساعدتهم والغنيمة معهم دروز الجبل الشرقي تجري على خيولها جري السيل، ولم يروا في ذلك معارضًا ولا منازعًا، ولا مدافعًا ولا ممانعًا، والنصارى بين أيديهم كغنم الذبح، هم وأموالهم وأولادهم وبلادهم غنيمة وربح، ودام هذا الأمر واستقام، إلى ابتداء ذي الحجة الحرام، سنة ست وسبعين بعد الألف والمائتين، وقد هرب كثير من النصارى إلى الشام، ظانّين أن الحكومة تحميهم من الدروز اللئام، فصارت الدروز تدخل إلى الشام بأنواع السلاح، ويخاطبون الأشقياء بقولهم كنا نظن بكم الفلاح، لقد أخلينا البَرَّ من النصارى، وأنتم عنهم كأنكم سكارى، فاذبحوهم ذبح الأغنام، وأذيقوهم كأس الحمام، واغنموا ما عندهم من الأموال والأمتعة الكلية، وأن الحكومة بذلك راضية مرضية، ولو لم يكن لها مراد بذلك، ما مكنتنا من إذاقتهم كؤوس المهالك، والوالي ساكت عن هذا الأمر .... فذهب بعض النصارى إلى والي البلد، لينقذهم من هذا الهم والنكد، وكان ذلك يوم الاثنين من ذي الحجة الحرام، سنة ألف ومائتين وست وسبعين من هجرة سيد الأنام، فأمر الوالي بالقبض على بعض الأولاد، فمسكوا منهم جملة وقيدوهم بالحديد وأمروهم بالكنس والرش تأديبًا لهم عن هذا الفساد، فقامت عصبة جاهلية في باب البريد من الجهال الطغام، ونادوا بأعلى صوتهم يا غيرة الله ويا دين الإسلام، وكان الوقت قبيل العصر من ذلك اليوم المرقوم، وتلاحقت الأشقياء إلى حارة النصارى كأنه لم يكن عليهم بعد ذلك عتب ولا أحد منهم على فعله مذموم، وأقبلت عليهم الدروز أفواجاً أفواجا، واشتغلوا بالحرق والقتل والسلب والنهب أفراداً وأزواجا... والوالي ما زال على إهماله، وسكوته وعدم سؤاله، غير أنه عين للمحافظة أربعة من الأعيان، اثنين من المدينة واثنين من الميدان، فقام من كان من الميدان حق الحماية، وقصر من عداهما في البداية والنهاية، غير أن سعادة الأمير المعظم، والكبير المفخَّم، حضرة الأمير السيد عبد القادر الجزائري قد بذل كامل همته في ذلك، وبذل أمواله ورجاله في خلاص من قدر عليه من المهالك، واستقامت النار تضطرم في حارة النصارى سبعة أيام، والناس فوضى كأنه لم يكن لهم إمام، فلما أحضروا من أحضروه من النصارى إلى الميدان، وقد امتلأت البيوت أخذنا نطوف عليهم نهنيهم بالسلامة ونطيب قلوبهم بالأمن والأمان، وكنا ما نرى منهم غير دمع سائل، وبصر جائل، وقلب واجف، ورجاء قليل وبال كاسف، وهذه تقول أين ولدي؟ وهذه تقول قد انفلق كبدي، وهذه تقول مالي، وهذه تقول كيف احتيالي؟ والرجال منهم حيارى وترى الناس سكارى وما هم بسكارى... ولما علم دروز الجبل الشرقي أن أهل الميدان، قد أدخلوا النصارى في حصن الأمان، ووضعوهم في أماكنهم مع عيالهم، واجتلبوا لهم سرورهم بقدر الإمكان وراحة بالهم، تجمعوا وتحزبوا وتوجهوا إلى الشام، إلى أن وصلوا إلى أرض "القدم" بالكبرياء والعظمة والاحترام، ثم أرسلوا خبراً إلى الميدان إمّا أن تسلمونا النصارى لنذيقهم كؤوس المنية، ونبيدهم بالكلية، وإما أن ننشر بيننا راية القتال، ونطوي بساط السلم واستقامة الحال، فبرز أهل الميدان إليهم بروز الأسد، وقالوا لهم بلسان واحد ليس لكم على قتالنا من جَلَد...، لا نسمح لكم منهم بقلامة ظفر وليس لكم في مطلوبكم من نجاح، وكثر القيل والقال، وكانت البيداء قد امتلأت من الفرسان والأبطال، وتجمع الصفان، وتقابل الصنفان، وارتفع العجيج وعلا العجاج، وكثر الضجيج من كل الفجاج، وأشْهَرَ كلٌ سلاحه، واعتقد أن في قتل عدوه فلاحه، وأن شرر الموت ينقدح من ألحاظه، ويفصح بصريح ألفاظه، فلما رأى الدروز ما كان، من المشاة والركبان من أهل الميدان، علاهم الوجل، وقد خاب منهم الأمل، وضاق بهم من الأرض فضاؤها، وتضعضعت من أركانهم أعضاؤها، فتنازلوا عن العناد إلى الوداد، وقالوا نحن العين وأنتم لها بمنزلة السواد، وليس لنا عنكم غنى، وأنتم لنا غاية المنى، ونزيلُكم عندنا مصون، ومن كل ما يضره مأمون، والذي وقع منا كان هفوة مغفورة، وسقطة هي بعفوكم مستورة، فقابِلوها بالسماحة والغفران، ونحن وإياكم أحباب وإخوان، ثم تفرقوا بعد الوداع، وانقاد كل منهما للسلم وأطاع، وتفضل الله وأنعم، وحسم مادة الشر وتكرم...) ا.هـ ([4])
هذا عرضٌ تاريخي مختصر لتلك الأحداث ، ولكن ما هو دور الأمير عبد القادر الجزائري فيها؟
لقد كان للأمير عبد القادر دور هام في السيطرة على نتائج تلك الحوادث.
فالأمير كان متيقظًا للمخطط الاستعماري الذي تسعى الصليبيّة العالمية والصهيونية اليهودية لتنفيذه ، وأساس هذا المخطط هو القضاء على دولة الخلافة الإسلامية ، واقتسام أراضيها وممالكها في الشرق والغرب وجعلها تحت حكمهم. وكان الأمير على خبرة بأساليب المستعمرين التي يحتالون بها للوصول لأغراضهم. وخلال مدّة حربه مع فرنسا في الجزائر أدرك الأمير مدى أهمية بلاد الشام للدول الأوربيّة ، والمساعي التي تبذلها تلك الدول لاحتلال تلك البلاد .
وبعد وصول الأمير إلى دار الخلافة واستقراره في "بروسة" قرر السلطان العثماني عبد المجيد خان أن ينتقل الأمير إلى دمشق ، وذلك لأن السلطان أدرك أن وجود الأمير في دمشق سيكون مفيداً لدولة الخلافة .
(وبالفعل فبعد انتقال الأمير إلى دمشق شعر بالتحركات الأوربية في بلاد الشام ، ولمّا بدأت أحداث جبل لبنان راح الأمير يحذّر رؤساء البلد من عاقبة اشتعال هذه الفتنة ، وما هي العواقب المترتبة عليها، وكيف يمكن للغرب أن يستغلّ هذا الحدث ، بل وحتمية وقوف الغرب نفسه وراء هذه الفتنة ، وكان يحثهم على بذل المجهود في درء هذه الفتنة ، لكن لم تلق كلماته آذانًا صاغية ، ولا قلوباً واعية!)

(ففي سنة "1276هـ،1860م" مازالت تلك الفتنة تتعاظم وتشتعل نيرانها والدولة العثمانية غير ملتفة إلى تسكين تلك الفتنة ، إلى أن وصلت نارها إلى دمشق وبدأ الغوغاء من الناس بالتعرض للمسيحيين([5]) بالضرب والقتل ، وكان موقف والي دمشق أحمد باشا ورؤساء الجند سلبياً من الفتنة وذلك لقلّة عدد الجند ، لكنّه قدّم لرجال الأمير المساعدة والسلاح . وتحرّكت إِحَنُ المسلمين على النصارى وتذكروا ما نالهم من "حنّا بك البحري" وطائفته من الاعتداء أيّام دخول جيش مصر بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي فقام بعض المشايخ والوجهاء في دمشق وشجعوا الغوغاء على قتل المسيحيين، وسبب ذلك هو تجبر النصارى وتكبرهم وتجاوزهم حدّهم وخروجهم عن العهود الذميّة، وتعلّقهم بالدول الإفرنجيّة! وكذلك بسبب المرسوم السلطاني المسمّى بـ(الخط الهمايوني) الذي تضمّن بعض الامتيازات للنصارى على حساب المسلمين). ([6])
يقول محمد باشا: (والباعث للأمير على حمل تلك المشاق تأييد الدولة العليّة والدفاع عن حوزتها إذ لو لم يقف في وجوه الغوغاء لاستأصلوا النصارى واستلحموهم وتفاقم الأمر أكثر مما وقع وبذلك يحصل للدولة من الارتباك ما لا يخفى ، ولعناية الله بصاحب الخلافة العظمى ورعايته لسلطنته لم يقع أدنى خلل يتشبّث به الأعداء لإلحاق الضرر بالدولة العليّة ، ولم يزل الأمير يعاني المشاق إلى أن حضر صاحب الدولة فؤاد باشا وزير الخارجية إلى دمشق...) ا.هـ ([7])
إذن الدّول الأوربيّة الصليبيّة أوجدَت هذه الفتنة لتكون ذريعةً لها في احتلالها لبلاد الشام وفصلها عن الدولة العثمانية ، ولم تكد تلك الفتنة تبدأ حتى رأينا القادة والملوك الغربيين يطالبون الدولة العثمانية بحماية المسيحيين وإلاّ سيتدخلون بجيوشهم لحماية إخوانهم في الدين (زعموا) ، وما هي إلاّ أيام حتى رأى الناس الأسطول الفرنسي يرسو في ميناء بيروت ويُنزل قواته الغازية!!
وفي هذا أكبر دليل على النية المبيّتة والتخطيط المسبق لهذا الغزو ، وما قضية المسيحيين إلاّ ذريعة ؛ وما أشبه اليوم بالأمس!
وكانت فرنسا قد استطاعت إقناع أوربا أن تتولى هي أمر هذه الحملة بسبب قربها المذهبي من المسيحيين في لبنان ، ولكونها المشرفة على الكنائس في بيت المقدس ، في حين لم تستطع إنكلترا فعل ذلك لأنها على خلاف كبير في المذهب مع نصارى الشرق (فالإنكليز برتوستانت ، ونصارى الشام أرثوذكس وكاثوليك) ، لذلك عمدت إنكلترا لدعم الدروز حتى يكون لها مدخل في البلاد لتفويت الفرصة على منافستها فرنسا ، والنتيجة واحدة بالنسبة للمسلمين ، ففرنسا وإنكلترا في النهاية أعداء لهم! (المهم أنّ التحرّك الفرنسي كان بمباركة الإنكليز!!)
ومن الأدلّة على ضلوع فرنسا في الفتنة وأنها هي المُشعلة لها ، أنّ الأمير عبد القادر أثناء قيامه بإطفاء تلك الفتنة والسيطرة على الأوضاع ومطاردة الغوغاء الذين هجموا على حي العمارة حيث دارُ الأمير التي يحتمي بها بعض النصارى ، ألقى رجالُه القبضَ على بعض المهاجمين ، فإذا فيهم عدد من المسيحيين اللبنانيين!!!
نعم نصارى لبنانيون متنكرون بلباس المسلمين يقومون بقتل النصارى في دمشق. لماذا؟ لكي يعطوا فرنسا الذريعة لاحتلال البلاد بحجة الدفاع عن النصارى!
([8])
وهذا التصرف ليس جديدًا ، فعلى مرّ العصور كان المستعمرون يلجؤون لقتل بعض رعاياهم أو أبناء دينهم ويلصقون التهمة بالمسلمين (أو غيرهم) لكي يتسنى لهم تهييج شعوبهم وحملهم على القتال والاحتلال. والأمثلة في عصرنا هذا كثيرة كما لا يخفى.
وعندما بدأت الدول الأوربيّة تحرّكها وأرسلت إلى الدولة العثمانية تستنكر ما يجري في الشام ، تكفّلت الدولة العثمانية للدول الغربية بأنها ستنتقم من الذين أشعلوا الفتنة وتقتصّ لرعاياها من النصارى ـ وذلك لكي لا تعطي للدول الأوربية الفرصة للتدخل في بلاد الشام ـ فبعثت فعلاً فؤاد باشا (كما مرَّ معنا) أحد وزرائها العظام وفوضت إليه الأمر في جميع ما يفعل ، فلما دخل الشام أمر برد الأموال المنهوبة ، ثم شرع بالقبض على كل من سعى في تلك الفتنة فقتل منهم مَنْ قتل ، ونفى من نفى. وانطفأت الفتنة.
(ومع ذلك فإنّ الدول الأوربيّة ؛ التي كانت عازمة على احتلال بلاد الشام ؛ تظاهرت بأنها لم تقنع بما فعلته الدولة العثمانية ، وأرسلت جيوشها ومراقبيها تحت قيادة الأسطول الفرنسي الذي رسا في ميناء بيروت ، وما كان يخشى الأمير عبد القادر حدوثَهُ قد حدث فعلاً ، فقد نزلت القوات الفرنسية في ميناء بيروت وتوجهت قواتها بريًا باتجاه جبال الدروز بحجّة القضاء عليهم ، فتدخل الأمير لدى فؤاد باشا وطلب منه أن يبذل كل جهده في منع الجيش الفرنسي من تقدّمه ، وبيّن له أن هذا الأمر إذا بدأ فإنه لن ينتهي إلا باحتلال سورية ، لأن القتال في الأماكن الجبلية صعب وسيستغرق زمناً طويلاً ، ومِنْ ثَمَّ ستجلب فرنسا إلى المنطقة أعدادًا كبيرة من الجنود ومع الوقت سيكون لديها الاستعداد الكامل لغزو المنطقة! (فالأمير خبير بالخطط والحيل الفرنسية)!
وجرت مفاوضات بين فؤاد باشا والجنرال الفرنسي "بوفور" إلاّ أنهما لم يتفقا. فقرر الجنرال الفرنسي الزحف باتجاه دمشق والتي سيبدأ بقصفها أولاً!
فلمّا بلغ الأمير أن قائد الحملة الفرنسية الجنرال بوفور يريد قصف دمشق من الصالحيّة ، تمهيدًا لدخول دمشق ، بعث الأمير برسالة لبوفور يطلب منه أن يوافيه في البقاع. وتوجّه الأمير ليلاً ومعه بعض أتباعه إلى معسكر الجيش الفرنسي واجتمع بالجنرال وأظهرَ له سوء عاقبة ما اعتمد عليه ، فأصرَّ الجنرال على قصف دمشق ودخولها ، فهدَّدهُ الأمير وقال له إنّهم إذا قصفوا دمشق أو حاولوا دخولها فإن العهود التي بينه وبين دولة فرنسا تصبح لاغية ، وأنه سيكون أوّل المدافعين والمقاومين لأي حملة فرنسية تهاجم البلاد ، وسيعود للجزائر ويباشر الجهاد هناك من جديد! فعندها عدلت فرنسا عن قصدها ورجعت الجيوش الفرنسية إلى بلادها خائبة وبلا طائل!)
ا.هـ ([9])
وهكذا استطاع الأمير عبد القادر بحنكته ، وبُعْدِ نظره ، والتزامه الكبير بالمسؤولية وبأوامر الشريعة الإسلامية ، أن يحافظ على تماسك الدولة العثمانية ، ويُبطل المخطط الأوربي لاقتطاع بلاد الشام من الدولة العثمانية ، ويمنع جيوش فرنسا من دخول الشام ويردّها على أعقابها خائبة.
ولمّا رأى فؤاد باشا شجاعة المغاربة وما جُبِلوا عليه من قوة الجأش وشدّة الإقدام فاوض الأمير في أن يعيّن منهم كتيبة ليكونوا في خدمة الدولة العليّة ، فوافق الأمير على طلب فؤاد باشا واختار منهم أربعمائة فارس وجعل السيد محمد بن فريحة رئيسًا عليهم.
ولمّا بلغتْ أخبارُ هذه الواقعةِ الهائلة حَضْرَةَ الخليفة العثماني عبد المجيد خان ، وما صنعه الأمير في سبيل طاعة الخليفة وأداء واجب خدمته ، أظهر الخليفة رضاه العالي بفعله وأنعم عليه بالنيشان المجيدي العالي الشان من الرتبة الأولى وأرفق معه فَرَمَانًا وحملهما إلى الأمير الصدرُ الأعظم علي باشا، وإليكم نصّ الفرمان:
((قد أحاط علمي الشريف السلطاني بحال الحميّة الدينيّة الثابتة في أصل فطرة الأمير عبد القادر الجزائري ، زيدَ فضلُه ، وخلوصه الأكيد الوطيد لطرف دولتي العليّة ، وقد اضطره كل منهما لاستعمال الهمّة والغيرة الكليّة الفائدة في الخدمة المرغوبة وهي تخليص عدد كثير من تبعة دولتي العليّة الواقعين بأيدي الأشقياء الظالمين عند وَقع الفتنة والعناد مؤخرًا في الشام من بعض ذوي التوحش الجاهلين بالوظائف العليّة الإسلاميّة والأحكام الجليلة الشرعيّةوحيث أنّ حركته الحسنة قد استوجبت لدى سلطنتي زيادة المحفوظيّة ووقعت موقع الاستحسان ولأجل حسن توجهاتي السلطانية الحاصلة في حقّه والمكافأة العلنيّة على خدمته الخيرية الواقعة ، أحسنتُ إليه بنيشاني المجيدي الهمايوني من الرتبة الأولى ، وأصدرتُ له فرماني السلطاني المعلوم المؤْذن بالمكارم الملوكانية في أول صفر الخير سنة سبع وسبعين ومئتين وألف)).انتهى
فسُرَّ الأمير بهذا الإنعام السلطاني ورفع إلى حضرة الخليفة كتابًا يشكره فيه ويلخص له ما حدث ، جاء فيه : ((...ثمّ لمّا وقعت حادثة الشام وانتُهِكت محارم الله بلا احتشام ،وتعيّنَ على كل فردٍ من العباد بذل المجهود في دفع ذلك الفساد ، قمتُ بأداء ما قدرت عليه من هذه الفريضة العينية ؛ والنيّةُ الصحيحة في ذلك تحصيلُ رضاء الله تعالى ثمّ طاعةُ الدولة العليّة...)).انتهى [الرسالتان مثبتتان في (تحفة الزائر) لمحمد باشا 2/96ـ98]
وتوالت مكاتيب الشكر وقصائد التهنئة بالورود على الأمير من الدول والأدباء والشعراء والعلماء والأعيان اقتداءً بالدولة العثمانية.
ومنها رسالة من قائد الثورة في الداغستان والشيشان الشيخ (محمد شامل الداغستاني) رحمه الله ؛ ونصّها:
((..إلى من اشتهر بين الخواص والعوام ، وامتاز بالمحاسن الكثيرة عن جملة الأنام ، الذي أطفأ نار الفتنة قبل الهيجان ، واستأصل شجرة العدوان ، رأسها كأنه رأس شيطان ، المحبّ المخلص السيد عبد القادر المنصف ؛ السلام عليكم وبعد : فقد قرع سمعي ما تمجّه الأسماع ، وتنفر عنه الطباع ، من أنه وقع هناك بين المسلمين والمُعاهَدِين ما لا ينبغي وقوعه من أهل الإسلام ، وربما كان يُفضي إلى امتداد العناد بين العباد في تلك البلاد ، ولذلك عند سماعه اقشعرّ منه جلدي ، وعبست طلاقة وجهي ، وقلتُ (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) ، وقد تعجبتُ كيف عميَ من أراد الخوض في تلك الفتنة من الولاة عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا من ظلم مُعَاهَدًا أو انتقصه حقّه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس ، فأنا حجيجه يوم القيامة"وهو حديث حسن ، ثمّ لما سمعتُ أنّك خفضت جناح الرحمة والشفقة لهم وضربت على يد من تعدّى حدود الله تعالى وأخذت قصب السبق في مضمار الثناء واستحقيت لذلك ، رضيتُ عنك والله تعالى يرضيك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون لأنك أحييت ما قال الرسول العظيم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، ووضعتَ من يتجرّأ على سنّته بالمخالفة نعوذ بالله من تجاوز حدود الله ، ولكوني ممتلأً بالرضى عنك كتبتُ إليك إعلاماً بذلك . والسلام . حرر سنة 1277هـ شامل الغريب)).انتهى
فأجابه الأمير برسالة جاء فيها : ((الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى سائر إخوانه من النّبيين والمرسلين ، إنه من الفقير إلى مولاه الغني عبد القادر بن محيي الدين الحسني إلى الأخ في الله تعالى والمُحب من أجله الإمام شامل كان الله لنا ولكم في المقام والرحيل وسلام الله عليكم ورحمته وبعد ، فإنه وصلني الأعز كتابكم وسرّني الألذ خطابكم ، والذي بلغكم عنّا ورضيتم به منّا من حماية أهل الذمة والعهد ، والذَّب عن أنفسهم وأعراضهم بقدر الطاقة والجهد ، هو كما في كريم علمكم مقتضى أوامر الشريعة السّنية ، والمروءة الإنسانية ، فإنّ شريعتنا متممة لمكارم الأخلاق ، فهي مشتملة على جميع المحامد الموجبة لائتلاف اشتمال الأطواق على الأعناق . والبغيُ في كل الملل مذموم ومرتعه وخيم ومرتكبه ملوم ولكن :
يُقضى على المرء في أيام محنته **** حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسنِ
فإنّا لله وإنا إليه راجعون على فقد أهل الدِّين وقلَّة الناصر للحق والمعين ، حتى صار يظنُّ من لا علم له أنّ أصل دين الإسلام الغلظة والقسوة والبَلادة والجفوة ، فصبرٌ جميل والله المستعان ..
حرر في أول جمادى الأولى 1277)).انتهى [انظر (تحفة الزائر) ص114ـ 115]
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : فلتكن هذه الأحداث دروسا لنا في هذه العصور والأزمنة والأحداث .

([1]) هذا من أخبث الأسلحة التي يستعملها اليهود والنصارى في حربهم الحديثة ضد المسلمين ، وهذا بعد انهزامهم وفشلهم في حروبهم الصليبية التي خاضوها ضد المسلمين ، فبيتوا وقرروا أن حربهم مع المسلمين لا تنجح إلا بالضرب من الخلف والدس في صفوف المسلمين من يضعف وحدتهم ويفرق شملهم ويخلق القومية والعصبية والقبائلية بينهم ويولد التحزب والنزاع في صفهم ويثير نار الفتنة والاقتتال بينهم ، أما مواجهتهم للمسلمين وجها للوجه ، فعلموا أنه يحيي فيهم شعيرة الجهاد والصمود في وجوههم كالجبال الراسيات ، مهم أذاقهم هذا العدو الغاشم من الاضطهاد والإبادة والتعذيب والتنكيل ، كما حدث لأبناء الجزائر الحبيبة مع العدو الفرنسي .
قال العربي الزبيري في كتابه "تاريخ الجزائر المعاصر"(1/ 165 ـ 167) : (( يذكر السيد محفوظ قداش أن "الأمة البربرية ظهرت بعد انتخابات 1948 وهي وليدة النقاش الذي دار حول عدم جدوى سياسة المشاركة في البرلمان الفرنسي" إن هذا الطرح لا يختلف في شيء عن رأي السيد روبرت آجرون الذي يزعم مثل السيد قداش، أن الأزمة المذكورة تندرج في إطار الانقسامات الداخلية التي تعرض لها حزب الشعب الجزائري ابتداء من شهر أغسطس سنة 1948 ، وفي الواقع فإن الطرحين بعيدان كل البعد عن الحقيقة التي يلامسها كل من السيدين محمد حربي ، وابن يوسف بن خدة اللذين يرجعان المسألة إلى التناقض الإيديولوجي الذي تبلور، في تلك السنة، بسبب إقدام بعض العناصر المدسوسة في قيادة الحزب بفرنسا على الجهر بمعاداتها للعروبة والإسلام وعلى الدعوة الصريحة لبناء جزائر لائكية بروليتارية.
ومن بين كل الذين عالجوا هذا الموضوع، فإن السيد ابن يوسف بن خدة هو الأكثر وضوحاً في الرؤية والأقرب إلى الحقيقة حيث يرجع المسألة إلى حجمها الطبيعي مؤكداً أن السياسة الاستعمارية هي التي مهدت لتلك الأزمة قصد توظيفها من أجل تقسيم أبناء الشعب الواحد ... ولتوضيح فكرته، يضيف السيد ابن خدة قائلاً: "يعود ظهور النزعة البربرية في صفوف الحزب إلى سنتي 1946 - 1947". وبالرجوع إلى كل هذه المعطيات والتوقف عندها ملياً، نستطيع التأكيد على أن ما يسمى بالأزمة البربرية إنما هي مؤامرة خططت لها الإدارة الاستعمارية لزرع الشقاق في أوساط حزب الشعب الجزائري قصد منعه من توظيف الدروس المستخلصة من حركة مايو الثورية التي برهنت بما لا يدع أي مجال للشك على أن الشعب الموحد وراء قيادة متنورة قادر على صنع المعجزة.
ولقد كان السيد كريم بلقاسم من المسؤولين الأوائل الذين تفطنوا للمؤامرة، وتصدوا لها بكل إمكانياتهم المادية والأدبية، يكفي أنه كان يردد في سائر الاجتماعات التي كان يترأسها عبر مختلف أنحاء ولاية تيزي وزو: إن النزعة البربرية لا يمكن إلا أن تضر مساعينا الوطنية. إنها سلاح فتاك نضعه بأنفسنا بين أيدي عدونا الاستعمار "وفي يوم من الأيام، سوف تقودنا هذه الفكرة إلى التناحر فيما بيننا نحن الذين توحدنا عقيدة واحدة" .
لم يكن هذا الموقف الواعي وليد الصدفة ولا من محض تفكير السيد بلقاسم كريم، بل أن إيديولوجية الحزب وسائر برامجه السياسية هي التي فرضت ذلك وهي التي لم تتوقف الإدارة الاستعمارية عن السعي للقضاء عليها بجميع الوسائل. فالعروبة والإسلام يشكلان الأرضية الصلبة التي تتركز عليها مقومات الأمة، وقد كان حزب الشعب الجزائري يتخذ منهما تعبيراً عن الذاتية الجزائرية ويأتي بهما في مقدمة مقومات الأمة التي تترابط بها أجزاؤها وتتوحد ميولات أبنائها من أجل الاستماتة في سبيل استرجاع السيادة المغتصبة والكرامة المهدورة وبعث الدولة المغيبة. كل هذا، كان المناضلون يعرفونه ويؤمنون به ويعملون لنشره في أوساط الجماهير الشعبية، وكان القياديون، أكثر من غيرهم، يجهدون النفس في سبيل ذلك ويرفضون أن يعتدى عليه من أي كان.
ولقد كانت الإدارة الاستعمارية تدرك جيداً الدور الإيجابي الذي تؤديه العروبة والإسلام في عملية التوعية والتجنيد الضرورية لتنظيم الشعب الجزائري وإعداده لخوض المعركة الحاسمة، ولأنها كانت تدرك ذلك، فإنها ومباشرة بعد حركة مايو الثورية قد لجأت إلى اختيار عدد من العناصر المتشبعة بالثقافة الغربية والمتنكرة بجهلها للحضارة العربية الإسلامية، فدفعت بها إلى صفوف حزب الشعب الجزائري تفجرها من الداخل ))






([2]) المصارعة (ص 129)
([3]) المجاهد الأمير عبدالقادر ـ رحمه الله ـ رجل قد خدم الأمة الجزائرية المسلمة خدمة عظيمة بل العالم الإسلامي في وقته ، وهذا الرجل قد همش تاريخه وكذب عليه ونسبوه إلى الماسونية وإلى ذلك من الضلال الغليظ وهو بريء من ذلك ، وأنا واحد من الناس ، ممن اغتر ببعض كتابات وسمعيات من تجاوز الحد في الطعن فيه ، ومنهم عبدالمالك رمضاني ، وسأبين إن شاء الله ما لرجل وما عليه بالإنصاف والعدل الذي أوجبه الله تعالى على خلقه ، والله المستعان .
([4])انظر (حلية البشر) للبيطار 1/261ـ267
قال خلدون بن مكي : وقد كان للشيخ البيطار رحمه الله ، دورٌ بارز وموقف حميد في إخماد هذه الفتنة .
([5]) سئل الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : فضيلة الشيخ! أحسن الله إليكم! يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة (مسيحية) حتى أنهم لا يميزون بين كلمتَي نصراني ومسيحي، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى: مسيحيين، فبدل أن يقولوا: هذا نصراني، يقولون: هذا مسيحي، فنرجو التوضيح لكلمة المسيحية هذه، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم؟
فأجاب : الذي نرى أن نسمي النصارى بالنصارى كما سماهم الله عز وجل وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين، كانوا يسمونهم: اليهود والنصارى؛ لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ولو باللفظ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله: { أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [المائدة:116] سيقول: { سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}[المائدة:116-117] إلى آخر الآية
الحاصل: أني أقول: إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكونوا عباداً لله، قال الله تعالى:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل عمران:64].ا.هـ ،انظر لقاء الباب المفتوح (43/ 14)
([6]) ملخصًا ، انظر (تحفة الزائر) 2/93، و(نخبة ما تسر به النواظر) ص251
([7]) تحفة الزائر (2/94)
([8]) انظر كتاب (أصحاب الميمنة إن شاء الله) (ص215)
([9])نُخبة ما تُسر به النواظر (ص258) ، و(تحفة الزائر( 2/95) .

أضف رد جديد