خطب الجمعة لعام 1433هـ

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
صالح بن فوزان الفوزان [آلي]
مشاركات: 1244
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

خطب الجمعة لعام 1433هـ

مشاركة بواسطة صالح بن فوزان الفوزان [آلي] »

صوم الجوارح في رمضان





الخطبة الأولى
الحمد لله المصرف الأيام والشهور، (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وأشهد أنْ محمداً عبدُه ورسوله، البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن على طريقهم إلى الله يسير،      أما بعد:
أيُّها النَّاس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم في شهر عظيم، وموسم كريم، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، هذا الشهر العظيم ميزه الله سبحانه من بين سائر الشهور، وأودع فيه خيرات كثيرة للأمة لمن وفقه الله لاغتنامه، وحفظ لياليه وأيامه، نهاره صيام وليله قيام، وفيما بين ذلك تلاوة القرآن، وذكر الله سبحانه وتعالى في ساعاته وأوقاته كله مشغول بالخير لمن وفقه الله وانتبه لنفسه، فهو شهر عظيم منحكم الله إياه وبلغكم إياه فها أنتم الآن تعيشونه، فعلينا جميعا أن نقدر لهذا الشهر قدره، وأن نحترمه ما يليق به، وأن نودعه من صالح الأعمال ما نجده عند الله مدخرا لا يضيع منه شيء، فلنبادر - رحمكم الله - إلى اغتنام هذا الشهر فإن كل يوم وكل ساعة منه لن تعود وستذهب بما أودعتموه فيها من خير أو شر؛ ولكن المسلم على خير ما دام أنه يحترم هذا الشهر، ويقدر له قدره، ويعرف قيمته فهو على خير؛ لكن مقل ومستكثر.
فاتقوا الله، عباد الله، أعظم ما في هذا الشهر صيامه الذي جعله الله ركنا من أركان الإسلام، فرض الله صيامه على هذه الأمة كما فرضه على سائر الأمم قبلها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ومعنى كتب يعني: فرض، وبين سبحانه الحكمة في الصيام قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فالصيام يقي من المحاذير، يقي من النار ومن غضب الله سبحانه وتعالى، ويقي من الأفعال السيئة والأقوال الوخيمة، فهو يقي المسلم وهو جُنَّة كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم يقوله: "وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ"، والجُنَّة: هي الشيء الذي يتترس به المقاتل دون سلاح عدوه، جُنَّة يجتن بها ويحتمي بها من ورائها، فالصيام مثل جُنَّة المقاتل، يقيه من المخاطر إذا حافظ عليه، أما إذا خرقه بالأعمال السيئة فإنه لا يقيه، لا يقيه من المحذور، والصيام ليس هو ترك الطعام والشراب فقط، وإنَّما هو ترك كل ما حرم الله سبحانه وتعالى، فإذا أوجب الله علينا أن ترك الطعام والشراب وهما من المباحات فإنه يجيب علينا من باب أولا أن نترك المحرمات، وترك المحرمات واجب على المسلم في كل الأوقات؛ ولكنه في حق الصائم أوكد، لأنه مع تحريمه وإثمه يؤثر على الصيام، فيصبح الصيام صورةً بلا حقيقة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ"، يجوع ويعطش؛ لكن هذا لا ينفعه عند الله، لأنه لم يصن صيامه مما يخرقه ومما يفسده ويبطل ثوابه، فإذا صام صومه عن الطعام والشراب فليصم لسانه عن الكلام المحرم، من غيبة وشتم، وشهادة وزر، وغير ذلك من الكلام المحرم المؤثم، يصون صيامه حتى لو أن أحدا سابه فإنه لا يرد عليه قال صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ سابه أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ"، يتذكر الصيام فلا يرد على من سبه أو شتمه، فكيف بالذي يعتدي هو على الناس بالسباب والشتم وهو صائم يكون ذلك أشد، على المسلم أن يحفظ لسانه، يصوم لسانه عن الكلام المحرم واللغو الرفث، وقول الزور، وغير ذلك من الكلام المحرم، حتى الكلام المباح لا يكثر الإنسان منه، لأنه يأخذ عليه وقته، ووقته ثمين، فيحفظ وقته بذكر الله، وتلاوة القرآن بدل أن يثرثر بالكلام ولو كان مباحا يضيع عليه الوقت، كيف إذا كان الكلام محرما؟ وكذلك يصوم بصره عن النظر إلى ما حرم الله، النظر إلى النساء حتى لا ينظر إلى زوجته نظر شهوة، لا ينظر إليها نظر شهوة لأن هذا يجره إلى ما لا تحمد عقباه، فكيف ينظر إلى الأجنبيات؟ وليس هذا مقصورا على النظر المباشر للنساء، لأنه ينظر في الصور، صور النساء على الأوراق في الجرائد والمجلات نظر تأمل أو أشد من ذلك ينظر إلى النساء في الشاشات اللاتي يعرضن أنفسهن في الشاشات ولا يستحين، ولا يخفن من الله عز وجل، يعرض أنفسهن بأجمل صورة متبرجات متزينات، فليصرف بصره عن النظر في هذه الشاشات الهابطة، والفضائيات الساقطة، فإن النظر إلى النساء في هذه الوسائل مثل النظر إلى النساء مباشرة، لأن الكل فيه فتنة، فعلى المسلم أن يصرف بصره عن ما يعرض في هذه الشاشات، وهذا الفضائيات، وهذا الانترنت وغيره، من كل ما يعرض من صور النساء الفاتنات المفتونات، مائلات مميلات - والعياذ بالله -، مائلات في أنفسهن مميلات لغيرهن، فهن فتنة على أي شكل عرضة نفسها فهي فتنة وهي مفتونة، فعلينا أن نجنب أبصارنا من هذه المناظر السيئة، وكذلك يصوم سمعه، سمعه عن سماع الكلام المحرم، عن سماع اللغو والرفث، عن سماع التشبيب بالنساء، عن سماع الأغاني، عن سماع المزامير، وآلات اللهو، يصون سمعه إلى الاستماع إلى هذه الأمور، يصون سمعه عن المضحكات التي يسمونها بالترفيهية المضحكات، والتمثيليات التي يعرضونها مسموعة أو مرئية، على المسلم أن يجب سمعه وبصره هذه الخزعبلات التي صنعها جند الشيطان ليصرفوا بها المسلمين عن صيامه، ولذلك يحرصون على إعدادها في شهر رمضان ويسمونها الرمضانيات، فيجعلونها وسيلة لصرف الناس عن صيامهم، أحفظوا - رحمكم الله - أسماعكم عن هذه الترهات والأباطيل، واستمعوا إلى كلام الله سبحانه وتعالى، استمعوا إلى كلام الله، واقرؤوه وتدبروه فإنه أنزل في هذا الشهر: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، فهو شهر القرآن تلاوة وتدبرا وتفكرا في معانيه شهر القرآن، فلنشغل أنفسنا بالقرآن وسماعه، بدل الاستماع إلى ما حرم الله الاستماع إليه، فعليكم - رحمكم الله -، علينا جميعا أن نحفظ صيامنا عن كل ما يخل به أو ينقص ثوابه أو عن كل ما يشغلنا عن فضائل هذا الشهر، علينا أن نقبل على هذا الشهر بقلوب راغبة في الخير، وأن نستغله لتلاوة القرآن، لذكر الله، بالصلاة، وقد شرع لنا نبينا صلى الله عليه وسلم وسن لنا قيام هذا الشهر قال صلى الله عليه وسلم: "شهر فرض الله عليكم صيامه، وسننت لكم قيامه"، قيامه بصلاة التراويح، الصلاة المتقنة الخاشعة، الصلاة التي تحي القلوب، وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيجب على الإمام وعلى المأمومين جميعا أن يعتنوا بصلاة التراويح بعد صلاة الفرائض، يعتنوا بالصلاة فريضةً أو نافلة ومنها صلاة التراويح، فعلمينا أن نهتم بها، وأن نحضرها من أول الشهر إلى آخر الشهر في كل ليلة ولا يفوتنا منه شيء، لأن ما يفوتنا يكون ثلمة في هذا الشهر وخسارة علينا، علينا أن نحرص على حضور صلاة التراويح مع المسلمين في المساجد من أول ليلة إلى آخر ليلة، لا تفوتنا ركعة لأنها ثلمة نفقدها يوم القيامة، فعلينا أن نحافظ على صلاة التراويح، وعلى الأئمة أن يتقنوا صلاة التراويح، ليست شكليه ينقر عدد ركعات على سرعة أيهما يخرج الأول، أو بعضهم يحسن صوته بالتلاوة ويتكلف ويشق على نفسه وعلى المأمومين، ثم يمل ويعجز وينقطع في بقية الشهر، على الإمام أن يقرأ قراءة متوسطة تريحه وتريح المستمعين لا يتكلف المدُد والصراخ ورفع الصوت، وإنَّما يكون معتدلا بقدر ما يسمع من خلفه وتكون قراءته متعادلة في سائر الليالي، لا يطل في ليلة ويختصر في ليلة، لأنه سيعجز إذا أسرف وتكلف سيعجز وينقطع، إن المنبت لا أرض انقطع ولا ظهرا أبقى، فعليه أن يعادل صلاة التراويح بين الليالي، ويسمع المأمومين القرآن كله من أول الشهر إلى آخره، بأن يوازن قراءة القرآن على الليالي حتى يختمه في آخر الشهر، ولا يحرم نفسه ويحرم المأمومين من قراءة القرآن كاملا في صلاة التراويح، فإن في ذلك الفضل العظيم، وكان السلف الصالح يختمونه في صلاة التراويح والتهجد، منهم من يختم ختمةً واحدة وهذا أقل شيء، ومنهم من يختم مرتين ثلاث مرات إلى عهد قريب وهم يختمون القرآن في صلاة التراويح والتهجد ثلاث ختماةٍ؛ لكن نكتفي الآن بختمه واحدة؛ لكن كثير من الأئمة لا يختمون القرآن ويقطعونه، ولا يضيعون صلاة التراويح على المسلمين، ويعطون المساجد، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الأمر يحتاج إلى احتساب، ويحتاج إلى استحضار للأجر والثواب، ويحتاج إلى أن الإنسان يحتسب ويصبر، نعم صلاة التراويح فيها مشقة بعض المشقة على من لم يتعود إلى قيام الليل، أما من عود نفسه قيام الليل فإن صلاة التراويح تكون سهلة عليه ومعتادةً له، فعلى الأئمة أن يرغبوا الناس، أن يجذبوا الناس لصلاة التراويح لا ينفروهم، لا يرفعوا أصواتهم زيادة بمكبرات الصوت؛ بل يكون صوت الإمام بقدر ما يسمع من خلفه براحة ورفق، لا يكون صراخا، لا يكون صوتا عاليا، لا يرفع على مكبر الصوت أكثر من الحاجة، لأنه يؤذي من خلفه، ويؤذي جيرانه، ويشوش على المساجد الأخرى، فعلينا جميعا أن نعرف هذه الأمور، وأن نحتسب الأجر والثواب عند الله، وأن لا نضيع ليلة من الليالي بدون صلاة التراويح قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ"، من قام مع الإمام ولكن المشكلة إذا كان الإمام لا يقوم، أو يقوم قياما غير منظم، فهو يكون سببا في تنفير الناس عن صلاة التراويح.
فتقوا الله، عباد الله، وحافظوا على هذا الشهر بكل ما فيه من الخير لتغنموه عند الله سبحانه وتعالى، ويكون شاهدا لكم عند الله تعالى ولا يكون شاهدا عليكم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكرِ الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، واشكروه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا،   أما بعد:
أيُّها النَّاس، اتقوا الله تعالى، واعموا أن من فضائل هذا الشهر وخيراته، أن الله جعل فيه ليلة واحدة، جعل فيه ليلة واحدة  خيرا من ألف شهر وهي ليلة القدر، وهي في رمضان، في رمضان قطعا؛ لكن لا يدرى في أي ليلة هي لأن الله أخفاها من أجل أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان، يجتهد في كل ليالي رمضان، فمن اجتهد في كل الليالي من أول ليلة إلى آخر ليلة فقد صادف ليلة القدر، ومرت عليه ليلة القدر،  وحصل على أجر ألف شهر في قيامه، أما من لم يقم إلى بعض الليالي فلا يضمن أن يصادف ليلة القدر، ربما تكون في الليالي التي لم يقم فيها والليالي التي تركها، فيه ليلة عظيمة وهي في هذا الشهر، فعلينا أن نحافظ على قيام ليالي هذا الشهر من أوله إلى آخره لنفوز بهذه الليلة العظيمة ولا نفرط فيها، لأنها غنيمة عظيمة حسبكم أن الله جلَّ وعلا قال فيها: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وأن الله سماها ووصفها بأنها مباركة: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وهي ليلة القدر مباركة العمل فيها مبارك، ومن بركته أن ليلة القدر خير من ألف شهر، فيا لها من فرصة عظيمة أخفها الله في هذا الشهر لأجل أن نجتهد في كل لياليه حتى نحوز أجر ليلة القدر وأجر قيام رمضان قد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وقال: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، فمن قام جميع الشهر فإنه يحوز على فضيلتين: فضيلة قيام رمضان كله، وفضيلة قيام ليلة القدر، و(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ثم اعلموا رحمكم الله  أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا واستقرارنا في أوطاننا، وأصلح سلطاننا، وولي علينا خيارنا، وكفنا شر شرارنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللَّهُمَّ من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، وردد كيده  في نحره، وجعل تدميره في تدبيره إنَّك على كل شيء قدير.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

المادة الصوتية:

تحميل


رابط المادة الأصلية:
http://alfawzan.af.org.sa/node/14041


كاتب الموضوع
صالح بن فوزان الفوزان [آلي]
مشاركات: 1244
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

الأعمال الختامية في شهر رمضان

مشاركة بواسطة صالح بن فوزان الفوزان [آلي] »

الأعمال الختامية في شهر رمضان






الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي بنعمتهِ تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له في ربوبيتهٍ وإلهيتهِ ومالهُ من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
أيُّها الناس، أحمدوا الله وشكروه على ما من به عليكم من هذا الشهر العظيم الذي عشتم أيامهُ ولياليه، وهو شهر عظيم وموسم كريم، شهر كلهُ خير، ليله ونهار، ساعتهُ وأوقاته، لمن عرف قدره وقام بما أوجب الله عليه وبما سنه لهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الواجبات والسنن، من الأذكار، من قراءة القرآن، من التسبيح والتهليل والتكبير، من قيام ليله، وصيام نهاره، كله مشغولاً بالخيرات، ولكن الناس متفاوتون في تحصيلهم في هذا الشهر، فمنهم من منَّ الله عليه فستوفى فضائل هذا الشهر وقليل ما هم، ومنهم من أدرك بعضها، ومنهم من لم يدرك شيئا، والله سبحانه وتعالى أعلم بأحوال عباده وكلا يعطي على قدر نيته، وقدر قصده، والله سبحانه وتعالى يجود ويتفضل على عباده إذا هم فعلوا الشيء اليسير ضعف لهم بالشيء الكثير(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
أيُّها المؤمنون، هاهو الشهر قد انتهى أو كاد أن ينتهي فلنحاسب أنفسنا فيه، ماذا قدمنا لأنفسنا في هذا الشهر العظيم من كان محسناً فليحمد لله وليتمم بخير، ومن كان مفرطاً فليتدارك بالتوبة، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات، ولا تقنطوا من رحمة الله (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)، من كان محسناً أو مقصراً فليحسن الختام فإن الأعمال بالخواتيم، ثم كونوا على وجل وعلى خوف ألا تقبل منكم أعمالكم لأن الله جلَّ وعلا يقول (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِين)، ففكروا في أنفسكم، وفي نياتكم ومقاصدكم، ولا يعجب أحد منكم بعمله أو يظن أنه فعل على ما يجب عليه وأنه أداء حق الله عليه؛ بل يعتبر نفسه مقصراً، ويعتبروا نفسه مهملاً وينكسر بين يدي ربه عز وجل، كان بعض سلف يقول: لو أعلموا أن الله تقبل مني مثقل حبة من خردل لتمنيت الموت وذلك لشدة خوفهم من الله سبحانه وتعالى، والله وصف خيار عباده فقال سبحانه (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أهم الذين يزنون ويشربون الخمر ويخافون أن يعذبوا بذنوبهم، قال: "لا، يا بنت الصديق، إنهم قوم أطاعوا الله عز وجل وأحسن، ويخفون أن ترد عليهم أعمالهم وألا تقبل منهم"، فعلينا أن نكون خائفين إن ترد علينا أعمالنا، ولا نعجب بها ولا نستكثرها لأنها قليلةٌ في حق الله، لأن حق الله علينا عظيم، ولكنه سبحانه يعفو ويجود ويتكرم من فضله، ولكن لمن أحسن الظن بربه، فأحسنوا الظن بربكم وأملوا خيرا، وأعملوا صالحا.
عباد الله، إن الله شرع لكم في خاتم هذا الشهر أعمالا جليله، أولها: التكبير في ليلة العيد حينما يثبت الهلال لنهايته فإنكم تكبرون الله تكثرون من التكبير، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، كرروها في ليلة العيد، وفي ذهابكم إلى مصلى العيد حتى يأتي الإمام، وأنتم مشغلون بالتكبير، شرع الله لكم في ختام هذا الشهر صدقة الفطر صاعا من الطعام الذي يُقتات في البلد، الطعام الذي يؤكل في البلد بمقدار الصاع النبوي، والصاع النبوي ثلاث كيلو تقريبا فمن أخرج ثلاث كيلو فقد أخرج الواجب، وزيادة من باب الاحتياط وصدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وهي زكاة البدن، كما أن الله فرض الزكاة في المال، فرض الزكاة في البدن وهي واجبة على صغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، تدفع ليلة العيد ولا بأس بتقديمها بيوم أو يومين قبل العيد، ولكن الأفضل إذا ثبت الهلال إلى أن يخرج الناس لصلاة العيد  ينتهي وقت الفضيلة، ومن نسيها أو لم يعلم بها إلا بعد من صلى العيد فإنه يخرجها على أنها صدقة من الصدقات لا يتركها يخرجها، ومن فاته من يوم العيد ولم يخرجها فإنه يقضيها، ولا يتركها أبداً لأنها فرضٌ واجبٌ عليه، تدفع للفقراء والمساكين والمحتاجين يستغنون بها في هذا اليوم بقوله صلى الله عليه وسلم: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم، وليفرحوا مع الناس"، ولأن يوم العيد وأيام العيد ليس هناك أعمالٌ للكسب والحرفة فيعطونا ما يأكلونه في هذه الفترة ليس هناك محلات للبيع يشترون فأعطوهم الطعام ولا يجزي أن تعطوهم النقود، النقود لا تجزي في صدقة الفطر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شرعها في الطعام صاعا من طعام، لأن الناس في هذا اليوم بحاجة إلى الطعام والنقود لا تكفي حاجتهم في هذا اليوم لا يجدون مجالا لها، فهم بحاجة إلى الطعام ليأكلوا مع الناس ويفطروا مع الناس، فأخرجوها في وقتها طيبةً بها أنفسكم محتسبين أجرها وثوبها على الله سبحانه وتعالى، مما شرع الله في ختام هذا الشهر صلاة العيد، وهي شريعة شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، يخرج لها المسلمون في صحراء قريباً من البلد، وإذا لم يكن هناك صحراء فإنهم يصلونها في المساجد وكذا لو صادف يوم العيد وقت المطر أو وقت البرد، فإنهم يصلونها في الجوامع؛ ولكن كل ما برزوا لربهم في صحراء فهو أفضل حتى الحيض تخرج لصلاة العيد لكنها تعتزل المصلى، وذلك لأجل أن تشهد دعوة المسلمين، فهي مظهر عظيم من مظاهر الإسلام، و شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، لا تفرطوا فيها، وفقكم الله، فإنها عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وهي ختام هذا الشهر العظيم، تأتي بعد أداء ركن من أركان الإسلام وهو الصيام شكراً لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.
فاتقوا عباد الله، وأكثروا من الاستغفار فإن الاستغفار تختم به الأعمال الصالحة، فأكثره من الاستغفار والتوبة إلى الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه واشكروه على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسولهُ صلى الله عليهِ وعلى آله ِوأصحابه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد:
عباد الله، لئن انتهى شهر رمضان  فإن حق الله لا ينتهي إلا بالموت (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، الله هو رب رمضان وهو رب شوال وهو رب جميع شهور السنة، فاتقوا الله في كل الشهور، حافظوا على دينكم، حافظوا على دينكم، حافظوا على دينكم  في كل حياتكم فإنهُ رأس مالكم عند الله سبحانه وتعالى، وهو نجاتكم من النار، فحافظوا على دينكم وتمسكوا به في كل الشهور وفي كل الأوقات، إن شهر رمضان يتبع بالشكر ويتبع بالاستغفار ويتبع بالفرح بفضل الله الذي مكننا من صيامه وقيامة فنحن نفرح بهذهِ نعمة لا نفرح بانقضاء الشهر، وإننا نفرح بأننا أكملنها في عبادة لله لهذا نفرح (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، وحذروا من كثرة اللهو واللعب وكثرة الغفلة والإعراض عن طاعة لله، لأن الشيطان حريص على أن يبطل أعمالكم، وأن يمحو كل ما فعلتموه من الخير فيسول لبعض الناس أنه إذا انتهى رمضان صار الإنسان حرة طليقاً كأنه خرج من سجن، فينطلق في للهو والعب والغفلة وإضاعة الصلاة وغير ذلك من المنكرات، فلا تنقضوا ما غزلتم (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً).
فاتقوا الله عباد الله، حافظوا على ما عملتم من الأعمال الصالحة، وتوبوا إلى الله من تقصيركم وخطئكم، فإن الله يتوب على من تاب.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحمي حوزة الدين، اللَّهُمَّ أحمي بلاد المسلمين ودمائهم وأموالهم وأعراضهم من اعتداء المعتدين من الكفرة والملحدين من اليهود والنصارى وسائر المشركين، اللَّهُمَّ دمرهم تدميرا، اللَّهُمَّ أجعل بأسهم بينهم، اللَّهُمَّ أجعل كيدهم في نحورهم، اللَّهُمَّ  خالف بين كلمته، اللَّهُمَّ سلط بعضهم على بعض، اللَّهُمَّ دمرهم بما صنعت أيدهم إنك على كل شيء قدير، اللَّهُمَّ أكفناهم بما شئت، اللَّهُمَّ أكفنا شرهم، اللَّهُمَّ أكفنا شرهم ومكرهم، اللَّهُمَّ كف عن بأس الذين كفروا فأنت أشد بأساً وأشد تنكيلاً، اللَّهُمَّ أنصر دينك وكتبك وسنة نبيك وعبدك المؤمنين، اللَّهُمَّ ولي على المسلمين خيارهم في كل مكان وأكفهم شر شرارهم، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا ولاة أمورنا وأمنا في بلدنا، اللَّهُمَّ أمنا في بلدنا، اللَّهُمَّ أحفظ أمننا واستقرارنا في ديارنا وأصلح ولاة أمورنا  وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

المادة الصوتية:

تحميل


رابط المادة الأصلية:
http://alfawzan.af.org.sa/node/14075


كاتب الموضوع
صالح بن فوزان الفوزان [آلي]
مشاركات: 1244
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

إنما المؤمنون إخوة

مشاركة بواسطة صالح بن فوزان الفوزان [آلي] »

إنما المؤمنون إخوة




إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ 


الخطبة الأولى
           الحمد لله رب العالمين، جعل المسلمين أخوةً متحابين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحقُ المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادقُ الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، سلَّم تسليماً كثيراً    أما بعد
أيُّها الناس،اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله جعل المؤمنين أخوةً متحابين، من أول الخليقة إلى آخرها (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، وأنزل الله جلَّ وعلا سورة الحجرات بيَّن فيها كُل ما يُفسد هذه المحبة، ونهى عنه، وحذر منه، قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، إن جاءكم فاسق الفاسق هو الذي لا تُقبل شهادته، ولا يُقبل خبره بسبب نقصه في دينه، وارتكابه لكبائر الذنوب، هذا هو الفاسق، وأيضاً الذي ينقل الإشاعات، وينقل الأخبار الكاذبة، ويمشي بالنميمة ليُشوش بين المسلمين، ويُفرق ما بينهم، هذا فاسق، والفاسق هو الخارج عن طاعة الله، فهذا خارجُ عن طاعة الله، الذي أمر بالمحبة والتواصل والاجتماع، وقوله (فَتَبَيَّنُوا) يعني: تثبتوا من خبره هل هو صدقٌ أو كذب؟ فإن كان كذاباً فردوه، وإن كان صدقاً فلا تُشيعوه، ولا تنشُروه، بل عالجوه بالذي هو أحسن، وكتموه، إبقاءًا على المحبة بين المسلمين، وسداً لباب الفتنة، وردعاً للسعاة المفسدين، ولهذا قال: (أَنْ تُصِيبُوا) أيَّ لئلا (تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ) تجهلون هذا الخبر وتؤخذونهم وهو بُرآء (فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) على ما فعلتم من إصابة الأبرياء بناءاً على هذا الخبر الكاذب والشائعة نادمين على ما حصل منكم، ولا ينفع الندم بعد ذلك، لأن القلوب إذا تدابرت فيما بينها وتباغضت لا يمكن ردها عما حصل فيها، لا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، ثم قال جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ) كذلك السُخرية بالنَّاس، تنقص النَّاس، هذا مما يسبب التباغض، والتنقص، وازدراء الآخرين مع أن المؤمن له قدرٌ عند الله ومكانةٌ عظيمة لا يجوز انتهاكها، ولا يجوز السُخرية به وما يحرم على الرجال من ذلك يحرم على النَّساء، والنَّساء أكثر وقوعاً في هذا، أكثر وقوعاً فيما بينهن وهن أخوات في الإيمان فلا يتخذنا السُخرية، وتنقص الأخريات حرفةً لهنَّ، فالله أمر النَّساء بما أمر به الرجال، لأنَّ النساء شقائق الرجال، ولأنهنَّ إذا صلحن صلحت الأسر والمجتمع، وإذا فسدن فسدت الأسر وفسد المجتمع، لأنهنَّ الأساس الذي ينبني عليه المجتمع ولأنهنَّ ضعيفات عقول تُأثر فيهنَّ الشائعات، وتؤثر فيهنَّ السُخرية والتنقص (لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ)، (وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ) لأنه قد يكون المسخور منه خيراً من الساخر وهذا هو الواقع، فإن الذين يسخرون من الناس ويتنقصونهم لما فيهم هم من النقص العظيم، وإلا لو لم يكنَّ فيهم نقص لما تنقصوا النَّاس، ثم قال جلَّ وعلا: (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ) اللمز هو التنقص أيضاً (أَنفُسَكُمْ) يعني: بعضكم بعضا، لأن المؤمنين كالنَّفس الواحدة، وإلا فالإنسان لا يلمزُ نفسه، وإنَّما يلمزُ أخاه، وأخوه من نفسه لأن المؤمنين كنفس واحدة، وكجسد واحد، وكبنيان واحد، (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ)، الألقاب جمع لقب وهو ما أشعر بمدحٍ أو ذم، فهذا نهيُ عن الألقاب التي فيه ذم، كالتنقص كالبخيل، والجاهل، وغير ذلك من العُيوب، حتى ولو كان الإنسانُ فيه شيءٌ من ذلك، فإنه يُستر عليه ولا يُبين، (وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ) ثم قال جلَّ وعلا: (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ) فسمى التنابز بالألقاب فُسوقاً (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ) والفسوق هو الخروج عن طاعة الله عزَّ وجلَّ بعد الإيمان، دلَّ على أن التنابز بالألقاب يُنافي كمال الإيمان، ويُنقص الإيمان، ثم قال جلَّ وعلا: (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) اعتبره ذنباً تجب التوبة منه (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) من اللمز بالألقاب (فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) سماه ظالماً، لأن الظلم هو التعدي على النّاس، وبخس حقوق النَّاس، فاللامز بالألقاب مُتنقص لحقوق النَّاس كالذي يتنقص أموالهم، وهذا أشد من انتقاص الأموال، انتقاص الأعراض، وانتقاص المنزلة، وانتقاص أشد على الإنسان من أن يفقد شيء من ماله، ولهذا نهى عن اللمز بالألقاب وسماه فسوقاً، ومُنقصاً للأيمان، وأمر بالتوبة منه، ومن لم يتب منه فإنَّه ظالم، والظالم مصيره مظلم والعياذ بالله (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)، ثم قال جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ)، الظنون هذه هي التي أيضاً تؤثر على النَّاس، أن تظنَّ بأخيك سوءًا والأصل في المؤمن العدالة والخير فلا تظن به إلا الخير، ولا تظن به السوء (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، فيجتنب الكثير من أجل القليل لقُبح هذا، لقبُح هذا الذنب (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) فكيف إذا كثر الظن السيئ؟ والعياذ بالله، ثم قال جلَّ وعلا: (وَلا تَجَسَّسُوا) لا تتبعوا عورات الناس الخفية، لا تجسسوا على النَّاس، استروا عليهم، وإذا انتقدتم عليهم شيئاً فناصحوهم سراً، أمَّا تتبع عورات النَّاس والتحدث عنها، فالله نهى عن ذلك، وفي الحديث: "من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه على رؤوس الأشهاد"، فإذا تتبعت عورات النَّاس لتظهرها وتنشرها، فإنَّ الله يتتبع عوراتك وهو أعلم بك سبحانه وتعالى، وينشر مخازيك على الناس عقوبةً لك، نسأل الله العافية (وَلا تَجَسَّسُوا)، ثم قال: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) هذا من أسباب القطيعة، ومن أسباب التفرق، والتباغض، والغيبة، وما أدراك ما الغيبة؟ بينها النَّبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "هي ذكرك أخاك بما يكره"، في مغيبه تتحدث عن ما يكره من أخلاقه، تتحدث عنه وهو غايب في المجالس "ذكرك أخاك بما يكره"، قال يا رسول: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته"، يعني: كذبت عليه، فأمسك لسانك يا أخيَّ عن الغيبة، ثم بيَّن سوء الغيبة (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) لو جئت إلى جنازة ميتة هل تستسيغ أن تأكل من لحمها؟ لا يستسيغ هذا أحد مكروه، الذي يغتاب النَّاس يأكل لحومهم (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)، وإذا حصل بين المسلمين إذا حصل بينهم فتنَّة أو انقسام فإنَّه يجب الإصلاح، إذا حصل بينهم فتنَّة وقتال يجب الإصلاح (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) هذا هو العلاج الأول الصُلح وقد قال الله جلَّ وعلا: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) والصلح هي تسوية النزاع بين المتنازعين حتى يرضى بعضهم عن بعض، ويزول النزاع والشقاق، ولا سيما إذا كان نزاعاً مُسلحًا فيه سفك للدماء، فإنَّه يجب التدخل بالإصلاح فيما بينهم، ولا نتركهم، ولا نتركهم يتقاتلون، بل ندخل في الصلح بينهم مهما أمكن ولو تحملنا أمولًا في مقابل ذلك نُصح بينهم، ثم الخطوة الثانية إذا أبت إحدى الطائفتان أن تقبل الصلح أبت أن تقبل الصلح (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي) يجب على المسلمين أن يقاتلوا الفئة الباغية التي لا تقبل الصلح (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ) أيَّ: ترجع عمَّا هي عليه إلى أمر الله (فَإِنْ فَاءَتْ) أيَّ: رجعت، (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ) أنصفوا المظلوم من الظالم، وأنصفوا المُخطئ عليه من المخطئ، (أَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) أيَّ: العادلين، ثم قال جلَّ وعلا: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) أخوة في النَّسب لا، قد يكون هذا من أقصى الأرض وهذا من أقصاها ولا يعرف بعضهم بعضا، لكن الإيمان يجمع بينهم (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) في أيَّ مكان، فالمؤمن أخو المؤمن، في أي مكان ومن أيَّ جنس فالعربي أخو للعجمي المسلم، والأبيض أخو للأسود، المسلم لا فرق بين المسلمين والمؤمنين لا في الأوطان، ولا في الألوان، ولا في النسب، لأنَّهم أخوة في الإيمان جمع الإيمان بينهم، هذه هي الأخوة الصحيحة، أمَّا الأخوة في النَّسب فهي إذا تعارضت مع الأخوة في الإيمان فإنَّها ترفض الأخوة في النسب (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، فالمحبة إنَّما هي بالإيمان وحده لا بالأطماع، ولا بالإنحيازات، والعنصرية الجاهلية، إنَّما هو بالإيمان الذي منَّ الله على عباده، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بالآيات والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا
قال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) خاطب النَّاس جميعاً، بعدما خاطب المؤمنين خاصة، خاطب النَّاس جميعاً وبيَّن لهم أصلهم أنَّه خلقهم من آدم وحواء، من ذكر وأنثى، لا فضل لبعضهم على بعض في النسب، كُلهم من بني آدم، وإنَّما الفضل بالإسلام والإيمان والخصال الطيبة، هذا هو الذي فيه الفضل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، فلا يُقرب عند الله إلا التقوى، لا يُقرب النَّسب ولو كان من أرفع النَّاس نسبًا (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ* فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)، نَّسأل الله العافية، فالنَّسب إنَّما هو في الدنيا فقط تعارف، تعرف أنَّك من بني فلان لأجل الصلة إليهم، لأجل الصلة بهم تصلهم، ولأجل انضباط القبائل يعرفُ بعضها بعضا، أمَّا من جهة النسب يرفع أو يخفض فليس له قيمة عند الله سبحانه وتعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ) أيَّن أنَّسابهم؟ ذهبت أنَّسابهم ولم يبقى إلا أعمالهم، ولم يبقى إلا التقوى، تقوى الله سبحانه وتعالى.
فاتقوا الله، عباد الله، وعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكُلَ بدعةٍ ضلالة.
وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابة أجمعين، وعن التابِعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا ووفقهم لما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام  والمسلمين، اللَّهُمَّ أحمي حوزة الدين، اللَّهُمَّ أحمي بلاد المسلمين، اللَّهُمَّ احمي بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، اللَّهُمَّ من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله في نفسه، وصرف كيده في نحره، وكفنا شره إنَّك على كل شيء قدير.
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
خطبة الجمعة 28-01-1433هـ


المادة الصوتية:

تحميل


رابط المادة الأصلية:
http://alfawzan.af.org.sa/node/13634

أضف رد جديد