الإيضاح و البيان عن تلبيسات لقمان - للشيخ عبدالهادي العميري

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبو محمد اليافعي
مشاركات: 7
اشترك في: ربيع الأول 1436

الإيضاح و البيان عن تلبيسات لقمان - للشيخ عبدالهادي العميري

مشاركة بواسطة أبو محمد اليافعي »

الإيضاح و البيان عن تلبيسات لقمان

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.

يَاأَيُّهاَ الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الله وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺوَشَرَّ الْأُمُوْرِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها الإخوة، لا شك أن الدين النصيحة. والنصيحة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. فلا بد من التناصح والتواصي بالخير.

نحن لا شك في هذا الزمان، زمان الفتن. والفتن كثيرة والذي أوصي نفسي وإخواني في هذه الفتن، هو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وصح عنه أن الفتنة إذا جاءت فينبغي علينا أن نمسك ونحذر من الخوض فيها و التصدر. نرى البيانات وكأن الإنسان ينتظر مثل هذه المواقف ليظهر فيها. بل ينبغي لنا أن نخضع لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال : الجالس فيها خير من الواقف والواقف خير من الماشي والماشي خير من الساعي. وأيضا لا نستشرفها، لأن من استشرف الفتن استشرفته –والعياذ بالله- بل ينبغي أن نحذر ونشتغل بما هو أهم من الخوض في مثل هذه الأمور.

نحن محتاجون إلى طلب العلم ليتميز في هذه الفتنة طالب العلم بصدق وطالب العلم بدون صدق. فكم من أناس ينتسبون إلى طلب العلم وهم ليسوا من طلبة العلم. فمثل هذه الفتن –أيها الإخوة- ينبغي أن نتجنبها ونشتغل بما ينفعنا من التحصيل. وعلينا أن نجتمع، وتكون كلمتنا واحدة ويكون رأينا واحدا لأن الخير مع الجماعة، وما وقع الضعف إلا بسبب الاختلاف والتفرق. هذا الأمر الأول.

والأمر الثاني: أنا لست أريد من هذا الكلام الرد على لقمان. لأن لقمان بالنسبة لي وضعه ظهر وانتهى ووضح –والحمد لله- لكني متأكد أن وراء لقمان أشخاصا لبس عليهم. لأن هذا الرجل عنده فنّ يجيده، وهو فن التغييروالروغان. ولا أقول هذا بدون مستند من دليل وبرهان، بل أقول هذا مبنيا على الأدلة الواضحة الجلية سنذكرها –إن شاء الله تعالى-. إنما أردت أن أخاطب أصحاب هذا الرجل وأقول : أليس منكم رجل رشيد؟! وأنا متأكد أنه فيهم لكنه لبس عليه. وأذكرهم أيضا بقول الله تعالى : وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى. فأنا أخاطب هؤلاء العقلاء، وأنا على يقين أنهم سوف يفكرون ويعرفون حال هذا الرجل.

علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- لما خرج عليه الخوارج بلغ عددهم ستة آلاف، ومن بين هؤلاء أناس لبس عليهم، خرج ابن عباس رضي الله عنه وناقشهم وجادلهم. فماذا كان؟ رجع معه ألفان، لأن هؤلاء لبس عليهم فلما جاء ابن عباس وبين الحقيقة وأظهرها اقتنع بعضهم. لأنه لا يصادم الحقيقة إلا صاحب الهوى، لكن إذا جاءت الحقيقة سيتبين لك الأمر. والذي يبحث عن الحقيقة لا يستطيع أن يردها بل سيقبلها مهما كان لأن الحق ضالة المؤمن. فأنا متأكد أن فيهم من يبحث عن الحقيقة.

فنبين حال هذا الرجل بالبينات التي وعدناها:

أولا: طريقة الحجوري واضحة جدا في منهجه. ومن طريقته مع أهل السنة كانوا إذا أقاموا محاضرة يأتي أصحاب الحجوري ويقيمون محاضرة بجانب محاضرة أهل السنة تشتيتا لصفوف أهل السنة. وهذه الطريقة واضحة جدا في منهج لقمان حيث تعمد إقامة المحاضرة في نفس الوقت وفي نفس المنطقة.

ثانيا : النقاط التي جعلها موطن الرد علينا وبها يخدع أناسا ويستخف بعقولهم وينشر بينهم أشياء لا يقبلها العقل. فهذا الرجل أخذ يتمادى ويراوغ ويأتي بأشياء كأنه يستثير عاطفة من حوله. فيينبغي أن يعلم –أيها الإخوة- أنا لم أتعرض لكل ما قاله لقمان لكن هناك أشياء ألزمه بها وأريد منه الجواب وأريد من أصحاب لقمان أن يفكروا. ويجب عليهم أن يسألوه ولا يسكتوا. لا بد عليهم أن يعرفوا موقفه إن كان صادقا في دعوته، فلا يجامل أحدا وعليه أن يتكلم بالحق.

- قال لقمان في قضية إندونيسيا إني تكلمت في أمر لا أعرفه ولا أعرف أحوال إندونيسيا والورقة التي تراجع فيها الأخ ذو القرنين.

فنقول : هذا الأمر انتهينا منه وكتبنا فيه وأتينا بحقائق مسجلة عليه ولم نأت بشيئ من الخارج. فلا يدين لقمان إلا أعماله، فنحن لم نأت بأشياء من الخارج وإنما أتينا باقواله وأفعاله التي صدرت منه وكلها مسجلة عليه وموثقة. ومن هذه الأمور مسألة المدارس والمقررات، والذي استقر عليه رأيهم فيها مؤخرا كما ذكر محمد شربيني بعد اجتماعهم في "تاونج مانجو" أنه ليست المشكلة عندهم في المقررات وإنما الإشكال وقع في التدريبات الملحقة مع أن الأمر المستقر عند الشيخ ربيع أن الإشكال في المقررات، وطلب مني إخراج جميع المقررات الحكومية من المناهج الدراسية لحل مشكلة المقررات.

مسألة ذي القرنين والورقة التي يقول إن ذا القرين تراجع فيها. فأنا لن أتعرض للورقة التي كتبت ودبرت من قبل لقمان ومن قبل صديقه ورفيقه أسامة عطايا. هذا سوف يجيب عنها الأخ ذو القرنين. ولكني سوف أقف مع لقمان وقفة. هذه الورقة دبرها صاحبك الفتان أسامة عطايا هداه الله، وهذا الذي كشفه الشيخ عبيد الجابر –حفظه الله- وقال عنه : فتان كذاب، وعرف أنه صاحب فتنة.

الآن نسأل لقمان: ما موقفك من أسامة عطايا والشيخ عبيد قد جرحه جرحا شديدا وحذر منه؟ بين لنا و لأصحابك! لماذا تتكلم في فلان وفلان وتترك أسامة عطايا كأنه لم يكن هناك كلام عليه وأنت تلزم الناس باتباع كلام الشيخ عبيد، وأن من لم يتبع كلام الشيخ عبيد فهذا لا يحترم العلماء ويقدح في العلماء. فالآن نريد منك أن تبين لنا موقفك فقط! ونريد من أصحابه أن يلزموه بالجواب ولا يسكتوا.

فكلمة كذاب جرح شديد و من أشد مراتب الجرح عند العلماء. فماذا تنتظر بعد هذا الجرح في أسامة عطايا، لماذا تسكت؟! إلى الآن هل سمعتم كلاما من لقمان في أسامة عطايا؟ لماذا تسكت يا لقمان؟! وأنت تدعي أنك تقول الحق وأنت جريئ. لماذا لم تتكلم؟!
وما موقفك أيضا من قدح أسامة عطايا في الشيخ عبيد عندما حذّر منه الشيخ عبيد، حيث قال: الطعن في الشيخ السلفي الثابت على السنة مذمة ومحزنة و ليست محمدة و مسعدة؟ يلزمك أن تذب عن الشيخ عبيد. هذا الأمر نترك جوابه للقمان ولأصحابه.

هناك أمور نقف عليها ببعض التفاصيل:

لقمان قرر أشياء وبنى كلامه على أشياء، فإن أحسنت الظن فيه فأنا أعذره لأنه لا يفهم اللغة العربية. إن أحسنت الظن فيه فأقول: هذا لا يفهم العربية ولا يفهم كلامي، لأن لسانه غير عربي. ولكن أحيانا لا يمكن إحسان الظن لأن هذه طريقة لقمان ومن على شاكلته وهي التلبيس والتدليس.

- يقول لقمان في مسألة الوثيقة إني قلت : المشايخ الذين تكلموا في الشيخ محمد الإمام تسرعوا في هذا الأمر، يقول لقمان: هذا مثل قضية كلامي في إندونيسيا أني تسرعت.

يقول: مع أن الشيخ تكلم عن تثبت وإمعان النظر والصبر إلى أن جاء الوقت للكلام بالصراحة لأنه إمام الجرح والتعديل –يقصد الشيخ ربيع-.

أقول: الشيخ ربيع تكلم في أي مسألة على الشيخ محمد الإمام وصبر عليه؟ نحن ما عرفنا من الشيخ ربيع إلا الكلام في الوثيقة، ولما صدرت الوثيقة صدر البيان، فماذا يقصد من هذا الكلام؟ هل يقصد أن الشيخ ربيع صبر على الشيخ محمد سنين؟ ونحن نعرف أنه ليس بين الشيخ ربيع والشيخ محمد الإمام أي خلاف إلا بعد صدور الوثيقة.

والذي عرفنا أن الذي صبر عليه سنين هو هاني بريك يقول عنده ملفات منذ خمس وعشرين سنة. فهذا الذي نعرفه، فجاء الوقت الذي يجعله يخرج كل ما في قلبه. و الذي نعرفه أيضا أنه لم يكن هناك كلام لا من بعيد ولا من قريب من الشيخ ربيع على الشيخ محمد إلا بعد الوثيقة. فهذا من التلبيس. وأما إذا كان عليه شيئ والشيخ ربيع يعرف عنه من قديم كيف يستقبله في بيته ويجلس معه وكانت العلاقة بينهما من أحسن ما كنا نسمع ففي أي شيئ الصبر؟!

أخذ لقمان من كلامي في الشريط عن الوثيقة هذه ويجعلها دليلا قاطعا وكأن الأمر منحصر على هذا فحسب وترك كلام الشيخ عبيد في أناس تكلم فيهم وهم على علاقة مع لقمان فلا يتعرض لهم البتة. فنقول له: كذلك الشيخ عبيد ما تكلم عليهم إلا عن تثبت وما تكلم من فراغ. فلماذا لم تظهر موقفك؟!

- يقول لقمان: هل سألت الشيخ ربيع قبل أن تكتب عن الوثيقة؟!

ينبغي أن يعلم –أيها الإخوة- أن الشيخ عبيد والشيخ ربيع ومشايخ أهل السنة دائما ينصحوننا وينصحون طلبة العلم بعدم التقليد، ولا تقلدوا أحدا، قولوا الحق. فنحن لا نقلد أحدا حتى ولو كان الشيخ ربيعا. وأما لقمان فله أن يقلد لأنه جاهل، وحق الجاهل التقليد. أما كونك تلزمني أن أقلد شخصا فهذا لا أوافقك عليه فيما يخصني. وأما الذي يخصك أنت، فلك أن تقلد. لأن الجاهل ليس له إلا التقليد، وأما طالب العلم فله أن يطلب الدليل وإذا اتضح الأمر أمامه فلا يقلد أحدا. فهذا الذي نصحنا وناصحنا مشايخ أهل السنة بعدم التقليد. فكيف تريد مني أن أذهب وأنظر ماذا يقول الشيخ ربيع وأقول مثله. الشيخ ربيع بين رأيه وعرفت رأيه من المقدمة التي قدمها لعرفات، علما بأني قد استشرت شيخنا وصي الله عباس.

- قال لقمان إني قلت: وأنا أطلب من طلبة العلم أن لا يدخلوا في القضية لكلام بعض أهل العلم. قال لقمان: هذا تنفير الناس من العلماء الكبار.

أقول: هذا ليس كلامي أنا –يا إخوان- هذا كلام العلماء. لا تدخلوا في هذه الأمور. اذهبوا واسألوا الشيخ العلامة عبد المحسن العباد –حفظه الله-! واسمعوا ماذا يقول لكم، وغيره من العلماء مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي–حفظه الله-. هم يقولون: لا تدخلوا في هذه الأمور. وهل مقصود كلامهم التنفير من العلماء؟ وأنت بهذه الأمور تلزمنا أن نقلد ما قالوا. ونحن نحترمهم ونجلهم لكن لا يلزمنا أن نقلدهم.

- يقول إنني أقول : فالمشايخ ينبغي أن ينظروا في حالة الشيخ محمد الإمام. يقول لقمان تعليقا: كأن هؤلاء العلماء بمجرد وصول الخبر إليهم يفتون بدون النظر في الأحوال، ثم ذكر الآية : إنما يخشى الله من عباده العلماء.

لما ذكرت هذا الكلام، أن الإنسان ينبغي أن ينظر في حالة الشيخ محمد الإمام، لأن الشيخ محمد الإمام وضعه مختلف تماما. هل تدرون ما وقع في اليمن؟ الوضع مختلف تماما. الحوثي مسيطر والوضع متعذر، ووضع اليمن لا يخفى على أحد. وأنا لما قلت: ينظر في حالة الشيخ وأن الوثيقة التي وقع عليها ليس باختياره للوضع الذي أمامه، وهم يحملون كلامه على أنه غير مضطر.

الشيخ الإمام قال: أنا وقعته وأنا مختار ولا أحد يجبرني على التوقيع، لكن لظهور الوضع له في اليمن والفتن التي تقع أمامه في اليمن، هو مضطر على أن يوقع وليس بتوجيه من أحد. والوثيقة هم الذين كتبوها والشيخ الإمام يوافقهم عليها. وأنا تكلمت في العذر السديد بأن الشيخ ربيع هو نفسه الذي يقول : إذا أظهر و وافقهم فهذا معذور. إذا خاف أن يضربوه أو يأخذوا ماله أو يسجنوه، فله أن يوافقهم. هذا كلام الشيخ ربيع، فكيفالآن نقول في كلام الشيخ الإمام وموافقته لهم إقرار لهم على ما هم عليه وننسى الكلام الذي تكلم به الشيخ ربيع. أنا طلبت جوابا يجيب عن هذا ولا أحد أجاب إلى الآن.

- قوله: طعن في العلماء الكبار، كأنهم لم يبالوا بتزكية من زكى الشيخ محمد. قال لقمان تعليقا: أنا أسأل من زكاه؟ العميري سيجيب الشيخ مقبل وعلماء اليمن. هل التزكية تضمن للعبد الاستقامة؟ الجواب : لا.

أقول: لا شك أن الإنسان قلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن. كم من أناس زكوا وتغيروا. هذا شيئ واضح لا يحتاج إلى أن تعلمنا إياه . لكن تزكية المشايخ إلى اليوم للشيخ محمد الإمام، لا تقبلها؟! هل ينحصر العلماء في الشيخ ربيع والشيخ عبيد فقط وليس هناك علماء آخرون يزكون الشيخ محمد الإمام إلى يومنا هذا؟! إذا كان لقمان يجهل فليسأل!، يعني ليس هناك تزكية للشيخ الإمام إلا من الشيخ مقبل؟ فنقول له: اذهب واسأل العلامة الشيخ عبد المحسن العباد واسأل الشيخ العلامة صالح السحيمي واسأل الشيخ العلامة وصي الله عباس –حفظهم الله- إن كنت تعتبرهم من العلماء، ما رأيهم فيه؟!.

- قولي: أنا أخوّف بالله كل إنسان يتكلم في كل إنسان بدون روية وتثبت للأمور واللسان عاقبته وخيمة لدى العلماء.

فقال لقمان تعليقا : من تقصد بهذا الكلام؟

أقول : هذا كلام واقع في كل إنسان. إذا أردت أن تتكلم على الشخص فلابد أن تتكلم بالتثبت ولا تتعجل في الكلام. فشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كان يمهل خصمه ثلاث سنين قبل أن يتكلم فيه. فكيف يقول: لا، لا تقل إنه يمهل الشخص ولا يتثبت؟! هذا الكلام لا يستطيع أحد أن يناقش فيه. الكلام في الأشخاص ليس بالتسرع، بل هو بالتثبت والتأني والصبر، حتى إذا تكلمت، تكلمت بالعلم. وهذه وصية العلماء لطلبة العلم قاطبة.

- قال لقمان إني قلت: السكوت عند العلماء في باب الجرح والتعديل في مسألة واحدة وهي كلام الأقران. انتبهوا لهذا التلبيس! هذا تلبيس.

فأقول : شريطي موجود ومسجل وأنصح أصحاب لقمان بالرجوع إليه ليسمعوا الكلام وليفهموا ماذا قلته وماذا قصدته.

- يقول لقمان عند قولي كلام الأقران يطوى ولا يروى: هذه قاعدة عنده.

أقول: أنا ما جئت بها من عندي. فهذه القاعدة موجودة في كلام العلماء. ارجع إلى سير أعلام النبلاء للذهبي. فليقرأ ويستفد منه، سيجد هذا الكلام بهذا النص من الإمام الذهبي : يطوى ولا يروى. لكن متى قلت هذا الكلام؟ وفيمن قلت؟

- قال لقمان: أما يطوى ولا يروى أي: تحذير الشيخ عبيد من محمد الإمام.

قلت: لو رجعتم إلى كلامي هذا وسمعتم سيتبين لكم أن كلامي هذا ليس في كلام الشيخ عبيد مع الشيخ محمد الإمام. بل كان كلامي لأجل ما قاله الشيخ عبيد في الشيخ أحمد بازمول وأسامة عطايا. ارجعوا للشريط وتأملوه، هذا هو نص كلامي. وما جعلت الشيخ محمد الإمام من أقران الشيخ عبيد وأن كلام الشيخ عبيد يطوى ولا يروى، فهذا ليس له علاقة بكلامي البتة. بل هذا من التلبيس.

لكنه معذور لأنه لا يفهم كلامي، لأن لسانه ليس عربيا –هذا إذا أحسنّا الظن به-، لكن أقول : هذا الرجل ملبس، يلبس على أصحابه وعلى من يستمع إليه. فشريطي موجود ومسجل، ارجع واستمع إليه!. هل كلامي هذا عن كلام الأقران بأنه يطوى ولا يروى في كلام الشيخ عبيد مع الشيخ محمد الإمام؟! الجواب : لا.

كلامي كان منصبا على كلام الشيخ عبيد في الشيخ أحمد بازمول وأسامة عطايا، وأنا إنما قلت هذا الكلام تنازلا، بمعنى أنه لا يظن الظان أني لا أفهم أن كلام الأقران لا يقبل مطلقا, أنا أعرف أن كلام الأقران إذا جاء بالبينة والحجة فإنه يقبل. وإنما قلت إنه يطوى ولا يروى لماذا؟ لأن الشيخ ربيع يقول: اسكتوا!. قلت: فلأي شيئ نسكت؟ فالسكوت عند أهل العلم في مسألة واحدة وهي كلام الأقران. وما فهم كلامي هو وصاحبه الجزائري. لأنهم يحملون الكلام على محامل هم يريدونها ولا يريدون أن ينظروا إلى الكلام ويتمعنوا فيه ويدققوا فيه.

لما قال الشيخ ربيع : اسكتوا ولا تتكلموا! كان جوابي أن السكوت لا يكون عند العلماء إلا في كلام الأقران أنه يطوى ولا يروى. فما المقصود من (يطوى ولا يروى)؟ السكوت عند عدم الحجة والبرهان. فكلامي منصب على هذا الأمر. وليس معنى كلامي أن عندي قاعدة وأني أقرر قاعدة جديدة وهي كلام الأقران لا يقبل مطلقا. ارجعوا إلى شريطي وتأملوه!

لما قلت إن كلام الأقران يطوى ولا يروى جوابا على ما حصل من الشيخ ربيع أنه قال : اسكتوا ولا تتكلموا! فقلت: نسكت إلى متى؟! لا بد من بيان. فإما أن نقبل كلام الشيخ عبيد، وإما أن نرده. والعلماء عندما قالوا : اسكتوا! إنما أرادوا به كلام الأقران إذا خلا من قرينة. يقولون يطوى ولا يروى. هذا الذي يتناوله كلامي. فيظهر أني في واد وهو في واد آخر.

أما أني اعتقد أن كلام الأقران لا يقبل مطلقا، فلم أتعرض لهذا أصلا. وإنما كلامي كان جوابا صدر لكلام أننا نسكت من جرح الشيخ عبيد. هذا ينبغي أن يفهم. وأيضا كان كلامي هذا في قضية أسامة عطايا وأحمد بازمول، ولم يتعرض لقمان لهذين الشيخين البتة. فما موقفك أنت يا لقمان من كلام الشيخ عبيد؟. الآن هو حمل كلام الشيخ عبيد على الشيخ محمد الإمام. يقول لقمان: نريد أن نعرف مدى صحة قاعدة كلام الأقران يطوى ولا يروى عند أهل السنة.

أنا أعرف كلام أهل السنة في هذه القاعدة لكني ما قلته إلا عندما قال الشيخ ربيع : اسكتوا!. نسكت لأي شيئ؟! هل هؤلاء من أقران الشيخ عبيد فنسكت؟! هذا الذي نفهمه. وقلت : إلى متى نسكت؟! لا بد من بيان. أما السكوت مطلقا فهذا الذي لا نقبله. وهذا هو الكلام الذي لم يفهمه لقمان ولا صاحبه. قلت : إلى متى نسكت؟! فإذا كان السكوت إلى ما لا نهاية فهذا لا يكون إلا في كلام الأقران. العلماء قالوا : اسكتوا! المقصود كلام الأقران الذي خلا من قرينة وحجة. فهل كلام الشيخ عبيد ينطبق على هذا الشيئ؟ لا. ثم نقول له: ما رأيك في كلام الشيخ عبيد في الشيخ أحمد بازمول وأسامة عطايا؟! وكلامي هذا موجود في الشريط وأني سألت هذا السؤال، لكنه لم يتعرض له.

فيا لقمان خذ الشيخ محمد الإمام واجعله بجانبك واجعل الشيخ أحمد بازمول وأسامة عطايا في هذا الموطن فهل كلامك يثبت أم يتغير؟! لأنه يُلزم من قبول كلام الشيخ عبيد، ويفهم من كلامي أني أقصد الشيخ محمد الإمام والشيخ عبيد.
فهذا الذي يحتاج إلى الجواب.

- يقول: إن قلت : الشيخ عبيد تكلم على الشيخ محمد الإمام ووصفه بأنه مبتدع ضال، كلام شديد. انتشر هذا الكلام، فحذروا من الشيخ الإمام ولم يراعوا تزكية العلماء في الشيخ الإمام ولم يراعوا جهود الشيخ محمد.

ينبغي أن يعلم أن الكلام الذي وقع في الشيخ محمد الإمام في مسألة الوثيقة، فهل لقمان ومن على شاكلته يقول إن من عذر الشيخ محمد الإمام يكون منتقصا للعلماء فيجرحونه ويتكلمون عليه وأنه غير متأدب مع العلماء؟!

فقد أجبت قبل هذا وقلت : أنا لم أدافع عن الشيخ محمد بمفردي. فالشيخ وصي الله عباس له كلمة مسجلة للطلبة في معبر، ارجع إليها يا لقمان واسمعه!، والشيخ السحيمي يعذر الشيخ محمد الإمام ويذكر قضية صلح الحديبية مثل ما ذكرت أنا، لأن القضية واحدة، والشيخ العباد يقول عندما زاره الشيخ العدني : أهل اليمن أعلم الناس فيما يتعلق بهذه القضية. فهل يرى أن هؤلاء ليسوا من العلماء؟

ماذا يقول فيهم؟! وهم يعذرون الشيخ محمد الإمام فيما وقع عليه. فما جواب لقمان عن هؤلاء؟! لماذا يسكت ويترك الكلام فيهم وكأنه لم يتكلم على قضية الوثيقة إلا أنا؟! وكأنه ما صادم رأي الشيخ عبيد والشيخ ربيع إلا أنا.
فنحن ننتظر منه الجواب.

- يقول لقمان عني : كان هذا الرجل مجهولا والآن صار مجروحا لأن الشيخ ربيع يحذر مني.

فهل سمعتم تحذير الشيخ ربيع مني؟ فهل الشيخ ربيع يحذر مني لأنه يعلم أن فيَّ حزبية؟ وأنا ذهبت إليه وسألت : إذا كان عندي شيئ من الحزبية فأظهره لي وجزاك الله خيرا. وأنا سأعود. لكن الشيخ ربيع تحذيره لأني أدافع عن الذين يخالفون منهج السلف. وكان المفروض أن السائل الذي كان يسأل الشيخ ربيع، يقول له: من هم؟ وسمِّ لنا هؤلاء الذين يخالفون منهج السلف ويدافع عنهم؟ هل يقول أني أدافع عن الإخوان المسلمين أو عن جمعية حزبية؟! إذا كنت أنا الذي أدافع عنهم فيحذر مني. فما بالك بهم هم؟! فمن باب أولى يحذر منهم. ولكن، نريد أن نعرفهم حتى نكون على الحذر منهم وتكون النصيحة واضحة. سمِّ وقل فلان يدافع عن فلان وفلان وفلان. نريد هذا بصراحة. لماذا لم يستفهم السائل. وهذا دليلعلى أنهم لا يريدون إلا النيل مني. فإذا وصلوا إلى مرادهم، اكتفوا وانتهوا. بل إن السائل لم يعرف اسمي ويصحح له الشيخ ربيع. فإذا جاءه الجواب الذي يريده اكتفى به ولا هَمَّ له أن يستفهم الشيخ ربيعا: من الذين يدافع عنهم؟ سمِّ هؤلاء الذين يخالفون المنهج السلفي.

وأنا سأقول لكم من هم. وهذا الذي صرح لي الشيخ ربيع عندما زرته، وهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي والشيخ عبد العزيز البرعي والشيخ محمد الإمام والشيخ عثمان السالمي وذو القرنين. يقول إني أدافع عنهم. إذا كان هؤلاء يخالفون المنهج السلفي، فنسأله : أين المخالفة؟ وما هي المخالفة التي عندهم يخالفون بها المنهج السلفي؟ أليس من حقنا أن نسأل؟

أم هذا كله لأن الوثيقة خرجت وعذروا الشيخ محمد الإمام على ما وقع عليه في الوثيقة؟!

والذي أعرفه وأدين الله نعالى به أنهم على المنهج السلفي، الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي والشيخ عبد العزيز البرعي والشيخ محمد الإمام والشيخ عثمان السالمي وذو القرنين.

أما الأخ ذو القرنين فهو الآن عند الشيخ الفوزان. قلت للشيخ ربيع : اكتب للشيخ الفوزان ملاحظاتك على ذي القرنين ويناقشها الشيخ فيها ويتخذ فيه الإجراء إن كانت ملاحظاتك صحيحة. هذا هو الحق.

- يا إخوان، هذه الأمور التي تكلم فيها لقمان، أنا أطالب لقمان بأمور إن كان صادقا في دعواه.

أولا : يخرج لنا البيان عن موقفه من كلام الشيخ عبيد في الشيخ أحمد بازمول وأسامة عطايا مع العلم أن الشيخ ربيعا أصدر بيانا مؤخرا فيه التزكية للشيخ أحمد بازمول بعد أن قال: اسكتوا.

ثانيا : يخرج لنا رأيه في كلام الشيخ السحيمي والشيخ وصي الله عباس والشيخ عبد المحسن العباد –حفظهم الله- عن عذر الشيخ الإمام في الوثيقة. وهذا الموقف ثابت عنهم.

هذا الذي نريده. وأما أن يلبس على أصحابه ويحمل كلامي الذي في واد وهو في واد ، فهذا لا يرتضيه طالب العلم، بل هذا لا يرتضيه حتى العامة. لأن العامة لا يرتضون الظلم والجور والتلبيس والتدليس. واخيرا نقول له: اتق الله في نفسك وفيمن حولك.

هذا وأسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


قاله : أبو عبد الرحمن عبد الهادي بن مهجي العميري

أضف رد جديد