الكلمات النيرات في تبرئة الشيخ ربيع مما افتراه عليه العتيبي فى شأن الجمعيات
-
كاتب الموضوع - مشاركات: 11
- اشترك في: ربيع الثاني 1436
الكلمات النيرات في تبرئة الشيخ ربيع مما افتراه عليه العتيبي فى شأن الجمعيات
الكلمات النيرات
في تبرئة الشيخ ربيع مما افتراه عليه العتيبي فى شأن الجمعيات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وأشهد ألا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ومصطفاه.
وبعد:
فقد وقفت على كلام لـ (أسامة العتيبى) –عفا الله عنا وعنه- ضمن جواب له عن سؤال وجه إليه من أحد الإخوة بالسودان, عبر الهاتف ليلة الخميس الموافق: 25/ ربيع الأول/ 1434هـ.
وقد أحسن – هداه الله- فى الدفاع عن الشيخين عبيد الجابري, وعبدالله البخاري.
ولكنه أخطأ خطأ لا يقع فيه مَن له أدنى علاقة بأهل العلم – وذلك تحسيناً للظن به-, فقد نسب إلى الشيخ ربيع –حفظه الله- القول بأن الأصل في إنشاء الجمعيات هو الإباحة.
وهذا نص كلامه المفرغ من المكالمة المسجلة:
" فالشَّيخ ربيع -حفظه الله- ما يقول: الأصل في تأسيس الجمعيَّات أنَّها بدعة!! وأنَّها حرامٌ!! هذا على خلاف ما عليه الشَّيخ ربيع -قديماً وحديثاً-.
الشَّيخ ربيع من قديم لمَّا تكلَّم في الجمعيَّات لو كانت بدعةً لبدَّعها من قديم، والشَّيخ ربيع -حفظه الله- هو تابعٌ لأهل العلم أيضاً، ودائماً هو يربط النَّاس بالعلماء الكبار -وهو منهم-. ولذلك العلماء الكبار كلهم بالاتِّفاق ما قالوا إنَّ الجمعيَّات في أساسها بدعة!! ما يقول هذا إلا جاهلٌ، ولكن واقع الجمعيَّات التي تُؤسَّس في البداية وفق النِّظام الديمقراطي أو تُؤسَّس في البداية على قضيَّة تجميع الأموال والتَّكتُّل خلاف بقيَّة الإخوة فهذا الواقع أثبَتَ أنَّ مُعْظَم من يدخل في هذه الجمعيَّات لا يسلم من التَّحزُّب لا يسلم من الفتن!!
يعني قلَّما جمعيَّة تكون صافية!! والشَّيخ ربيع -حفظه الله- يشاهد هذا، وفي بعض فتاواه عمَّم المنع في تحريم الجمعيَّات لما تؤول إليه من المفاسد، فمن باب سدِّ الذَّريعة مَنَعَ, لكنَّه استثنى بالنِّسبة للإخوة في المغرب، استثنى التي هي في (أغادير) التي هي جمعيَّة دار الحديث بأغادير، فلو كانت بدعيَّةً أو بدعةً لما استثنى؛ البدعةُ ما يُستَثْنَى فيها مادام في أساسها مبتدعة وأصحابها مبتدِعَة وهي بدعيَّة!! فالبدعة بدعة سواء كانت واحدة وللا عشر!! الأساس في هذه إذا قيل إنَّها بدعةٌ فهي بدعةٌ بالكل.
فالشَّيخ ربيع -هم يعرفون وسمعوا ورأوا- أنَّه استثنى جمعيَّة دار الحديث بأغادير وقال إنَّها سلفيَّة؛ فكيف يُقال إنَّه يبدِّع الجمعيَّات من أساسها أو يبدِّع الجمعيَّات على سبيل العموم والكلِّيَّة. لا، هذا غير صحيح.
والشَّيخ ربيع يخاف من الجمعيَّات -وحُقَّ له ذلك-، وينهى عن إنشاء الجمعيَّات سدَّاً للذَّريعة -وحُقَّ له ذلك-.
أمَّا أن يُقال إنَّ الجمعيَّات كلها بدعيَّة بلا استثناء!!، ويقول الأصل فيها أنَّها بدعية!! هذا ما علمناه عن أحدٍ من أهل العلم ولا يُشيع هذا إلا بعض النَّاس الغلاة الذين -مِن أوَّل- عندهم فتنةٌ في هذا الموضوع ويَتَبَعُه هؤلاء لغرضٍ في نفوسهم، وإلا فَهُمْ جهَّالٌ متنكِّبون لطريقة السَّلف، محاربون لأهل العلم، مخالفون لطريقتهم. واللهُ تعالى أعلم"اهـ.
قلت : قد كان لك يا (أسامة) فيما آل إليه حال كثير من الجمعيات, وما ضيَّعَت من إخوة -كانوا في صفوف طلبة العلم- عبرة وآية.
وكان لك في فتاوى من قبلك من العلماء قدوة وموضع اتباع, فإنهم عن علم وقفوا, وببصر نافذ كفوا, وقد كانوا –والله- على كشفها أقوى منك, وعلى الفضل -لو كان فيها لهم أو لإخوانهم- أحرص منك.
فلو أحلت السائلَ على الشيخ عبيد الجابري, أو الشيخ محمد بن هادي, أو غيرهما ممن هم –بشهادتك أنت نفسك- أعلم منك, لكان خيراً لك وللإخوة السائلين في الدنيا والآخرة, وتربية منك لهم على طلب العلم من أهله, وتعليق لهم بالأكابر ( 1).
وفيه أيضاً نجاتك من تبعة الفتوى وتحمل عواقبها يوم الحسرة, وقد قال سهل بن عبدالله التستري -رحمه الله-: " مَا أحْدَثَ أحدٌ في العِلْمِ شَيئاً إلاَّ سُئِلَ عنْهُ يَومَ القِيَامَةِ؛ فَإنْ وَافَقَ السُّنَّة سَلِمَ وَ إلَّا فَهُو العَطَبُ"اهـ. (2 )
فالله سائلك عن هذه الفتوى يا (أسامة), فأعدد لذلك جواباً قبل العرض على الله.
ثم إن نسبتك هذا القول إلى الشيخ ربيع –حفظه الله- هو تسرع واضح منك, وعجلة لا تليق بك, وليست بأول مرة لك, فبالله حنانيك!!.
وكذا قولك بأن " العلماء الكبار كلهم بالاتِّفاق ما قالوا إنَّ الجمعيَّات في أساسها بدعة", وأنه "ما يقول هذا إلا جاهلٌ", وأنه لا يشيع القول ببدعية الجمعيات " إلا بعض النَّاس الغلاة الذين -مِن أوَّل- عندهم فتنةٌ في هذا الموضوع ويَتَبَعُه هؤلاء لغرضٍ في نفوسهم، وإلا فَهُمْ جهَّالٌ متنكِّبون لطريقة السَّلف، محاربون لأهل العلم، مخالفون لطريقتهم":
هو أيضاً شطط واضح, وخبط فاضح, وأدل ما يكون على أنك إما غافل عن كلام العلماء أو عنه متغافل, وبأقوالهم جاهل أو لها متجاهل.
وكأنك لم تسمع بكلام الشيخ مقبل بن هادي –رحمه الله-, ولا بكلام غيره من أهل السنة, ممن لهم كلام خلاف ما تزعم, يهدم ما ترقم.
ويكفي فى بيان ذلك أن أنقل لك فتوى واحدة للشيخ ربيع –حفظه الله- يظهر منها صدق ما أزعم:
وهي جواب عن سؤال بخصوص بعض أصحاب الجمعيات في تونس, ممن يقولون إن الجمعيات من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف, وإنه لا ينكر على من قال بجوازها.
السائل : شيخنا عندنا سؤال.
الشيخ : أيوه.
السائل : هل الجمعيات من المسائل التي يسوغ الخلاف فيها بحيث يعذر من يرى جوازها؟
الشيخ : وهل يسوغ الخلاف في البدع والضلالات !؟
السائل : لا
الشيخ : خلاص *، *هذه بـدعـة ومتابعة للكفار ولها مفاسد عظيمة لا يعلمها إلا الله عز وجل وإنها تفرق المسلمين ، بارك الله فيك.
السائل : جزاك الله خيراً".اهـ.
فأين أنت من هذه الفتوى يا (أسامة) وهى منشورة منذ زمن بعيد؟!
هل غفلت عنها أم لم تعلم بها؟
فإن كانت الأولى: فالحمد لله الذي وفقك إلى مَن ينبهك على ما تغفل عنه قبل الوقوف بين يديه.
وإن كانت الثانية: فأحرى بك أن ألا تستقل فى دعوتك عن أهل العلم, وهم ما زالوا بعدُ أحياء, فانهل من معينهم, وشرِّف العين والأذن بالنظر والسماع إليهم, أو على الأقل لا تنقل عنهم قبل معرفة صحيح كلامهم, و ما تقدم منه وما تأخر حتى لا تقع فى الكذب عليهم.
وأين قال الشيخ ربيع –حفظه الله- عن جمعية أغادير أنها سلفية؟
إن المعلوم عن الشيخ أنه أجاز دار الحديث بأغادير وليس الجمعية, وهذا نص كلامه: (وأنا وجهت هذه النصحية لأبنائي في المغرب، حرصاً على دعوتهم وابتعادًا بها عن أسباب التفرق والتمزق، والنهايات الخطيرة التي تصل إليها الجمعيات، فإنني لا أعرف في العالم جمعية نشأت باسم السلفية إلا وهوت عن أُمِّ رأسها، وانحرفت انحرافًا واضحًا, لأنها يدخلها الأغراض وحب الدنيا، وحب الرئاسات وما شاكل ذلك، فيكون هذا مآلها.... إذا اضطروا ولابد من إنشاء ما يسمى بـ(جمعية) وهي دار الحديث في الحقيقة، إنني قلت هذا الكلام، أنهم يكتفون بـ (دار الحديث بأكادير) من أجل استقدام المشائخ، لأنه لا يتم لهم استقدام المشائخ إلا بواسطة مثل هذه الدار، فهذه ضرورة والضرورات تقدر بقدرها"اهـ.
فهل هذه غفلة أخرى منك يا (أسامة) أم شئ صادر منك عن عمد؟
إن مثل هذا الكلام يظهر به جلياً ما قاله فيك الشيخ عبيد الجابري من أنك فيك خفة وغير راكز, وتدخل في كل شئ.
ووالله إن بُعدك عن هؤلاء الأكابر واستقلالك بالفتوى مع وجودهم, ودخولك في مسائل لا تناسب علمك ولا حجمك, لهو أمر يستحق أن ينبهك عليه كل ناصح لك, مشفق عليك, خاصة إذا تكرر ذلك مرة بعد مرة, وكرة بعد كرة.
فأفق –يرحمك الله- وأنزل نفسك منزلها قبل فوات الأوان.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه خيرك وخير الأمة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العالمين.
كتبه أبو أنس جواد بندادا المغربي
وهذه الحواشي
(1 ) والعجيب أن هؤلاء الإخوة من السودان الذين تلقفوا هذه الفتوى, قد نشروا فى نفس الموقع فتوى أخرى للشيخ ربيع تعارض فتوى العتيبى, فلا أدرى أهو جهل منهم أو حزبية يخفونها فى نفوسهم, وهذا نصها:
قال السائل: شيخ أحسن الله إليك. الجمعيَّات يا شيخ الله يحفظكم لأنَّك الآن كما تعرف انتشرت الدعوة وبُيِّتَ لها. في شباب اتصلوا ببعض طلبة العلم وتحصَّلوا على بعض الفتاوى في جواز إنشاء الجمعيات؛ فَنَوَدُّ كلمة تحذيريَّة، الله يحفظكم يا شيخ.
فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى-:
«قد بيَّنَّا لهم هذا، الجمعيات ما تقوم جمعيَّة باسم السلفية إلا وتسقط على أمِّ رأسها. والسعيد من وُعِظَ بغيره. الجمعيات في العالم بارك الله فيك، عندكم في بريطانيا جمعية أهل الحديث، عندكم في السودان جمعية أنصار السنة وجمعية ثانية (*)، وفي مصر جمعيات، كلها تهاوت وسقطت على أمِّ رأسها، ينسَون العلم يكون همُّهم الدنيا وهمهم السياسة -بارك الله فيك-. فتجرَّدوا لله تبارك وتعالى من هذه الأشياء.
والله مجرَّب إنَّها ما قامت جمعيَّة وأتحدَّاكم أن تأتوني بجمعيَّة ثابتة الآن على المنهج السلفي -بارك الله فيك-.
لأنَّ هذه الجمعيَّات تكون أهدافها دنيويَّة وسياسيَّة، مطامع -بارك الله فيك- وإن لبَّسوا على الناس، لكن هذه تُوَاجَه -بارك الله فيك-.» انتهى
[من لقاء طلبة العلم من مدينة (مصراتة) الليبيَّة مع مشايخ المملكة -حفظهم الله تعالى-]
(*) وهي جمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان كما أخبره بذلك أحد حاضري مجلسه كما في (التسجيل الصوتي).
( 2) (جامع بيان العلم)(2 / 1085).