(179)سلسلة التوحيد والعقيدة
من أسماء
الله: القريب، المجيب
قال
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن نبيه صالح عليه الصلاة والسلام: ﴿ فَاسْتَغْفِرُوهُ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) ﴾[هود:61].
قال الإمام
السعدي رَحِمَهُ الله في « تفسيره»(384):
واعلم أن قربه تعالى نوعان: عام، وخاص.
فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق، وهو
المذكور في قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)﴾[ق].
والقرب الخاص:
قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ (19)﴾، وفي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
وهذا النوع
قرب يقتضي ألطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمُراداتهم؛ ولهذا يَقرن،
باسمه القريب اسمه المجيب.
وقال السعدي رَحِمَهُ
الله في « تفسيره»(994): القريب، المجيب، أي: هو تعالى القريب من كل أحد، وقربه
تعالى نوعان:
قرب عام من كل أحد، بعلمه، وخبرته، ومراقبته،
ومشاهدته، وإحاطته. وقرب خاص، من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو قرب لا تدرك له
حقيقة، وإنما تعلم آثاره، من لطفه بعبده، وعنايته به، وتوفيقه وتسديده.
ومن آثاره: الإجابة للداعين، والإنابة للعابدين،
فهو المجيب إجابة عامة للداعين مهما كانوا، وأين كانوا، وعلى أي حال كانوا، كما
وعدهم بهذا الوعد المطلق.
وهو المجيب إجابة خاصة للمستجيبين له المنقادين
لشرعه، وهو المجيب أيضا للمضطرين، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقوي تعلقهم به؛
طمعا ورجاء وخوفا.
[مقتطف من
كلمة/ القرب من الله سبحانه/ لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/04/179.html