| أَلَا مَا لِقَلْبِي قد غَدَا يَتَحَطَّمُ | | وَنِيْرَان أَحْزَانِي غَدَت ْ تَتَضَرَّمُ |
|
وَلَسْتُ إِلَى لَيْلَى أَحِنُّ وَلَمْ يَعُدْ | | فؤادي بِسَلْمَى فِي الهوى يَتَرَنَّمُ |
|
فَمَاذَا جَرَى لِلْقَلْبِ حَتَّى كَأَنَّهُ | | مِنَ الْحُزْنِ أَشْلَاءً غَدَا يَتَقَسَّمُ |
|
أَهَاجَتْ بِهِ الذِّكْرَى وَعَادَ إِلَى الصِّبَا | | وَبِالْغِيْدِ وَالْآرَامِ أَضْحَى يُتَيَّمُ |
|
بَلَى إِنَّهُ خَطْبٌ جَلِيلٌ وَمُوْجِعٌ | | أَذَاقَ فؤادي ما يُشِيْبُ وَيُهْرِمُ |
|
فَمَا تَنْجَلِي يا صَاحِ عَنَّا مُصِيْبَةٌ | | وَنَحْسَبُ أَنَّا في الحياة سَنَنْعَمُ |
|
إذا بِصُرُوفِ الدَّهْرِ تَرْمِي بِأَفْجَعٍ | | وَتَأْتِي بِمَا يُدْمِي الْفؤَادَ ُ وَيُؤْلِمُ |
|
فَقَدْ جَاءَنِي نَعْيٌ لِشَيْخٍ مُبَجَلٍ | | فَقِيهٍ بِدِينِ اللَّه بِالْحِلْمِ ٍ يُوْسَمُ |
|
صَبُورٌ على اللَّأْوَاءِ في ذَاتِ رَبِّهِ | | وَلِلسُنَّةِ الْغَرَّاءِ يَدْعَُو وَيَخْدُمُ |
|
وَقَد ْكَانَ مِصْبَاحًا يُضِيءُ بِعِلْمِهِ | | وَيَمْحُو ظَلَامًا في الْبِلادِ يُخَيِّمُ |
|
يَدُ الْغَدْرِ أَرْدَتْهُ قَتِيْلاً بَجُرْمِهَا | | فَيَا وَيْلَهَا مِنْ مَا جَنَتْ وَسَتَنْدَمُ |
|
وَلَاذَتْ سَرِيْعاً بالْفِرَارِ لَعَلَّهَا | | مِنَ الْعَدْلِ وَالِْإنْصَافِ تَنْجُو وَتَسْلَمُ |
|
ولَكِنْ أَتَاهَا اللَّهُ مِنْ حَيثُ لم تَكُنْ | | تَظُنُّ وَلَا تَدْرِي وَلَا تَتَوَهَّمَُ |
|
كَذَاكَ جَزَاءُ الْبَغْيِ يَأْتِي مُعَجَّلاً | | وُعُقْبَاهُ في الْأُخْرَى أَشَدُّ وَأَعْظَمُ |
|
فَيَا مَنْ غَدَا العُدْوَانُ والْغَدْر ُ دَأْبكُم ْ | | لقد نِلْتُمُ خُسْراً وَبِالْخِزْيِ بِئْتُمُ |
|
ومَا قَتْلكُم أَهْل المَكَارِمِ والْهُدَى | | بِمُثْنٍ لِأَهْلِ الحَقَّ عَزْمًا وَيَهْزِمُ |
|
وَيَا أُمَّة الإسلام صَبْراً وَسُلْوَة | | على ماجَرَى وَالْأمرَ لِلَّهِ سَلِّمُوا |
|
وَإِنْ كَانَ مُوتُ الْمُصْلِحِينَ وَفَقْدُهُمْ | | كََمِثْلِ ( ابْنِ مرْعِي ) لِلْفُؤَادِ يُحَطِّمُ |
|
فَإِنَّ لَنَا بِالْمُصْطَفَى خَير َأَُسْوَةٍ | | مُحَمّدٌٍ الْهادي فَنِعْمَ الْمُعَلِّمُ |
|
وَهَذا َابْتِلَاءٌ كَي يُمَحَصَّ مُؤْمِنٌ | | وَيُمْحَقَ قَومٌ لِلظَّلَالِةِ يَنْتَمُوا |
|
وَمَهْمَا تَمَادَى الظَّالِمُونَ بِبَغْيِهِم | | وَعَاثُوا فَسَاداً فِي الْبِلَادِ وَأَجْرَمُوا |
|
فَرَبِيْ لِأَهْلِ الحقِّ والعلم نَاصِرٌ | | كذاك لِأَهْلِ الظُّلْمِ حَقًّا سَيَقْصِمُ |
|
وَمَا اللهُ عن فِعْلِ الطُّغَاةِ بِغَافِلٍ | | ولَكِنْ لَهُمْ يَومٌ عَصِيْبٌ وَمُؤْلِمُ |
|
وَمَهْمَا لِدِين ِ اللهِ كَادُوا وَخَطَّطُوا | | وَرَامُوا بِأَنْ يَطْغَوا وَأَنْ يَتَعَظَّمُوا |
|
فَأَسْلَافُهُمْ قِدْمًا أَرَدُوا سَفَاهَةً | | بِأَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الْإِلَهِ وَيُظْلِمُوا |
|
ولَكِنْ أَتَمَّ اللَّهُ بالحقَّ نُورَهُ | | وَخَابَتْ مَسَاعِي الْمُجْرِمِينَ وَأُرْغْمُوا |
|
خِتَامًا على الشَّيخِ (ابْنِ مرْعِي ) رحْمةٌ | | مِنَ اللهِ تَغْشَى قَبْرَهُ وَتُنَعِّم ُ |