صفحة 2 من 2

(143) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: الأحد 28 جمادى الآخرة 1446هـ (29-12-2024م) 11:33 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(143) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                                          كدتَ
تحدثُ فتنةً!

ذاتَ مرةٍ في يوم جمعة سمعنا المؤذنَ عندنا في (دار
الحديث بدماج)-أعادَ اللهُ لها عزَّتها
وكرامتها وخيرَها وبركتها-رَجَّع في الأذان، ورفع صوته في المرة الأولى.

وهي تقالُ في الشهادتين، المرة الأولى بصوت منخفض،
يُسْمِع الناسَ بصوت منخفض.

فسمعنا والدي الشيخ مقبل رحمه الله يخاطبه في الدرس ويقول: كدتَ تحدثُ فتنةً!

وذلك أنَّ يومَ الجمعة يحضر فيه الناس وبعضهم جاهل؛
فقد يُظَنُّ أنه تغيير لدين الله.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/12/143.html

(144) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: الأحد 26 رجب 1446هـ (26-1-2025م) 7:17 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(144) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                           التحدث بنعمة الله

 

ذكرت لوالدي رَحِمَهُ الله أن امرأة تكثِر من التحدث بنعمِ الله
عليهم في أمور الدنيا، فيتضجر منها النساء، ويرَين أنها تفتخر عليهن، فلم ينكر ذلك
والدي، بل قال: الله عزوجل يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
[الضحى]، ولم يزد على ذلك.


 

قلت: وكلام والدي يُحمل على ما إذا كان هناك مصلحة في تحدث الشخص
بنعمة الله عليه؛ شكرًا لله، كأن يقتدي به غيره.


قال السعدي رَحِمَهُ اللهُ في 
تفسير هذه الآية (928): وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية، ﴿فَحَدِّثْ﴾
أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة. وإلا فحدث بنعم الله على
الإطلاق؛ فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛
فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.


 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/01/144.html

(145) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: الأحد 26 رجب 1446هـ (26-1-2025م) 7:19 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(145) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                     من
تعاون والدي رَحِمَهُ الله معي


 

عن جَارٍ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ
خُوَيْلِدٍ
، أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ
لِخَدِيجَةَ: «أَيْ خَدِيجَةُ، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ اللَّاتَ
وَالعُزَّى، وَاللهِ لَا أَعْبُدُ أَبَدًا»
.

 قَالَ: فَتَقُولُ خَدِيجَةُ: خَلِّ اللَّاتَ،
خَلِّ العُزَّى.

رواه الإمام أحمد
رَحِمَهُ الله (29/467).


هذا الحديث جعلناه في كتابي «
الصحيح المسند من الشمائل المحمدية»، تحت ترجمة: عِنَايَةُ اللهِ عَزَّ وَّجَلَّ
بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَحِفْظُهُ مِنْ عِبَادَةِ
الأَصْنَامِ وَمِنْ أُمُورِ الجَاهِلِيَّةِ.

وهذا من فعل والدي- فقد كانت يده
في يدي في أغلب الأحوال- أثناء ترتيب مواضيع هذا الكتاب، وهو الذي وضعه في هذا
الموضع تحت هذا الباب. رحمه الله بمنِّهِ وكرمه. آمين.

قلت: وقال السندي رَحِمَهُ اللهُ
في «حاشية مسند أحمد»(4/284): « يَقُولُ لِخَدِيجَةَ » قبل النبوة أو بعدها،
والأول أقرب.

«خَلِّ اللَّاتَ» تقريرًا له على
ما قال.

(والأول أقرب) أي: أنه قبل
النبوة، وصنيعنا هنا يدل على ذلك.

 فرحم الله والدي على فهمه الدقيق للأدلة
والسيرة.


 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/01/145.html

(151) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: السبت 5 ذو القعدة 1446هـ (3-5-2025م) 3:08 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(151) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

 

هل الكثرة غير معتبر بها مطلقًا؟

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:
«عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ،
وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ
لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَرَجَوْتُ
أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي:
انْظُرْ. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ
هَكَذَا وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ:
هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
بِغَيْرِ حِسَابٍ» رواه البخاري (5752)،
ومسلم (216).

 

علق الشيخ صالح الفوزان في «شرح فتح المجيد»(1/570)
على أول هذا الحديث، وقال:

 كل أمة تحشر
وحدها مع نبيها، سواء أطاعوه أو خالفوه، يحشرون مع أنبيائهم، يأتون هم وأنبياؤهم،
فمنهم من لا يأتي بأحد؛ لأنه لم يستجب له أحد، ومنهم من يأتي بالرجل بالرجلين،
ومنهم من يأتي بالرهط، فهذا دليل على أن الكثرة لا حجة فيها، إذا كانت الكثرة على
الباطل. اهـ.

 

وهذه فائدة تستفاد من كلام الشيخ صالح الفوزان حفظه
الله على الكثرة التي لا يحتج بها، الكثرة على الباطل، أما إذا كانت الكثرة على حق
فهذا يستدل به على صحة الطريق والسلوك.

وأذكر أن والدي رَحِمَهُ اللهُ كان يستدل بهذا على صحة
دعوة أهل السنة في اليمن؛ لكثرة المستجيبين، وقد سمعته مرة يناقش بعض المتحزبين من
طلابه قديمًا، ويقول: وأنتم من معكم على هذا؟!

أي: ليس معكم أحد.

 وأحد الملبسين
الحزبيين استدل بهذا الحديث، يعترض به على والدي، وهذه شبهة، وفي كلام والدي والشيخ
الفوزان ما يكشفها.

وقال الشيخ صالح
الفوزان في «شرح فتح المجيد»(1/571): ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة،
فالأنبياء منهم من لا يستجب له أحد، ومنهم من استجاب له عدد قليل، والأكثر على
خلافه، فلا يحتج بالكثرة إلا إذا كانت على حق.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/05/151.html

(152) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: السبت 18 ذو الحجة 1446هـ (14-6-2025م) 4:04 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(152) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                            لا يضر

جلس والدي رَحِمَهُ
الله مع صحفي، وفي نهاية الجلسة، قال الصحفي لوالدي: أنا مختلف معك تمامًا.

فقال والدي: خيرًا إن
شاء الله، لا يضر.

علمنا
بالجلسة ولم أشهدها، ولكني سمعت الشريط بعد ذلك، وكان في ضمنه هذه الكلمة التي
نستفيد منها:

حِلْم والدي رَحِمَهُ
الله.

عدم المبالاة
بالمبطلين، رضوا أو غضِبوا.

والذي ذكَّرني بنشر
هذه المقالة، أنني حين ناقشت العبهلية الأقيالية بذلك النقاش المتواضع وبيان مَنهم،
وصلتني رسالة- وللأسف ممن يدعي العلم والسنة-: أختلف مع هذا التشخيص جملة وتفصيلًا.

فكان ردي: لا يضر،
وذكرتُ في الرسالة جواب والدي للصحفي حينما قال له الصحفي: أنا أختلف معك تمامًا،
فقال والدي: لا يضر.  

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/06/152.html

(153) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

مرسل: السبت 18 ذو الحجة 1446هـ (14-6-2025م) 10:56 pm
بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي]
(153) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                  حضور والدي طلاق امرأة

   

كان هناك امرأة من
قريتنا وأقربائِنا تزوجت إلى مكانٍ نائي.

 ولم يُقدَّرْ لها البقاء مع زوجها، فجاء مجموعة
من أقرباء الزوج وأبوه، دون الزوج مع أنه شاب كبير، وحضر والدي المجلس.

 وفارق المرأةَ أبو الزوج نيابة عن ولده، ثم
انصرفوا.

وقد كان والدي
حفيًّا بتلك المرأة؛ لأنها تحفظ القرآن، وطالبة علم مجتهدة.

وقد
أفادنا والدي رَحِمَهُ الله عن حديث:

عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ سَيِّدِي زَوَّجَنِي أَمَتَهُ، وَهُوَ
يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، قَالَ: فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ،
مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُزَوِّجُ عَبْدَهُ أَمَتَهُ، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ
بَيْنَهُمَا، إِنَّمَا الطَّلَاقُ لِمَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ» رواه ابن ماجه(2081).

بأنه ضعيف.

قال: والشيخ
الألباني يحسنه. اهـ.

    والحديث فيه عند ابن ماجه ابن لهيعة.

وينظر الكلام عليه
في «نصب الراية»(8/139)، و«الإرواء» (7/2041).

وقد استدل ابن
القيم رَحِمَهُ الله في «زاد المعاد»(5/254) على أن الطلاق بيد الزوج لا بيد غيره
بما يلي:

 قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب: 49].

وَقَالَ: {وَإِذَا
طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ
سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [البقرة: 231].

قال: فَجَعَلَ
الطَّلَاقَ لِمَنْ نَكَحَ؛ لِأَنَّ لَهُ الْإِمْسَاكَ، وَهُوَ الرَّجْعَةُ.

ثم ذكر حديث ابن عباس
المذكور، ثم أيد معناه، وقال:

وَقَضَاءُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ، وَحَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْمُتَقَدِّمُ، وَإِنْ كَانَ فِي
إِسْنَادِهِ مَا فِيهِ، فَالْقُرْآنُ يُعَضِّدُهُ، وَعَلَيْهِ عَمَلُ النَّاسِ. اهـ.

ولا شك أن الطلاق
خالص حق الزوج، لكنه إذا وكَّل غيره في الطلاق، فالنيابة جائزة فيه.

 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/06/153.html